قضية فلسطين

نحن فلسطينيي الشتات

مازن معروف
لا شك في أن ثمة حائطا من السيليكون بين اسرائيل والعالم. لا شك في أيضا أن جهاز اسرائيل العصبي مختلف بعض الشيء عنا. لذلك لا نستطيع التقاط إشاراتها ولا هي قادرة على ترجمة مشهد الأفواه المفتوحة والقبضات المرفوعة عاليا. المشهد بعد الـpause يبدو كأن الناس على الكوكب يحاولون التقاط شيء ما نازل من السماء. فالرؤوس موجهة الى أعلى. المشهد في غزة معكوس تماما. الناس مطأطئة مخافة ارتطام جسم نازل من السماء برؤوسها. وبين المشهدين، كوكب مقسوم بالسكين قطعتين. على فكرة. ما ترسله إسرائيل الى أطفال فلسطين “عصافير” ترتدي في أقدامها” إسبدرينات” فاخرة. العصافير كتل متحركة. غير أنها تتحول إلى قطع من الفوسفور الأبيض حالما يلامس جسمها الهواء الغزّاوي. الاطفال يحبون العصافير، لذلك وحتى بعد أن تتحول تلك، إلى قِطع من الفوسفور، يؤوونها في أجسامهم. الأطباء لن يفهموا أبدا هذه العلاقة. انتهى. لا يدرسون في الجامعات مثل هذه الأمور. ولا يدرسون الاستراتيجيا. أعني استراتيجيا أن تكون كائنا آداميا بألف سِنٍّ. تمضغ الحقد وتضعه كحشوة في فجوة إحدى الأسنان. حشوة احتياطية. ثم تقوم بتفجيره في وقت لاحق. لماذا؟ لأن الحقد لا يلائمك. ولأنك إذا فجرته، فستقتل إرهابيا مختبئا داخل السن المجاورة. أصلا ماذا تعني الكتابة أمام طفلة اخترقت رصاصة ظهرها وخرجت من بطنها؟! الطفلة تبتسم. وهي حية. إلا أن جسمها سوف يظل مرخيّا الى آخر العمر. ليس شللاً بل لأنها تريد أن يأتي خيط يربطها. الثقب موجود، وما على الخيط إلا الدخول. إذاً، أن يدخل الخيط لتصبح هي طائرة من النايلون. يبقى علينا نحن فلسطينيي الشتات أن نحمل آلاف أقلام التلوين الزرقاء لنعيد الى السماء لونها. الأمر بسيط. أن نخرطش فقط. لكن مع الحرص على ألا نخرطش الحياة، من طريق الخطأ. على كل حال، ليس أمرا سيئا أن نخرطش الحياة. ربما استطعنا أن نرسم مستشفى نقالا يحمل في بطنه آلاف الألوان التي تستطيع مواراة الأطفال وراءها. وربما صار الصراع في فلسطين لعبة غمّيضة لا غير. أعتذر. تذكّرتُ أن الغمّيضة جزء أساسي من الحرب في غزة. غير أن الشهداء لا يتقنونها جيدا بعكس البعض المحترف هذه اللعبة. على كل حال، فاللعبة مطلوبة. لكن، أفترض، باستراتيجيا أكثر صحة. في المناسبة، لا أختلف كفلسطيني أولا مع أحد حول دموية إسرائيل. لكن لا أحتاج أيضا الى من يصرّ على تذكيري بهذا الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى