صفحات سورية

باحث سوري يدعو قادة محور الممانعة إلى عدم الدخول في مواجهات عسكرية باسم المقاومة

null
دعا كاتب وباحث سوري حكومات وقادة محور الممانعة في العالم العربي إلى عدم الدخول في مواجهات عسكرية باسم المقاومة حينا والجهاد أحيانا أخرى تدفع ثمنها الشعوب المغلوبة على أمرها، وطالبها باحترام حرية الرأي وفتح المجال أمام الكتاب والمثقفين لإبداء رأيهم بشأن المقاومة وشروطها ومحدداتها والإقلاع عن تخوين الكتاب بناء على رأي يكتوبنه في المقاومة أو في غيرها من الموضوعات العامة.
ووصف الكاتب والباحث السوري لؤي حسين في تصريحات خاصة لـ”قدس برس” تصنيف الكتاب والمثقفين في العالم العرب إلى كتاب وطنيين وآخرين عملاء بأنه تصنيف هدام لا يقدم شيئا لمطلب النهضة العربية، وقال “أي تصنيف يخندق الكتاب والمثقفين بين خندقين أو أكثر هو تصنيف هدام لا يقدم شيئا للنهضة العربية، فاتهام الآخرين بالخيانة والعمالة فيه قمع لتعددية الآراء، أنا لا أقول إن جميع الكتاب هممن الوطنيين، ولكنني مع حق أي كاتب في ابداء وجهة نظره في كل موضوعات الشأن العام، فالمثقف لا يشتغل كالجندي في المعركة، وإنما التعدد مطلوب وضروري في مثل هذه القضايا”.
وهاجم لؤي حسين بشدة ما وصفه بـ “انسداد آفاق التعبير عن الرأي” في سورية أمام الكتاب الحداثيين ممن لا يصنفون على محور الممانعة، وقال: “لا شك أن إسرائيل هي العدو الأول للعرب، ولكن المشكلة تكمن في كيفية مواجهتها، هل نواجهها بقمع الأصوات الحرة ومنعها من التمكن من المنابر العمومية، حيث أن عددا من الكتاب هنا في سورية مثلا ممنوعون من الكتابة في الصحف الداخلية، وأنا شخصيا لم أجد مكانا إعلاميا واحدا أكتب فيه رأيا ناقدا لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على حد تعبيره.
وانتقد حسين فكرة الممانعة واعتبرها خيارا انهزاميا يعكس عجز العرب عن الفعل، وقال: “الممانعة هي موقف سلبي من حيث أنها تمثل رد فعل على فعل، وهي أسلوب للتمسك بأصول قائمة، وسيان في ذلك بين تيارات الممانعة الأصولية واليسارية والقومية، والممانعة تغمض العين عن مواجهة مشاكلنا الداخلية، مثل الأمية والقمع وغير ذلك من القضايا، فتيارات الممانعة المختلفة تريد المحافظة على مواقعها السياسية وسلطاتها الثقافية من خلال التذرع بالعدوان الخارجي السياسي والثقافي، أما التيارات المصنفة ضمن الاعتدال أو الحداثة فهي الأقدر على المبادرة والفعل لنكون أندادا وليس فقط ردات فعل”.
وأشار حسين إلى أن المنتصر الوحيد في حرب غزة الأخيرة هو إسرائيل وليس المقاومة كما يقول قادة تيار الممانعة، وقال: “نحن نعتبر العقل سيدنا، ولذلك ندعو للاحتكام إليه، وعليه أعتقد أن إسرائيل خرجت منتصرة من حربها الأخيرة على غزة، فقد فتتت العرب أحلافا ومحاور وتكتلات، وأنهت القضية الفلسطينية بتقسيمها إلى غزة والضفة والشتات، هذا هو الأمر الواقع وما دون ذلك خطاب حربجي لا سند له على الواقع”.
ونفى حسين أن يكون انتقاده للمقاومة حتى في وقت الحرب خيانة للوطن، وقال: “انتقاد المقاومة أو الجهاد هو حق بل وواجب ووطني، فعندما يكون أحد شركائي يغامر بمصالحي ووطني فعلي أن أقول له بأنه مخطئ وأن أقول له بأن الطريق الصحيح هو غير ذلك، فشعار “لا صوت يعلو فوق صوت البندقية” شعار ولى وانتهى زمنه، وإسرائيل تفوز علينا في الحروب لأن لها أجهزة تنتقد زمن الحرب، في حين لم أجد أنا صحيفة واحدة أكتب فيها رأيا عن “حماس”، حتى خلت أن الأمر يتعلق بمقدسين، ولذلك فإن المطلوب أن ننزع القداسة عن المقاومة والجهاد وإخضاعهما لحسابات الربح والخسارة”.
وعما إذا كان يعني بذلك دعوة لقادة تيارات الممانعة بالكف عن الزج بالشعوب في معارك حربية، قال حسين: “ليس مطالبتهم فحسب، بل علينا مقاومتهم فهم أصحاب مطامح للنفوذ في المنطقة، فالمقاومة يجب أن تكون لها سياقاتها المحسوبة، وعلينا أن ننتقد المقاومة والجهاد وتصويبهما والعقل هو سيدنا في كل ذلك”، كما قال.
المصدر:خدمة قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى