صفحات سورية

هل فتح الفضاء للمعارضة السورية؟

null
يامن سرميني
تبادر إلى ذهني هذا السؤال، وأنا أقرأ نبأ الإعلان عن قناة الكرامة، عبر مقابلة شيخ المعارضين السوريين في باريس، عبد الحميد الاتاسي، عضو اللجنة المركزية الفخرية على ما أعتقد، في حزب الشعب الديمقراطي المعارض في سورية. وكان لابد لأبي كمال أن يعلن تمايز الفضاء المعارض بين فضاء علماني وآخر لا علماني. استغربت هذه النبرة العلمانية لدى أبو كمال في الحقيقة، وظني تماما أن أحد الأطراف المهمة والقائمة على القناة إشرافا وقضايا أخرى ليست علمانية، وإن كانت ديمقراطية، وهي قوة إسلامية بامتياز. كان مفهوما تماما من الرفيق أبو كمال أن يعتبر القناة ليست منبرا لعبد الحليم خدام، وهذا مفسر وغير مبرر أيضا، ولكن من غير المفسر والمبرر أبدا أن تكون القناة تحت خط أحمر هو عدم استضافة الأخوان المسلمين السوريين لكونهم يغردون لوحدهم دوما، وعلى فرض أن هذا صحيح هل مطلوب منهم أن يتفقوا مع أبي كمال حتى يحن عليهم ويخرج صورة أحد أعضاءهم على هذه القناة؟ وجدت أبي كمال يتحدث بوصفه مديرا للمحطة! و الأهم من كل هذا أن تفتتح القناة ويصبح هنالك صوتا أضافيا للمعارضة السورية. ومشكورة جهود كل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا العمل. أعتقد لو كنت مكان أبي كمال لدعوت الجميع ليتحدث عبر هذه الشاشة حتى رجال السلطة أنفسهم. وما الضرر في ذلك؟ وأتمنى أن يكون تصريح الأتاسي غير جاد أو تعبير عن فورة غضب؟
نأتي الآن لقناة زنوبيا، التي افتتحت منذ أكثر من أربعة أشهر في بث متقطع نتيجة للتشويش على القناة كما يقول المشرفين عليها. وهي الآن متوقفة عن البث وستعود قريبا كما يقول موقع القناة على الأنترنت. ملاحظة أولى نسجلها أن القناة كانت تعد بمساحة من الحرية كانت واعدة ومفاجئة بالنسبة للكثيرين. وقد تحدثت بعض الأوساط المعارضة أن القناة بدأت تشاهد على نطاق واسع في سورية. وليسمح لي بعض الأصدقاء من الذين يعملون في هذه القناة، فقد قمت بتحرياتي الخاصة، وما دفعني فعلا إلى هذا الأمر هو مساحة الحرية داخل برامج هذه القناة، وحرصها على استضافة أي صوت سوري معارض، وغير معارض حتى، والمثال أنني في أحداث غزة شاهدت أكثر من حلقة يتبنى ضيوفها تقريبا موقف حركة حماس. وضيوف يتبنون موقف السلطة الوطنية الفلسطينية. كما علمت أن بعض العاملين قد وجهوا دعوات لمسؤولين في السلطة السورية، ولكنهم لم يتلقوا جوابا. مساحة الحرية هذه لا نعتقد أنها كانت موجودة في أي قناة ناطقة بالعربية. ما سمعته من خلال هذه التحريات الخاصة، أن مدير القناة السيد جهاد خدام، لا يتدخل في عمل معدي ومقدمي البرامج وخاصة لجهة ما يريدون طرحه في برامجهم. وهذه نقطة هامة تسجل للرجل. ولكن الفوضى عارمة في دهاليز القناة كما يشاع نتيجة للارتجالية في بعض القرارات ونتيجة لبعض العلاقات الشخصية التي لا تمس جوهر العمل واحتياجاته. حيث قيل لي أن هنالك إحدى العاملات في المحطة ما لها لا يعطى لغيرها رغم أنها بلا أية خبرة سوى أنها مقرية من أحد عناصر الإدارة، وباتت تحل وتربط، وتسببت في فصل أحد المديرين من المحطة، وبعض العاملين أيضا، وكل من تكرهه يصبح بين ليلة وضحاها خارج العمل. وهذا ما خلق جوا من الإرباك وخاصة عند العاملين في المحطة عموما والسوريين خصوصا، والذين يقولون أنهم وضعوا أرواحهم على كفهم كما سمعت من أحد المذيعين، خاصة أنهم يعبرون عن سخطهم أنها تتلقى دخلا عاليا جدا قياسا لما تقوم به من أعمال. ويبدو كما يشاع أيضا أن كلمتها في المحطة لا تناقش. على أن معلوماتنا هذه توضح أن هذا العمل إذا كتب له الفشل فليس لأسباب مهنية أو تتعلق بحرية الرأي والرأي الآخر، ولا بدرجة المصداقية، وإنما بحضور الجانب الشخصي في بعض من عمل الإدارة. ويستشهد الرجل بآخر حادثة قامت بها العاملة أنها انتحلت صفة ليست لها أمام هيئة أوروبية. ومع ذلك ورغم ما سببته من إساءة للمحطة لازالت تحتفظ بامتيازاتها، ودون عمل يذكر! لهذا نتمنى من القائمين على المحطة تلافي مثل هذه الأمور بأسرع وقت ممكن لكي نرى عملا يتناسب مع طموحات القائمين على أهدافه الفكرية والسياسية. ونشرنا لهذا إنما هو من باب الحرص الضاغط كي لا تفقد المعارضة السورية هذه المساحة الفضائية ولأسباب شخصية. بعد هاتين المداخلتين النقديتين ومن موقع الحرص على قناتي زنوبيا والكرامة، نعود إلى سؤال البداية” هل فتح الفضاء للمعارضة السورية؟
نعتقد نعم وببساطة وبعد مداخلتنا هذه نقول كيف للمعارضة السورية أن تستفيد من هذا العمل وتقدم نموذجا راقيا من المهنية والشفافية والمصداقية، وتبادل الآراء مهما كانت لأن أي سوري من حقه الظهور على أي منبر سوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى