أين الجيش السوري من الحرب الأسرائيلية على لبنان؟
فراس سعد
جيشنا السوري الذي نحبه قليلاً بسبب ضباطه الذين قال عنهم الرئيس حافظ الأسد في لقاء شخصي مع أحدهم أنهم ” كانوا أوادم ” هذا الجيش الذي صار ضباطه متمرسين بكرع الويسكي و العرق لدرجة أننا سنطلب من الأخ جهاد نصرة قبولهم في حزب الكلكة علّه يصبح أحد أحزاب الجبهة و ربما تفوق على مجموع تلك الأحزاب عدة و عديداً.
الجيش جيشنا الذي نحب رغم كل شيء , هذا الجيش الذي كانت له بطولات مشهوده منذ حرب 1948 و حتى حرب 1973 و من بعد ذلك في أماكن متقطعه من حرب 1982 لاسيما في معركة السلطان يعقوب اعتكف بعدها عن القتال و عاد إلى ثكناته ليشرب المتة و يتدرب على النوم انتظاراً ليوم القيامة .
جيشنا الذي نحب الذي كان طيرانه فوق القرى و المدن يبعث البهجة في النفوس و العنفوان في النفوس لم تعد طائراته ترضى التحليق فكل ما في بلادنا ارتضى الزحف على ركبه و صارت الأعالي تذكر بالكرامة و الحرية و هما عملتان ممنوعتان في سورية بموجب قانون الطوارئ و قوانين الحفاظ على الكراسي المستظرفة – على وزن الأواني المستطرقة–
يا جيشنا الحبيب يا حامي الحمى أليس من مجنون فيك يمتطي طائرته و يقصف حيفا ؟ أليس من مختل عقلياً فيك يطلق صاروخاً باتجاه الجولان أو الأراضي المحتلة؟ تقاتل في كل مكان و تنسى أرض الجولان أرضك .
هل نصدق ما يقوله البعض أن الحرب على لبنان حرب اسرائيلية سورية ؟
هل يتشفّى بعض السوريين الذين كانوا في لبنان و طردوا منه لأنهم أساؤوا إليه , بما يجري الآن في لبنان من تدمير و قتل و فرم للحوم الأطفال ؟ هل يبقى لبنان كرة قدم يشوطها فريقان – سورية و أسرائيل- يتنافسان على بطولة العالم في الحماقة و الأنتقام و النهب ؟
و إلا ماذا يعني هذا الصمت السوري المطبق الصمت غير المسبوق؟ هل هو صمت المتشفي الحاقد ؟ هل هو صمت الجبان الرعديد ؟ هل هو صمت المتربص باسرائيل ؟! أم صمت من يحرك الخيوط عن بعد و يضع مشاعره في الثلاجة ؟
-2-
يقول بيان لحزب البعث السوري أنه مستعد لمساعدة حزب الله ؟ كيف يساعده ؟ بإرسال متطوعين ؟ بإرسال أسلحة ؟ بأرسال أموال و عتاد ؟ ماذا عن لبنان ؟ لبنان هو الذي تعرض للتدمير و ليس حزب الله , لماذا لم يشر حزب البعث إلى مساعدة لبنان و إعادة أعماره ؟
أم أن الأمر كلام بكلام , الدليل أن الحكومة السورية أعلنت عن فتح المطارات السورية لمساعدة لبنان بعد أن تمّت عملية نقل الطائرات المدنية اللبنانية إلى مطارات قبرصية و أردنية , و لو أن الحكومة السورية كانت جادة في مساعدة لبنان لأعلنت منذ اليوم الأول لاشتعال المواجهات عن نيتها , لكن كيف تعلن رغبتها بمساعدة لبنان و هي ماتزال تشتم السنيورة و تصفه بالعبد ؟ و ماتزال تفور بالحقد على الشعب اللبناني الذي طرد الجيش السوري من أراضيه ؟!
الجيش السوري الذي نحب لماذا لا يقصف البوارج الأسرائيلية القريبة من طرابلس مثلاً التي تصطاد المواطنين اللبنانيين ؟ جيشنا الذي نحب لماذا لا يقصف الطائرات الأسرائيلية ليس فقط دفاعاً عن لبنان و لكن انتقاماً من الطيران الأسرائيلي الذي حلّق فوق قصر الرئاسة في اللاذقية ( أياً كان موقفنا السياسي من رئيس الجمهورية , فلا بد من التفريق بينه و بين مقام الرئاسة و كل ما يخص و يتبع هذا المقام , يمكن أن نعارض رئيس الجمهورية و نختلف و نخالفه سياسياً لكننا لا يمكن أن نتهاون في التعرّض لمقام الرئاسة لاسيما في حال كان من يتعرّضه عدو للشعب السوري , مقام الرئاسة أحد مكونات السيادة الوطنية و هو أساس ثابت , أما الرئيس فيمكن أن يكون أي سوري و هو شخص متبدّل )
-3-
قتلنا الذل نحن السوريون , قتلنا الخنوع و الأستسلام , لم يعد مسموحاً للسوري أن يرفع رأسه أو أصبعه بالأعتراض أو الكلام , لم يعد قادراً أن يقول لا حتى للعدو القومي لعدو الوطن , فلقد جعلت منّا ” نعم للقائد الأبدي” ” نعم للحزب القائد ” جعلت منا مسوخاً و أقزام و خِرق , فكيف نتعلم أن نقول لا ؟
ليبس سوى العدو يعلمنا كيف نقولها
فليأتِ العدو ….. علّنا نستطيع رفع رؤوسنا , علنا نستطيع حمل البنادق فنعود رجال .