تقرير عن دور النساء في المعارضة السورية
النساء تلعبن دوراً متزايداً في صفوف المعارضة السورية
معهد صحافة الحرب والسلم
لكن وكما يبدو لا يزال أمامهن الكثير من العوائق في انخراطهنّ في العمل السياسي.
فداء الحوراني (51 سنة) أصبحت رمزاً للمعارضة السورية بعد صدور حكمٍ قضائي بحقها في السنة الماضية يقضي بسجنها 30 شهرا مع عدد من زملائها الناشطين، في محاكمةٍ قال عنها المراقبون أنها ذات دوافع سياسية.
المرأة الوحيدة بين اثنا عشر ناشطا ديمقراطيا كانوا قد وقفوا أمام المحكمة في أواخر شهر أكتوبر من السنة الماضية، حوراني وكما وصفتها المقالات في مواقع المعارضة “كانت تقف كالنجمة بين أحد عشر كوكباً”.
تمت إدانة الناشطين في محكمة الجنائية الأولى بدمشق ووجهت لهم تهم مبهمة وغير واضحة مثل ” إضعاف الشعور القومي” و “نشر أخبار كاذبة مبالغ فيها من شأنها توهين نفسية الأمة”.
أثناء الدفاع أمام المحكمة دعت حوراني إلى المزيد من الحرية في سورية.
“وطالبت بإلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1963، والمحاكم العسكرية وإطلاق الحريات العامة، خصوصا حرية التعبير التي اعتبرتها شرطا أساسيا في تحسين ظروف حياة المواطن السوري” هيومان رايتس واتش.
حوراني الطبيبة النسائية، رئيسة المجلس الوطني لإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، وهي مظلة لإتلاف المعارضة وحركات التغيير الديمقراطي في سورية.
يقول المراقبون أن محاكمة حوراني فتحت نقاشا في سورية عن دور المرأة في المعارضة.
“بسبب حوراني وغيرها من الناشطات، النساء أصبحن أكثر ظهورا وتأثيرا في الحياة السياسية” قال مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير شريك منظمة مراسلون بلا حدود العالمية.
ويضيف السيد درويش: إن المرأة في سوريا هي الأكثر نشاطاً في الحياة السياسية مقارنة بالدول العربية الأخرى، وبأن محاكمة حوراني هي عبارة عن “رسالة تحذير” للمعارضة بأن الحكومة سوف تقمع كل خصومها “بغض النظر عن كونهم نساءً أو رجالا”.
هذا وفي ظل عدم وجود إحصاءات رسمية لنسبة مشاركة المرأة بالنشاط السياسي، إلا أن دراسة جديدة قام بها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير تظهر بأن 10% من الذين حرمتهم السلطات من حقهم في مغادرة البلاد هن من النساء.
إن هذه الأرقام يمكن أن تؤخذ كمؤشر على الدور الذي تلعبه النساء في صفوف المعارضة، حيث أن منع السفر عادة ما يتخذ كإجراء عقابي ضد الأفراد الناشطين في مجال حقوق الإنسان والجماعات المطالبة بالتغيير الديمقراطي.
يقول المراقبون أن قادة المعارضة من النساء غالباً ما يكن بنات لشخص سياسي بارز، فعلى سبيل المثال والد حوراني السيد أكرم الحوراني كان قائدا اشتراكيا محنكاً، ويُعتقد أن مكانة والدها السياسية كان عاملا مهما في انتخابها كرئيسة للمجلس الوطني لإعلان دمشق في كانون الأول عام 2007 ، خصوصا كونها لم تلعب أي دور بارز في المعرضة قبل ذاك التاريخ.
كما أن هناك مثال آخر من الجدير ذكره وهو سهير الأتاسي الرئيسة السابقة لمنتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي الذي أسسه والدها جمال الأتاسي في عام 2000 حيث كان واحدا من أهم الأماكن التي تجمع النشطاء السياسيين في المعارضة قبل أن تغلقه السلطات في عام 2005 .
حتى الآن وبالرغم من هذه الأرقام إلا أن بعض المراقبين يرون بأن دور المرأة في المعارضة لا يزال رمزياً.
الناشطة الحقوقية رزان زيتونة ذكرت في مقالة لها نشرت في أحدا مواقع الإنترنت المحلية، أن عدد النساء السوريات في المعارضة لا يزال منخفضا نسبياً، ويخشى الكثيرون أن محاكمة حوراني قد تكون عاملا غير مشجع للمرأة السورية لانخراطها بالحياة السياسية.
تقول زيتونة: إن الاضطهاد السياسي والتمييز الاجتماعي ضد المرأة يجعلها غير مهتمة بالانضمام لصفوف المعارضة “إن المرأة تواجه معركة مزدوجة الأولى هي ضد السلطات والثانية هي ضد عائلتها والمجتمع بشكل عام”
هذا وترى الناشطة ناهد بدوية انه بينما بدأت النساء تنشط في مجالات عديدة منها الثقافية والصحافية والعملية إلا أن المعارضة لم تتمكن من اجتذابهن، لأن هناك تصورات مسبقة بان المناصب القيادية في المعارضة هي من نصيب الرجال.
كما أشارت بدوية إلى أن الناشطات السياسيات في سورية هن أكثر قلقا بخصوص القضايا الاجتماعية مثل جرائم الشرف، وقانون الحضانة والعنف الأسري.
وأضافت، كون سورية تفتقر إلى وجود مجتمع مدني فاعل فإن النساء عموما لم يعتدن على المشاركة في الشأن العام وعلى وجه الخصوص الشأن السياسي.
عن معهد صحافة الحرب والسلم
ترجمة: رامي نخلة