صفحات من مدونات سورية

كاتالوج

تروّ يا صديقي
وأنت تقرأ التعليمات المثلى
في التعاطي معي
فأنا ، ورغم أني أحيا ” معي ”
منذ سنين طويلة ..
لا زلت أحيانا ً لا  أجيد التعامل ” معي ”

أدرك ان مهمتك ليست سهلة ،
وأنني عوالم من التناقضات
تاريخ من الحزن والحب
وسنين حياتي على قلتها  تحتوي الف ألف حكاية ..
اود أن أحكيها للطفل الذي فيك

واتفهم تماما ً ..
أن عجلة أيامي تدور أسرع مما اعتدت قليلا
وأنني كائن معجون بالطاقة والتوقعات
ان لي أحلاما ً لا تفهمها ..
وأمالا ً وردية ..
عن عالم لم تنهل يوما ً من جماليته
وربما .. لهذا كله ..
اطلب إليك ان تتمهل

امسك بيدي بإحدى يديك
واحتضن جسدي باليد الأخرى
قد أنت الرقصة .. على الإيقاع الذي تريده
لكنني استحلفك بروح الموسيقا .. ان تكون لينا ً معي ..
أن تراقصني بهدوء ..
علمني خطوات الحياة معك .. برفق
كأننا سنرقص معا ً إلى الأبد
احفظ .. رموش عيني ّ بتمهل
كأن لدينا العمر كله .. لنتحاور بالعينين فقط

تمهل
كي لا أشعر أنني إحدى مهماتك ..
وأنك ستتوقف عن الشغف بي
يوم تنجزني
كن غامضا ً
كي أشتهي نزع اوراقك واحدة واحدة
وأكتشف الجمال في عريك
كن بعضا ً من سر ..
بعضا ً من حلم ..
فانا متعبة .. من المعلومات الجاهزة
والعلاقات الجاهزة
والأشخاص المعلبين
كن تغييرا ً .. لأكبر بك

تمهل
كي لا أشعر أننا ” فئران ”
ندرس احتمال التزاوج بيننا
لا تطاردني سريعا ً .. بحلقة خاتمك
فتلذ لي نعمة الحرية
اصبر على جرحي الأخير .. ليندمل
فأهديك قلبا ً كاملا ً .. لا أشلاء ً مبعثرة

تفهم .. مخاوفي ،
أرقي ..
عاين خلف القوة ..
ضعفي .. الذي لا زلت أخشى ألا تقبله …
او لا يقبلك

عش
واثمل بيومنا ..
علنا نستطيع الاحتفاظ بالاشتعال الأول .. أكثر فأكثر
لا تقتحمني .. أرجوك
انتظر حتى افتح لك
بابا ً إلى العمق
وأقودك راضية مرضية
إلى كهوف وحدتي

يا صديقي ..
إذا كنت تبغيني قليلا ً ..
امهلني من الوقت .. قليلا ً ..
قليلا ً فقط
لأستعيد من انا
فأعرفك بها

مرسيل
18/12/2009
http://www.marcellita.com/

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى