صفحات ثقافية

التشيكي والألماني والمغربي والسوري الأفلام الفائزة في مهرجان دمشق

null
راشد عيسى
اختُتم مهرجان دمشق السينمائي أمس الأول بإعلان الجوائز في حفل أقيم في دار الأوبرا السورية. وربما كان الحدث الأبرز في الحفل رفض المستشار الثقافي الإيراني بدمشق مصافحة نجمتين سلّمتاه بالنيابة جائزتين للفيلم الإيراني »أغنية العصفور الدوري« من إخراج مجيد مجيدي، الأولى جائزة أفضل ممثل التي حازها بطل الفيلم رضا ناجي، وأحجم المستشار الثقافي عن مصافحة الممثلة المصرية سوسن بدر التي سلمته الجائزة، أما الثانية فكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيراني نفسه، وحين همّت النجمة اليونانية كاترينا ديفاسكابل بمصافحة المستشار أخذ الجائزة وأحجم عن مصافحتها، فرفضت بدورها تقديم باقة الورد التي كانت تقدم تلقائياً لكل الفائزين، وظهر أنها تردّ على تصرف المستشار، حين قالت إنها تود أن تحتفظ بالورد لنفسها.
الجائزة الذهبية في مسابقة الفيلم الروائي الطويل حازها الفيلم التشيكي »قوارير مستعادة« لمخرجه جان سفيراك (راجع »السفير« ٨ تشرين الثاني الجاري). أما الجائزة الفضية فقد ذهبت إلى الفيلم الألماني »براعم الكرز« للمخرجة دوريس دوري. والفيلم يحكي عن زوج مسن يكتشف بعد وفاة زوجته أنه لم يتمكن من معرفة زوجته كما يجب، ولم يعبر عن عواطفه نحوها بالطريقة الصحيحة، ولا يلبث أن يشعر بمزيد من المعاناة والألم حين يكتشف حجم التضحيات التي قدمتها الزوجة من أجله. ولذلك يكرس آخر أيام حياته لتحقيق الأحلام التي لم تتمكن زوجته من تحقيقها فيسافر إلى طوكيو للاحتفال بذكراها خلال مهرجان تفتح أزهار الكرز.
الجائزة البرونزية ذهبت للفيلم المغربي »قلوب محترقة« من تأليف وإخراج أحمد المعنوني. الفيلم يحكي عن شاب مغربي مقيم في فرنسا يعود إلى المغرب لزيارة خاله الذي يشرف على الموت، وهو ينوي مساءلة ذلك الشخص الذي تبناه بعد فقدانه لوالدته. إلا أنه يجد نفسه مرغماً على الغوص في ذكريات أليمة، يتلقى إثرها النصيحة بأن يكف عن الحفر في الماضي، وأن يتطلع إلى المستقبل. أما جائزة مصطفى العقاد للفيلم الطويل فحازها الفيلم الكولومبي »كلب يأكل كلباً« سيناريو وإخراج كارلوس مورينو. والفيلم رحلة رهيبة إلى عالم الجريمة المروع في كولومبيا.
اللافت في هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي ابتكار لجنة خاصة لمسابقة الفيلم العربي، رأسها دريد لحام، وبعضوية كل من فاطمة خير من المغرب، والفنانة لبلبة من مصر، وإلسي فرنيني من لبنان، وبسام الذوادي من البحرين. أما الأفلام العربية في المسابقة فلم تتعد السبعة أفلام، هي »مال وطني« من الجزائر، و»صياد اليمام« و»خلطة فوزية« من مصر، »جنون« من تونس، »عيد ميلاد ليلى« من فلسطين، و»حسيبة« و»أيام الضجر« من سوريا. وفي الوقت الذي اعترف السوريون أنفسهم بسوء مستوى »حسيبة« لريمون بطرس، هو الذي لم ينل سوى تنويه بالممثلة سلاف فواخرجي عن دورها في الفيلم، نقل عن مناقشات اللجنة استماتة رئيسها دريد لحام في انتزاع جائزة لعبد اللطيف عبد الحميد عن فيلمه »أيام الضجر« في مواجهة أقطاب لجنة الأفلام العربية، ومن الواضح أن اللجنة مركبة بحيث تحسم الجائزة لصالح السوريين. الأمر الذي يصعب حدوثه مع لجنة تحكيم الفيلم القصير التي رأسها الألماني رونالد تريش، الذي شغل من قبل منصب مدير مهرجان لايبزغ الدولي للأفلام التسجيلية وأفلام الرسوم المتحركة، وقد شهد زملاؤه في اللجنة أنه كان ألمانياً بالفعل في التحكيم. ذهبية الفيلم القصير ذهبت للقبرصي ـ اليوناني »تعليمات«، والفضية للجزائري »أختي« سيناريو وإخراج ينيس كوسيم، والبرونزية للصربي »الأرجوحة«، كما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير فيلم »خبرني يا طير« للسوري سوار زركلي.
جوائز بالقوة
جائزة أفضل فيلم عربي إذاً ذهبت لـ»أيام الضجر«. وبحسب مصدر مطلع على مناقشات التحكيم فإن الجائزة انتزعت من الفيلم الفلسطيني »عيد ميلاد ليلى« لرشيد مشهراوي. وإذا كان الفيلم الفلسطيني ذا مقصد واضح ومتماسك، على بساطته، فإن الفيلم السوري، على بساطته أيضاً، غير مفهوم، وقد خرج كثيرون من الفيلم يتساءلون ماذا يريد الفيلم؟ دريد لحام كان نوّه، حين سلّم الجائزة لعبد الحميد، بأن اللجنة لاحظت أن تُوائِم بين ذوق الجمهور وذائقة النخبة والمهرجانات، لكن هذا التنويه بذاته يعكس سجالاً حاداً بين المتحزّبين لسذاجة »أيام الضجر« الجماهيرية ونخبوية غيره. شخصياً رحت أسرد لنفسي، لعلّي أفهم، حكاية »أيام الضجر«: عائلة مساعد في الجيش تسكن على الجبهة، قرب ثكنة عسكرية في العام ،١٩٥٨ أي في بداية عهد الوحدة المصرية السورية. رب الأسرة، المساعد، يمضي في مهمات عسكرية استطلاعية داخل فلسطين، حينذاك وحسب تغدق عليه القيادة ما تحرمه إياه حين يعود. لكن تأزم الأحوال السياسية والعسكرية في المنطقة يدفعها إلى حافة الحرب؛ الرئيس اللبناني كميل شمعون يستدعي الأسطول الأميركي السادس إلى شواطئ لبنان، الولايات المتحدت تدعم الحكومة اللبنانية (من المفروض أن نلاحظ الشبه بين تلك الأيام والمرحلة الراهنة)، الاتحاد الهاشمي، وحلف بغداد الذي يهدد الوحدة السورية المصرية.. كل ذلك، بالإضافة إلى غياب الأب المساعد في مهمة عسكرية، يدفع إلى ترحيل أسرته إلى الضيعة. هناك سيشعر الأبناء بالضجر، وهذا هو معنى الضجر في عنوان الفيلم، إن الاستعمار من شأنه أيضاً أن يصيبنا بالضجر. سوى ذلك سنجد أجواء عبد الحميد نفسها؛ اللهجة، والقفشة الكوميدية المنفصلة عن سياقها (مثلاً رحت أتأمل طويلاً في مشهد مطاردة الدجاج المضحك ولكن الذي بلا معنى). نعرف أن هناك من سيفسر الإجهاض المبكر للمرأة على أنه إجهاض للوحدة وللأحلام (ولا أدري إن كان أربعة أطفال لها نجوا من الإجهاض يمثلون انتصارات أربعة!)، وأن الفيلم عميق في بساطته، وأن التصوير مبهر (مدير التصوير إلزو روك)، ولكن ماذا يعني التصوير الجيد لسيناريو بلا هدف؟
فيلم مشهراوي »عيد ميلاد ليلى« فيلم عادي، لكنه مفهوم، أقرب إلى جولة بانورامية في مدينة رام الله القابعة تحت الاحتلال، وتحت حكم العسكر، والأوضاع الاجتماعية والمعاشية الصعبة. يتخذ الفيلم ذريعة لذلك سائق تاكسي يحاول أن يعود إلى بيته مبكراً ليحتفل بعيد ميلاد ابنته، وفي سبيل ذلك يمرّ بمصاعب عديدة؛ القصف، وغلظة بعض الركاب، وسوء أحوال بعضهم الآخر، ثم مشكلته هو كقاض عاطل عن العمل يشغل نفسه بالعمل كسائق. الفيلم يبدو كوثائقي يرصد أحوال المدينة، وكمرافعة غاضبة ضد احتلال سماء المدينة. يوجه السائق غضبه إلى »فوق، وتحت، وجوّا، وبرّا..«، في محاولة لإدانة العالم بأسره وتحميله مسؤولية ما يجري في المدينة.
لا ينبغي أن تعقد المقارنة فقط بين »أيام الضجر« و»عيد ميلاد ليلى«، فالذين شاهدوا الجزائري »مال وطني«، والتونسي »جنون« تحدثوا عن أفلام عالية السوية. لكن لا ندري ما المغزى من دفع المغربي »قلوب محترقة« إلى مسابقة الفيلم الروائي الطويل، لا إلى مسابقة الأفلام العربية، وهو الحائز برونزية المسابقة، هل لإزاحته من طريق »أيام الضجر«، أم لإزاحة المغرب من الخارطة السينمائية؟!

السفير(دمشق)
الذهبية للتشيكي قوارير مستعادة وأفضل فيلم عربي السوري أيام الضجر
الجمل- أحمد الخليل:
كرم مهرجان دمشق السينمائي في حفل الختام مساء الثلاثاء (11/11/2008) كل من الفنانة السورية سوزان نجم الدين، الفنانة الراحلة مها الصالح، الكاتب والصحفي حسن م يوسف، مدير الإنتاج السينمائي يوسف دك الباب، الفنانة فاديا خطاب، مدير التصوير المصري ماهر راضي، المخرج الفرنسي ورئيس لجنة تحكيم المهرجان ايف بواسييه..
الجوائز:
الفيلم القصير:
– جائزة لجنة التحكيم الخاصة منحت للفيلم السوري (خبرني يا طير) إخراج سوار زركلي
– الجائزة البرونزية ذهبت للفيلم الصربي (أرجوحة طفل).
– الجائزة الفضية للفيلم الجزائري (ختي) إخراج ينيس كوسيم.
– الجائزة الذهبية للفيلم القبرصي (تعليمات) إخراج كوستاس بيريدز.
جائزة الفيلم العربي نالها الفيلم السوري (أيام الضجر) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
جوائز الأفلام الطويلة:
– نوهت اللجنة بأداء سلاف فواخرجي في فيلم حسيبة وبأداء الهام شاهين في فيلم(خلطة فوزية) وببطلة فيلم قوارير مستعادة (التشيك) وبطل فيلم براعم الكرز (ألمانيا).
– جائزة أفضل ممثل ذهبت للممثل الإيراني رضا ناجي عن فيلم (أغنية العصفور الدوري).
– أفضل ممثلة ذهبت للممثلة الفرنسية (كرستين توماس) عن دورها في فيلم (أحبك منذ زمن بعيد).
– جائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج ذهبت للمخرج الكولومبي كارلوس مورينو عن فيلمه (كلب يأكل كلبا).
– جائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت للفيلم الإيراني (أغنية العصفور الدوري) إخراج مجيد مجيدي.
– الجائزة البرونزية للفيلم المغربي (قلوب محترقة) تأليف وإخراج أحمد المعنوني.
– الجائزة الفضية ذهبت للفيلم الألماني براعم الكرز للمخرج دوريس دوري.
– الجائزة الذهبية للفيلم التشيكي (قوارير مستعادة) للمخرج جان سيفراك.

من الأفلام السورية المشاركة في مهرجان دمشق السينمائي
فيلم أيام الضجر لعبد اللطيف عبد الحميد
تدور أحداث فيلم(أيام الضجر )  تأليف و إخراج : عبد اللطيف عبد الحميد و تمثيل: أحمد الأحمد – ريم زينو – معن عبد الحق… في عام 1958  عندما كانت مصر و سورية تواصلان الاحتفال بقيام الوحدة بينهما نزل بحارة الأسطول السادس الأميركي في لبنان بطلب من رئيسه آنذاك (كميل شمعون) فضجر أربعة أولاد في الجولان السوري وتم ترحيلهم إلى شمال سورية فيما كانوا يأكلون البطاطا مع مرق البندورة في الظلام، و بين هذا و ذاك كان الأولاد يبدعون في قتل الضجر الذي ينتهك الأرواح وينتهي الفيلم بعودة الوالد العسكري وقد فقد بصره ويده بانفجار لغم .الفيلم يعيد أجواء عبد اللطيف السابقة في إطار جديد مع استمرار البساطة والشفافية التي حسن م يوسفيصر عليهما عبد اللطيف في كل أفلامه، بعض النقاد لم ير جديدا في أيام الضجر معتبرين أنه مونتاج لأفلامه السابقة..
فيلم حسيبة: خيب أمل الجمهور
في أقل من شهر شارك فيلم حسيبة للمخرج السوري ريمون بطرس عن رواية بنفس الاسم لخيري الذهبي في مهرجانين للسينما، الأول: مهرجان (أبوظبي لسينما الشرق الأوسط) والثاني: مهرجان دمشق الحالي..
الفيلم خرج بخفي حنين من مهرجان أبو ظبي رغم التدخل الرسمي  والواسطات التي جرت تحت الطاولة لمنحه إحدى جوائز المهرجان، حيث كان من المنتظر أن تأخذ الفنانة سلاف فواخرجي جائزة التمثيل الأولى عن دورها في الفيلم لكن خيبت اللجنة آمال صناع (حسيبة)، مصادر إعلامية قالت: الفيلم تعرض (لمؤامرة) من قبل بعض المصريين (يسرا والهام شاهين) لعدم منح الفيلم الجائزة، في حين قال بعض النقاد: أن الفيلم رغم ما فيه من أداء تمثيلي ملفت إلا أنه لا يخرج في النهاية عن كونه أقرب إلى فيلم تلفزيوني منه إلى السينما بل ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك باعتباره يمت بصلة قرابة إلى مسلسل (باب الحارة)، كما لم ير فيه بعض السينمائيين  جديدا يضاف إلى المسلسل التلفزيوني (حسيبة) للمخرج عزمي مصطفى وبطولة الفنانة (أمل عرفة) والذي عرض في موسم رمضاني مضى…
الناقد المصري طارق الشناوي طرح السؤال التقليدي والمحوري حول مدى نجاح المخرج في تحويل النص الروائي إلى عمل سينمائي، ومدى التزامه بالنص، ومدى الحياد عنه؟.وذلك خلال مشاركته في نقاش الفيلم بمهرجان (أبو ظبي)
بينما رأى الناقد السينمائي المغربي خالد الخضري إن المخرج توافق إلى حد كبير مع اللغة السينمائية، والتقاط زوايا صوت حسيبة في البداية. وأوضح الخضري أن هناك أكثر من نهاية للفيلم تواردت على ذهنه أثناء المشاهدة، حتى أنهاه المخرج عند وفاة حسيبة.
وأوضح كمال رمزي (ناقد مصري) أن الفيلم أقرب ما يكون إلى المرثية، فهو مرثية أو رثاء لحياتنا، وأشار إلى أن هناك ست جنازات داخل الفيلم بسبب سخاء التأليف. كما أشار رمزي إلى أن حمولة الفيلم أكبر من طاقته، وأن المرحلة التاريخية التي يتحدث عنها طويلة جدا، وأن المونتاج يحتاج إلى حديث مفصل، وقال إن هناك مشاهد بارعة ومنها المشهد الذي تجأر فيه حسيبة بالصراخ عندما كانت ابنتها وزوجها يتضاحكان بصوت عال.
الجمهور الذي تابع الفيلم يوم الأربعاء الماضي في دار الأسد أصيب بخيبة أمل من الفيلم حيث أبدى الكثير ممن شاهد الفيلم ملاحظات تتعلق بإيقاعه البطيء وتكرار موضوعه حيث شاهد الجمهور عشرات الأعمال التلفزيونية الشبيهة به لا بل قال البعض أنه ندم لتحمله الازدحام أثناء قطع التذكرة ..وتوقع بعض النقاد الذين شاهدوا الفيلم ألا يحصل الفيلم على أية جائزة نظرا لمستواه الفني العادي….

فيلم دمشق يا بسمة الحزن تمثيلية تلفزيونية ساذجة
فيلم دمشق يا بسمة الحزن (إخراج ماهر كدو عن رواية لألفة الادلبي) أقرب إلى تمثيلية تلفزيونية تشاغب على مسلسل باب الحارة مع أفضلية للثاني بحركة الكاميرا والتمثيل ورصد تفاصيل البيئة الشامية، فالمخرج بدا بلا أية رؤية فنية هنا، فحركة الكاميرا تدل على لخبطة في ذهن المخرج فهي تنتقل بين تفاصيل البيت الدمشقي والممثل بلا هدف بشكل أشبه بالبرامج السياحة التي يبثها التلفزيون، بينما ظهرت كثير من أحداث الفيلم  بدون أي مبرر درامي، فجأة يتحول الأب إلى أب قمعي لا رحمة في قلبه في تعامله مع ابنته صبرية، كما أن مشهد قتل راغب لعادل حبيب أخته مشهدا ساذجا كتمثيل وميزانسين، والاهم أن المخرج لم يشتغل على الممثلين أبدا فكان كل منهم يغني على (ليلاه) فظهروا في أسوأ حالاتهم وهم الذين خبرنا إبداعاتهم في المسلسلات التلفزيونية كطلحت حمدي وصباح جزائري …
ويسيطر على الفيلم اللون الكابي فهو بلا تصحيح ألوان إضافة لعدم تأثير الإضاءة الإبداعي على أي مشهد إن كان ليلي أو نهاري، والأطرف المعارك مع الفرنسيين التي تشبه لعب الأطفال يوم العيد، فببساطة تقتل (مي سكاف) ثلاثة جنود فرنسيين وهي في طريقها إلى الثوار مع عربة مليئة بالذخيرة والمشهد الفضيحة مشهد محمد الأحمد وأمه مي سكاف في حوض عصر المشمش في نهاية الفيلم، فهو مشهد بدون أي مبرر درامي له حيث نرى الأحمد يقفز فجأة برجل واحدة (مقطوعة في معركة مع الفرنسيين) إلى الحوض ويبدأ بالقفز مع أمه على المشمش وهو يغني بأداء مفتعل متشنج ..والوحيدة التي حاولت الاجتهاد في تجسيد دورها كانت (كندة حنا) التي بدت خارجة عن السياق في الفيلم، والملفت أيضا أن مونتاج الفيلم لم يعوض من فقره الفني ومشهديته الضعيفة وكأنه تجميع أفقي للقطات والمشاهد  دون أي لمسة فنية فالمشاهد يحس تماما بالانتقال بين لقطة وأخرى وكأن هناك فجوة بينهما….
فيلم دمشق يا بسمة الحزن يدلل على الصدأ الذي أصاب بعض المخرجين بفعل الزمن والترهل والحد الفيزيولوجي الذي يصل إليه البعض فيجف نبع الإبداع الذي دفق دفقته الأولى وتوقف معلنا التصحر واليباس.
ندوة مهرجان دمشق السينمائي المركزية
واقع النقد السينمائي العربي
(واقع النقد العربي ودوره في تطوير السينما العربية) عنوان الندوة المركزية التي أقيمت على هامش فعاليات مهرجان دمشق السينمائي  تطرق المنتدين  فيها إلى واقع النقد العربي وسبل تطويره .
استمرت الندوة لأكثر من ساعة ونصف وشارك فيها العديد من النقاد العرب (رفيق الصبان من سوريا ، رمضان سليم من ليبيا ، غسان الشامي من لبنان ، عدنان مدنات من الأردن ، كارم الشريف من تونس ، كمال رمزي من مصر ، (ديانا جبور من سوريا ، انتشال التميمي من العراق) ، كما شارك العديد من الصحفيين والمهتمين بقضايا النقد العربي .
رئيس الندوة الكاتب والسيناريست الدكتور (رفيق الصبان) أكد في بداية الندوة أنّ النقد في الدول المتطورة التي تصنع السينما كما في أمريكا مثلاً يستطيع أن يرفع فيلماً ، كما يستطيع أن يسقطه، وأضاف الصبان أنّه من أهم الإشكاليات التي يواجهها النقد هي التعريف بماهية النقد (هل هو فن ؟ أم علم ؟) ، وأشار الصبان إلى أنّه من الصعب جداً اكتشاف أماكن الجمال في الفيلم ، غير أنه من السهل اكتشاف أماكن القبح في أي فيلم .
الناقد السينمائي الليبي (رمضان سليم) رأى أنّ النقاد العرب في أغلبهم يعتمدون الرؤية الذاتية للنقد ولا يعتمدون على المنهج في نقدهم .
واعتبر الناقد السينمائي التونسي (نجيب عيّاد) أنّ النقد السينمائي مختلف عن النقد الدرامي , وأشار إلى تأثير نوادي السينما على النقد وأكد أنّ انتشار الإنترنت ساعد على إنتشار هذه النوادي ومن أبرزها موقع الـ (فيس بوك) .
أما الناقد السينمائي اللبناني (غسان الشامي) فيرى أنّ النقد في الدول العربية (يحبو) ومشلول في أغلب الأحيان , كما أشار إلى أنّ النقد في الصحافة العربية يعتمد على النقد الشخصي الذي لا يلتزم بمبادئ الاحتراف .
الناقدة والصحفية (ديانا جبور) مديرة التلفزيون السوري أشارت إلى أنّ بعض الصحف (السخيفة) تعتمد على التجريح غير أنّ الصحف الملتزمة تعتمد في نقدها على الأسلوب الاحترافي الملتزم كما أنها وسيلة وأداة تعبير تعتمد على إيصال المعلومة، وأشارت إلى أنّ النقد الأجنبي يتناول الأفلام العربية بعجالة ولا يتوقف عندها إلا في بعض الأفلام التي اشتهرت على مستوى العالم .
النجمة الفرنسية كاترين دونوف (ما عملته في أوروبا أهم بكثير مما يمكن فعله في هوليود)

أكدت النجمة الفرنسية كاترين دونوف خلال مؤتمر صحفي عقدته في آخر يوم من أيام المهرجان أن مشاركتها  بأفلام هوليود قليلة كون الشخصيات التي عرضت عليها هناك لم تعجبها، وقالت: هناك ممثلين وممثلات رائعين في أمريكا، (إلا إذا كانت لغة الممثل الأم هي الانكليزية واعتبرت أن من الصعوبة إيجاد دور مثير للاهتمام في هوليود إذا كان الممثل أوروبي، (لذلك لا أريد المشاركة في  فيلم متوسط الأداء فقط لأنه أمريكي، ما عرض علي في أوروبا هو أهم بكثير)
وردا على سؤال يتعلق بالمشاركة في السينما العربية قالت: (أنا أعمل في السينما منذ أربعين عاما لو كان المخرجين العرب عرضوا علي دورا كانت الفرصة ستكون متاحة ..) وتتابع (يمكن يوما ما).
وحول زيارتها للبنان وسورية في فترة واحدة قالت دونوف: (زيارتي للبنان وسورية بزمن متقارب هو صدفة ..الفنانين اللبنانيين اتصلوا معي وعرضوا علي موضوع غير مطروق ومبتكر وكان بالنسبة لي مشاركة لبنان مشاركة فعلية بأكثر من مؤتمر صحفي مسألة مهمة، أتيت لسورية لعدة أيام فقط بدعوة من المهرجان وأول زيارة لي لسورية كانت من 13 سنة ولعدة أيام فقط .
أما عن الفيلم الذي صورته في لبنان تقول كاترين: (هذا الفيلم (في لبنان) كان نتيجة لقائي مع الفنانين اللبنانيين فهم كتبوا ملخص مبسط (قصة ممثلة فرنسية أتت للمشاركة في احتفال خيري ببيروت وأعطيت الفرصة من صحفي لبناني لكي ترى الجنوب اللبناني حتى الحدود مع (إسرائيل) و(رأيت ما حل بلبنان ) الفيلم يتحدث عن رحلتي إلى الجنوب اللبناني، في البداية كان متوقعا أن يكون فيلما قصيرا ، ولم يكن فيه حوار ، وكنت إنسانة عادية أحببت أن أرى، كنت مصعوقة بما رأيت من نتائج الحرب والشيء الذي رأيته لم أره في حياتي أبدا فهي (ولدت في نهاية الحرب العالمية الثانية ومن تاريخ ولادتها حتى الآن لم ترى شبيها لهذا التدمير)، رأت القرى المبادة وكانت تشعر بأسى شديد وهي ترى الدمار، ومن المفيد أن نرى الإنسان الأمور على حقيقتها (فنحن عادة نعرف الأخبار من الصحف والتلفزيون دون معرفة ما يجري بدقة على أرض الواقع)..
كاترين دونوف كما عبر الناقد السينمائي محمد الأحمد: (عملت تحت إدارة كبار مخرجي السينما العالمية: لويس بونويل – راؤول لويز- دو أوليفيرا- كلود لولوش- شابرول  – تروفو- تيشينيه- فيريري- ريتسي..كل هؤلاء العظام أضاءت أفلامهم السيدة كاترين دونوف ..وأعتقد أن فيلم تريستانا..الذي شاهدناه قبل يومين لم يكن بهذا الالق لولا وجود كاترين دونوف..ومن الأفلام العظيمة التي نذكرها بيلدجور- الميترو الاخير- ساغان.رشحت للاوسكار أكثر من مرة وكرمت في مهرجان كان معروف عنها أنها تقف الى جوار المخرجين في تجاربهم الاولى شاهدناها تدعم لونترير في راقصة في الظلام وكثير من الشبان الذين أصبحوا مخرجين كبار لاحقا …)
من كواليس المهرجان
– حدوث مشادة بين أمن المهرجان وفريق تلفزيون الدنيا، والسبب هو منع فريق التصوير من تغطية المهرجان بأمر من مدير المهرجان محمد الاحمد لان تلفزيون الدنيا دأب على انتقاد المهرجان، وحسب ادارة المهرجان أن الامر مجرد سوء تفاهم وتم حله بين مدير تلفزيون الدنيا فؤاد شربجي ومدير المهرجان محمد الأحمد.
– أشيع خلال فعاليات المهرجان أن وزير الاعلام السوري محسن بلال قد وجه وسائل الاعلام السورية بعدم توجيه أي انتقاد للمهرجان لوجود نجوم عالميين فيه..
– نفى رأفت شركس أمين مهرجان دمشق السينمائي تجاهل إدارة المهرجان لأي من الفنانين السوريين بعد اتهام المخرج نبيل مالح والفنان بسام كوسا لإدارة المهرجان بعدم توجيه دعوات لهما..
– تمنى أحد المشاهدين للفيلم السوري حسيبة لو توفر في الصالة البيض والبندورة لرشق المخرج بها لان الفيلم في منتهى الرداءة.
– في ندوة النقد السينمائي تغيب عدد من المشاركين لأنهم فضلوا رؤية فيلم على المشاركة في ندوة بالتأكيد قبضوا أو سيقبضون أجرة مشاركتهم فيها…. علماً أن الندوة كانت هامة وطرحت قضايا تهم العاملين في هذا الحقل.‏
– كان ملفتا مشاركة الفنان جهاد سعد بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته النجمة الايطالية كلوديا كاردينالي لأنه يعتبر نفسه أحد ضحاياها!!
– لم يصافح رئيس مستشارية إيران الثقافية الممثلة المصرية سوسن بدر حين سلمته جائزة الممثل رضا ناجي ومرة ثانية لم يصافح الممثلة اليونانية التي سلمته جائزة لجنة التحكيم الخاصة.!! وقالت الفنانة سوزان نجم الدين الحمد لله أنني أعرف هذا الأمر سابقا فلم أمد يدي.
– حين كرمت الفنانة الراحلة مها الصالح دمعت عينا زوجها الفنان أسعد فضة فعانقه وزير الثقافة مواسيا عناقا حارا.
الجمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى