صفحات سورية

نداء سوريا» والبنود السبعة لتحقيق السلام السوري – الإسرائيلي

null
الجمل: أعد الصحفي الأمريكي سيمور هيرش تحليلاً حمل عنوان «نداء سوريا» نشرته اليوم مجلة نيويوركر الأمريكية على موقعها الإلكتروني، هذا، وقد تطرق التحليل إلى فرصة إدارة أوباما إزاء التعامل في سلام الشرق الأوسط. يتكون تحليل هيرش من سبعة فقرات يمكن الإشارة إلى النقاط الواردة فيها على النحو الآتي:
* الفقرة الأولى: وأشار فيها هيرش إلى النقاط الآتية:
• بدأت سوريا وإسرائيل محادثات غير مباشرة في مدينة اسطنبول وبوساطة تركية.
• استمرت المحادثات غير المباشرة بينهما لفترة تقارب العام.
• قال السفير الأمريكي الحالي في تل أبيب أن سوريا وإسرائيل كانتا أقرب مما يتصور المرء للوصول إلى الاتفاق.
• العملية العسكرية الإسرائيلية المثيرة للجدل ضد قطاع غزة بدأت كما لو أنها ستؤدي إلى إنهاء جهود محادثات السلام.
• في اجتماع قمة الدوحة الذي انعقد في منتصف كانون الثاني 2009 تحدث الرئيس السوري بغضب قائلاً أن قصف إسرائيل لقطاع غزة والذي تسبب في قتل المدنيين يوضح أن الإسرائيليين يتحدثون حصراً بلغة الدم وطالب العالم العربي بمقاطعة إسرائيل وإغلاق أي سفارة إسرائيلية في المنطقة وقطع كل الروابط المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل.
• أكدت دمشق على أنه برغم أن إسرائيل قد فعلت كل ما هو ممكن لجهة تقويض التطلعات من أجل السلام فإن دمشق ستظل أكثر اهتماماً بإنجاز السلام.
• تحدث العديد من السياسيين وضباط المخابرات والمسؤولين الأمريكيين قائلين أن المفاوضات السورية الإسرائيلية حول مرتفعات الجولان أصبحت الآن ممكنة برغم أحداث غزة ونتائج الانتخابات الإسرائيلية العامة الأخيرة.
• ستعتمد نتائج هذه المحادثات بقدر كبير على رغبة الولايات المتحدة في العمل كوسيط، وهو الدور الذي سيمنح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول وأفضل فرصة له للتعامل مع عملية السلام في الشرق الأوسط.
• فشل إسرائيل في الإطاحة بحركة حماس في غزة سيتيح أمام دمشق المساحة الكافية أمام مواصلة المفاوضات دون افتقاد المصداقية في العالم العربي.
• حصلت دمشق على مساندة القادة والزعماء العرب مثل حمد بن خليفة آل ثاني وغيره ممن كانت واشنطن تستثمرهم سابقاً في عملية السلام.
• حدوث تغيير رئيسي في السياسة الأمريكية إزاء سوريا بدأ يأخذ طريقه وفي هذا الخصوص تحدث الخبير الأمريكي مارتن إنديك قائلاً أن عودة الجولان لسوريا ستمثل جزءاً من استراتيجية أكبر لجهة تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يشمل مكافحة النفوذ الإيراني وأضاف إنديك أن سوريا تمثل محوراً أساسياً للتعامل مع إيران والمسألة الفلسطينية، وعلى الأمريكيين أن لا ينسوا أو يتجاهلوا أن كل شيء في الشرق الأوسط مترابط ومتداخل مع بعضه البعض.
• علق دبلوماسي أمريكي مهتم بالشأن الشرق أوسطي قائلاً أن العديد من الأمريكيين يروحون جيئة وذهاباً بين دمشق وواشنطن وعلى ما يبدو توجد ثمرة تنتظر القطاف.
• من الممكن أن تكون معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل بداية تحقق سلام لا يمكن أن ينتهي بمرور الزمن وسوريا ظلت مستعدة منذ العام 1993 للقيام بمفاوضات سلام منفصلة وعلى الإدارة الأمريكية الجديدة القيام بإرسال سفيرها أو مبعوثها الرئاسي الخاص إلى دمشق.
• يعتقد الكثير من الإسرائيليين والأمريكيين المعنيين بعملية السلام أن عقد صفقة حول الجولان يمكن أن يكون طريقة لعزل إيران ولتخفيف دعم سوريا لحماس وحزب الله.
• تقول وجهة نظر أخرى، أن دمشق سوف لن تتخلى عن إيران وإنما ستجلب طهران إلى دائرة المحادثات الإقليمية التي تضم أمريكا وبالتالي إسرائيل، وعلى هذا الأساس فإن إيران ستمثل عاملاًَ حاسماً في التأثير والتحفيز مع كل الأطراف.
• أكد السيناتور جون كيري بعد زيارته لسوريا أنه سيشجع الإدارة الأمريكية على التحدث مع دمشق.
* الفقرة الثانية:
• التأكيد السوري يقول أن الإدارة الأمريكية الجديدة لو كانت تسعى من أجل السلام فإن عليها أن تتعامل وتتفاهم مع سوريا وأن تتعامل واضعة في الاعتبار حقوق سوريا المتمثلة في مرتفعات الجولان.
• الإدراك السوري القاطع يتمثل في أن الأراضي ليست موضوعاً قابلاً للتفاوض وعلى إسرائيل أن تفهم أن سوريا لن تفاوض على خط 1967 وإنما ستقوم بترسيم الحدود، وأما التفاوض فسيكون حول العلاقات المستقبلية والمياه وما شابه ذلك.
• إذا أرادت إسرائيل أن تمضي لما هو أبعد من ملف الجولان فإن عليها أن تتعامل مع ملف الضفة الغربية وقطاع غزة بدلاً من تضييع الوقت في الحديث عن أسلحة حزب الله وحركة حماس، فأينما وجد احتلال ستوجد مقاومة وكل مقاومة تستطيع أن تجد منافذ للحصول على السلاح والقدرات وبالتالي فإن حل المشكلة هو المفتاح الرئيس لحل أزمة السلاح في المنطقة.
* الفقرة الثالثة:
• إذا رغبت حكومة نتينياهو في تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام فإنه يتوجب عليها التأكد من حصولها على الدعم الشعبي الداخلي اللازم لإسنادها لجهة القيام بإنجاز الصفة.
• في كانون الأول 2008 سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت إلى أنقرة وعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء التركي أردوغان استمر 5 ساعات، وكان أردوغان على اتصال مباشر مع دمشق وتأكد بعد هذا اللقاء أن أولمرت وأردوغان تطرقا بشكل مكثف لموضوع عودة مرتفعات الجولان لسوريا ولكن فد كان واضحاً أن موقف أولمرت بعد اللقاء كان مزعزعاً ويفتقد الصلابة لسببين هما:
– سبب داخلي يتمثل في سلسلة تحقيقات الشرطة الإسرائيلية معه حول فضيحة استلام أموال بشكل غير قانوني.
– سبب خارجي يتمثل في تداعيات أزمة غزة التي أضرت كثيراً بسمعة أولمرت وإسرائيل.
• تحالف نتينياهو الائتلافي سيتمثل في حكومة تضم حزب إسرائيل بيتنا وزعيمه ليبرمان المعادي لعملية السلام، وحزب العمل وزعيمه إيهود باراك المؤيد لعملية السلام، وإذا كانت التوقعات تقول أن ليبرمان سيتولى حقيبة الخارجية وباراك حقيبة الدفاع، فكيف يمكن للحكومة الائتلافية أن تقرر المضي في عملية السلام؟ وإذا قررت ذلك فإنها ستجد نفسها في مواجهة عراقيل وزير الخارجية ليبرمان وإذا قررت عدم المضي في ذلك فستجد عراقيل وزير الدفاع.
• أشارت الاستطلاعات أن الرأي العام الإسرائيلي يعارض بأغلبية كبيرة قيام إسرائيل بالانسحاب من الجولان إضافة إلى أن نتينياهو الذي سيتولى منصب رئيس الوزراء قد أكد قبل انتخابه بيومين أنه لن يوافق على إعادة الجولان لسوريا، فكيف ستمضي حكومة نتينياهو في عملية السلام؟
• أكد الخبير دانيال ليفي أن نتينياهو سوف لن يواجه مشاكل داخل حزب الليكود وحسب وإنما داخل الائتلاف الذي يقوده كذلك. وبالتالي سيكون مضطراً للمجاهرة علناً بأنه يرفض مبدأ الأرض مقابل السلام الذي ظل يؤكد عليه، وبالتالي لن يكون أمامه من حل سوى الكيل بمكيالين بحيث يستمر في الإعلان عن رفضه لمبدأ الأرض مقابل السلام، وفي الوقت نفسه يقوم بإجراء المفاوضات السرية وفقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام، إذاً فإن تحالف نتينياهو مع إيهود باراك معناه أن نتينياهو يريد أن يكون وزير الدفاع راغباً في السلام، في الوقت ذاته يمكنه إجراء المفاوضات بشكل سري.
• أكد الخبير الإسرائيلي إيتامار رابينوفيتش بأن حرب غزة لم تغير اهتمام إسرائيل بالجولان وأضاف قائلاً أن غزة هي غزة، وطالما أن سويا راغبة في محادثات السلام فإن نتينياهو من الممكن أن يدخل في السلام مع سوريا خاصة وأنه يفضل الدخول في السلام مع السوريين وليس مع الفلسطينيين.
• إذا استمرت المحادثات السرية أو غير المباشرة وحققت التقدم فإنه يتوجب تحويلها إلى مفاوضات مباشرة وهو أمر يتطلب تدخل ودعم إدارة اوباما.
* الفقرة الرابعة:
• استراتيجية إدارة أوباما الشرق أوسطية ما تزال تحت الإعداد والمراجعة والتقييم داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي.
• الإدارة الأمريكية منهمكة حالياً في ملفات الأزمة الاقتصادية والمالية.
• من الممكن أن تغير واشنطن لهجتها بحيث أنها بدلاً من مطالبة دمشق بضرورة إغلاق مكاتب حركة حماس أن تلجأ إلى مطالبتها بالقيام بمساعي تخفيف تشدد الحركة ودفعها باتجاه القبول بالتهدئة وحل الخلافات مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
• سبق أن توسطت إدارة كلينتون في مفاوضات السلام العربية – الإسرائيلية والتي انهارت في اللحظة الأخيرة ويقول الخبير مارتن إنديك الذي كان مستشاراً للرئيس كلينتون أن المفاوضات السابقة كانت تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، ولكن مفاوضات السلام السورية – الإسرائيلية الجديدة المتوقعة ستقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام وإعادة صياغة التحالفات الاستراتيجية.
• أكد الرئيس أوباما عن رغبته في الجلوس والحديث مع الرئيس السوري خلال العام الأول من توليه منصبه.
• أكد الرئيس أوباما أنه يتوجب على أمريكا عدم إرغام إسرائيل على الدخول في المفاوضات ولكن عندما تكون للإسرائيليين الرغبة في التفاوض فإنه يتوجب على أمريكا ألا تعرقل المفاوضات.
• الفرق بين توجهات سياسة أوباما إزاء سوريا وتوجهات سياسة بوش هو فرق وجد نسبياً القليل من الاهتمام والانتباه.
• أوصت مجموعة دراسة العراق بضرورة قيام إدارة بوش بالتعامل مع سوريا لكن الإدارة الأمريكية أعلنت بعد ذلك مباشرة رفضها للتعامل مع سوريا وإضافة لذلك، طرحت هذه الإدارة قائمة تضمنت مجموعة من المطالب والشروط المسبقة أمام سوريا. ولاحقاً برر أحد خبراء إدارة بوش ذلك قائلاً أن وجهة نظر بوش إزاء قائمة المطالب كانت تتمثل في قوله أن من الضروري وضع المزيد من المطالب والشروط لأنه إذا جلسنا للتفاوض والتفاهم مع دمشق ولم يكن لدينا مثل هذه القائمة من المطالب فما الذي سنقدمه لحلفائنا اللبنانيين الذين يتصدون لمواجهة حزب الله؟
• أدرك البريطانيون أن إدارة بوش قد انتهت بلا رجعة ولذلك أرسلت لندن وزير خارجيتها ميلباند إلى دمشق حيث تفاهم مع السوريين وأشار أحد كبار المسؤولين في المخابرات الأمريكية بأن ديك تشيني وصف الزيارة بأنها “طعنة من الخلف” في الظهر الأمريكي.
• زار الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر سوريا وبعد عودته لواشنطن عقد لقاءاً مع الرئيس أوباما وحتى الآن لم تصدر أي تقارير حول محتوى هذا اللقاء، ورغم ذلك فمن الواضح أن لقاء كارتر – أوباما سيلعب مضمونه دوراً في تشكيل إدراك إدارة أوباما إزاء دمشق.
* الفقرة الخامسة:
• ستلعب العلاقات السورية – الإيرانية دوراً حاسماً في ما يدور حالياً داخل أروقة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي من مراجعة وتقويم لملف دبلوماسية سوريا في واشنطن.
• يرغب الإسرائيليون في تطبيق استراتيجية إبعاد دمشق عن طهران ولكن بالنسبة للأمريكيين ليس من المؤكد أنهم يرغبون حالياً في تطبيق هذه الاستراتيجية طالما أن هناك وجهة نظر أمريكية تقول بإمكانية أن تلعب دمشق دوراً في التفاهم مع إيران.
• يقول الخبير الألماني يوشكا فيشر بأن صفقة السلام السوري – الإسرائيلي لو تمت فإن إيران ستجد نفسها مضطرة للقبول والتعامل مع الأمر الواقع وذلك لأن طهران إن حاولت المعارضة فإنها ستكون قد عزلت نفسها ليس عن منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما عن حلفائها في المنطقة.
* الفقرة السادسة:
• أكدت حركة حماس أنها ستؤيد إعادة الجولان إلى سوريا وحق سوريا في التفاوض مع إسرائيل من أجل استرداد حقوقها المشروعة.
• أكدت حركة حماس أن وجودها الأساس في الداخل الفلسطيني وليس من المهم أن يوجد مكتبها الرئيسي في الخارج، إضافة إلى أن تحركات حماس سوف لن تكون ضد مصالح أي بلد آخر.
* الفقرة السابعة:
• توجد العديد من المواقع التي يمكن أن تعرقل عودة العلاقات الجديدة وعلى خط واشنطن – دمشق.
• أبرز العراقيل والمواقع المحتملة يمكن أن تتمثل فيما يلي:
– تداعيات ملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
– تداعيات الخلافات على خط الرياض – دمشق.
– تداعيات الخلافات حول ملف الإرهاب والحركات الإرهابية.
عموماً، يمكن الإشارة إلى أن تحليل الصحافي سيمور هيرش لخص الخطوط العامة للعبة دبلوماسية الشرق الأوسط على النحو الآتي:
• نوايا الإسرائيليين إزاء الاحتفاظ بالجولان وكسب الوقت للتفاهم مع الإدارة الأمريكية بما يترتب عليه إجراء سيناريو مفاوضات لا يوصل إلى شيء.
• نوايا دمشق هي تعزيز التفاهم السوري – الأمريكي بما يؤدي إلى إقناع الإدارة الأمريكية بحقيقة النوايا الإسرائيلية إزاء السلام.
ستتحدد النتيجة الرئيسية للعبة وفقاً لمدى قناعة أو عدم قناعة الإدارة الأمريكية بحقيقة الأمور والمواقف، وقد كسبت دمشق نقطة بوقوف أنقرة إلى جانبها الأمر الذي أدى إلى خسارة تل أبيب لنقطة هامة، وتشير التوقعات إلى أن دمشق ستكسب نقطة جديدة طالما أن من الممكن أن تجعل ساركوزي يقف إلى جانبها خاصة أن ساركوزي لا يهتم كثيراً بأمر الملف اللبناني الذي كان يهم شيراك شخصياً من منطلق صداقته مع الرئيس رفيق الحريري.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى