كلمة حق في عصر تجيير الحق لخدمة الباطل
فلورنس غزلان
ليس دفاعاً عن مصر ولا عن سياسة مصر، ففيها من الأقلام الجاهزة لخدمة النظام مايكفيها ويزيد، وكما أني من منتقدي النظام ومثالبه وفيه من العيوب والخروقات مايفيض ويجعل المرء يقول كفاكم عبثا بمقادير الشعب المصري، وأقصد نعم الشعب المصري ومصلحة فقرائه وبؤسائه..هذا ما نصبو إليه وما ندافع عنه.
وفي خضم الحملة الشعواء والألسنة الطويلة والأقلام الخادمة والمطيعة لأغراض لا تصب لا في مصلحة مصر ولا في مصلحة فلسطين ، بل في مصلحة أجندة خارجية تغطي وتداري عوراتها بالحرص على مصالح (أمة العرب وأمة الإسلام)، في الوقت الذي تشعل فيه نار الفتنة لخدمة( أمة الفرس )، لكن المؤذي والمسيء، هو أن يخلع حزب الله على نفسه لقب الحريص على فلسطين فقط وعلى حماس بشكل خاص، وأن ما تفعله جنوده السرية هو لغاية نبيلة شريفة وطنية همها تحرير الأرض ومساعدة المحاصرين من أهل غزة ومد يد العون لهم في وقت تتخلى فيه عنهم مصر الشقيقة الكبيرة، وتغلق بوجههم كل السبل والمعابر وتخدم مصلحة إسرائيل !!
هذا هو الموال الذي يغنيه حزب الله وأنصاره من المحيط إلى الخليج، ويشنون الحملة تلو الأخرى ليس فقط ضد سياسة مبارك ، بل للاطاحة بمبارك والاطاحة بالتالي بمصر من أجل سواد عيون إيران وايران فقط ..
ــ أسأل السيد حسن نصر الله..كيف لا يعتبر مافعله وجنوده التي أرسلها إلى الديار المصرية عبارة عن تدخل في ” السيادة المصرية”؟
ـــ ألا تنقص أو تمس سيادة الدول عندما تنتشر فيها جنود مخفية لكل منها توجهه ولكل منها هدفه؟.
ـــ وهل غض النظر عن جنود حسن نصر الله يصب في مصلحة فلسطين وغزة؟ ولا يحق لمصر أن تتدخل وتصبح بعرف حسن نصر الله وحزبه وحماس ومشعلها وسوريا وأسدها وإيران ونجادها عبارة عن خيانة مصرية للقضية والوطنية؟
ــ سؤال ثاني أوجهه لحسن نصر الله، لماذا لم يرسل بجنوده لسوريا، ولماذا لا يرسلهم للتسلل للجولان وهو الأقرب لأرض لبنان ولمحاربة إسرائيل؟
ــ ولماذا يعتبر هو والنظام السوري عندما تطالبه الدول الكبرى بالإفراج عن معتقلي الرأي والمعتقلين العرب ” لبنانيين وفلسطينيين وأردنيين وسعوديين” تدخلا سافرا بالسيادة السورية؟ ولا يرفع حسن نصر الله صوتا واحدا من أجل المعتقلين اللبنانيين في سجون بشار الأسد ، كي لا يتدخل ويخرق سيادة نظامه؟ لكنه يسمح لنفسه تحت يافطة نصرة القضية الفلسطينية بالتدخل في الشأن المصري والمساس بسيادة مصر!!
أم أن حسن نصر الله يعتبر أرض مصر سائبة وأرض سورية محروسة والله حاميها؟!
ووجد في قصة المعابر وتواجد غزة ورفح على الحدود المتاخمة لمصر، ودور مصر في الصلح الفلسطيني الفلسطيني بردعة يتمسك بها؟ أم هكذا يريد أسياده في قم وفي طهران تقويض القوة العربية الأكبر ــ رغم أنها صارت تكش وتضمر مع الأيام بفضل انحسار الحريات والديمقراطية ــأي مصر..فرغم موقفنا الناقد للنظام المصري بما يتعلق بالاقتصاد والحرية في مصر، لكن دون المساس بسيادة مصر ودون التدخل بعلاقاتها مع الجواروهي التي تبذل أقصى ما تستطيع لحل الخلافات الفلسطينية، لكن يبدو أن المثل الشعبي هنا ينطبق على الحالة فيكون حنان إيران وحنان حسن نصر الله أقوى وأكبر من حنان مصر!
أي ” حنان الوَز……..” وحنان الدس واللس والغمز واللمز..وتُرفع العيارات الصوتية وتُوجه النيران الخطابية والشتائم والبذاءات على مصر، وتحورالمواقف وتنفذ الأدوار بإتقان على مسرح الحياة السياسية في عالمنا المنخور بسوس التشويه والتحريف والذي غدا سلعة ومضغة في أفواه مغرضة، لكنها مع هذا تنجح في لعب دورها لدرجة أن المغفلين فقط هم من ينجر متسلحا( بنقاء حزب الله وقيادته لاعباً على تاريخ التحرير لجنوب لبنان مستغلا هذا التاريخ لخدمة أغراض فارسية ومصالح انتخابية لبنانية).
ــ لماذا لا ينصب اهتمام( السيد ) لترتيب البيت اللبناني بما يخدم وطنيته، وهل الاهتمام بالبيت اللبناني قبل كل شيء يعتبر انحرافا وخيانة للقضية الفلسطينية؟
ولهذا ، هل يعتبر اهتمام مصر بالبيت والداخل المصري قبل كل شيء خيانة للقضية الفلسطينية؟!، وهل بقية العرب وخاصة دول الممانعة، تولي القضية من عنايتها ورعايتها أكثر مما توليه مصر؟ أم أن الخطب الكلامية والمواقف الخنفشارية وعلك الحكي صار نضالا وبطولات؟ وبمجرد أن نحوي ونحمي خالد مشعل وحمدان يعني نصبح في عداد المناضلين والمحررين لغزة والجولان؟
ـــ ولماذا لم ترد دول الممانعة حبيبتك على أي عدوان اخترق سيادتها في عقر دارها وفوق أرضها لو نسمع منك صوتاً يدين إلا إسرائيل، دون إدانة الضعف والتخاذل لنظام الأسد؟
ــ ثم لماذا لا ترسل بجنودك لدعم بشير السودان الذي تؤيده في دارفور، وعلى أقل تقدير بمعونات غذائية سلمية لأهل دارفور، أم أن دارفور بعيدة ولا مصلحة لإيران فيها ولا تسعى لنفوذ هناك؟
ـــ ثم إذا كنت حريصا على العراق ووحدة أراضيه وقيامته من حربه التي قصمت ظهره وأعادته لعصور السلف، لماذا توقف دعمك العسكري واللوجستي على قوات المهدي فقط؟؟!!.
خلاصة القول:ـ
لماذا نرى بانحراف على الدوام؟..لماذا لا نرى للأمام بعيدا؟ ولا نسبر غايات الحدث ونرى أن تجييره في النهاية سيصب لصالح مَن؟ لماذا لا نحلل المواقف ونفهم أبعادها؟
بسهولة يسقط السُذَج …بسهولة تستطيع أبواق الباطل أن تغلف الحق بثوب لا تعرف أنه ورقة توت لا تغطي عريها..
إن كان حسن نصر صادقا ومن ورائه بشار الأسد، فليرسل حسن نصر الله بأعوانه لإقامة خلايا تمد أهل الجولان بالسلاح والعتاد وتتسلل لضرب قرى الشمال الإسرائيلي الأقرب ، وبهذا يساهم بتخفيف الضغط على غزة ، ويساهم أكثر بتحرير الجولان !
لكنه يعرف تماما ويدرك يقيناً، أن يده ستقص وتشل، وأن أسياده في طهران لا يريدون الحرب مع إسرائيل ولا يريدون تحرير القدس ولا تحرير فلسطين كما يدعون، يريدون مزيدا من الكسب السياسي والنفوذ في المنطقة بضحايا فلسطينية وبدماء عربية لبنانية وغير لبنانية، فهلا اعتبرتم واعتبر حزب الله ؟!.
ــ باريس 15/4/2009
خاص – صفحات سورية –