مدير مكتب جبهة الخلاص السورية المعارضة في واشنطن يعلن انسحابه منها
لندن- أعلن بشار السبيعي استقالته من منصب مدير مكتب جبهة الخلاص السورية المعارضة في واشنطن وانسحابه من عضوية المجلس الوطني فيها بعد أيام من إعلان جماعة الأخوان المسلمين والمكون الكردي انسحابهما من الجبهة.
وقال السبيعي في بيان تلقت يونايتدبرس إنترناشونال نسخة منه الاثنين: إن التغيير والإصلاح السياسي في سوريا لن يأتي على أيدي خارجية أو أحزاب وجماعات معارضة تعمل في مقاهي وفنادق عواصم غربية وإقليمية وعبر مواقع إخبارية الكترونية.
وأضاف: أن أي تعامل مع أي جهة أجنبية قد تكون هي نفسها لها مآرب وأطماع استعمارية وانتهازية في سورية هو خط أحمر لكل وطني سوري شريف وأن مثل هذا العمل نهايته نتيجة واحدة فقط تأتي بالدمار والخراب على سوريا.
وكانت جماعة الأخوان المسلمين في سورية أعلنت مطلع الشهر الحالي انسحابها من جبهة الخلاص التي شاركت نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام في تأسيسها مع شخصيات وحركات معارضة سورية عام 2006، وقالت إنها اتخذت هذه الخطوة بعدما انفرط عقد الجبهة عملياً وأصبحت عاجزة عن النهوض بمتطلبات المشروع الوطني والوفاء بمستلزماته.
وتلا ذلك إعلان صلاح بدر الدين ومحمد رشيد انسحابهما من جبهة الخلاص كممثلين للمكون الكردي.
بشار السبيعي : اللقاء بين الحكومة والمعارضة في منتصف الطريق الخيار الوحيد لتجنيب سورية مخاطر الحرب الطائفية
أعلن القيادي في حزب الانفتاح السوري المعارض وجبهة الخلاص الوطني بشار السبيعي استقالته نهائيا من العمل السياسي سواء داخل الانفتاح أو الجبهة، وحذر من أن استمرار حالة الجمود بين النظام والمعارضة، وتحديدا بين النظام والإخوان في ظل حالة الطوارئ قد يقود إلى اندلاع حرب طائفية لن يقدر أحد على التحكم فيها.
وأوضح القيادي في حزب الانفتاح المعارض وجبهة الخلاص الوطني في سورية، أن استقالته من العمل السياسي المنظم التي استمر لمدة ثلاثة أعوام تأتي بعد قناعة بأن عامل الخوف والرهبة عند المواطن السوري من أجهزة الأمن السورية يفوق مايتصوره العقل، حتى أنه أمتد عبر القارات والبحار ليطول أبناء الجالية السورية في الخارج ويمنعهم عن الإشتراك في هذا العمل الذي وصفه بـ “النبيل”، وقال: “بما أنني رأيت وللأسف الشديد أن أغلبية المواطنين السوريين يؤمنون أن هذه المطالب لاتشكل في ضرورتها اليوم الأولوية بالنسبة لهم وأن المواطن السوري على إستعداد للتضحية بقضايا الحريات الشخصية والعامة في سبيل الحفاظ على الأمن والسلام والسعي وراء لقمة العيش، فأنني اليوم أرى أن الواجب يتطلب مني أن أتيح الفرصة لنفسي لأن أسمع صوت هذه الأغلبية في داخل القطر وخارجه التي ترى أن أمن وأستقرار سوريا هو فوق كل شيء ولا تريد أن تدخل في عراك سياسي أو أيديولوجي لايمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجه وعواقبه”.
وأضاف: “أعلن اليوم أنسحابي الكامل من النشاط السياسي المنظم بكل أشكاله وأنواعه. وبذلك أعلن أستقالتي من منصب مدير مكتب جبهة الخلاص الوطني في سوريا في واشنطن وإنسحابي من عضوية المجلس الوطني فيها. بالإضافة ألى ذلك أعلن أنسحابي الكامل من حزب الأنفتاح الذي كنت عضواً مؤسساً فيه ومشاركاً فاعلاً في صفوفه”.
ودعا السبيعي في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” النظام إلى الاصغاء لمطالب المعارضة لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى الحرب الطائفية، وقال: “أنا من الذين يؤمنون بأن الحريات تخلق الابداع، وتخلق المناخ للتقدم الحضاري، الذي يحصل الآن في سورية باعتبار أن حالة الطوارئ المشتمرة لمدة 46 عاما والمحاكم العرفية والاستثنائية هي التي تحكم، وهذا أثر على الوحدة الوطنية وأوجد احتقانا طائفيا مبطنا تحت الجلد، وهذه مسألة خطيرة للغاية، لذلك أعتقد أن مسألة المطالب العريضة والمتفق عليها بين فصائل المعارضة السورية مطالب طبيعية وواقعية ولا بد للحكومة أن تنظر فيها بشكل واقعي ورسمي وأن تلتقي مع المعارضة في منتصف الطريق حتى نستطيع تجنب المخاطر المحدقة بالبلاد”.
وحذر السبيعي من أن أخطر المعارك التي يمكن أن تضر بأمن سورية ووحدتها هي تلك المتصلة بالحرب الطائفية، وقال: “هناك فئات في صفوف المعارضة تتهم النظام بأنه يمارس الطائفية، وأنه نظام طائفي، وللأسف فإن حالة الطوارئ والقمع التي تعيشها سورية تؤكد هذا الانطباع، وهناك تاريخ يؤكد أن ممارسات طائفية حصلت في ستينيات القرن الماضي هي التي مهدت لمعارك الثمانينيات المسلحة بين النظام والإخوان، ولذلك فالطائفية هي أخطر أنواع الحروب، وقد بدأت المخاوف من بروز هذه الظاهرة في الأشهر الستة الأخيرة بشكل لافت للانتباه لدى قسم من المعارضة، وتحديدا لدى الاخوان المسلمين، لذلك لا بد من العمل على تجنب الوقوع في هذه المشكلة، وخصوصا في الأجواء الدولية المحيطة بالحرب على الإرهاب والإسلام المسلح، وذلك لن يكون إلا عبر الحريات، وهذا يستوجب من الحكومة أن تدرس مطالب المعارضة بروية وعقلانية وأن تتعاطى معها بإيجابية، وأنا لست متفائلا بذلك لأن كل طرف لا زال متخندقا في موقعه”.
وعما إذا كان يريد العودة سورية بعد انسحابه من العمل السياسي المعارض، قال السبيعي: “ليس الأمر كذلك، فأنا واحد من الذين عاشوا خارج سورية لأكثر من ثلاثة عقود، ولن أعود لسورية للعمل السياسي، وإنما هي تجربة ثرية عشتها مع المعارضة السورية خلال السنوات الثلاثة الماضية، ورأيت أنه من المناسب أن أدلي بدلوي فيها وأن أنقل حصادها للشعب السوري، فقد أحسست بأن المعارضة تفتقد لقيادة متينة تعرف كيف تخاطب الشارع السوري وكيف تخاطب العالم الغربي والدولي”، على حد تعبيره.
خدمة قدس برس