صفحات العالمما يحدث في لبنان

لبنان: إنها تُمطِر أموالاً.. وفساداً

سعد محيو
“نيويورك تايمز” اكتشفت البارود في لبنان.
فقبل يومين نشرت هذه الصحيفة، التي تعتبر الأولى في العالم، تقريراً في صدر صفحتها الأولى تضمن معلومات عن المال السياسي الإقليمي الذي يهطل مدراراً هذه الأيام على لبنان: مئات ملايين الدولارات من هذه الدولة، يقابلها مئات ملايين أخرى من دولة أخرى منافسة. وكل ذلك ليس لتمويل الحملات الانتخابية على النمط الديمقراطي الغربي، بل لشراء الأصوات والذمم على النمط “الماركانتيلي” اللبناني.
بعض خلاصات التقرير:
* انتخابات 7 يونيو/ حزيران المقبلة ستكون الأكثر كلفة في تاريخ لبنان، بفعل الصراعات الإقليمية فوق أرضه.
* صحيح أن هذه الانتخابات ستكون الأكثر تنافسية، لكنها ستكون أيضاً الأكثر فساداً، حيث يشتري المرشحون مرشحين آخرين، وحيث يطلب بعض الناخبين في بعض الدوائر المتنازع عليها 800 دولار عداً ونقداً ثمناً لكل صوت من أصواتهم.
* على رغم الأموال الهائلة التي تصب على لبنان، يُجمع كل اللبنانيين على أن هذه الانتخابات لا قيمة لها في الواقع، لأن النظام الطائفي اللبناني، المستند إلى الفساد والمحسوبيات، سيضمن استمرار حكومة “الوحدة الوطنية” الحالية القائمة على أساس الثلث المُعطّل.
كل هذه المعطيات والمعلومات يعرفها كل لبناني عن ظهر قلب. ولمزيد من الدقة نقول، إن الإجمالي الحقيقي للأموال السياسية الإقليمية التي خُصصت لهذه الانتخابات بلغ ما بين 2 إلى 3 بلايين دولار.
ليس هذا وحسب، بل إن القرار حول ترشّح أو لا ترشّح فرد أو حزب او فئة يصدر في الواقع من العواصم الشرق أوسطية والغربية المعنية بالوضع اللبناني. وهذا أمر لا يخفيه المرشحون اللبنانيون “المرضي عنهم” والذين يفاخرون بأنهم تلقوا اتصالاً هاتفياً من عاصمة إقليمية ما أعطى خلاله لهم الضوء الأخضر للترشّح.
فأحمد الأسعد، على سبيل المثال، الذي يريد أن ينافس حزب الله في الجنوب، صرّح علناً بأنه حصل على ملايين الدولارات من دولة شرق أوسطية لا تكنّ كبير ود للحزب. ومنظمة الأحباش الأصولية المتطرفة التي تمتلك آلاف الأصوات في بيروت ومناطق عدة، أكدت أنه “طُلِب” منها الانسحاب من المعركة في أعقاب المصالحة السورية  السعودية.
معطيات مُخجلة؟
حتماً. لا بل يندى لها الجبين أيضاً، وتجعل المرء يحتار بين الضحك من هذا السيرك الفاسد الذي يختلط فيه المهرجون بالجمهور ويرقص فيه السياسيون على دف “ميمون”، وبين البكاء لكون هذا البلد الجميل بطبيعته بشع إلى هذه الدرجة بنظامه السياسي وقلة مناعته الأخلاقية.
هل ثمة حاجة لأن نقول أكثر؟
لا نعتقد، بعد أن اكتشفت “نيويورك تايمز” بارود هذا النظام الطائفي اللبناني، وقامت بنشر غسيله الوسخ على أعلى سطح من سطوح نيويورك.
فقط كلمة واحدة: لا سامحهم الله.
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى