صفحات سورية

سؤال الحرب

null


ساطع نور الدين

وراء لغة التحدي، وخطاب النفي، تسود طهران ودمشق ومعهما حزب الله ، حالة من القلق من الحرب التي تبدو للعاصمتين وحليفهما اللبناني القوي حتمية، ويقترب موعدها يوماً بعد يوم، مع اقتراب عدد من المواعيد الحساسة، التي تنتهي مع حلول موعد خروج الرئيس الأميركي جورج بوش من البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني المقبل.

وخلف رسائل التهدئة وأوراق التفاوض وشروط التسوية، التي يجري تناقلها بكثافة هذه الايام اكثر من أي وقت مضى، بين كل من واشنطن وطهران، او بين كل من القدس المحتلة ودمشق، تختفي التقارير السرية عن الاستعدادات المتسارعة للحرب التي لا يعرف احد كيف تبدأ، ولا كيف ستدور رحاها، ولا طبعاً كيف ستنتهي… برغم ان الجميع يملك تصوراً عاماً جداً عما يمكن ان يفعله الأميركيون والإسرائيليون في الشهور او حتى الأسابيع المقبلة.

والتحليل المتداول في بعض الأوساط الرصينة، يحذر من مخاطر هذه العاصفة الرملية التي يثيرها الجانبان الأميركي والإسرائيلي، والتي يوحيان من خلالها بأن السلام ممكن ووشيك مع سوريا، والصفقة واردة ومرجحة مع طهران، ويعتبر ان مثل هذه العاصفة هي واحدة من عمليات الخداع والتمويه العسكرية التي تسبق نشوب المعارك، او هي على الأقل مقدمة ضرورية لإبلاغ الجمهور في اميركا وإسرائيل وفي بقية انحاء العالم ان الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بذلتا اقصى ما تستطيعان من جهود من أجل تفادي الحرب، لكنهما فشلتا ولم يبق لديهما من خيار سوى اللجوء الى القوة.

صحيح ان هناك اجتهادات مختلفة في كل من اميركا وإسرائيل، حول هذا الخيار وجدواه، لكن ثمة اجماعاً لدى المؤسستين على أن إيران وسوريا، ومعهما حزب الله طبعاً، خرجوا في الأعوام الثلاثة الماضية من مساحة التفاوض والتعايش التي كانت تقتضيها ظروف الحملة العسكرية الأميركية على العالمين العربي والإسلامي، وتحولوا الى جبهة مشاغبة واحدة، تبني تقديرها على اساس ان اميركا على وشك الهزيمة والخروج من العراق، وتقدم مطالب وشروطاً تفوق حجمها وقدرتها على تحمل ضربات عسكرية او عقوبات اقتصادية او حتى اضطرابات داخلية، وتغفل حقيقة ان هذا المحور الثلاثي يمكن اختراقه وعزل اطرافه عن بعضها البعض ومنعها من العمل والرد كجبهة موحدة… تماماً كما حصل في حرب لبنان الأخيرة عام ,2006 عندما قاتل احد الاطراف وحيداً

والنقاش الجدي الدائر حول الحرب، لا حول احتمالاتها، ينطلق من السؤال حول الموعد المفترض: هل تكون قبل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المقررة الى اسرائيل في منتصف ايار المقبل، ام بعدها مباشرة، ام قبل التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني المرتقب في حزيران ام بعده مباشرة، ام قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في الرابع من تشرين الثاني ام بعدها مباشرة؟

والرد على هذا السؤال يحدد صورة الحرب المقبلة، وما اذا كانت ستقتصر على جبهة او جبهتين ام انها ستشمل الجبهات الثلاث معاً


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى