إسراء وفداء وهمزة الحرية
ناهد بدوية
همزة الوصل بين مصر وسورية حاضرة دائما، لكن حضورها هذه المرة يرتدي ثوب المؤنث.
فداء حوراني امرأة سورية حاولت حلما بمستقبل أفضل لبلدها الذي تعشقه ولأبناءها لكنها اضحت في السجن.
إسراء عبد الرحمن شابة مصرية حاولت حلما ورسمت طريقا يجعلها تطيق البلد الذي تعشقه لكنها أضحت في السجن.
فداء قالت للأحزاب القديمة تعالوا ففي قلبي شيئ من كل واحد منكم ويمكنكم التوافق على نبضه لن تعانوا من الغربة بين حناياه. لكن الاغتراب كان أوسع من باب قلبها.
إسراء وضعت الأحزاب القديمة خلف ظهرها أو بالأحرى باعتبارها شابة ربما لا تعرفها، بل هي الأحزاب التي لهثت وراءها ولكن ضمور العضلات وضعف البصر الذي تعاني منها هذه الأحزاب ضاعف المسافة بينها وبين تلك الغزالة.
إسراء اقترحت على زميلها تطوير فكرة المسيرة التي كانت مقررة إلى إضراب احتجاجي عام في 6 نيسان يرفع صوت الغضب على ما يعاني منه الشعب المصري ، وبعد أن توافق الاثنان على ذلك كونا مجموعة من زملائهما المدونين وأرسلوا الفكرة إلى الأشخاص الذين على قوائمهم في “فيس بوك” وهو موقع الكتروني للتعارف والدردشة بين الأصدقاء، فوجئا بصدى لم يتوقعاه، فقد انضم إليهما 3 آلاف عضو في اليوم الأول، ثم وصلوا فيما بعد إلى 70 ألف شخص في ذلك الوقت القصير، لا يتجاوز عدد المنتمين إلى الأحزاب السياسية 20 شخصا. نعم عشرون شخصا فقط لاغير!!!.
تم إلقاء القبض على إسراء صبيحة يوم الإضراب العام في مقر عملها بحي مدينة نصر (شرق القاهرة). ورغم أن النائب العام أصدر قرارا بالإفراج عنها بعد تحقيقات مضنية، لكن المفاجأة أنها اختفت ولم يتمكن المحامون من متابعة تنفيذ قرار الإفراج، ثم اتضح لاحقا أن سلطات الأمن سبقتهم واعتقلتها بمقتضى، همزة الوصل الأخرى، قانون الطوارئ.
تشكلت مجموعات على الانترنت لمساندة إسراء “مظاهرة في حب إسراء”.. “كلنا معك يا إسراء”.. “أفرجوا عن إسراء”.. “رسالة لمبارك.. كلنا إسراء”.. “إسراء رمز لجيل التغيير”…الخ شارك في هذه المجموعات الآلاف من الشباب المصري فور تناقل أنباء اختفاء إسراء التي أطلق عليها “رئيسة جمهورية الـ فيس بوك”. وقالوا بأنها “أوقدت الشرارة الأولى وبداية حركة لن تنتهي قبل أن يحصل الإنسان المصري على حياته الكريمة“.
ونحن في سورية وبما أنه دائما كان هناك فارق عشر سنوات بين مصر وسورية وبما أن موقع “الفيس بوك” مغلق مثل غيره من المواقع فأنا متفائلة بأنه ربما تتشكل مجموعات من الشباب والشابات للدفاع عن فداء حوراني في سورية بعد عشر سنوات.
ناهد بدوية
سورية
الحوار المتمدن
2008 / 4 / 29