الرواية والشباب: علكة «منطاد» أطيب من «سهام»
حازم سليمان
فواز حدادفواز حداد رغم أن الزميل حسين بن حمزة بشّرنا برواية سورية جديدة منقلبة على «التجهم والجدية الفكرية والسياسة والحزبية الزائدة»، إلا أنّه في ختام مقاله «نبرات جديدة في الرواية السورية» (30 نيسان/ أبريل الماضي) يأمرنا بـ«الترحيب بها» لأنّها حازت «حسن سلوك روائياً» من دور لبنانية، ما يفرض علينا الاعتراف بأنّ علكة «منطاد» هي الأطيب لأنّها حصلت على مساحة إعلانية على قناة «فوكس»، والتنكر لعلكة «سهام» لأنّها لم تحظ بفرصة الظهور خارج شاشة التلفزيون السوري.
الرواية السورية تشهد حراكاً وأسماءً جديدة، لكن ليس لنا التحزب لهذه الأعمال باعتبار أنها طوق نجاة الرواية السورية من «واقعيتها شبه الموحدة»ومجرد صدورها عن دور مهمة كـ«الآداب» و«الريس» هو دليل جودتها. الحديث عن حرس قديم وجديد مجحف ومعيب، يدفعنا إلى الإحساس بنبرة ترويجية لحرس جديد وولاءات جديدة. نحتاج الآن إلى الخروج بتصنيفات جادة لمعنى الكتابة الجديدة التي يبدو أنّ الزميل حسين يراها جديدة لمجرد أنها خالية من الغمّ القديم، ما يجعلها مؤهلة للانقلاب على الماضي الذي يقف الزميل حسين على مسافة محيّرة منه. هو ينفي عنه «التجريب» ثم يؤكد أنّ الرواية «القديمة» قدمت أسماء مهمة. ولا أدري كيف صار فواز حداد وخالد خليفة بنظر العزيز حسين من الجيل الجديد. الترحيب بالكتابة الجديدة مطلوب، لكن الاسترخاء إلى أنّ أي عمل يصدر عن «الآداب» و«الريس» كتاب خارق، فيه ترويجية مجانية، ومحاولات رفع القبعة لأسماء تُعَدّ الأمل في رواية سورية جديدة، هي تجاهل لمسيرة الكتابة السورية التي، وإن سقط بعضها في «التجهم والإيديولوجيا الحزبية»، فهو أهم من روايات كثيرة صادرة حديثاً.
لا أدري كيف وصل العزيز حسين إلى أنّ الكتابات الجديدة تخلصت من «الشروط الواقعية والسياسة والنصية المسبقة». كلامه لا يخلو من تحيُّز وعدائية «حزبية» لجيل أدبي ذنبه أنّه كتب في مناخ عام ارتبطت فيه الكتابة بالمعتقد السياسي والإيديولوجي. والمخيف أن نكرّس تجارب لا هي قادرة على التجديد الحقيقي، ولا هي أيديولوجية. ولعل هذا يحيلنا على الخيار الذي وضعه الزميل زياد عبد الله في مقاله «بين الرداءة والايديولوجيا» (6 أيار/ مايو). نريد للرواية السورية الجديدة أن تنضج بهدوء وفق مشروع أدبي متكامل من دون حرّاس وشلليات وأستذة، وإلا فسيظل «الحرس القديم» والايديولوجيا الحزبية التي يخافها الزميل حسين مسيطرة. على العموم، سأنصاع لرغبة زميلنا في الترحيب بكل كتابة جديدة، حتى لو كانت صادرة عن دار صغيرة في «باب الهوى» على الحدود السورية التركية، لأن الدار ليست معياراً لجودة الكتاب، وتحية أيضاً لعلكة «سهام» التي كانت ترطّب أفواه «الحرس القديم» من مرارة السجالات الأيديولوجية الحزبية.