رغم كل ما جرى فثمة مثقفون لبنانيون يحجون الى دمشق …!؟
د. عبد الرزاق عيد
الجزء الأول
مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية المنعقد في دمشق
نقولها صراحة ومباشرة : إن المثقفين السوريين الديموقراطيين ينظرون إلى الصراع القائم والدائر في لبنان بين تحالف 14 آذار وتحالف 8 آذار بمثابته صراعا علنيا صريحا يعبر- من منظور سوري- عن المسكوت عنه في الداخل السوري ، أي هو تعبير عما هو غير متاح التعبير عنه في سوريا الموطوءة أمنيا وشموليا وطائفيا: بين تيار ديموقراطي مدني تنويري نهضوي تمثله المعارضة السورية (البروميثيوسية) التي تخوض معركة الحرية بوصفها معركة مقدسة في ذاتها، يجب أن تخاض يوميا بغض النظر عن النتائج وميزان القوى الذي تصادره عصابات عسكرية أمنية طائفية مافيوزية تستحوذ على كل موارد البلاد الاقتصادية لتضعها في خدمة حماية استيلائها على هذه البلاد التي جعلت منها رهينة للتهديد والمقايضة والابتزاز فإما إطلاق يدهم بالرقاب أو إثارة الفتنة والاضطراب .
إذن فجماعة 14 آذار تعني-بالنسبة لبروميثيوثي المعارضة السورية- التعيّن الملموس والمحدد للطموحات الاصلاحية والتغييرية في سورية الأسيرة ، بعد أن تراءت منافذ لبعض نسائم الحرية بعد وفاة الطاغية حافظ الأسد من خلال ما سمي حينها بربيع دمشق الذي بدأناه ببيان 99، وأعقبه وثيقتنا الأساسية المسماة بـ ” وثيقة الألف ، التي أطلقناها حوالي17 مثقفا ، باسم “لجان إحياء المجتمع المدني” ،التي ترافقت بقيام المنتديات التي وصفت ولادتها بالتكاثر كالفطر تعبيرا عن مدى تعطش الشعب السوري للحرية …وكان التلاقي لأول مرة بين المثقفين -بتنوع مشاربهم الفكرية والسياسية الذين ملأوا فراغ الحياة السياسية والحزبية- مع حركة مجتمعية مدنية دمشقية تمثلت بمنتدى الصناعي رياض سيف أسير مرحلة الأسد الصغير حتى اليوم، فكانت حملة الاعتقالات الأولى التي ما لبثت أن اتخذت شكل موجات ، اذ بعد كل تجدد للحراك الديموقراطي الوليد ، كانت تليه موجة جديدة من الاعتقالات ، في الفترة ذاتها التي شكل لنا الفضاء الثقافي السياسي اللبناني عبر جريدة (النهار) متنفسا ، وبين الفينة والأخرى ( السفير )، لكن من خلال الدور الفردي المميز للشاعر المضيء عباس بيضون .
وفي المقابل شكلت لنا حركة 8آذار كل الدلالات المضادة لما سقنا الحديث عنه عن 14 آذار كفضاء للحرية والتحرر سيما بعد إهداء سيفها الرمزي لرئيس المخابرات السورية وإعلان السيد حسن نصر الله تطويب سوريا لآل الأسد تحت تسمية (سوريا الأسد) ، منذ هذه اللحظة راحت تسقط صورة مناقبية المقاومة في منظومة نضال المساومة، التي أسست لها الأسدية ، مما راح يبدو لنا أن هذه الحركة 8آذار ليست أكثر من امتداد للمخالب الأمنية السورية في صورة حركة شعبية لم يعد يملك النظام لها شبيها في عقر داره …
أما الموجه الثانية للاعتقالات فقد أعقبت صدور بيان اعلان بيروت – دمشق، الذي تكمن قيمته في كونه وثيقة تعبر عن هواجسنا فيما سميناه (احياء المجتمع المدني ) وهو هاجس نقل مركز الثقل في العمل السياسي من مشكلية السلطة الى مشكلية المجتمع، عبر الشعار الذي أطلقناه حينها ” إعادة السياسة الى المجتمع وإعادة المجتمع الى السياسة “، فكانت هذه الوثيقة بمثابة مبادرة مجتمعية مدنية باسم مثقفي مجتمع مستقلين عن السلطة وأجهزتها وتمثيلاتها الشمولية ، للقاء مع الصوت الثقافي المدني اللبناني المستقل عن السلطة التابعة لسلطة الوصاية السورية، وهي مساحة أوسع وأرحب منها في سوريا بسبب عدم انجاز النظام الأمني السوري- اللبناني احتلاله النهائي لحيز الإعلام اللبناني .
لماذا هذه المقدمة ؟
إنه بمناسبة انعقاد مؤتمر العلاقات اللبنانية – السورية المنعقد بين ( 14 – 18 / 4 2009 ) في دمشق، بدعوة من الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية العربية السورية …ومن ثم الاستجابة الغريبة-وبدون خجل- لبعض مثقفي من يفترض أنهم ليسوا محسوبين على قطعان الأمن السوري فيما يسمى بـ8آذار، ولا نعرف إذا كان اختيار هذا اليوم هو تيمنا بانقلاب البعث الذي يطلق عليه ( ثورة 8آذار) ، وهما في واقع الأمر توأمين في الصناعة الإيديولوجية والسياسية للمقاومة على طريق المساومة …
ويبدو أن هذه الدعوة تطلبت ثلاث سنوات على اقتراحات بعض الصحفيين بقيام السيدة الدكتورة نجاح العطار بهذه الدعوة، أي بعد مرور ثلاث سنوات على اعتقال بعض الموقعين على الإعلان الذين يفترض أنهم على أبواب تنفيذ محكوميتهم .
وقفة ضرورية عند إعلان بيروت –دمشق السابق :
في حقيقة الأمر أن نص الاعلان السابق ليس فيه ما يستفز عصبة النظام وعصاباته الأمنية، بل إن بعضنا كانت لنا ملاحظات عديدة قبل توقيعه مجاراة لرأي الأغلبية، وذلك لأن بعض صياغاته كانت تجاري – حسب رأي هذا البعض ربما تقية- صيغ الخطاب التلفيقي والتسويقي الشعاري لخطاب النظام عبر عقود …! أي أنه أتى استجابة لميل طيف بيننا- وليس كلنا- كان يسعى إلى تلطيف الأجواء مع النظام الذي بدأت مخالب وأنياب وريثه الأسدي بالبروز، وكان تعبير ذلك ، تارة عبر تطيير رسالة موقع عليها بمئات الأسماء تطالب بالاصلاح عبر الإيحاء –المتعمد والهادف للتهادن- بتحييد موقع (الرئاسة)، واعتبارها موقعا (سياديا) ملكا للجميع : السلطة والمجتمع ، رغم القناعة الراسخة لدى الجميع أن هذه (الرئاسة) التي صنعها الأب الأسد الطاغية الكبير، ليست سوى ( رياسة الشوكة والغلبة ) القائمة على قاعدة الفقه السياسي للعصور الوسطى القائلة: ( من اشتدت وطأته وجبت طاعته) ، ولقد أثبت الابن الوريث الصغير أنه سر أبيه ، فكشر عن أنياب وعن مخالب تؤكد كل الخصائص الوراثية الأسدية، سيما وأنا كنا قد بدأنا- نحن والعالم- نشير له بأصابع الاتهام السياسي والقضائي بتلوث يديه بالدم مع سلسلة الاغتيالات التي بدأت بالرئيس الحريري .
لقد كانت لنا العديد من التحفظات –نسوقها لإظهار مدى عدوانية الشبل وريث أبيه بالمقارنة مع اعتدال صيغة الإعلان- التي كان مضمونها: أننا في صيغة الإعلان (بيروت –دمشق) نسجل تراجعا عن روحية الوثيقة الأساسية للجان إحياء المجتمع المدني، فما هي هذه التحفظات المتداولة حينها على بيان الإعلان ؟
-البند الأول من الإعلان ينص: ” احترام وتمثيل سيادة واستقلال كل من سوريا ولبنان في اطار علاقات ممأسسة وشفافة تخدم مصالح الشعبين وتعزز مواجهتهما المشتركة للعدوانية الاسرائيلية ومحاولات الهيمنة الأمريكية …”
لقد اعترضنا على هذه الصياغة المشتقة من خطاب النظام السوري الذي يستمد معنى وجوده القهري خلال عقود من المحتوى الديماغوجي لها ، وهي الصيغة التي يمارس تحتها كل انتعاظاته الشهوانية الغريزية للتسلط والعنف المؤسس على علاقة قضيبية مع العالم : مجتمعا ومحيطا اقليميا وعالميا ..وعلى ايديولوجيا النفاق والشعوذة واللعب بـ(المقدس) : المقدس الوطني أوالقومي أو الديني إذا استدعى الأمر –كما هو اللعب مع حزب الله وحماس- حيث صناعة ذروة للشرعية تتم تحت مظلتها أشد أنواع الدعارة والبغاء الفكري والسياسي والثقافي والأخلاقي .
ولكي نخفف من وطأة الوطء الشعاري، وتخفيفا لدرجة الانصياع للاغتصاب العقلي والسياسي لنا كمثقفين، اقترحنا – إذا كان لابد من هذه الصيغة التصالحية – إضافة كلمة و(الإيرانية) في آخر الجملة بعد صيغة ” الهيمنة الأمريكية” … فتصبح تعزيز المواجهة المشتركة ” للعدوانية الإسرائيلية والأمريكية والإيرانية … ” فرفض الاقتراح ، لأن وضع إيران في ذات النسق سيغضب التابع الأسدي والمتبوع الإيراني ويفسد على الشريكين ولائم شهوات انتعاظ اللغو الفقهي التهديدي الشعاري، والديماغوجيا الهتافية، وقرع الطبول البعثية.
اعترضنا على صيغة :”التمسك الحازم بالحيلولة دون أن يكون لبنان أو سوريا مقرا أو ممرا للتآمر على الجار والشقيق .. “حيث لم نر هناك أي معنى لهذه العبارة سوى أن لبنان – ولبنان فقط – لن يسمح بنشاط للمعارضة السورية … ووجدنا حينها أن في هذه الصياغة تنازلا مسرفا أمام شرط العصابات الأمنية المتسلطة ومفردات خطابها عن (التآمر)، لأن التآمر هو مصطلح بوليسي شمولي تخويني عموما، وهو –خصوصا- لا معنى له في الخطاب الأمني السوري سوى أن لا تكون متفقا مع النظام أو مختلفا معه ، وليس-بالضرورة- معارضته لأنه بالأصل لا سبيل للحديث عن المعارضة لأنها أشد وطأ من وطأة التآمر ، إنها الخيانة ذاتها ، ولهذا اشترط الشاب الوريث الممانع -لإطلاق سراح الموقعين على الإعلان _ أن يعترفوا بخيانتهم ، فدهش الوسطاء الفرنسيون من شروط الشاب الشاطر وهم يتساءلون إن كانت مثل هذه الشروط تصدر- ليس عن عقل سياسي أو رئاسي- بل عن عقل متوازن طبيعيا …
ناهيك عن أن مفردة المؤامرة ليست متداولة في الخطاب السياسي اللبناني ، لأنها مفردة شمولية بالأصل ، وبالتالي ليس هناك متآمرون على لبنان أكثر من النظام السوري ، لكن النظام السوري لا يتآمر وفق ملفوظاته النضالية …لأنه يمارس حق وصايته وتسلطه وتسييده على لبنان علنا بدون تآمر باسم الأخوة القومية … فالتفجيرات، والاغتيالات، والتصفيات والامساك بصاعق تفجير الحرب الأهلية ليست تآمرا بل نضالا قوميا يعزز صمود لبنان وسوريا، وإسرائيل-أيضا- لا تتآمر بل تعتدي بكل صراحة وعدوانية صريحة .. .
حتى أحمد جبريل وميليشاته ليست خرقا متآمرا على سيادة لبنان ، بل هو ( مقاوم ) رغم أنف اللبنانيين … وكل الذين يهرولون لدمشق لتقديم التقارير والتباريك واستلام التوجهات والأوامر والحوافز والرواتب ، كل هؤلاء ليسوا متآمرين لأنهم يذهبون ويعودون علنا ، ويحتلون ساحات بيروت علنا، وسيارات المجنسين السوريين يشاركون في الانتخابات اللبنانية بوصفها أعراسا قومية ، إذن ليس هناك متآمر –في هذا السياق- سوى المعارضين السوريين …!
رغم أرائنا وتحفظاتنا هذه، فإننا وقعنا على البيان، لا لقيمة البيان في ذاته، بل للقيمة الرمزية لانتاج البيان، بوصفه فعلا ثقافيا سياسيا مستقلا عن السلطة الأمنية وأذرعتها المخابراتية، وبوصفه أول تعبير مجتمعي مدني سوري- لبناني تدشنه طلائع النخبة في البلدين… فهو-والأمر كذلك- الفعل الشرعي الوحيد في تاريخ علاقة البلدين من حيث هو فعل إرادي وطني مجتمعي طوعي غير سلطوي، وهو بذلك” يكتسب قوته وشرعيته من قبل الموقعين عليه ” وفق تعبير الوثيقة .
وتحفظنا على صيغة: “حق استعادة لبنان لأرضه بكل الوسائل المتاحة” بأنها صيغة تنتقص من السيادة اللبنانية كدولة، وهي عبارة مهداة لحزب الله أن يقرر شؤون الحرب والسلام…ولم يقصر حزب الله باستخدامه هذه الوسائل المتاحة-بعد شهور قليلة- عندما أسر الجنديين الإسرائيلين وحقق انتصاره الإلهي بمجيء عشرات آلاف الجنود التي حالت بينه وبين حدود اسرائيل…طبعا نحن لا نتحدث عن آلاف الشهداء، وذلك لأنهم في الجنة… ولا عن التدمير المرعب للبلاد لأن إعادة بنائه مكفولة بالأموال الشريفة… وفي الأخير كله فداء لـ(شحاطة حسن نصر الله)…التي – تحت ظلها منذ ستين سنة نحارب اسرائيل- ونحقق انتصاراتنا بـ(الروح والدم) فداء وافتداء للشحاطات، شحاطة الأنظمة التقدمية (الناصرية والبعثية) التي لم تتمكن اسرائيل من اسقاطها في حرب حزيران، وافتداء لشحاطة (الشب الأسمر عبد الناصر) وشحاطة (البعث) وشحاطة صدام حسين… وأخيرا شحاطة خالد مشعل… وبفضل هذه التضحيات في سبيل شحاطات الرموز المفتدون بالروح والدم… تمكنت هذه الشحاطات من رقابنا، فأحنتها وركعتها حتى بانت تخشى رفع الرأس خوفا من شمس الحرية…
(الخوف من الحرية)… ربما يكون هذا العنوان مدخلا لقراءة اندفاعات بعض المثقفين اللبنانيين هروبا من الحرية النسبية في بلادهم للوذ بأحضان الأب البطركي السادي في دمشق المحتلة أسديا الذي لا يشرب خمرته المقدسة إلا في جماجم الضحايا على حد تعبيرالصياغات الشعرية لماركس الشاب.
طبعا ولن نتوقف-طويلا- عندما أثاره بعض الأصدقاء حول الصيغة التي تؤكد أن الاختلاف في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين قابل لأن يكون مصدر غني وتنوع وتكامل لا يحول إطلاقا دون التعاون والتنسيق…إلخ.
بأن هذه الصيغة تضفي المشروعية على واقع الاقتصاد المافيوي السوري وواقع نظام العصابات الأمني، من خلال الاعتراف به كنموذج اقتصادي له مقوماته المتمايزة عن اقتصاد السوق اللبناني المفتوح، في مواجهة اقتصاد مبرمج وممنهج نهبا وفسادا واستيلاء، والاعتراف بالمشروعية السياسية لواقع نظام العصابات الأمني وتجاهل أسئلة الاتهام الموجهة لها بجريمة اغتيال الحريري بل وتاريخ الاغتيالات في لبنان، في حين أن النظام السياسي والاجتماعي اللبناني يقوم على النظام الديموقراطي التوافقي طائفيا، بينما في المقلب السوري هناك نظام سياسي شمولي عصبوي طائفي عائلي وراثي، فشتان ما بينهما…
أي أن طائفية النظام اللبناني هي توازن أو توافق أو تكاذب طائفي، لكن طائفية النظام السوري هي طائفية تسلطية استئثارية قهرية ديماغوجية تنكر واقع الطائفية في خدمة انفراد أقلية طائفية واحدة، يحاول النظام الاستيلاء على تمثيلها باسم وحدة المصير بين الجنرال والحاجب .
وإذا كانت هذه المقارنة تغري السوري بالاقتراب من النموذج اللبناني رغم مثالبه وعدم مثاليته، لكن ما يحير ما هو المغري في النموذج السوري للمثقف اللبناني؟ أمر يستحيل فهمه إلا الإعجاب بسطوة النظام الفاسد والنافذ وقدرته على التحكم بأموال الوطن التي تتيح له السلطة المطلقة في التحكم بالثروة الوطنية وتوزيعها، ومن ثم تقديم الهبات والرشوات للأشقاء لتدعيم صمود النظام …أي سوى الإعجاب بذهب السلطان وكرمه الذي لا يشبهه فيه سوى كرم صدام وصموده السالف …!؟
هذا المدخل كان لابد منه لمناقشة الذين ذهبوا إلى موائد نهب شعبنا، ليجلسوا على كراسي أصدقائهم المساجين الذين لم يقولوا كلاما شديدا كما أسلفنا، بل هم سجناء لأنهم قالوا كلاما حرا، أي ليس تحت الوصاية أو تحت الإشراف والتوجيه والسلطة الأمنية، وكل ما سيفعله المشاركون الجدد: سوريون ولبنانيون أنهم سيقولون- بل وقالوا- ما قاله زملاؤهم المساجين السابقون، لكن بفارق واحد: إن القول الجديد كان تحت سقف شرعية المخابرات بلا حرية ولا كرامة … وسيأتي الحديث في الحلقة اللقادمة …
الجزء الثاني
رغم كل ما جرى فثمة مثقفون لبنانيون-نموذج مجلة الآداب- يحجون إلى دمشق المحتلة … بالطغيان …!؟
عرضنا في الحلقة السابقة رأينا في نص بيان اعلان بيروت –دمشق ودمشق-بيروت، خالصين إلى أن الحملة المسعورة للنظام الأمني ضد الإعلان السابق واعتقال عدد من الموقعين -منذ ثلاث سنوات حتى اليوم- لم يكن بسبب محتوى النص المعتدل، الذي لن ولم يختلف فيه مع الضيوف اللبنانيين الجدد المدعويين (المستدعيين) للحوار في دمشق إلى ما سمي بمؤتمر العلاقات اللبنانية- السورية، كما عبر أحد الموقعين السابقين المسجونين حتى الآن، وهو الأستاذ علي عبد الله –عمار بن ياسر ربيع دمشق بدلالة اعتقاله وأولاده حتى الآن-عن استغرابه بعد صدور البيان الجديد الذي لم يضف جديدا عما قيل، لماذا سجنتمونا إذن ؟
فالاعتقال والسجن إذن لم يكن لمحتوى البيان السابق –كما أظهرنا- بل بسبب صدوره بشكل مستقل عن طغمة صعاليك حكام دمشق، من قبل مثقفين سوريين يحاورون مثقفين لبنانيين بدون الوسيط الرسمي -(الأمني سوريا)- وعلى هذا فإن ذلك اللقاء المعقود بدعوة رسمية –هي دعوة أمنية في السياق السوري- ليس له وظيفة سوى رد الاعتبار لشرعية القبضة الأمنية التي تلخص معنى الدولة في سوريا …حيث أن المستجيبين لهذه الدعوة (الاستدعاء) : سوريين ولبنانيين لم يفعلوا شيئا سوى أنهم قدموا هذه الخدمة في إضفاء الشرعية على الممارسة المخابراتية السورية التي اعتقلت منذ فترة د.محمود كفتارو ابن بيت الإفتاء الشامي الدمشقي العريق (آل كفتارو) لأنه قام باتصالات تتعلق بشؤون الفتوى والدعوة ولم “يأخذ موافقة أمنية على اتصالاته الرعوية” …وعلى هذا كان لابد لنا من أن نتساءل :
كيف لنا أن نفهم أن ثمة من يذهب إلى ما سمي بمؤتمر العلاقات اللبنانية- السورية، ليقول القول ذاته الذي قاله منذ ثلاث سنوات أصدقاء له هم اليوم في السجن، ولا يزالون في السجن–حتى لحظة انعقاد هذا اللقاء- ولم نسمع من أحد المؤتمرين تساؤلا عن سبب اعتقالهم، وأين تتجلى تهمة إثارة النعرات الطائقية واضعاف الشعور القومي في البيان المشترك السابق ؟ وأين تتجسد( خيانة) المسجونين نصيا في هذا البيان على حد ادعاء الدعي بن الدعي بن أبيه الأسدي في تصريحاته للإعلام… وفق صياغات السيد نصر الله عن أدعياء الأمويين (يزيد)!؟
طبعا هذا التساؤل لن نطرحه على المثقفين السوريين -(لأنهم ليس لهم الخيرة في أمرهم)-، سيما المثقفون الفلسطينيون الذين يعربّونهم ويوطنّونهم سوريا طالما لا يعترضون أو يعارضون سياسات طغمة صعاليك الرعاع الجدد، وعندما يشتم من أحدهم روحا نقديا قريبا من المعارضة يرسلون له الرسائل أن لا يتدخل في الشأن الداخلي السوري…
ما لذي يرغم المثقف اللبناني- غير ذهب السلطان كما أسلفنا- لأن يداري عاره باتهام الآخر من “الديموقراطيين الليبراليين” الذين يذهبون إلى أقاصي الأرض باستثناء دمشق…! كما تتساءل افتتاحية مجلة الأداب البيروتية -التي كنا نحترمها- باستنكار وثقة ميلودرامية بالنفس …!
وذلك عبر الاستناد إلى خطاب استجداء واستعطاء عاطفي لسذاجة عروبة غريزية مستلقية منذ قرون في أحضان متلقي عربي أمي يشكل تعداده 60% هم نسبة الأميين العرب الذين يشكلون مادة الإثارة والتهييج القومي والديني للشعبوية (البعثية –الطائفية والمذاهبية الأقلوية …، حيث خطاب الاستعطاف والتملق المشاعري الإعرابي المتحدر من هوية قبلية –هي الأشد كفرا ونفاقا- في المدافعة عن دمشق … وكأن من لا يذهب لدمشق المبتلاة بنظامها الرعاعي الخارج عن القانون يكره دمشق…! وليس موقفا ممن يغتصب ويستوطن ويحتل دمشق التاريخ والحضارة والمدنية؟
ولعل اللحظة النموذجية التي تكثف الشكل الذي تطمح له عصابات المافيا الحاكمة لسوريا في علاقتها مع لبنان، هي أن يكون الخطاب اللبناني الشقيق أكثر نفاقا من الخطاب السوري الرفيق لإظهاره بالموضوعية والترفع القومي، حيث يتبدى الخطاب السوري هذا عن ظاهر من (الموضوعية) فيقول: “إن سوريا دخلت لبنان لحماية سوريا وحماية لبنان”، لكن الشقيق اللبناني (بصوت العسكري الجنرال) المحب والمبهور بعظمة الشقيق الأكبر ونبله وإخلاص نواياه وصدقها، يرد على ظاهر (موضوعية) الخطاب الاعلامي (الإعلاني) الببغائي الاستظهاري السوري، بأن التدخل السوري كان لحماية لبنان وحماية مسيحييه”، من الفلسطينيين الذين كانوا يقولون “طريق القدس يمر بجونية”…بينما مقولة الجنرال ووكيل ولي فقيهه أن”طريق القدس يمر من شبعا والجنوب” !
وهنا يتدخل-صوت افتتاحية الأداب- المثقف الواثق من نفسه، الشجاع المقدام الذي لا يخاف أن ينقد سلطة دمشق في دمشق ذاتها … وفي عقر دار الطاغية الأول المؤسس (الأسد الأول) –كانت الشعارات المكتوبة على جدران سوريا في كل المناسبات تسميه (الأول) بما فيها المناسبات الطلابية أن تسميه( الطالب الأول)- ليطرح صوت الآداب سؤاله الاستنكاري بأن الرئيس الأسد (الأب)، لم يدخل لبنان كرمى لعيون كميل شمعون… أو سليمان فرنجية أو بيار الجميل…
حيث يدعو صوت افتتاحية مجلة الآداب الزميل العسكري (الجنرال اللبناني) للموضوعية، وكانت حجته التي درع بحديدها شجاعته بأن خطاب سميه اللبناني الجنرال (الخبير العسكري للمنار) يتخطى تصريحات السوريين أنفسهم”. ومستنكرا ببطولة فائقة وبراعة تطمئن قلب المخابرات السورية بحكمة “جل من لا يخطيء ” وأنه ممكن للمخابرات السورية أن تخطيء سيما أن الرئيس السوري أشار إلى “أن هناك أخطاء” واستنادا إلى أمان هذه المقولة (الأسدية) سهل عليه القول بإباء ” وكأن السياسيين السوريين براء من كل عيب ” ، لنتصور البعد الجهادي لهذه المقولة 🙁 في وجه سلطان جائر) ، بل ويتمكن من الخروج دون حبس أو اغتيال …فأية أكاذيب- للمعارضين- إذن عن جرائم هذا النظام البريء …!
وهكذا علينا أن نشعر بالسعادة والحبور لشجاعة المثقف اللبناني، ولديموقراطية وتسامح المضيف السوري (المحاور) …! وأن نكذب حقيقة أن بعض المعتقلين في سجون (المضيفين) كان اعتقالهم ومن ثم حبسهم وتخوينهم بسبب التوقيع على بيان اعلان دمشق- بيروت دون المشورة وأخذ الموافقة … وليس بسبب مضمونه في كل الأحوال كما أسلفنا.
بل إن افتتاحية الأداب تذهب بشجاعتها حد أن تدعو إلى رفع حظر السفر عن (بعض) المعارضين لا الكل … و(اللامعين) فقط “، تدعو الافتتاحية إلى ” رفع الحظر عن مغادرة بعضهم من اللامعين للأراضي السورية”، والبعض هنا مشفوع بوساطة الشقيق “الصغير”، والطلب ودي وحبي و(موان) ، فهو يطالب ببعضهم وليس كلهم بطبيعة الحال، لأن بعضا آخر (غير لامع) يجب أن لا يرفع الخطر عن سفرهم وفق خطاب المثقف اللبناني (القومي اليساري)…بل هو يرفع عقيرته كصنديد من طراز أول معلنا غياب “معظم وجوه المعارضة السورية” وكأنه يقول لنا، أن بعضها الآخر كان حاضرا… ولا ندري من هم هؤلاء … اللهم إلا إذا كانوا مثقفي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المدافعين عن القطاع العام لأسباب (عقائدية) اشتراكية … بانتظار فشل المؤامرة الصهيونية على النظام الاشتراكي السوفييتي وانبعاث الاتحاد السوفييتي من جديد لقيادة الثورة العالمية … الدفاع عن القطاع العام “معتقديا” ، حتى ولو كانت مساحته المتبقية لا يشغلها سوى الشباب من ابناء المافيات الكبار-لكن ما دون مستوى العائلة الأسدية طبعا- الشباب الذين غدا أباؤهم مشغولين بالأهم والأكبر من قروش القطاع العام المتروكة (خرجية ) للأبناء والأحفاد، باعتبار الأباء قد أصبحوا مافيات دولية.
بل إن صوت افتتاحية الآداب يفضح العيوب ويكشف العوار في عيون السلطة المتهمة بأنها ديكتاتورية ، فيتحدث عن ” ضعف الحبر في العدد الأكبر من المواد … وخجل بعض مديري الجلسات من مناشدة المحاضر التوقف ..” أظن أن المضيفين سيستجيبون لهذه الشكاوي من الضيف اللبناني العزيز بحماس ، بل وإذا شاء الضيف الشقيق (الصغير) ممثل الآداب، فإنه يمكن للشقيق (الأكبر) أن يعتقل كل هؤلاء المقصرين (الأوغاد) كرمى لعيون الضيوف اللبنانيين، وليس ذلك على الأشقاء الكبار في سوريا بعزيز ..! ؟
ومما أثار الانزعاج النقدي العنيف لدى الضيف اللبناني الشجاع ضد الأشقاء الكبار ، هو مفاجأته ” أن الصحف السورية الرسمية لم تنقل موقف المشاركين …. وأنها راحت تجتزئ وتحذف … ويذكرنا -بثقة ودون أي حرج- أن المؤتمر جاء برعاية وتنظيم رسميين أي بالمعنى السوري (أمنيين) … ويذكّر بهذا السياق –استدراكا وحصافة ويقظة- بأنه إذا كان ينتقد ضعف الحبر … وعدم نشر الصحافة لموقف المشاركين …فإنه يستند في ذلك إلى ركن حصين عاصم له من الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه، ويتمثل هذا الركن في المرجعية الشرعية لموقف الرئيس (الوريث) الذي اعترف بذاته أن ثمة أخطاء لسوريا في لبنان … واستنادا الى قاعدة الأمان هذه … يتساءل عن تطييرات لعبارات مهمة من خطاب الرئيس الحص … الذي لم يقصر – أمد الله في عمره – في إظهار شجاعته السياسية في الحديث عن جهاز الاستخبارات الذي تمادى وتجاوز في لبنان … “، وها هو الرئيس الحص-سلمه الله- يعود إلى لبنان بشهامة مرفوع الرأس، ولم يعتقل ولم يصفّ أو يغتال كالحريري كما يزعم “الليبراليون الديموقرطيون” …!؟
لايدري المرء ان كان ما يقوله السياسي اللبناني والمثقف اللبناني هو ناتج عن جهل في واقع النظام السوري أم تجاهل، سذاجة أم تساذج، عندما يتحدثون عن مجرد ” تجاوزات المخابرات السورية في لبنان”، ومن ثم دعوة المثقف للمخابرات السورية أن يتفهموا موقف “معارضة بعض المثقفين اللبنانيين المحقة في بعضها” – دائما (البعض) مراعاة للحصافة في التعامل مع مشاعر المخابرات السورية- وهي محقة رغم أنها مجرد ( خروق الاستخبارات ) في شؤونهم اللبنانية …
فمسألة المخابرات السورية في لبنان إذن هي مسألة تجاوزات (خروق) وفق السياسي اللبناني والمثقف اللبناني، هذا الرأي – كما قلنا – إما يصدر عن جاهل أو مراوغ محتال، لأنه يتجاهل حقيقة أن العنصر الحاسم في القوة الثلاثية العظمى للنظام الجاثم على صدر سوريا منذ عقود حتى اليوم، التي هي ثلاثية: ( المخابرات – الجيش – الطائفية ) ، إنما عنصر المخابرات هو الحاسم في هذه المصفوفة الثلاثية المميزة للنظام السوري عن كل الديكتاتوريات في العالم –طبعا بعد أن – يضاف له رابطة العصبية الطائفية، وذلك منذ حسم النظام معركته ضد المجتمع السوري في بداية الثمانينات باسم المعركة ضد الأصولية، حيث أخرج حزب البعث من دائرة السلطة الى دائرة الاعلام بعد أن اثبت فشله العصبوي في الالتفاف حول الطاغية الأول حافظ أسد .
لقد قام الجيش –وهو العنصر الثاني- في مصفوفة المعادلة-بعد تطييفه – بطائراته ودباباته ومدافعه ليدمر كل ما ينبغي تدميره وفق حكمة القائد وثاراته وانتقاماته فكانت مأساة حماة هي المدخل، ثم بدأ الحكم الفعلي الكلي والشمولي للمخابرات ليصل ذروته التي بلغت –راهنيا- حد مراقبة برنامج الدوام اليومي لطلبة الجامعات السورية والغياب يخضع للمساءلة الأمنية وليس لإدارة الجامعة…!
تتحدث بعض الإحصائيات بأن عدد العاملين بأجهزة المخابرات تفوق عدد الجيش السوري ، وغدت موازناتها باسم (الأمن القومي ) أكثر من موازنة الجيش، حيث تبلغ هذه الموازنة 62% من الموازنة العامة، حصة المخابرات فيها أكثر من 33% باسم حصة الأمن القومي ،حيث يبق للجيش حوالي 29% ، هذه الأرقام تقتطع من أموال الشعب السوري الذي يفترض أنه يقدم-طوعا- للجيش والمخابرات ثلثي لقمة عيشه لتعزيز قوتها الردعية ضد نفسه وذاته وأناه ، وعليه فإن الشعب السوري -وفق هذه القاعدة –ينبغي أن يكون الشعب الأكثر ماسوشية وكرها للذات في العالم ، ما دام يعطي عن تفضل وطواعية أمواله (الوطنية والقومية ) –صمودا وتصديا وممانعة-لكي يذل ويقهر ويسحق على يد أهله وليس على يد عدوه الإسرائيلي … !؟
واستنادا إلى ذلك يخلص المثقف القومي اليساري اللبناني باسم افتتاحية الآداب للدعوة الصارمة والحاسمة إلى التوقف- مرة والى الأبد- عن ” مهزلة حصر الاستبداد في النظام السوري والإيراني، كما يفعل عباقرة الليبرالية الوهابية ويسار الديكور ”
تلك هي اللقيا البرهانية التي اكتشفتها الفلسفة النظرية الأمنية الطائفية في سوريا، وهي اعتبار أن كل من ينتقدها ويكشف عن طائفيتها القبيحة وتحالفها الطائفي مع ايران، بأنه وهابي … في حين أن الوهابية اليوم في أعلى لحظات تكثيفها ( الجهادي ) ممثلة بابن لادن هي التي تتقاطع جوهريا مع (الخمينية ) ايرانيا ممثلة بفرعها اللبناني (حزب الله) ، فلا نظن أن ثمة اختلافا نوعيا من حيث الأهداف الاستراتيجية بين (ابن لادن الوهابي ، وحسن نصر الله الخميني )، في حين أن الوهابية تحارب في أرض نشأتها المراد الإحالة إليها ردحا كيديا، في حين لم تترك طغم المافيات الحاكمة بابا دون أن تطرقه تمسحا ليس بالأعتاب المقدسة في مكة ، بل أعتاب العطاءات والهبات والمنح والارتزاق لدى بيوت المال السعودية، وهي التي ورثت (الجهادية الوهابية) لاعتمادها في مخيم النهرالبارد وشوارع بغداد العزلاء ، لتضم هذه الجهادية الوهابية إلى (الجهادية الخمينية : فرع حزب الله في لبنان ) الذي غدا هو الجبهة (الداخلية الأساسية) للنظام السوري في الدفاع عن وجوده بعد أن صفى النظام الداخل السوري المجتمعي والشعبي على طريق تصفية الداخل اللبناني من خلال (مخلب) حزب الله الإيراني ،و(ظفر) الجنرال ميشيل عون الذي لم يعد قادرا على حك جلده …
ولا نعرف لبنانيا أن ثمة إيذاء يلحق لبنان وشعبه وأهله: في أمنهم واستقلالهم وسيادتهم ومالهم ومعاشهم ( اسلاميا وعربيا )، أكثر من إيذاء نظام الملالي في إيران وعصابات النظام في سوريا اللذان لا يريد المثقف اللبناني أن يوصفا بالاستبداد … بل ولا يتردد المثقف اللبناني صاحب الآداب- ولأسباب ثقافية نزيهة لاعلاقة لها بالنشر والتوزيع -أن يمدح الرقابه السورية بوصفها من أكثر الرقابات العربية رأفة بالكتاب المستورد… وللطرافة نقول : ان مخطوطا لنا عن طه حسين … أعيد لنا من الرقابة مرفقا بشروط لنشره : ليس حذف بعض عبارات ومقاطع لنا، بل وحذف عبارات ومقاطع لطه حسين تستنكر عليه نزعته الراديكاية … بل إن وزير الثقافة-سابقا- أحال بحثا لنا – وكان قد نشر بمجلة لآداب جزء منه- إلى وزارة الأوقاف للموافقة على نشره في مجلة وزارة الثقافة (المعرفة) –وذاك قبل غسل يدنا نهائيا من ممكنات استعادة سوريا وطنيا وإصلاحيا من أيدي عصاباتها الأمنية والطائفية والمافيوية- فرفض نشر البحث بسبب تقرير الأوقاف الذي وصف المقال بأنه باسم العقلانية يريد أن يدمر الاسلام !
لا بد في هذه الخاتمة من التنويه بالإشارة إلى السجين المضيع والمطوق بمؤامرة من الصمت ، والذي كان من أوائل من وضعوا ملاحظات صائبة تتقاطع مع ملاحظاتنا التي سقناها حول نص إعلان بيروت –دمشق السابق وسياقات وظروف التوقيع عليه، ومن ثم ملاحظاته التنبؤية التي تحققت في صورة اللقاء الراهني الركيك والخائب والمخيب …
كتب الشاعر الشاب ضمير معتقلي سوريا المنسي(فراس سعد) الذي يدفع ضريبة مضاعفة سجنا بسبب انتمائه إلى الطائفة التي تسعى العصابات المسلحة للنظام أن تحتكر تمثيلها وصوتها، وتطويبها على مذبح مصالحها الفئوية والعائلية، كتب هذا الشاب الطهراني الأنقى
، غبّ صدور بيان إعلان بيروت –دمشق الأول منذ ثلاث سنوات قبل اعتقاله قائلا : لا بد ان نذكر اقتراح الأستاذ رياض الريّس على الدكتورة نجاح العطار الدعوة لعقد ندوة تناقش إعلان بيروت-دمشق وهو اقتراح جيد و لا شك أن السيدة نجاح العطار نائبة الرئيس تستطيع الدعوة إلى هكذا ندوة لكن بعد أخذ موافقة فرع فلسطين بالتأكيد , من ناحية ثانية ليت الأستاذ الريّس اقترح على السيدة نائبة الرئيس التدخل لإطلاق زملاءها المثقفين السوريين من سجون النظام فذلك أسهل عليها و أفضل لنا و كفى الله المؤمنين شر القتال ؟؟
إنها مناسبة لتوجيه التحية للشاعر الشاب فراس سعد وراء القضبان …
موقع سورية الحرة