صفحات سورية

الأكراد والاخوان المسلمين

null
محمد حنيف محمد
رد على مقالة الدكتور عبد الحكيم بشار
كان لمقال الدكتور عبد الحكيم بشار بعنوان ( التصعيد ضد الكرد …….لماذا ) الذي اثار عددا من الردود المختلفه كون المقال صادر من احد الكوادر السياسيه الكرديه ( سكرتير اللجنه المركزيه للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا البارتي ) مما دفعني للرد رغم انني لا احبذ عادة الرد الا ما ندر ذلك لاحتواء المقال على عدد من المغالطات و البحث في هذه المغالطات سياخذ منا وقتا كما ان العديد من الردود قد اوفى المقال حقه لذا سوف اتطرق للموضوع المتعلق بالاخوان المسلمين ودور الحركه الكرديه كما ورد في المقال حيث يقول السيد عبد الحكيم بشار من موقف القيادي و السياسي و الذي لم الحظهما قط فيما يكتبه الدكتور و اقرأه بين حين و اخر في المواقع الالكترونيه الكرديه فيقول ( وبما أن السلطة
لاتريد اية جهة قوية وفاعلة ومؤثرة اعتقاداً منها أنها قد تشكل خطراً عليها في مرحلة ما ، لذلك فإنها سوف تعمل على إضعاف الشعب الكردي بكل الطرق والوسائل بغض النظر عن موقف الحركة الكردية الموالي أو المعارض للسلطة ، لأن بقاء هذا المكون قوياً وفاعلاً ومهما كانت درجة وعمق الموالاة للسلطة فإنها ستبقى تعيش في هاجس إمكانية التحول إلى المعارضة ، لذلك فمن الأفضل إضعاف هذا المكون ، وإن الأحداث الداخلية أثبتت ذلك وفي القرن الماضي وحينما وقف الشعب الكردي بكل قواه السياسية والجماهيرية إلى جانب السلطة في معركتها ضد الاخوان المسلمين فهل تغير شيء استراتيجي من سياسة السلطة تجاه الكرد ؟ هل تم مكافأة الكرد على موقفهم الموالي وبشدة للسلطة ؟ إن ما حصل في تلك الفترة لم يخرج عن كونه تهدئة للإجراءات الشوفينية ضد الكرد دون منح أية امتيازات لا بل دون إلغاء أي من المشاريع الشوفينية المطبقة بحقه ).
اولا ياسيد عبد الحكيم لم يستشر الاخوان الحركه الكرديه بما سيقومون به من خطوات سياسيه و دمويه في سوريا كما لم يعطو اية وزن للحركه الكرديه , و الحركه السياسيه الكرديه حينها كانت تعاني من الانشقاقات و مراهقه سياسيه واضحه ولم يكن هناك نضج سياسي بل ديالوجيه واضحه ممزوجه بعدم وضوح النضج السياسي الكردي السوري مما جعلت القياده السوريه لاتعطي وزنا ولا حسابا لهذه الحركه المشغوله بمعاركها الداخليه الضيقة الافق لذا كانت الحركه الكرديه خارج اللعبه السياسيه و التكتيكيه و الاستراتيجيه لكلا الطرفين فمن اين اتيت بفكرة وقوف الحركه السياسيه الكرديه الى جانب السلطه في معركتها مع الاخوان ؟ .
اذا كان الاخوان بانفسهم لم يذكروا ذلك في ادبياتهم و بياناتهم السياسيه .
و هل تعتبر حيادية الحركه الكرديه حينها مضرة للاخوان و مصلحة للسلطه السوريه ؟
صحيح ان الاخوان ادركوا لاحقا و لكن بعد فوات الاوان ان عدم تقاربهم من الحركه و الشارع الكردي قبل قيامهم بتمردهم المسلح قد افقدهم ملاذا كرديا في شمال البلاد لو تم توظيفه من قبلهم لمنحوا تمردهم زمنا اطول وكان ممكنا قلب الموازين ولكن لم يستفيدوا ولم يمهدوا لذلك و هذا ما المح لي احدهم اثناء التقائنا بالصدفة في مكتب جريدة عرب نيوز التي كنت انشر فيها في مدينة باترسون ولاية نيوجرسي اميركا عام 2001 , و حين سؤالي الم تكتبوا الكتابات البذيئة بحق الاكراد على جدران مدينة حلب حينها مثل ( الاكراد كلاب ال……) لخلق حالة من التباعد و ازدياد رقعة الصراع ؟ فاجاب بالطبع لسنا نحن من كتبها , و حين سألته لماذا لم تصدروا بيان بعدم مسؤوليتكم عن هذه الكتابات وغيرها فلم يجب ؟
استغرب يادكتور لماذا تلفق تهمة و قوفنا الى جانب السلطه في معركتها مع الاخوان و في هذا الوقت الذي يتم التحضير لمصالحه تاريخيه بين السلطة و الاخوان , رغم ان الاخوان حاولو المستحيل لاثبات هذه التهمه ولكن لم يجدوا الدليل و ها انت الذي تعتبر نفسك قياديا و مفكرا سياسيا كرديا تقدم لهم ما يشبه اثباتا على صينية من الذهب مما يخلق لهم الدافع لفتح هذا الملف ثانية, وتعرف جيدا بان ماتقوله انت يحتاج للدليل الذي لم يجدوه سابقا .
ما الدافع لقول هذا في هذا الوقت بالذات ؟ .
السلطه السوريه لم ولن تقبل ان تجالس الحركه الكرديه في سوريا ليس سابقا ولا لاحقا لسبب واحد و هو ما الدافع لذلك ؟ هل هي بحاجه لهذه المجالسه ؟ لا اظن وذلك لكون الحركه الكرديه السوريه ليست متكاتفه و لا متجانسه و لا متوحده ولا تملك الرصيد القوي من الجماهير الكرديه بل اصبح الشارع الكردي الذي يسير بالعاطفه فقط هو المحرك الكبير للجماهير الكرديه و السلطة تحسب حسابا لهم وليس لكم حتى اصبحتم انتم ايضا تحسبون حسابا لهذا الشارع الكردي الغير منقاد من قبل الاحزاب, فكل حزب او حركه يعتبر نفسه الاكبرو الاقوى و الانزه و الاخرين غمرتهم الاخطاء و حجمهم لايزيد عن حجم انفهم المتعالي .
كما ان الحركه الكرديه مخترقه حتى العظم ولا استثني منها احد و الدليل ان قياداتها في مكاتبها وفي بيوتها ينامون قرير العين وفي الصباح يملؤون بياناتهم بما لايرضي السلطة مطلقا ويعودون لبيوتهم ثانية وكأنهم لم يقولو او يفعلو شيأ , فان دل هذا على شيئ فيدل على امرين لا ثالث لهما وهو.
اما السلطه هي سلطه ديمقراطيه لا تختلف عن اية دولة فيها ديمقراطيه الاحزاب المعارضه و الراي و الراي الاخر .
او ان ما يقوم به هؤلاء الدانكوشوطين الذين يعتبرون انفسهم قادة الاحزاب الكرديه هي عباره عن ادوار مرسومه لهم بدقه ممنوع الخروج عن النص و الذي يخرج عن النص يمنحونه استراحة محارب لعدة اعوام يراجع فيه دوره ليتقنه في المرة القادمه .
لذلك عليك يا الدكتور ان تحسب و تراجع وتعيد الحساب مرارا قبل ان تنطق الجملة التي قد تكلفك او تكلف هذا الشعب المسكين المبتلي بامثالكم الكثير الكثير فراجع النص جيدا و لا تخرج عنه
محمد حنيف محمد
اعلامي و مخرج سينمائي كندا
موقع الحقيقة والحوار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى