حوار مع طالب طب من الإخوان / محمد أبو الغار
تحدثت طويلاً مع طالب فى نهائى طب ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو طالب عادى فى مظهره وغير ملتحٍ ولا يلبس جلبابًا ويتكلم الإنجليزية بطلاقة، وتحدثنا فترة طويلة وإليكم ملخص الحديث، دون تعليق.
■ متى وكيف دخلت الإخوان؟
– فى العام الثانى لدراسة الطب قام الزملاء من الإخوان بهدايتى وأرشدونى إلى طريق الصواب، وأصبحنا نصلى سويًا فى مسجد الكلية ونلتقى فى الخارج للمذاكرة والتعبد.
■ هل تخليت عن عاداتك القديمة؟
– نعم توقفت عن الذهاب إلى السينما وحفلات الموسيقى العربية ولا أشاهد التليفزيون ولا مباريات كرة القدم وركزت قراءاتى بجانب المذاكرة فى الكتب الدينية.
■ كيف ترى حل مشكلة مصر؟
– الحل الوحيد هو حكم الله لتصبح مصر دولة إسلامية تطبق شريعة الله، حينئذ ننشط حتى تتحد الدول الإسلامية كلها فى دولة كبرى.
■ هل تعتقد أن طالب الطب الباكستانى أقرب إليك من الطالب المصرى القبطى؟
– طبعًا نحن إخوة فى الإسلام وهو أهم شىء فى حياتنا الفانية.
■ ولكن الطالب القبطى المصرى تربى معك فى نفس الشارع ويتكلم نفس اللغة وله نفس المشاكل، كيف تشعر بذلك؟
– أنا أشعر أن القبطى مختلف تمامًا عنى.
■ هل الباكستانى متطابق معك؟
– ليس تمامًا ولكن الإسلام يجمعنا.
■ هل الوطن بالنسبة لك هو مصر أم هو الأمة الإسلامية؟
– مصر بالطبع بلدى ولكننى أرى الدولة الإسلامية الكبرى هى الأسمى والأعظم والأقوى والمستقبل الوحيد لنصنع قوة عالمية.
■ هل تريد أن تختفى مصر بتاريخها كله وتذوب فى الدولة الإسلامية؟
– ولم لا؟ إن التاريخ الذى تتحدثون عنه فى معظمه تاريخ للوثنية الكريهة، وهذه الآثار الفرعونية لا لزوم ولا أهمية لها وأنا أكرهها.
■ هل تريد أن تحطمها؟
– ليس لهذه الدرجة، فى الوقت الحالى بعض الناس تتعيش منها ولكن بعد أن تقوم الدولة الإسلامية الكبرى القوية عسكريًا واقتصاديًا سوف يكون لا لزوم لها.
■ ولكن العالم كله يعتبر الحضارة الفرعونية هى بداية الحضارة فى الدنيا كلها.
– عندما تقوم الدولة سوف يبدأ التاريخ من ظهور الإسلام وكل ما عدا ذلك ليس له أهمية.
■ وما هو تصورك لوضع الأقباط فى الدولة الإسلامية؟
– سوف يعيشون معنا ولكن يجب أن يعرفوا حدودهم ويمكن أن نشجعهم على الهجرة ويمكن أن يؤدوا صلواتهم ولكن بهدوء ودون أن نسمع عنها شيئًا.
■ هل يمكن أن تصاحب قبطيًا؟
– لا يمكن، ولا أتحدث معه إلا للضرورة القصوى.
■ وما هو تصورك لتطبيق الشريعة؟
– الشريعة واضحة وتطبيقها فورًا واجب على كل المسلمين.
■ هل تريد تطبيق حد قطع اليد مثلاً فورًا؟
– أعتقد ذلك ولكننى أترك هذه النقاط الحساسة للفقهاء الكبار من جماعتنا.
■ ما رأيك فى قول بعض الفقهاء أن تطبيق الحدود فى الشريعة الإسلامية لم يعد ضرورة فى عالم اليوم؟
– أترك ذلك الأمر لأولى الأمر من جماعتنا.
■ ما رأيك فى تعليم المرأة؟
– المرأة يمكن أن تتعلم ولكن لا داعى للتعليم الجامعى إلا فى مهن معينة كالمعلمة والممرضة والطبيبة مثلاً، ولكن وظيفة المرأة الأساسية هى العناية بالزوج وتربية الأولاد.
■ ما رأيك فى زى المرأة؟
– أنا لا أعترض على النقاب ولكنى لا أراه ضروريًا، ولكن الحجاب ضرورة أساسية واختلاط المرأة بالرجل فى العمل والدراسة والشارع يجب منعه والحد منه بجميع الطرق.
■ هل تعتقد أن تطبيق ما تنادى به يجب أن يتم بالقوة؟
– أعتقد أننا يجب أن نبدأ بالحسنى والتوعية والشرح ولكننى أترك طريقة التطبيق لأولى الأمر من جماعتنا.
■ ما رأيك فى ختان البنات؟
– عائلتى لا تختن البنات، ولكن الموضوع محير، لأن بعض الفقهاء يؤيدون ختان البنات وبعض الأساتذة فى الكلية يعارضونه بشدة، ولكن أغلب الأساتذة لا يبدون فيه رأيًا، وعمومًا أنا أطيع قيادة الإخوان إذا قالوا إن الختان سيئ فسأكون ضده، أما إذا قالوا إنه جيد فسأكون معه.
■ ما رأيك فى الحجم المناسب للأسرة المصرية؟
– أنا لى أخت واحدة وعائلتى تؤمن بالأسرة الصغيرة ولكننى لا أعتقد أنهم على صواب.
■ هل تريد فى المستقبل تكوين أسرة كبيرة؟
– أعتقد ذلك لأنها عزوة وإننا كأمة إسلامية يجب أن نتفوق على الجميع.
■ ولكن هل يكون التفوق بالعدد الكبير أم بعدد أصغر متعلم ومتفوق يستطيع أن يبنى أمة؟
– العدد الكبير لا يمنع التعليم والتفوق، عمومًا ما يريده الله لى من الأولاد سوف يكون.
■ ولكن ألن يكون لك يد فى التنظيم وتحديد العدد وترك مسافة بين كل طفل وآخر؟
– لا أعتقد أننى سوف أحدد النسل ولكن هذا الأمر ما زال بعيدًا لأننى لست متزوجًا.
■ أحكِ لى عن عائلتك؟
– أبى يعمل مديرًا لبنك فى المهندسين وأمى طبيبة فى وزارة الصحة وأختى طالبة فى كلية الآداب.
■ هل والدتك وأختك محجبتان؟
– أمى غير محجبة ولكن أختى محجبة.
وتركت هذا الشاب، طبيب المستقبل، الذى يأتى من عائلة لا تعانى من المشاكل الاقتصادية التى تؤثر على أغلبية المجتمع المصرى. والسؤال: هل هذا هو رأى الأغلبية العظمى من شباب مصر؟
عن جريدة المصري اليوم 27/5/2009