اعــتقـالات احــترازيـة أم اســتعراض مجــاني للقـــوة ؟
لا يَعرف المرء كيف تداري السلطات السورية صلعتها! فإذا كانت مرتاحة فويل للمواطنين، وإذا كانت تحت الضغوط فويل للمواطنين أيضا! بالأمس كانت الزراع الأخطبوطية تطال المواطنين والناشطين السياسيين، وكانت تبرر الأمر في أنها هدف للخارج، ويجب إسكات أي صوت معارض في الداخل لأنه يصب في صالح ذاك الخارج! واليوم تسرح وتمرح في إصدار قوائم الممنوعين من السفر التي بلغت المئات. وتسرح وتمرح في اعتقال المواطنين تحت ادعاء أنها مرتاحة ومتفرِّغة للمعارضين حيث انتهت تلك الضغوط في السنتين الماضيتين!
وبالأمس اعتَقَلَت السلطات خمسة من الناشطين تحت دعوى نشاطهم في إطار حزب العمل الشيوعي. ومنهم من سبق واعتقل خمسة عشر عاما، بل وسبعة عشر عاما، وهم: عباس عباس، وحسين زهرة، وغسان حسن، وأحمد نيحاوي، وتوفيق عمران. وتضاف هذه الأسماء إلى المعتقلين المعروفين من أطر إعلان دمشق، وهم الدكتورة فداء حوراني، والكاتب أكرم البني، والصحافي فايز سارة، والفنان طلال أبو دان، والأساتذة أنور البني، وآخرون غيرهم…، هذا، إضافة إلى رفيقنا حبيب عيسى.
إن هذه الاعتقالات ليست في جوهرها إلا تأكيد لما يعرفه الجميع من بطش النظام وممارساته القمعية التي لطالما طالت المواطنين والمناضلين السياسيين في محاولة محكومة بالفشل في تكميم الأفواه، وإسبال العيون لكي لا ترى ولا تدين فساد النظام، وثراء زبانيته، وتعميمه للفقر، وقمعه الغاشم.
إن الاعتقالات الأخيرة كالتي سبقتها لن تحجب شمس الديمقراطية بغربال السياط.
حـزب العـمل الشـيوعي في سـورية
الهيئة الحزبية في الخارج
26 أيار/مايو 2009