إذا كان هناك حل فيجب إتخاذ دستور 1921 أساساً
عبدالله أوجلان
وضعي جيد ، ليس هناك شيء مهم ، هل سبب نَشَفان الجلد نابع من الغذاء أم من الطقس أم من الحساسية ؟ هناك تأثيرات جانبية كبيرة جداً للدواء الذي أتناوله من أجل البروستاتا ، إنه يتسبب في تثاقلٍ للجسم بكامله .
كيف وضع “حوّاء”(شقيقة القائد) ؟ كيف كانت العملية الجراحية ؟ عليها أن لا ترغم نفسها على المجيء ، فيمكنها أن تأتي عندما تشعر أنها متحسنة ومناسبة ، سيأتي محمد(شقيق القائد) في الأسبوع القادم ، أليس كذلك ؟ .
سمعت من الراديو ، ما هذه الأحداث في “أروه” ؟ ماهو الوضع في “Esendere”(منطقة حدودية تعرّضت للقصف الإيراني) ؟ ما هو الوضع حسب وكالة “فرات” للأنباء ؟ بينهم سيدتان أليس كذلك ؟ من عملية تركيا-إيران المشتركة أليس كذلك ؟ هل مع حزب الحياة الحرة PJAK ؟ هل هناك خسائر في الطرف المقابل ؟ ماذا بشأن العمليات العسكرية في “بينكول” ؟ سمعت من الراديو ، يتحدثون عن محاصرتهم ، ماذا جرى ؟ كم يوماً مضى ، يقولون أنهم وضعوهم في الكماشة ، وفرضنا عليهم طوقاً ، وحاصرناهم ، ولم يظهر شيء ، أعتقد أنه لا توجد خسائر ، ما هو الوضع ؟ .
النقاشات الجارية في الإعلام أمر طبيعي ، وسيجري هذا النقاش . هذا مهم ، إنه من عمل “أرغنكون” ، سأتطرق إلى هذا الموضوع بالتفصيل . هل العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة تهدف إلى الإبادة ؟ ، شريحة من ضمن الدولة تقوم بها . هي من عمل “أرغنكون” ، أنا لا أقول أنها الدولة الرسمية ، ولكنها شريحة متنفذة ضمن الدولة . إذا لم يقم حزب العدالة والتنمية AKP بإلقاء خطوات ديموقراطية فسيتضايق من جانب هؤلاء . إن ما يفهمه هؤلاء من الوطن هو السياسة والمنفعة ، إن ما يفهمه هؤلاء من السلطة والدولة هو اقتسام إمكانيات الدولة فيما بينهم والموالين لهم . إن مالدى هؤلاء هو إقتصاد النهب والإحتكار .
قال “محمد علي شاهين” بشأن هؤلاء ، قبل أن يغادر وزارة العدل : “هذه الذهنية هي ذهنية الاتحاد والترقي الكوميتاجية(كوميتا: مجموعة مسلحة تمارس العنف في سبيل تحقيق أهداف سياسية) ” ، هو يعلم بهؤلاء ويعرفهم جيداً ، ولا يقول هذا الكلام من فراغ ، فذهنية الاتحاد والترقي لا زالت محافظة على قوتها ، فحتى لو كان قسماً من “أرغنكون” في السجن إلا أن الذهنية لازالت على رأس العمل ، فالمنتمون إلى “أرغنكون” لازالوا أقوياء ، ولديهم ماضيهم الممتد على مدى قرن . ذهنية الاتحاد والترقي الكوميتاجية هذه يمكن أن تفعل أي شيء في هذه المرحلة . ماجرى في قرية Bilge وحادث دياربكر ماهي سوى أعمال “أرغنكون” الذي هو استمرار لكوميتاجية الاتحاد والترقي ، فقد قاموا بالمئات بل بآلاف الممارسات المماثلة . أول عمل قام به الاتحاد والترقي هو قتل الدكتور ناظم في عام 1908 ، بعدها تدخلوا في شؤون السلطان عبد الحميد تحت اسم المشروطية ، أي رتبوا مداهمة الباب العالي . عندما نقارن بين مصطفى كمال والسلطان عبد الحميد ، نجد أن السلطان عبد الحميد هو الباديشاه ، وهذا يعني أن كلامه هو القانون ، فهو الشخص المسؤول الوحيد الذي يحظى بكل الصلاحيات . لقد قاموا بتهميش السلطان عبد الحميد ، ثم نفوه ، وليس معلوماً ماجرى لعبد الحميد ، أو ماذا فعل فيما بعد . تلك الذهنية التي همَّشت السلطان عبد الحميد ، قامت بتهميش مصطفى كمال أيضاً ، ومن قام بذلك هم الانكليز والمتواطئون معهم . من هذه الزاوية أعقد تشبيهاً بين مصطفى كمال وعبد الحميد . في الحقيقة يمكن للمؤرخين المقارنة بين مصطفى كمال وعبد الحميد ، ويمكن أن يكتب “يالجين كوجوك” عن هذا الأمر ويبحث فيه . لقد تدخلوا في شأن مصطفى كمال وحاصروه أيضاً ، وهو بدوره توافق معهم فيما بعد .
في هذه الفترة قمت بمزيد من التركيز على مصطفى كمال بعض الشيء ، وأفكر في الموقع الذي يمكننا وضعه فيه . فقد عقد مصطفى كمال تحالفاً مع الأكراد وبدأ بهذا الكفاح ، وتم اتخاذ هذا التحالف أساساً عند إعداد دستور 1921 ، والأكراد أخذوا مكانهم في البرلمان كمندوبين عن كردستان ، ولم يكن مصطفى كمال قد تخلى عن أفكاره بشأن الأكراد حتى بعد تأسيس الجمهورية ، وتحدث في كانون الثاني 1924 عن تفكيره في منح الأكراد حكماً ذاتياً ، هذا كله موجود في الوثائق الرسمية أيضاً ، ألا يرونه ؟ لقد حاصروا مصطفى كمال بعد ذلك التاريخ ، إلى أن أُرغِم على التخلي عن أفكاره تلك ، الأكراد في تلك المرحلة لم يستطيوا فهمه تماماً ، وحدثت التمردات فيما بعد .
كنت قد تطرقت في الأسبوع الماضي أيضاً ، لم يكن “مندريس” يعلم لماذا يعدمونه . يبدو أن “إبن مندريس” قد استقال من الحزب الديموقراطي ، هذه نقطة مهمة ، حيث يقول :” جيندوروك”(رئيس الحزب الديموقراطي) هو الممثل القانوني لـ”ديميريل” . أي أن “جيندوروك” الممثل القانوني ، بينما “ديميريل” هو الرئيس الفعلي . لماذا يستقيل مندريس ؟ لأن لهؤلاء دور في موت أبيه ، فرغم أنهم كانوا مع “مندريس” في ذلك الوقت إلا أنهم بقوا سلبيين في مسألة إعدامه ، و”مندريس” الإبن يُحمِّل مسؤولية إعدام أبيه لـ”ديميريل” و”جيندوروك” بشكل غير مباشر . فهم تحركوا موضوعياً مع الذين أعدموا . أما أحداث 6-7 أيلول والمجازر التي ارتكبت في قبرص ونفي الروم وما شابهها ، فهي من أعمال الـ”غلاديو” . لوبي الروم(اليونانيين) قوي جداً في أميريكا ، وحينها جعلوا من “مندريس” مسؤولاً عن أحداث 6-7 أيلول والمجزرة في قبرص ، ودفعوا بالمنتمين إلى “أرغنكون” إلى إعدامه . حسب قناعتي أستطاع الأبن تحليل موت أبيه جيداً . أسرة “تورغوت أوزال” أي إبنه يقول : “لقد قُتِل أبي” ، ولكنهم لايقولون من فعل ذلك ! إن قولهم هذا مهم جداً ولكنهم الأسرة لا تقول ذلك ، بل يقولها المثقفون الديموقراطيون ! شقيقه أصبح وزيراً ويقول هذا ، ابنه يقول هذا ولكنهم لا يتجرأون بأي شكل من الأشكال على الكشف عمن فعل ذلك ، بل يقولون “ليقم البرلمان بالبحث” ! ويلقون بالمسؤولية على عاتق البرلمان .
في هذه المرحلة سيحدث فرز معين ، حزب الشعب الجمهوري CHP ، وحزب الحركة القومية MHP هما الجناح المدني لـ”أرغنكون” . فـ”بايكال”(رئيس CHP) يصرح بأنه محامي له ، وأنا نظرت إليه بعين الشك منذ القديم . في هذه المرحلة سيزداد الفرز . أما MHP فهو منغمس تماماً في “أرغنكون” ، وكل من “بايكال” و “باخجلي”(رئيس MHP) يلعبان الدور المنوط بهما بشكل جيد جداً ، فلهما بُنى تمتد إلى كل الميادين المدنية والعسكرية وكل مكان ، لقد نظموا العديد من الميادين ، فلو جرى البحث في هذا الأمر ستنكشف أمور أخرى كبيرة جداً . هذه البرلمانية الروسية التي قُتلت ، “غاليانا ” قامت مع “فوروهار” الذي كان رئيساً لحزب الأمة في إيران ، بالبحث في الأماكن التي يمكن أن أقصدها أنا ، وقُتلا في 20 تشرين الثاني ، ويرد هذا القتل في تقرير من شخص اسمه “غفور” إلى “مصطفى أوزبيك” ، و”أوزبيك” هذا رئيس نقابة ، بينما ماهي علاقة رئيس نقابة بمثل هذه الأعمال ؟ والحقيقة هي ليست بنقابة ، فهم يقيمون تنظيمهم تحت اسم النقابة ، حيث “أرغنكون” لا يعترف بالقانون لا في الداخل ولا في الخارج ، وفي هذا التقرير يتحدثون عن كيفية إدخالهم 26 شخصاً إلى إيطاليا في عام 1998 حتى يقضوا عليّ ، وكيف استطاعوا التأثير عليهم ، علماً بأن حوادث القتل تلك والأحداث الأخرى كلها تمثل برنامجهم لشهر واحد . ولو تم البحث لانكشفت شبكة من الأحداث الشاملة جداً ، وهناك نقابات أخرى ضمن هذا العمل ، ونقابة العمال الأتراك TURK-IS هي العماد الأرسخ في هذا الأمر ، حتى أنهم يتدخلون في انتخابات قبرص .
“أرغنكون” فخ كبير ، والخروج من ذلك الفخ ليس بالأمر السهل ، فهم يقتلون من يحاول الخروج منه . الصحف تكتب عن زوجة “محسن يازيجيوغلو”(رئيس حزب يميني مات في حادث هليوكوبتر في آذار الماضي) أن ذاكرة هاتف “يازيجيوغلو” قد جرى مسحها قبل تسليمها الهاتف ، هذا ما تقوله زوجته ! .
ليس من أحد يعرف كامل تفاصيل المجزرة التي تمت في قرية Bilge(راح ضحيتها 44 شخصاً) ، كما أنني أيضاً لا أعرف تماماً لماذا فعلوها ، والصحافة لم تستطع كشف سبب المجزرة التي جرت في تلك القرية ، كما أن الأشخاص الذين يمارسون الصحافة باسمنا لم يتقصدوا هذا الحدث ، لماذا لم يتقصدوا ؟ لأنهم لا يلتزمون بالنهج ، فلوا التزموا بالنهج لاستطاعوا كشف الحقائق ، فبعد أن ارتكبوا هذه المجزرة كانوا سيلقونها على عاتقنا ، ولو لم يتكلم ذلك المختار قبيل وفاته ربما ما ظهرت الأحداث ، وربما ألقوا بها على عاتقنا ، يجب على الجميع أن يكون حذراً بهذا الصدد ، ومعروف أنهم حاولوا إلقاء مسؤولية حادث دياربكر أيضاً على عاتقنا .
الذين تم اعتقالهم في عملية “أرغنكون” هذه ، هم جزء منه فقط ، وليسوا بمثابة الأذن من جسم الجمل ، بل حتى يمكننا القول أنهم ليسوا وَبرةً منه ، فالقسم الأكبر منهم لا زالوا طلقاء ، فعندما انكشف مخطط إغتيال “أردوغان” قام AKP بالضغط على الزر فوراً من أجل “أرغنكون” .
يريد “أرغنكون” أن يكون عقبة أمام الحل ، وقد يريد القيام بأمور جديدة لعرقلة الحل ، ولهذا السبب يرفعون دعوى ضد رئيس الجمهورية “غول” ، القاضي الذي يرفع الدعوى ، حتى ليس القاضي ، فلو تم البحث في الارتباطات لانكشف أن هذه الدعوى من أفعال “أرغنكون” ، إن رفع الدعوى بحق رئيس الجمهورية رذالة لا توصف ، علماً بأنه لا ذنب لـ”عبدالله غول” بقضية التريليونات العشرة تلك ، ولا علاقة له بتلك الأموال . إذا كانوا يرفعون قضية ضد رئيس الجمهورية فذلك يعني أنهم قد يفعلون كل شيء . وفي هذه المرحلة رئيس الجمهورية و AKP مرغمون على إلقاء خطوات ديموقراطية ، فتحدث رئيس الجمهورية عن هذا الأمر لا يأتي من فراغ ، فإن لم يلقي الخطوات فسيقومون بتصفيته أيضاً ، فإما أن يقوم “عبدالله غول” بإلقاء خطوات وإضعاف قوتهم ، وإما أن يقوموا هم بتهميش “عبدالله غول” ، بينما يبدو “عبدالله غول” مسكيناً جداً ، لا أعلم ربما يتظاهر بذلك عن قصد .
إذا كان سيحدث الحل ، فيجب إتخاذ دستور 1921 أساساً ، وأنا لا أعترف بأية وثيقة سواها ، فهذه وثيقة تاريخية ، وسأقوم بالتركيز عليها . دستور 1921 ليس انفصالياً بل هو موَّحِد يشمل حدود الـ”ميثاق ميللّي” وليس فيه انفصال ، فيه مندوبية كردستان ، وحكم ذاتي للأكراد . دستور 1921 هو دستور ضمن الإطار الديموقراطي ، وهو وثيقة للتحرر الوطني المشترك للأكراد والأتراك ، والدستور المشترك لهما ، فهو يتضمن الحكم الذاتي للأكراد ، ويشمل الموصل وكركوك ، ويضم الأكراد في سوريا والعراق ، وحتى التركمان أيضاً . أنا لا أقول بضم هذه المناطق اليوم ، ولكن يجب أن يكون هناك حوار ، ويجب أن يُطرح حل من أجل الأكراد هناك على الأجندة .
يمكن أن يضعوا العقبات أمام السلام باستمرار ، فرفع دعوى ضد “عبدالله غول” ، وإرغام مندوبي DTP على الإدلاء بإفاداتهم ، ومجزرة قرية Bilge وحادث دياربكر ، كلها جهود “أرغنكون” من أجل عرقلة الحل ، فهي مضايقات من جانبهم ، وسيقومون بالمزيد منها .
سمعت من الراديو مقتطفات اليوم من صحيفة “الوطن” ، تقول : إن التقرير الذي قدمه مستشار MIT(الاستخبارات التركية) “أَمراه تانَر” إلى رئيس الجمهورية هو السبب الكامن وراء تصريحات “غول” . أي أنه قدم تقريراً إلى رئاسة الجمهورية ، ويتم رفع الدعوى ضد “غول” بعد تقرير “أمراه تانر” حول القضية الكردية ، أي يتقدم بالتقرير إلى رئيس الجمهورية وبعدها تقام الدعوى .
إنهم سيضعون العراقيل في كل مكان ، كما ليس هناك فكر موَّحد لدى كل الجيش ، هناك اشتباكات كثيفة في بعض الأماكن ، وليست هناك اشتباكات أو اشتباكات قليلة في أماكن أخرى ، هذا الوضع يدل على أن الوحدات المحلية في الجيش تستخدم مبادراتها الذاتية ، وربما مركز الجيش يقوم بهذه العمليات العسكرية ، ولكن من المعروف أن هناك من يفكر بشكل مختلف ضمن الجيش . “حلمي أوزغوك”(رئيس أركان سابق) عرقل أربع انقلابات رغم فرضها عليه ، ولم يقبل بالإنقلاب .
أعتقد أن الأمور هكذا في كل الميادين ، فقد تدخلوا في الانتخابات أيضاً ، وتدخلوا في نتائجها في كل من “آغري” و “خلفتي” . أنا لا أريد أن أقول أن هؤلاء يتدخلون في كل مكان ، ولكنهم يتدخلون حيثما هم أقوياء ويستخدمون مبادرتهم للتدخل .
يمكن أن يلقي AKP خطوات في هذه الفترة ، أمثال “بولنت آرينج” (وزير دولة) يمكن أن يمنحوا تسارعاً للخطوات الديموقراطية ، لأنهم أيضاً يتناقشون فيما بينهم بكثافة ، كما هناك “أرغنكون” ضمن AKP أيضاً بدرجة مهمة ، وسيكون هناك عدم التطابق الفكري بين هؤلاء ، وسيتعرَّضون للفرز في هذه الفترة ، و”بولنت آرينج”يقول : نحن ديموقراطيون محافظون . أنني أقسم الحلف الديموقراطي في تركيا إلى ثلاث ، أولها ؛ الديموقراطيون المحافظون بعضهم ضمن AKP ، ثانيها ؛ الديموقراطيون الليبراليون أوساط “الطرف”(صحيفة يومية) والكثير من المثقفين ، ثالثها ؛ الديموقراطيون المتطرفون ، وأنا أقيّم نفسي و DTP بهذا الشكل . إضافة إلى ذلك أقيّم اليسار الديموقراطي ضمن هذه المجموعة في هذا الحلف . أي اليسار الديموقراطي المتطرف . كم مرة قلت بوجوب انفصال اليساريين المنتمين إلى “أرغنكون” عن اليسار الديموقراطي المتطرف حتماً ، وطالبت من قبل بعقد كونفرانسات البحث ، حيث يجري نقاش هذه المواضيع بعمق في الكونفرانسات . يجب إكمال تنظيم السقف كما يجب الاستمرارمع من انضموا إليه ، أما الذين لم ينضموا فهم اليسار المنتمي إلى “أرغنكون” أصلاً . إذا كنا نريد سيادة السلام والديموقراطية في تركيا ، فيجب إلتمام شمل الديموقراطيين المحافظين والليبراليين والمتطرفين ، والتحرك معاً . أي يجب أن يلتم شمل هؤلاء الثلاثة في الحلف الديموقراطي ، وإلا فإنهم لن يستطيعوا النجاح في مواجهة “أرغنكون” ، ولن يحصلوا على فرصة النجاح ، فأيُّ الأحلاف سينجح ياترى ؟ الأنشطة ستحدد هذا الأمر . وهنا أريد توجيه نداء إلى AKP ؛ يجب أن يقوموا بما يريدون القيام به بشكل مكشوف أمام الشعب ، وأن يطرحوا اقتراحاتهم للحل إلى الميدان .
هنا أنادي رئيس الوزراء أيضاً ؛ إذا لم يكن يريد أن تكون نهايتهم مثل “مندريس” و “أوزال” عليهم فتح المجال أمام السياسة الديموقراطية ، فهذا أمر مهم جداً . مثلاً يمكنهم اتخاذ إيطاليا مثالاً لهم في هذا الموضوع ، فقد نجحت إيطاليا في هذا الموضوع ولكن ليس تماماً ، فلا زال لديهم أمثال “برليسكوني”(رئيس إيطاليا) ، ولكن اسبانيا باتت في وضع أكثر ديموقراطية وأكثر تطوراً ، فقد نجح “زاباتيرو”(رئيس وزراء اسبانيا سابق) في موضوع فتح المجال أمام السياسة الديموقراطية .
تجري عمليات عسكرية كثيرة ، والدفاع المشروع مهم جداً ، فحتى الحشرة تكافح للدفاع عن نفسها ، هذا الأمر يسري على الجميع وكل المجموعات ، أنا لا أقول هذا من أجل الكريلا فقط ، ولا أفرق بين المدني والكريلا ، بل أقولها للجميع ، ولـ DTP أيضاً . فحتى الوردة تكوِّن الشوك من حولها للدفاع عن نفسها . وكنت قد ذكرت في مرافعاتي السابقة . يجب أن لا يفهم أحد آرائي المتعلقة بالدفاع المشروع بشكل خاطئ مطلقاً ، ابتداءاً من هنا وإلى DTP وصولاً إلى قنديل ، بل يجب فهمها بشكل صحيح . فعندما أقول الدفاع المشروع أنا لا أقول بأن لا يدافعوا عن أنفسهم ، بل يمكنهم أن يصعدوا دفاعهم عن ذاتهم أربعين ضعفاً ، وأنا عندما أتكلم عن السلام والحوار وعن الدفاع المشروع ، فأنا لا أقولها على نحو أن يتخلوا عن اتخاذ تدابيرهم ، ويجب عدم تقييمها على ذلك النحو . معلوم أن ما قلته بهذا الصدد من قبل قد فُهِم بشكل خاطئ ، فعندما قلت بانسحاب الكريلا إلى خارج الحدود استشهد المئات من رفاقنا ، وأنا لم أقل بأن لايتخذوا تدابيرهم . فيمكنهم القيام بأنشطتهم الإيديولوجية واللوجستية واتخاذ تدابيرهم ، وأن يتموقعوا بشكل جيد ، وبنفس الشكل عندما نقول الدفاع المشروع يجب أن لا يقيّموا أقوالي على نحو عدم اتخاذ تدابيرهم . فمثلاً يكون هناك أجواء عدم الاشتباك ، عندها يقال إن الجيش لن يهاجمنا ، ثم يخرجون إلى العراء ، وعندها يتأكد الجيش من مكانهم ويقوم بالعمليات العسكرية لإبادتهم ، ويقوم بقصف المكان ، ويُنزلونها على رؤوسهم ، ودون أن يكون لديك علم تقوم فجأة أربعون طائرة بقصفك من فوقك وتبيدك . يجب الانتباه إلى هذه الأمور .
الجميع يمارس الدفاع المشروع ، وأنا طورت مصطلح الدفاع الذاتي لهذه الغاية ، وكنت قد تحدثت عن ضرورة دفاع الجميع وكل المجموعات والسيدات بشكل خاص عن أنفسهم ، وطالبتهن بتطوير دفاعهن الذاتي ، نفس الأمر يسري على DTP . وقلت؛ يجب أن يعرف الجميع كيف يحمي ذاته بوعيه و إرادته . وعن السيدات قلت من قبل ؛ عليهن معرفة كيفية حماية أنفسهن ، أمر غريب ! أنا أضطر إلى الدفاع عمن يجب أن يدافعوا . الجميع وكل مجموعة يجب أن تدافع عن نفسها في المنطقة التي تتواجد فيها ، وأنا لا أصر على أن يقوم الجميع بنفس أسلوب الدفاع . يجب أن تقوم نقابة المحامين في دياربكر بالبحث في آلاف جرائم مجهولة الفاعل في المنطقة(الكردية) ، وأن تقوم بنشاط في هذا الموضوع للكشف عنها ، مثلاً يمكن لمحامٍ حقوقي أن يكشف عن آلاف الأمور في ذلك المجال ، ويقوم بإعداد آلاف المرافعات المهمة جداً في هذا الموضوع ، هناك من اعتقلوا في العملية الأخيرة ضد DTP ، ومعلوم أن هناك محامون أيضاً من بين المائتين معتقل ، فإن لم يدفعوا عن أنفسهم لن يستطيعوا ممارسة المحاماة أيضاً ، لأن للحقوق أسسه السياسية ، فالحقوق يعتمد على السياسة ، والسياسة تكمن خلف الحقوق ، ولمعرفة الحقوق يجب معرفة السياسة ، ولمعرفة السياسة وممارستها يجب تحليل الإيديولوجيا .
أنا لا أشك في إستقامة والنية الحسنة لكل من جمعة وجمال ، فـ”مراد قارايلان” رفيق لنا له نوايا حسنة ، ويرأس التنظيم ، ويريد أن يكون جواباً ويبذل الجهد من أجل ذلك ، لكن إلى أية درجة يمكنه التحليل ؟ وما هو مقدار مايمكنه القيام به ؟ لا أستطيع معرفة ذلك من هنا . والرفيق في أوروبا بنفس الشكل ، يقوم بالأنشطة ، ولكن ما هو مدى عمق قوة التحليل لديه ؟ وما هو المقدار الذي يمكنه القيام به ؟ لا أستطيع معرفة ذلك من هنا . وكذلك “أحمد تورك” الذي يرأس DTP بنفس الشكل ، ماهو مدى نجاحه ، وما هو مدى فهمه ، وإلى أي مدى يمكنه التسيير ؟ أقولها من منطلق العُمر . لا أستطيع معرفة ذلك من هنا . إلى أي مدى يمكن أن يكون مستوى الوعي لدى هؤلاء كافياً ؟ لا أستطيع معرفته من هنا .
كلكم تتقربون بشكل غير جاد ، وكنت قد حللت هذه الشخصية غير الجادة من قبل . إنكم منشغلون بهذه الأمور ولهذا أنتم مرغمون على أن تكونوا في منتهى الجد . كنت قد أعطيت مثال الوردة في مرافعاتي التي تقدمت بها إلى المحكمة . إذا كانت حشرة أو نبات يدافع عن نفسه ، فإن الإنسان أيضاً سيدافع عن نفسه طبعاً ، وإذا كان يتم فرض حصار على جبل فإنه سيقوم بما يلزم لرفع ذلك الحصار ، بل عليه أن يقوم بالمزيد . وإذا لم يكن هؤلاء جادون فيمكن أن يقوموا بإمطار القنابل على رؤوسهم بمئات الطائرات ، يجب تطبيق الدفاع المشروع من غير نقصان ، فعلى كل مَن هناك أن يتخذ تدابيره في الدفاع المشروع بذاته ، كل المجموعات في الجبل مستقلة ، فإذا كان انسحابها مطلوباً آنئذٍ فهي التي تقرر ما ستفعله ، وحتى قنديل لا يستطيع التدخل ، فلا أنا ولا قنديل قادرون على إرشادهم .
يطالبون مندوبي DTP بالإدلاء بإفاداتهم عنوة ، هذا خرق للحقوق ، والحقيقة إنه حصار ، فهم يريدون اعتقالهم منذ سنين ، يريدون محاصرتهم وخنقهم وفرض الاستسلام عليهم ، على مندوبي DTP أن يدركوا هذا الأمور جيداً وأن لا ينزلقوا إلى هذه الألاعيب ، فلو ذهبوا للإدلاء بإفاداتهم لقاموا باعتقالهم وذلك يعني مسّاً بالكرامة . إنهم يريدون اعتقالهم مثلما فعلوا بـ”ليلى” ورفاقها ، بينما لدى مندوبي DTP حصانتهم ، فليستخدموا ذلك ويتخذوا كل أشكال تدابيرهم ، فقبول الاستسلام دناءة .
يقول رئيس الجمهورية “عبدالله غول”: يجب على الجميع القيام بما يقع على عاتقه . فإذا كان يقول ذلك كرئيس جمهورية فلديه أموراً يعرفها ، هذه الأمور ليست ببسيطة ، أنا هنا لديّ هذه المساحة الضيقة للحركة ، ولكنني أعرف كيف أسير فيه . بينما أنتم لديكم مساحات واسعة جداً للحركة ، ولديكم إمكانيات وفيرة ولكنكم لا تعرفون السير فيها . نحن أحدثنا مرحلة من عدم الاشتباك حتى اليوم ، وكنت قد وجهت نداء من أجل عدم الاشتباك ، كما أنني سأكشف عن خريطة طريق مع نهاية شهر آب ، ولكن عندما أطالب بعدم الاشتباك فأنا لا أقول بعدم ممارسة حق الدفاع المشروع .
قلت في الأسبوع الماضي بأنني سأكشف عن خريطة طريق من أجل السلام والحل الديموقراطي مع نهاية شهر آب ، وعلى المحامين أن يتخذوا استعدادهم واسعاً لهذا الأمر ، حيث يجب إحضار الرؤى من كل الشرائح ، وطلب الآراء من منظومات KCK ومن أوروبا ، والذهاب إلى هناك إذا تطلب الأمر ، فحتى لوكانت جملة أو جملتان ستكون كافية ، كما أن آراء مؤتمر المجتمع الديموقراطي في هذا الموضوع مهمة جداً ، ويمكن الحصول على آراء دياربكر ، ويجب الذهاب إلى المثقفين والكتاب وكل الشرائح ليقال لهم ويُسأل منهم : إن أوجالان سيكشف عن خريطة طريق ، فماذا تقولون له بهذا الصدد ؟ وما الذي تنتظرون منه ليقوم به ؟ . ربما يظهر بينهم من يبعث برسائل مهمة ، كما يمكن وضع آرائي هذه في رسالة وإيصالها إلى البارزاني والطالباني ، ويجب الحصول على آرائهما أيضاً ، فعلى المحامين الموَّكلين عني أن يقوموا بجهود شاملة جداً خلال هذين الشهرين ، وسيكون حسناً لو زوَّدوني بالمعلومات مع أواسط تموز أو قبل نهايته. أنا سأكشف عن خريطة طريق من أجل الحل والسلام ، يجب اقتسام ذلك مع الرأي العام ، يمكن نقل آرائي هذه إلى صحيفة “الطرف” أيضاً ، وعقد مؤتمر صحفي لنشرها ، كما سأقدم أفكاري هذه إلى الدولة . عندما أقوم بهذا سأبتدئ من دستور 1921 وأجعله أساساً ، وسأسأل : من بين الدولة من الذي يقف عقبة أمام الحل حتى يومنا ؟ . لقد شكلت الشرائح الأحادية والشوفينة والفاشية من ضمن الدولة عقبة أمام الحل حتى اليوم . عندما أكشف عن هذه الأمور ؛ أقولها بصراحة : إنني سأسأل الحساب من الذين أصبحوا عقبة أمام الحل منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ، أقولها هنا بكل صراحة . بعد خريطة الطريق التي سأكشف عنها أعتقد أنه سيتم إلقاء بعض الخطوات ، أما إذا لم يتم إلقاؤها ولم يتطور الحل الديموقراطي ، فإنني سأقول للأكراد ؛ لم يحدث ! هؤلاء لا يريدون الحل ، فهم لم يحلوا القضية حتى اليوم ، وسيستمرون في سياساتهم الأحادية الشوفينية الفاشية بعد الآن أيضاً ، وسأفضح AKP أيضاً .
سأقول للأكراد أيضاً : أفعلوا بأنفسكم ما تريدون فعله في مواجهة هؤلاء ، واتخذوا قراركم بأنفسكم . أنا هنا في هذه الظروف لا أستطيع إدارة أحد ، ولن أكون مسؤولاً عما بعد ذلك . لا أستطيع معرفة مدى توسيعهم لمقاومتهم ، فلست أنا المسؤول عن ذلك ، ويجب أن لا يدفعني أحد إلى اتخاذ القرار بذلك . معلوم أنه طُلِبَ مني من قبل إتخاذ بعض القرارات هنا ، وألقي بها على عاتقي . كلا ؛ هم الذين يقررون مايصدرون من قرارات وما يفعلون ، فمن قبل اتخذتُ قراراً بانسحاب القوات ، واستشهد المئات من رفاقنا ، ويجب أن لا ينتظر أحد مني مثل ذلك الأمر . في مرحلة عدم الاشتباك هم أفضل من يقررون كيفية تموقعهم . فأنا هنا شخصية معنوية ، وأعمل من أجل السلام منذ أحد عشر عاماً . إنهم يضعونني أمام مهام كثيرة ، ويضخِّمون ويقولون بأنني قائد ، ألا يعرفون بالشروط التي أتواجد فيها ؟ أنا لا أستطيع الإدارة من هنا ، وهم الذين يحدِّدون قادتهم من أجل أنشطتهم .
حتى شهر آب ، أي خلال هذين أو الثلاثة أشهر هذه ، يتحرك مؤتمر المجتمع الديموقراطي أيضاً باستمرار ضمن دياربكر ، يعقد الاجتماعات باستمرار ويتخذ القرارات ويدلي بتصريحات ، عليه أن يعمل بشكل متواصل ، فحتى لو كان هناك فاصل لأسبوع أو أسبوعين ، يجب أن تواصل اللجان عملها . نعم ؛ يجب أن يكون هناك تحرُّك دائم ، فنحن نمر بمرحلة تاريخية وعلى الجميع أن يتصرف بمسؤولية ، فحتى لو استراحوا لأسبوع أو أسبوعين يجب أن يستمروا في أنشطتهم على شكل لجان . يجب الحصول على آراء شعب دياربكر أيضاً ، فمادمتم حصلتم على سبعين بالمائة من الأصوات هناك ، ولديك البلدية والمؤسسات الأخرى وكل شيء ، عندها عليك الكشف عن آرائك ، واتخاذ القرارات بشأنها . يتم الحصول على الآراء من مؤتمر المجتمع الديموقراطي ، ومن المحافظات والمؤسسات الأخرى ، ومن الجميع . يمكن أن يقوم رجل وامرأة بإدارة مؤتمر المجتمع الديموقراطي . ليذهبوا إلى دياربكر وليتحدثوا إلى “ليلى” و “خطيب” ، ليقوما بعقد اجتماع مؤتمر المجتمع الديموقراطي ، وهما قادران على جمعه وإدارة نشاطاته ، وأنا لا أعتبرها رجاءاً أو مِنَّة منهما ، ولا أصر على أن يقوما بذلك ، لماذا أقول “خطيب” و “ليلى” ؟ لأن الجماهير تنتظر منهما المسؤولية ، وهي تستمد المعنويات منهما ، أما إذا لم يقوما بذلك عندها يقوم رجل وامرأة قادران بتسيير هذا العمل .
لقد قال البعض المحسوب على الدولة : “حتى إذا كان هناك أي حل فيجب أن يكون حلاً بدون مُخاطَب” ، هذا غير ممكن ، مستحيل أن يحدث هذا ، ولن يتطور السلام بهذا الشكل .
أنا لا أقول بأن الجميع في CHP معترضون ، فهناك شرائح تطالب بحل هذه القضية ضمنه ، وسيحدث فرز في هذه المرحلة بين المدافعين عن “أرغنكون” والمدافعين عن الديموقراطية ، ويمكن أن يكون هناك من يساند الحل ضمن MHP أيضاً .
يمكن للأكراد في العراق وسوريا أيضاً أن يطوروا بُناهم وتنظيماتهم الديموقراطية على نمط KCK ، كما أوجه ندائي إلى الأرمن والسريان أيضاً ، ليقوموا بتطوير تنظيماتهم وكوموناتهم الديموقراطية . يمكن إقامة مخيم للهاربين من الإعدامات والمنفيين من إيران في منطقة “برادوست” ، وكنت قد أوضحت ذلك من قبل .
هناك رسائل آتية من السجون ، في الحقيقة كان بودّي أن أسرد جميعها ، ولكنني لا أستطيع الرد عليها جميعاً ، حيث هناك رسائل وردت من سجون أديرنه ، تاكيرداغ ، بولو ، قونيا ، وسجون أخرى كثيرة . وكنت قد أخبرتكم بأنهم لم يعطوني نصف الرسائل الواردة في الأسبوع الماضي . سأرد على رسالة أو إثنتين من التي أعطوني إياها . وجدت العمل الذي قام به “جمال يلماز” من سجن بولو جميلاً ، أكتفي بالرد على هذه الرسالة فقط ، حيث يقول : “لقد قمت الآن بتحليل الحداثة الرأسمالية ، وفهمت الحداثة الديموقراطية الآن على نحو أفضل ، فقد استطعت تطوير وعيّ في هذا الموضوع حديثاً ، وأصبحت أفهم كل شيء بشكل أفضل” . هذا مهم كثيراً ، وهذه الجملة كافية بالنسبة لي ، فليستمر في نشاطه في هذا الموضوع . وهناك “أديب …” من سجن بينكول ، لديه نشاط بشأن المرأة ، و “إينجي روج” من سجن ميديات تكتب باستمرار ، غريب أنها تكتب بلغة الإله وتقول أنها تتوقف على الإلهة ، أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، وليستمروا في أنشطتهم . كما يجب الحصول على رؤى الرفاق في السجون حول الحل الديموقراطي أو يعلموني بآرائهم هكذا من خلال الرسائل . أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون . هل تم إرسال كتاب “تاريخ العذرية” ؟ لقد كان هناك كتاب “العصاة” وكتاب آخرغيره لـ “Hobsbawn” يمكن جلبها أيضاً .
تحياتي للجميع .
طابت أيامكم .
22 أيــــــــــار 2009