حزب الله والانزلاق نحو الهاويه
علي الاحمد
ما حصل خلال الايام الثلاثه الماضيه في لبنان يعطي درسا بليغا في كل شيء ، في القوة والسياسه والاخلاق وفي كيفية التعامل مع الواقع الجديد الذي يفرض نفسه بقوةالسلاح الشيعي الذي يزداد خطره ونفوذه كل يوم .
ان ما اقدم عليه حزب الله من اجتياح لبيروت وفرض لارادته على اهلها وحكومتها بقوة السلاح الذي ظل قائده يكرر مئات المرات ان ذلك السلاح لن يستخدم الا ضد اسرائيل ، يبين بوضوح تام ان من يملك القوة والبطش بغير رادع من دين وخلق ، لا يمكن ان يضبط نفسه وتحركاته مهما حاول ان يتوهم ذلك لان قوته تشكل عامل تحفيز له ، ولان سلاحه المخبأ في الدهاليز يظل يدفعه ليجابه وليتحدى وليمارس غريزته في البطش بكل من يناوأه ، وينسى او يتناسى كل ما تعهد به في السابق ليظهر للناس على حقيقته التى حاول اخفاءها لسنين طويله كحزب متوحش يكدس الاسلحه لخدمة المشروع الكبير الذي صار معروفا بالهلال الشيعي وليعيد من بطن التاريخ سيرة الحشاشين والزنادقه والمارقين الذين سرقوا الحجر الاسود من الكعبة المشرفه ، وسيرة كل الفرق الضاله التى جاءت على مر التاريخ ثم طواها الزمن وصارت قابعت في ابشع بقة من بقع الذاكرة الانسانيه لما جرته على الشعوب من خطايا وويلات .
وفي وقت سابق حاولوا الشيء نفسه عندما اشغلوا لبنان كله في حريق اسود من دخان الاطارات وقطع الطرق ، ولكن ذلك لم يجد شيئا ، وحاولوا وما يزالون يخيمون ويعتصمون لاكثر من سنه كامله في وسط بيروت ولكن ذلك لم يجد معهم ، واليوم يحتلون بيروت ويحرقون ويحطمون كل من يقف في طريقهم ، ولكنهم يحصدون الخزي والعار واللعنه ويجدون انفسهم مجبرين على التراجع وسط بصاق الملايين عليهم وعلى قادتهم لانه ظلوا يخفون وجوههم البشعه لسنين طويله الى ان جاء اليوم الذي انزلقوا فيه الى الخطيئه وكشفوا عن حقيقة وجوههم تلك، لان الله تعالى يطمس على قلب الظالم لينزلق الى الهاويه التى لا يعرف ان حتفه سيكون فيها ، اليس غريبا حقا ان تخفق كل محاولاتهم تلك وتصمد تلك الحكومه وتثبت في وجه اعتى الازمات التى افتعلوها ، وتستلم مهام رئيس الجمهوريه وتفقأ اعينهم كل يوم وهم يرون وزراءها ورئيسهم يتحدون كل تلك الامواج العاتيه التى يرمي السيد نصر الله بكل اثقاله ومعه الجنرال المغرور ، ثم لا تلبث تلك المحاولات ان تنقلب الى لا شيء ، الى مجر لا شيء ثم تلحقهم اللعنات من كل صوب .
ولعل اهم عبرة مما حصل ان شمال لبنان انتفض بقوة موحدا في وجوههم ، فاذا كانوا قد سيطروا على بيروت بقرار من تيار المستقبل بعدم المواجهه لتخفيف نهر الدماء الذي كان يخطط حزب الله لاراقته في بيروت وذلك بتكليف الجيش بحماية المواقع التابعه له ، فانهم في الشمال وفي طرابلس بالتحديد قد واجهوا توحدا كاملا لقوى اهل السنه هناك الذين احسوا بخطورة الخطوه التى اقدم عليها حزب الله في احتلال بيروت ، فكان ردهم سريعا من خلال السيطرة الكامله على الشمال وبنفس الفعل الذي قام به حزب الله في بيروت فقد احرقوا مقرات الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث الخائب واتباع النظام السوري العملاء في طرابلس ، ومقر الجنرال الخائب الذي يسير وراءهم ، وهنا يجب ان نعي ان ما يحصل في لبنان والمنطقه بدأ ينبه الناس الى الخطوره الكبيره الاتيه من تلك الفئه الشيعيه التى استقوت وكبرت وتغولت في عهد الاحتلال السوري للبنان الذي خنق الجميع ما عدا تلك الفئه التى كانت وما زالت تحظى بحمايته ودعمه .
انه درس كبير ما حصل في الايام الماضيه وبالتاكيد لن يكون ابدا في صالح حزب الله وحليفه الغبي عون الذي الذي قال ان القاطره عادت الى الطريق الصحيح من خلال الحرق والتخريب واسكات الاعلام المعارض لهما ، انه درس بليغ في الكيفيه التى يمكن ان يحكم بها هذان الحليفان لو قدر لهما يوما ما ان يصلا الى السراي الحكومي او قصر بعبدا .
اعتقد ان ما حصل اعطى صورة لما يمكن ان تقدم عليه تلك المعارضه اللبنانيه المدعومه من سوريا وايران ، سوريه التى تقمع شعبها بكل ما تملك من اساليب بوليسيه تدعم المعارضه في لبنان، تصوروا النفاق والكذب والتدجيل ، نظام بشار وماهر واصف شوكت يدعم الحريه في لبنان ويميتها ويقبرها حية كل يوم في سوريه ، تصوروا هذا الواقع الذي يفرضه علينا هذا الثالوث الخطير المميت ايران –نظام بشار-حزب الله كذبا وزورا ، استغفر الله ان سميت حزب نصر الله بانه حزب الله ، ان الله منهم بعيد بعيد ونسأ له تعالى ان يرينا فيهم يوما لا ريب فيه ، ويسالونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا .
خاص – صفحات سورية –