بعد مواجهات مع الشرطة، عودة الهدوء لبلدة الرحيبة السورية
بي بي سي
لم يكن يتوقع أحد أن تتحول عملية إزالة أبنية مخالفة في بلدة الرحيبة الواقعة على بعد خمسبن كيلومترا من دمشق من عملية إجرائية إلى عملية دموية نتيجة الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الشرطة وأهالي البلدة.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل شخصين هما خالد سعد الدين وعبد الكريم توتية وجرح ما يقارب الأحد عشر إضافة إلى إصابة 19 عنصرا من الشرطة بجروح.
ويقول محمد وهو من أبناء البلدة لـ بي بي سي: “بدأت الأمور مع وصول ورشة الهدم المركزي من مدينة دمشق لإزالة المخالفات المعمارية في البلدة والبالغ عددها أكثر من ثمانين مخالفة بناء، حيث تم هدم بعض المنازل”.
ويضيف محمد “ازدادت حدة التوتر بين الأهالي والقائمين بعملية الهدم وتطور الأمر إلى تلاسن ومن ثم إشتباك بالأيدي مما دفع بقوات الشرطة إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع مما زاد من حدة التوتر”.
واضاف “في غمرة الانفعال قام شباب البلدة بالهجوم على آليات الشرطة وورشة الهدم وقاموا بإحراقها، كما هاجموا مركز البلدية وأحرقوه، بينما توجه البعض الآخر إلى منزل رئيس البلدية وأحرقوه”.
وأشار محمد الى أن رئيس البلدية الذي يشرف على عملية الهدم هو نفسه الذي أعطى موافقات شفهية لإقامة مساكن الأهالي المخالفة، وهذا ما أدى إلى تطور الأوضاع وتبادل إطلاق النار وسقوط بعض الجرحى مما أدى إلى استدعاء قوات أخرى من الشرطة لإحلال الهدوء في البلدة.
وقالت مصادر في البلدة أن وزير الداخلية سعيد سمور ومحافظ ريف دمشق قاما بزيارة البلدة للتهدئة وقد أمر المحافظ بوقف عمليات الهدم وقال أن التحقيقات تجري للوقوف على حقيقة ما جرى وإحالة المخالفين ومسببي هذه الأحداث إلى القضاء.
ويقول الدكتور عبد الكريم شريدة عضو فريق الإسعاف الذي أشرف على نقل الجرحى لـ بي بي سي “إن عدد القتلى اثنين أما الجرحى فحالتهم مستقرة وتم نقلهم إلى مشفى جيرود بينما تم نقل حالات أخرى إلى مشافي دمشق”.
هذا وقد أقيمت في البلدة اليوم الأربعاء مجالس عزاء للذين سقطوا وعلى الرغم من حالة التوتر التي تسود البلدة إلا أن الوضع الآن مستقر، لكن القوى الأمنية تضرب طوقا حول البلدة.
وتعتبر هذه الأحداث الأولى في سورية من حيث دمويتها وعلى هذا الشكل وبسبب اعمال إجرائية.