سوريا أسيرة الركود، والعالم يتغيّر من حولها
هيئة تحرير موقع اعلان دمشق
يتسّع تدفّق حيوية شعوب المنطقة كلها يوماً بعد يوم، فبعد لبنان ومشهد الانتخابات الذي عبّرعن إرادته الحرة، توجّه المواطنون الإيرانيون بكثافة وحرارة واندفاع إلى صناديق الاقتراع، ثمّ نزلوا إلى الشوارع ليدافعوا عن خياراتهم ومستقبلهم. في حين تبقى سوريا وحيدة باردةً خارج الصورة والزمن.
في قلب هذا الحراك الشامل ومركزه، لا يشغل النظام السوريّ إلا نفسه، ولا يتابع إلاّ أخبار رضا مراكز القوة الدولية والإقليمية عنه، ويمتنع على أسباب التطور والتقدم الجوهرية، تحت غطاء”الممانعة” ومناوراتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وهو لا يكتفي بأن لا يتراجع عن سياساته الداخلية التي تدور ضمن حلقة الأزمة المستمرة منذ عشرات السنين وحسب، بل يتابع تقييد أيدي شعبه وكمّ أفواهه، ليمنعه بذلك من أن يشارك في تطوير وطنه ليعود إلى مسار العصر والتقدم.
إنه مستمر في سجن مخالفيه بالرأي من قيادات المعارضة الديمقراطية، وفي سياسة محاصرة وتقييد الرأي الآخر. وليس الإفراج عن محمود عيسى بعد أن أنهى سنوات حكمه الظالمة الثلاث، ولا الحكم ببراءة وليد البني في مهزلة لا تليق باسم سوريا وكرامتها،إلاّ تهرّباً من أبسط واجبات النظام وحقوق الإنسان والمواطن.
يستمر أيضا ،وباعترافه، في سياسة الإستنقاع و الركود، من خلال إصراره على النهج الأمني، كما عهده منذ عقود في معالجة كل المشاكل التي تتراكم في الواقع السوري وهي كثيرة، وتغطي كافة جوانب الحياة للشعب السوري، ويصر على ممانعة أي إصلاح كما كان يدعي.
ولا تظهر عبقرية النظام الأمنية إلا أمام استحقاقات الحرية ، وعرقلة التنمية وتعميم الفساد، عبقرية سدت وتسد الطريق دون الخروج من مأزقهم الذي نجحوا في تحويله إلى مأزق وطني، ويتجاهلون، أو بالأصح، لا يكترثون بما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال استمرت طرائق المعالجة على ما هي عليه، واستمروا في تجاهل إرادة الشعب وحاجاته وحقه في المشاركة في صناعة مصيره وترجمة تطلعاته نحو الحرية ومن أجل حياة أفضل.
إن القوى الديمقراطية والمهتمين بالشأن العام جميعاً، الذين يدركون جيداً، أن التغيير بقدر ما هو حاجة مجتمعية راهنة وملحة، هو لحظة موضوعية في الواقع السوري، يسعون بكل إمكاناتهم المحاصرة بالاستبداد من أجل استنهاض قوة الشعب وقدرته على الفعل والتأثير من أجل التغيير الوطني الديمقراطي المنشود .
وسوف تعيش سوريا حرة وطناً و مواطنين.