متى كان للديمقراطية مكان في الحكومات الإسلامية ..؟
مصطفى حقي
مسلسل تاريخي أموي عباسي وعثماني ومابينهم من حكام رعاة للرعية يهشون ويضربون بعصا السلطة ويوجهون شعوبهم المُسيرة إلى حظائر مُحكمة الإغلاق كما تساق وتحظرالمواشي ، تاريخ طويل من السوق العبودي والتوجيه القسري وبتأييد من الإله .. وأطيعوا أولي الأمر منكم .. وعن الرسول: ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) .. وروى مسلم والنسائي عن الرسول: ( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وفيما تحب أو تكره ) وروى الشيخان عن الرسول: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية ).. … إذا الطاعة العمياء لأولياء الأمور وبتفويض من الله ملزمة عقيدياً ، وعلى الشعوب المؤمنة الصبر والسجود والانحناء لولي الله كما الله ولا فرق .. وان الله وملائكته ورسله يصلّون على النبي … والكرة الأرضية بعظمتها تشكل حبّة سمسم في قاع محيط بالنسبة لحجم هذا الكون الهائل .. وماذا يشكل حجم الإنسان حتى وإن كان عملاقاً في تشكيلة حبة السمسم تلك سوى كائن لا يرى بالعين المجردّة .. ومع ذلك الله وملائكته ورسله بصلون لهذا الذي لايرى إلا بمكروسكوبات ليزرية ضخمة .. ولهذا يخشون من الديمقراطية لأنها تحقق حرية الإنسان وبالأخص حريّة التفكير والسؤال الذي سيقض مضاجع الروحانيين ويضعهم في خانة الشك والريبة ويزلزل مقاعد السلطة من تحتهم بل يزحلقهم إلى الحضيض ..؟ وكان ذلك من أسباب اضطهاد ابن رشد … وكان هذا المفكر من المؤمنين بالنظام الجمهوري وفي نظره هو خير الأنظمة .. ( من مقال محمد نبيل الشيمي 29-6 منشور في الحوار ) فالدعوة إلى الديمقراطية كانت مرفوضة ..ومنه فإن كافة السلطات الدينية في العالم لايمكنها الاستمرار في الحكم مع انفتاح رياح الحرية وإشراع باب الديمقراطية التي ستسقط مسلسل الحاكمية الإرثية كما ستسقط الوالي من مرتبة الألوهية وإلى مجرد مواطن له ذات الحقوق والواجبات ما للمواطن العادي ولن تبقى هناك عائلات مباركة إلى درجة التقديس وأخرى في الدون .. لآن الجميع في سلم الديمقراطية من درجة ومرتبة واحدة في الوطن الواحد والانتماء للوطن وليس لدين أو عرق أو قومية ولا عرق أسمى ولا قومية رائدة ، هناك إنسان رائد وفق عمله وما يقدمه للمجتمع والبشرية من خدمة وابتكار لصالح الإنسان في كل زمان ومكان وما يطرحه دعاة الإسلام السياسي من شعار ان الإسلام هو الحل هذا الشعار بعيد عن الديمقراطية ولا يقربها بل يكفرها وكان الشيخ عمر عبد الرحمن الذي يقضي الآن سجنه في الولايات المتحدة الأمريكية قد قالها صراحة : ان الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب وفي الإسلام السيادة لله وعليه لا ديمقراطية في الإسلام … ومن هنا فإن الدول الإسلامية التي تصرح بالديمقراطية فهي تزيف هذا الشعار العدالي .. وان تلك الدول تسوق ذلك الشعار وبشكل صوري وديكوري وتعلن إلى انتخابات تشريعية وإلى انتخاب مجلس تشريعي وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية .. وتسيّر السلطة مسرحية الديمقراطية وبإخراج متفوق وتعلن أسماء الفائزين والمباركات العلنية ولكن دهاليز طويلة سرية ومسيّرة كانت تجري في الخفاء لتسمية الناجحين وتسلسل أدوارهم في قيادة سلطوية شاملة ولكن من خلف شعار الديمقراطية .. كما جرى ويجري في العديد من الدول الإسلامية والعربية ؟