الستـارة
جورج علم
هل هناك بعد من كلام خارج نص اتفاق اللجنة الوزاريّة؟
تجيب مصادر دبلوماسيّة عربيّة في بيروت: وأن الاتفاق في هذا النص، وكلّ بند من بنوده يحتاج الى لجنة وزارية، والى «دوحة» جديد من الحوار؟
وتضيف: ان المشهد مربك. وكأن هناك ستارة، وهناك من يسيّر الامور من ورائها. لقد بادرت كلّ من مصر والسعوديّة للدعوة الى إجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب للنظر بالوضع في لبنان، وفجأة تشكلت لجنة وزاريّة برئاسة قطر، وقيل يومها بأنها لجنة تحد لكل من الرياض والقاهرة؟! فماذا جرى؟ ومن غيّر في الحسابات والمعادلات؟
ويومها أيضا جرت اتصالات مع الرئيس فؤاد السنيورة ردّ عليها بالمطالبة بانضمام كل من مصر والاردن الى اللجنة، فاستجيب لطلبه جزئيّاً، وانضمت الأردن في حين لم تتمكن مصر من أخذ العضوية، ومن ثم الريادة في رئاسة اللجنة لإن الإشارة التي وردت من وراء الستارة نأت بها عن الرئاسة وأيضاً على العضويّة فيها، على الرغم من ان القاهرة شككت بداية في صحة هذه المعلومات، وأوحت بأنها هي التي امتنعت عن الانضمام؟!
وتمكّنت اللجنة بعيد وصولها، وبسرعة قياسيّة، من لقاء سائر الاطراف، ومن تدوير الزوايا الحادة، ومن التوصل الى صيغة نص اتفاق، ومن إقناع الجميع بالتوجه الى الدوحة لبدء الحوار، في الوقت الذي كانت تراجيع السؤال لا زالت تتردد في الاوساط الدبلوماسيّة العربية في بيروت: هل تقبل الرياض ان تخطف الدوحة منها هذا الدور، وهذا التألق؟ وأن تتمكن من إقناع كلّ الاطراف بـ«اتفاق دوحة» قد يكون أكثر التصاقاً بهموم ومشاعر وتطلعات اللبنانيين من اتفاق الطائف؟…
إن شيئاً من وراء الستارة يتحرك، وقد تمكّن حتى الآن من أن يمارس سحره على اللبنانيين موالاة ومعارضة، بحيث خطف منهم موافقات على بعض الامور العالقة، وإلاّ كيف تكون دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار مرفوضة من بعض قادة الاكثريّة، وتصبح بسحر ساحر مقبولة من الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، مع وعود مقطوعة بالعمل أقصى المستطاع على إنجاحها وبدون شروط مسبقة؟!
وحتى في ساعات الصباح الاولى من يوم أمس، وقبل ان يبادر أقطاب الموالاة والمعارضة الى تسلّق سلالم الطائرات المتوجهة الى الدوحة، كان منسوب الشك لا يزال مرتفعاً لدى الغالبيّة… وماذا عساه يكون هذا الحوار؟ وحول ماذا؟ هل فقط حول البنود الواردة في المبادرة العربيّة التي أسند الرئيس بري مبادرته عليها؟ أم حول كل ما ورد في نص اتفاق اللجنة الوزاريّة؟ أم حول جدول أعمال طارئ قد يتسلل بسحر ساحر من وراء الستارة الى طاولة الحوار ويتضمن بنداً أو بندين فقط لتحصين «الستاتيكو» وتمرير المرحلة مع ما تبقى من ولاية هذه الادارة الاميركيّة بأقل الخسائر الممكنة؟!
ان في صفوف الدبلوماسييّن من يتوقع نصف نجاح ونصف فشل لمؤتمر الدوحة بانتظار تبدل ما في المعادلات الخارجيّة التي يكون لها أثرها وتأثيرها على مجريات الامور على الساحة اللبنانية؟
وبالانتظار بقي أن نعرف: «هل من ستارة فعلاً؟ ومن يقف خلفها؟ وهل في هذه الزّفة لا دور للمعازيم؟!».
السفير