المعقول اللبناني في زمن اللامعقول
بدرالدين حسن قربي
· عاصفة ثلجية قوية تضرب سورية ولبنان، فتقطع الطرقات وتتسبب بأزمةٍ في الاتصالات والتواصل والمواصلات. ورغم غليان المرجل اللبناني واستعصاء الحل، فالأزمة بين المعارَضة المعارِضة والموالاة على نار، وحرارتها على الآخر.
خلّ يسأل خليله: معقول كل العواصف والثلوج والزمهريرالقارس، والوضع اللبناني يزداد حرارةً قارب فيها حد الاشتعال، والدنيا فيه (عم بتغلي غلي وبعزّ دين الشتا )!!؟ فأجابه: هو ذا لبنان الذي نحبه. ولكن مشكلة هالحرارة العالية عاجزة عن تعديل الجو مع هالعترسة من (اللي بفهم واللي مابيفهم).
· صيف لبنان أيضاً كان حامياً لهّاباً على الآخر، وحرارة الوضع السياسي على أشدّها مع الخطابات والتصريحات الإلهية وغير الإلهية، فغدت الأشجار والغابات تشتعل من تلقاء نفسها لمجرد مرور الهوا الجار عليها.
خليل يسأل خلّه: معقول هالهوا الساخن ( يشعلل ) الغابات وحتى لو كانت الأزمة السياسية حامية جداً..!!؟ فأجابه: هو ذا لبنان الذي نعشقه. لِمَ لا..!! والكل إجا ت يقول مواويله، والليل ضوّا عليّن قناديله، والكل اجا ومدّد مناديله، وحطّ الفحم ت يشعُلْ، ماشعِلْ، إجا الهوا م الشرق مدّور دواليبه، شعّل النار وسّوى مفاعيله، الفحم ولّع والكل شغّل أراجيله.
أخي..!! طيب معقول هوا ساخن يشعّل فحم الأركيلة..!!؟ وَلَو ياعمي ولَو..!! هو تحصيل حاصل، فإذا كان قادراً أن يشعلل غابات وآلاف الهكتارات فالفحم عليه أهون.
· مظاهرات احتجاجية غاضبة من انقطاع التيار الكهربائي في منطقة مارمخايل والشياح وطريق المطار في بيروت في مناطق قريبة جداً مما عرف باسم خط تماس الحرب الأهلية التي اندلعت منذ أكثر من ثلاثين عاماً، تميزت بأعمال عنف من تكسير سيارات وحرق دواليب وقطع طرقات وقذف حجارة على قوات الأمن والجيش في المنطقة، انتهت بمواجهات وإطلاق نار سقط فيها ثمانية قتلى ومالايقل عن 30 جريحاً معظمهم محسوبون على المعارضة، وهات ياتحقيقات واسمع للاتهامات.
رجع الخلّ يسأل خليله: معقول كل هالمظاهرات والغضب والضحايا احتجاجاً على قطع الكهرباء، ومؤسسة كهرباء لبنان أكدت في بيان لها أن أعمال الشغب اندلعت فيما لم يكن التيار الكهربائي مقطوعاً عن المنطقة…!!؟ فأجابه خليله: من الممكن أن المتظاهرين حسبوها ليتغدوا بمؤسسة الكهرباء والتيار شغّال احتجاجاً وغضباً قبل أن تتعشّى بهم المؤسسة وتقطع التيار، أي أن المظاهرة كانت على اعتبار ماسيكون فيما بعد من قطع للتيار.
وأضاف الخليل: على كل حال معقولاتنا اللبنانية كثيرة وإن كانت جنونياتنا أكثر، ولكننا نعمل كلٌ على مذهبه وحزبه ودينه على تعقيلها، فنحن نعقّلها ونجنّسها لتكون معقولةً ومعقولاتٍ لبنانية بامتياز.
خاص – صفحات سورية –