حرب الغفران
عارف حمزة
نذهب ُ إلى المؤسسات التعاونية كي نأخذ َ
بأوراق صفراء
بقصعاتٍ من الألمنيوم
حصتنا
من الحياة ..
***
هناك مَـنْ يسرق عاما ً على الأقل
أو عامين
– ” ثم ماذا ستفعلون بكل هذه الحياة ؟ ”
كانوا يقولون بحكمة
و نحن نتعفن
كخط ٍ طويل
مثل بصاق ٍ أسود
و كنا نغمغم
كجنود ٍ أسرى ..
***
في الزنزانة الانفرادية
أخذتُ
حصتي
من العالم
حيث أنفقتُ سبع سنوات
في شهرين
و لم
أحصل
على
النسيان ..
***
العصفور الصحراوي
ينقر ُ
النافذة الحجرية
المطلـَّـةَ
على أمعاء خضراء
النافذة المنحوتة بالنظرات
بالخوف
بالبكاء
و ربما بالتراتيل المسحوقة
في غرف التحقيق
العصفورُ
ينـقرُ
عذابات البارحة
محاولا ً
أن يقـتـنص الديدان
من الآهات الرطبة
يظن الجيران المعذَّبون
بأنني أعذب عصفورا ً
بريئا ً
منذ عامين
بالذكريات ذاتها ..
***
ما زالتْ أرواحًُ القتلى
في حرب الغفران
تذهبُ
إلى كوة المطبخ
كي تأخذ
حصتها
من السلام
حصتها من الوداع
من النظرات
و الدموع
من الجلسات الكهربائية
من كنزات الصوف
المصنوعة
بخيوط القلوب
ما زالت تقطع مئات الكيلومترات
ثلاث مرات في اليوم
إلى الثكنات المهجورة
كي تأخذ
حصتها
من المهانة .
موقع الآوان