ماذا ينفع تمجيد الماضي التليد مع واقع الحاضر البليد …؟
مصطفى حقي
أؤيد الكاتب محمد عبد الفتاح عليوة على الصورة الرائعة التي نقلها إلينا بما وصل إليه جزء من الحكم الإسلامي في إسبانيا (عبر مقاله المؤرخ 16-9- إشكالية العلمانيين ..) حقبة إسلامية غنية والتي لم تطل ، لسبب بسيط ، وهو أن العرب اتفقوا على ألاّ يتفقوا .. وان الأعراب أشد كفراً ونفاقا .. وفي عام 2001 ترجم الأسبان أكثر مما ترجمه العرب منذ أكثر من 1400 عاماً واؤكد في عام واحد فقط وتصوّر يا رعاك الله .. وياعزيزي محمدعبد القادر .. عرب فين طنبورة فين .. وفي العام ذاته كانت ميزانية إسبانيا تفوق ميزانيات كافة الدول العربية بما فيها دول الخليج … نعم أعود وأؤيدك أننا في حقبة من التاريخ كنّا وكنّا .. ولكن ماذا ينفع هذا الكنّا في وضعنا الحاضر .. ونحن عاجزون عن تأمين رغيف الخبز للعالم العربي بملايينه الثلاثمائة ويزيد برغم توفر الأراضي الخصبة والمياه الغزيرة .. ولا نستطيع صنع حبة إسبرين إلا باستيراد الآلة المصنعة والمواد الأولية .. واليوم هذا الخنزير ابن الخنزير يهددنا بأنفلونزه … ومن سيسعفنا ويقدم لنا اللقاح المضاد لهذا الوباء الوافد سوى الخنازير والقردة … وكنّا وكنّا … ورحم الله الأطباء العرب .. وبول البعير .. والحبة السوداء والحجامة والكي وبول الرسول … والحجب والرقي والتعاويذ ؟ ! وجل شيوخنا يتداوون في مشافي باريس ولندن ( بلاد الكفرة) ونستورد حليب أطفالنا من هولندا ونحن بلاد الشاة والبعير … وخير أمة ..؟ ( يا حسافة) باللهجة العراقية .. وأبو العباس يفتخر بلقبة السفاح ، وفي العراق يصرخ الحجاج مشرعاً سيفه : إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لها ..؟ والكاتب محمد عبد الفتاح عليوة ينهي مقاله مفتخراً : لقد أثمرت الحركة الفكرية والنهضة العلمية الإسلامية حضارة عريقة أذهلت الأوربيين أنفسهم، فتوافدوا أفرادا وجماعات ينهلون منها، ويعبون من فيضها، ما أنار لهم حياتهم بعد ظلمة، وعلمهم بعد جهل.،وهذا ما سنتعرف عليه في مقالة لاحقة بإذن الله . وبالصدفة وجدت خبراً نقله وعلّق عليه الكاتب السيد صلاح الدين محسن من مقاله الناس والحرية المنشور في 19-9 يفيدنا في هذا المجال ، منقولاً عن النجم الإسلامي المودرن خالد عمرو المثقف ثقافة عالية تعيد أمجاد الجدود وهو ينصح عن فوائد ليلة القدر كالتالي : من أقوال البزنس مان – الرحماني – عمرو خالد *1 :
( .. وسميت ليلة القدر بهذا السبب لأنها ليلة تقدر فيها الأرزاق والآجال ؛ فعامك القادم يقدر فى هذه الليلة؛ فإذا أقمتها ساجدا عابدا فهذه بشرى خير أن هدايتك وسعادتك ورزقك مضمونة هذا العام بفضل عبادتك هذه الليلة … )
تعليق : كنا نظن أن كل شيء مقدر تقديرا و أن الأرزاق والأعمار مكتوبة ومحددة لكل إنسان منذ لحظة ميلاده … ! ولكن يبدو أن السماء قد صارت تقوم بعمل : Up date ….وأبلغت به الأستاذ .. ” عمرو خالد ” . بحيث صار رزق كل عام قادم يحدد أولا بأول في ليلة القدر ..!وليس كما كان الناس يعرفون ..ما علينا .. المهم أن شباب مصر الغض . مبهور ومعجب لدرجة الجنون ببضاعة كلام الأستاذ … ” عمرو خالد ” – ، والسوق قابل . وكما يقول التجار في مصر : حسن السوق ولا حسن البضاعة ….. ! انها أرزاق .. وسبحان موزع الأرزاق !
ويقول العلامة الفهامة الداعية فاتن الشابات والشبان في مصر ” عمرو خالد ” :
( .. وحشود من الملائكة عدد قطرات المطر يتنزلون من السماء احتفالا بليلة بداية الهداية، يتنزلون بالهداية والرحمة والخير، من أجل أن يستغفروا لنا ..) !!!! – علامات التعجب من عندنا – .
تعليق : وكل الحوادث والجرائم والنجائس والآثام التي تحدث في الدنيا في ليلة القدر – شأنها شأن كل الليالي طبعا – كيف تحدث رغم تشريف كل تلك الحشود من الملائكة لنا بالأرض ووجودهم بيننا – بعدد قطرات المطر ! – ؟!
ألا ما أربح تجارة بيع الكلام .. ولكنها موهبة لا تتأتي لأي إنسان . وأيضا لا يقبل العمل بها أي إنسان كريم وشريف .( انتهى) وهذا غيض من فيض فيض الافتاءات التي يغمرنا بها المثقفون الإسلاميون وآخرها مابين الشيخ العبيكان والشيخ القرضاوي كما نقله الكاتب عبد الرحمن اللهبي في مقاله 19-9 ..: العبيكان يقول من مات بانفلونزا الخنازير (ِشهيد) القرضاوي يقول من مات بإنفلونزا الخنازير(ليس شهيد) وكل منهما ينافح عن رأيه و يستميت.
أنا أود أن أعرف هل طريق الجنة لا يعرفه إلا العلماء ؟, هل الجنة مفاتيحها بيد العلماء؟, و ماذا نفعل عند اختلافهم و الذي يسمون اختلاف العلماء رحمة ولكن الويل كل الويل من اتبع قولا يخالف قول من بيده القوة.
أنا أخشى أن الحال لو استمر على هذا المنوال فسنضطر إلى شراء صكوك لدخول الجنة, المشكل من يضمن لي أن نهج معين هو الموصل إلى الجنة و كيف لو كان الأمر غير ذلك بم نعتذر يوم المشهد العظيم. (انتهى)
والآن لو ان العرب والإسلام قد تخلّوا فجأة عن مخترعات ومبتكرات الغرب كلياً ، حتما سيموتون جوعاً ان لم تفتك بهم الأمراض ، ومليون ماضٍ مجيد لن يعوض لهم عن رغيف خبز أو جرعة دواء ، وحاضرنا البليد مستفحل في مستقبل العباد …والزمن لن يعود إلى الوراء ..والأسلاف في خانة السلف .. والخلف في خانة التوكل والرضوخ وحجب العقل .. وعلى نفسها جنت براقش … ؟