ما يحدث في لبنان

خشية حزب الله من الإنهيار الكامل للتيّار العوني دفعته للحسم العسكري

null

لماذا قام حزب الله بعمليّته الإنقلابية هذا الأسبوع؟ مقال إبراهيم الأمين في جريدة حزب الله، يوم أمس الجمعة، يفيد أن السبب الرئيسي كان تخوّف الحزب من الإنهيار الكامل لجماعة ميشال عون ومن إمكانية “ضرب التيار من الداخل”، وخصوصاً بعد انسحاب ميشال المرّ من كتلته وبعد الوضع المزري لحليف عون، النائب إيلي سكاف، في زحلة. كما يكشف إبراهيم الأمين خشية الحزب من إنهيار “التجمّعات السنّية” التي موّلها على مدى السنتين الأخيرتين.

فقد نقل رئيس تحرير “الأخبار” الإلهية عن “مصدر قيادي في المعارضة”، في عدد “الأخبار” الصادر يوم الجمعة، “ما يعتبره مسلسل «التحرش النوعي» بقوى المعارضة كافة، بدءاً بالحملة المستمرة على الرئيس نبيه بري واتهامه بإقفال المجلس النيابي بصورة كاملة ومن ثم إشعاره بأنه غير مرغوب فيه إلا شريكاً لهم، وهو تعرّض لعملية ضغط لم تكن ذروتها قرار السعودية عدم استقباله وتعامل مصر بلامبالاة مع زيارته، وكذلك تجاهل الجانبين الأوروبي والأميركي لمبادراته الحوارية. ثم كانت الحملة تشنّ دون توقف على العماد ميشال عون، بدءاً بحملة التهويل على وضع التيار الوطني الحر الداخلي واتخاذ مناقشات داخلية منصّةً للحديث عن ضرب التيار من الداخل، مروراً بحادثة زحلة التي ووجه فيها حليف عون الأساسي النائب إيلي سكاف بعد سلسلة من التحرشات بمناصرين لعون في أحياء وجامعات وصولاً الى إخراج النائب ميشال المر من كتلة عون ضمن حملة تهدف الى ضرب قواعده الشعبية وحملة ضغوط على رؤساء البلديات والمخاتير، ثم الشروع في عملية إنفاق مالية في مناطق نفوذ عون. وكان الأمر نفسه يجري في طرابلس وإقليم الخروب والبقاع الغربي حيث النشاط الاضافي لفريق السلطة الأمني والمالي بقصد إضعاف التجمعات السنية التي نجحت المعارضة في استقطابها.”

باختصار، بدل انتظار الإنهيار الكامل للجنرال عون في الشارع المسيحي، مما يحرم الحزب الإلهي من “غطائه المسيحي”، مترافقاً مع إمكانية أن يصبح الرئيس نبيه برّي “شريكاً لهم”، فقد قرّر الحزب الإلهي أن يحتلّ بيروت و”يحسم” الموقف! وهذه ليست أول مرة “يعالج” فيها السيد نصرالله مواقف الرأي العام بالسلاح: ففي حرب 2006، كان هو نفسه صاحب شعار “شاء اللبنانيون أم أبوا“!

لكن ثمة نقطة أخرى تستلفت الإنتباه في تحليلات إبراهيم الأمين (يوم الخميس):

ما أطلقه النائب وليد جنبلاط في حملته الأمنية الأخيرة بدا منسقاً من لحظة إعداد تقارير مضحكة عن أعمال مراقبة للمطار، إلى تسريبها بالطريقة التي سُربت بها إلى الإعلام، إلى قرارات الحكومة التي تعكس إصراراً على المضي بالمواجهة. كل هذه المقدمات كانت تشير إلى أنه لا بد من وضع اليد على عنق الحزب وفي نقطة الضعف المركزية التي تخص المقاومة. وكان ما كان من قرارات صادرة عن حكومة السنيورة.”

مطار بيروت يمثّل “عنق الحزب وفي نقطة الضعف المركزية التي تخصّ المقاومة”!! عجيب! ماذا عن الحدود السورية المفتوحة على الغارب منذ 3 سنوات لحزب الله وصواريخه وباسدارانه؟ الحواب الوحيد هو أن الحزب فقد الثقة في نظام بشّار الأسد بعد تصفية عماد مغنية في دمشق (جماعة الحزب في الضاحية يتّهمون سوريا علناً باغتيال مغنية)، وخصوصاً بعد الغزل الراهن بين أولمرت وبشّار الأسد.

ما لا يقوله إبراهيم الأمين هو أن عملية حزب الله الإنقلابية كانت، أيضاً، السبيل الوحيد لإنقاذ النظام السوري من مأزق المحكمة الدولية. وحتى لو اغتال النظام السوري عماد مغنية، فإن مصالح إيران العليا تفرض استمرار تقديم الخدمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى