صفحات من مدونات سورية

بعد أن انتهت مسابقة المدوّن .. أفكار جريئة قابلة للنشر

وانتهت مسابقة المدوّن لأفضل المدونات السورية .. ذهبت السكرة .. وجاءت الفكرة ! وذهبت الطيور بأرزاقها .. وكانت تجربة مثيرة وجديدة في عالم التدوين السوري الذي مازال في مراحله الأولى .. لكنه أثبت نفسه بقوة على ساحة التدوين العربي .
لا خير في تجاربنا وأفعالنا وحياتنا إن لم نقف عندها وقفات للتأمل والنقد والبناء والتصحيح والتطوير .. ولا بد لنا من وقفات تأمل وتفكر لكل خطوة نخطوها في حياتنا سواء كانت شخصية أم عملية أم اجتماعية .. المهم أن نقف ونتأمل ونتفكر ونصحح المسار إن وجد هناك انحراف أو نطور إلى الأحسن إذا كان الوضح حسنا !
من هذا المنطلق ومن موقعي كمشرف على المسابقة وأحد أعضاء لجنة التحكيم .. سجلت أفكارا كثيرة من لحظة التفكير في المسابقة إلى لحظة صافرة النهاية ! أفكار في النقد والبناء والتطوير إلى الأفضل بإذن الله .. سوف أشارككم فيها .. بعضها نقد صريح وقوي ولاذع ! وبعضها شكر وتقدير وتحية .. وبعضها أفكار للتطوير والتحسين .. وبعضها علامات استفهام سوف تبقى كما هي .. وبعضها فضفضة مركزة وموجهة !
أولا : الرعاة العرب والهروب من الدعم !
واجهنا مشكلة ليست سهلة في توفير الرعاة للمسابقة .. حيث اعتذر الكثيرون بدون إبداء أسباب مقنعة .. ومنهم من هرب دون حتى رد للجواب واحترام لطلب المسابقة ! وقد اكتشفت أن الأمر لا يخرج عن هذه الاحتمالات :
1- عدم الاقتناع بالمسابقات من هذا النوع وجهل تام بمجالات الإعلام الجديد وتأثيره والتدوين بشكل عام
2- كلمة (السورية) لم تعجب البعض .. فربما أرادها (لبنانية) أو (خليجية) أو (مصرية) حتى يقدم الدعم !
3- البعض نظر وفكر ثم قال بلسان حاله : من أنتم ؟ ولماذا تضخمون أنفسكم ؟ اعملوا بحجمكم ولا يصيبكم الغرور !! أترك تفسير هذه الكلمات لفهمكم  !
لذلك لا بد للجهات التقنية والاجتماعية والإعلامية دعم مثل هذه المبادرات وتشجيعها .. لأننا نعمل سويا من أجل تطوير المجتمع المدني وتحسين وسائل الاتصال بين الجميع وترسيخ مبادئ حرية الرأي والإعلام .
اتركوا عنكم التحيز والحقد والحسد .. ابتعدوا عن حدود الانحياز وانحازوا لمن يعمل ويتحرك ويثبت وجوده في هذه المجتمعات !
ثانيا : الدعم الإعلامي وحرب الأقران !
وهذه قضية أزعجتني كثيرا لأنها لا تدل إلا على أمر واحد فقط ! أظنه مفهوم لدى الجميع !
كنت أتوقع أن تشهد المسابقة تغطية إعلامية من بعض الجهات التي (تدعي) أنها تنبض شبابا ! أو الجهات التي لها (صوت عالمي) لكن ليس لنا للأسف الشديد !
عندما تتم كتابة تقرير إعلامي عن المسابقة فهو ليس لمدح فلان أو علان أو مدح مدونة أو غير ذلك .. وإنما هو دعم لنشاط شبابي حر وفعال وجهود يقودها أفراد من لا شيء ! توقعت أن تقوم مثل هذه الجهات بكتابة بعض الأخبار عن هذه المسابقة ولو خبر عام .. لكن للأسف فلا أصحاب النبض الشبابي كانوا أحياءا ! ولا الأصوات العالمية كان صوتها عالي ! اللهم إلا عندما يحدث خلاف أو مشكلة بين المدونين ! وشكرا لهم على متابعة الخلافات والمشاكل !
لذلك نقول للجميع .. يدنا ممدودة لهم من أجل مجتمع افتراضي إعلامي مميز .. من أجل حرية إعلامية .. من أجل إعلام جديد ينقل مجتمعاتنا من حفرة الجهل والتخلف والقيود إلى فضاء الحرية !
فإن أبيتم إلا رفع الأنف عاليا .. فحتى لو تسلقتم الجبال .. فسقفكم أكتافنا !

أيضا كان هناك تقصير من المدونين أنفسهم في نشر الخبر أو وضع بانر المسابقة .. وربما كان هناك تقصير من اللجنة المنظمة للمسابقة في تحريك هذا الأمر بين المدونين .
ثالثا : لجنة التحكيم تحت مطارق النقد !
من الملاحظات التي سمعتها وقرأتها أن لجنة التحكيم غير مؤهلة وغير كافية لتحكيم المدونات في هذه المسابقة .. وحقيقة هذا الكلام فيه تجني بعض الشيء .. فلجنة التحكيم فيها المتخصصين إعلاميا وتدوينيا وفيها المؤسسين لمجتمعات التدوين السورية .. نعم قد تكون غير كافية وغير متنوعة بما فيه الكفاية .. ولكنها قادرة فنيا على التحكيم والتقييم . وانا هنا أوجه الشكر لكل عضو من أعضاء لجنة التحكيم الموقرة وأشكرهم على جهدهم في هذه المسابقة .
أعترف أننا عانينا مع بعض أعضاء لجنة التحكيم فيما يخص اللغة العربية كون جميع المدونات باللغة العربية وبعض أعضاء لجنة التحكيم متمكن اكثر في المدونات الانجليزية . وهذا الأمر سوف نجد له علاجا في المسابقة القادمة بإذن الله .
لكن حتى يكون الجميع في الصورة أننا حاولنا مع كثيرين في الانضمام للمسابقة ومنهم عالميين .. لكن للأسف .. بعضهم اعتذر بسبب انشغاله .. والآخر لم يكلف نفسه عناء الرد حتى ! مازالت هناك أنوف تظن نفسها أعلى من الجميع .. ولكن يكفي أننا عرفناها على حقيقتها !
رابعا : قصة الشرط الخامس
ذكرت قصة الشرط الخامس في تدوينة سابقة .. وذكرت التفاصيل التي رافقت الموضوع كله ..
لكن أود أن أؤكد هنا أنه فعلا يجب الاتفاق مع لجنة التحكيم مسبقا على جميع التفاصيل ولا يجب تغيير شيء منها لاحقا إلا بعلم اللجنة .
ولكن الأمر فتح بابا للتفكير حول : هل شروط المسابقة من حق اللجنة المنظمة ؟ أم من حق لجنة التحكيم ؟ أتوقع أن الأمر فيه نقاش كثير .. لعلنا نتداوله مستقبلا .. بإذن الله .
خامسا : غياب الشق الانجليزي من المسابقة
للأسف غاب عن المسابقة وجود المدونات السورية التي تدون باللغة الانجليزية ولا أذكر إلا وجود مدونة واحدة فقط ! وهذا الغياب عن التواجد والتفاعل لا أفهم له سببا .. مع أن هناك الكثير ممن يدون باللغة الانجليزية .. هل هو موقف من المدوّن ؟ هل موقع من المدونين باللغة العربية ؟ لا أعلم حقيقة سوى أن هناك انتقادات من هنا وهناك للمدوّن وللفعاليات التدوينية وللمدونات العربية ! لست في صدد الحديث عن ذلك .. فهذه امور أعتبرها تافهة ولا توقف الإنسان عن العمل والتحرك لما هو أهم وأجدى .
لكنني أتمنى أن تتفاعل المدونات الانجليزية وتشاركنا هموم وانشطة المدونات العربية حتى يكتمل العمل ضمن منظومة التدوين السوري وتكون الفائدة لسورية كلها .
سادسا : طريقة التقييم والتصويت في المسابقة
حدث جدال كبير وانتقاد لطريق التصويت في المسابقة وأنها كانت معقدة وصعبة .. لأننا اعتمدنا طريقة عناصر التقييم والدرجة لكل عنصر .. فتضايق البعض من هذا التعقيد !
وأنا أقول مدافعا عن الفكرة .. أن التصويت لمدونة ما يعني أنني أضع حكما على مدونة يعتمد على عناصر محددة ! إذ كيف أقيم وأصوت لمدونة دون أن أعرف سبب تميزها وقوتها وضعفها ؟! هل انا أصوت لهذه المدونة لأنها لصديقي أو لقريبي أو لحبيبي !!؟
هل انا أصوت فقط لأنني أعرف اسم المدونة واسم صاحبها ؟ هل التصويت يعني أن أضغط على زر الترشيح دون أدنى معرفة بمحتوى المدونة وتفاصيلها ؟
للأسف هذا ما يحدث في المسابقة العربية والغربية حتى ! لذلك أحببنا أن نخرج عن هذا التقليد الأعمى والغير صحيح .. ونبني التصويت على عوامل محددة من خلالها نتأكد فعلا أن من صوت للمدونة صوت لها لأسباب مقنعة وحقيقية وليست (فزعة) أو (تحيز) أو (حب) !!
سابعا : لماذا تصويت الجمهور مشكوك فيه ؟
كان هناك كلام يدور في الخفاء والعلن حول ترتيب مراحل المسابقة ولماذا تم وضع مرحلة تقييم الحكام هي الأخيرة ولم يتم وضع مرحلة تصويت الجمهور هي الأخيرة !
حقيقة من تجاربنا في المسابقات والكل يشهد بهذا الأمر أن تصويت الجمهور ليس معبرا دوما عن حقيقة التقييم ! فتصويت الجمهور نابع من المعرفة والعاطفة وعملية تجميع الأصوات عملية سهلة وساذجة .. كأننا في السوق السوداء ! ومعظم بل الغالبية من الجمهور لا يدخل المدونة ولا يقرأ ما فيها .. وإنما يصوت لها بناء على علاقته ومعرفته بصاحب المدونة ! وهذا ظلم كبير للمدونات المتميزة ولكنها قليلة المعارف والعلاقات !
لذلك رأينا أن رأي التحكيم هو الأصح في مثل هذه الأمور .
ثامنا : قلة المدونات المشاركة
وهذا يعود إلى عوامل كثيرة .. منها :
1- عدم اشتراك المدونات التي تدون باللغة الانجليزية
2- عدم انتشار المسابقة إعلاميا
3- قلة المدونات السورية بشكل عام
4- عزوف بعض المدونين عن هذه المسابقات لأسباب كثيرة
تاسعا : التصنيفات وتنوعها
قضية التصنيفات أيضا اعتبرها مشكلة .. أشعر أننا لم نهتم بالتنوع كثيرا وكان يمكن بناء التصنيفات بشكل أفضل وأقوى .. لكن القرار كان سريعا قبل بدء المسابقة بوقت قليل جدا ..
كان يمكن أن يتم تطوير الموضوع إلى تصنيفات أخرى مثل المدونات الصوتية والصورية .. المدونات المتخصصة والعامة والأدبية … إلخ
و كل هذا يعتمد على كمية المدونات المشاركة وإلا فسوف تبقى بعض التصنيفات لا تسمع فيها إلا صوت الرياح !!
عاشرا وأخيرا : كما قلت في البداية .. التجربة كانت رائعة ومثيرة وسوف تتكرر كل سنة في نفس الموعد بإذن الله .. وتم إقرار تكليف فريق عمل كلجنة منظمة للمسابقة للبدء في وضع التصور الكامل للمسابقة للسنة القادمة وأخذ جميع الملاحظات والاقتراحات بعين الاعتبار بإذن الله .
نحن لا نهدف من هذه المسابقة إلا تطوير وتحسين ورفع مستوى التدوين السوري .. وأيضا نشر ثقافة التدوين .. وتشجيع المدونات وتقدير وتكريم من يستحق ذلك .
أخيرا .. أبارك لمن فاز في المسابقة .. وأقول لكل من لم يحالفه الحظ : وراء كل نجاح .. قصة فشل طويلة ! الخسارة لا تعني نهاية العالم .. بل بداية جديدة لثورة نحو الفوز .. ومن يقف ويبكي على خسارة أو فشل فليجلس في بيته ولا يشارك بشيء ! لكن لذة الطريق تكمن في هذه العقبات والعثرات .
مدونة المرفأ

يمكنكم متابعة نتائج المسابقة على الرابط التالي، ادارة موقع صفحات سورية تهنئ الفائزين بهذه المسابثة وتتمنى أن يتطور التدوين السوري أكثر فأكثر.

http://competition.almudawen.net/index.php/pages/4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى