ترشيح رواية خالد خليفة: “مديح الكراهية” لجائزة “بوكر” للرواية العربية
لبنانيان، مصريان، سوري، وأردني الإعلان عن اللائحة النهائية لجائزة “بوكر” للرواية العربية
في إطار مؤتمر صحافي انعقد في لندن ظهر يوم الثلثاء 29 كانون الثاني/ يناير 2008، أعلنت إدارة “الجائزة العالمية للرواية العربية” (أو “البوكر العربية” كما باتت تُعرف) عن أسماء الروايات الستّ التي وصلت الى القائمة النهائية أو الـShortlist، والتي ستتنافس تالياً على الجائزة الأولى.
أما الروايات الستّ فهي الآتية (بحسب الترتيب الأبجدي لأسماء مؤلفيها):
مديح الكراهية
تمكن خالد خليفة في هذه الرواية من سرد تجربة القمع المزدوج في ظل التنظيمات الاصولية وداخل مجتمع محروم من الديموقراطية، من خلال لغة متعددة المستويات، وشخصيات ممزقة أمام اسئلة المستقبل.
مطر حزيران
استطاع جبور الدويهي في هذه الرواية أن يستحضر فظائع الاحتراب الداخلي في لبنان من خلال رصد الحياة اليومية في قرية يتجاور فيها مسلمون ومسيحيون، بلغة دقيقة وبسرد متعدد المنظورات، وقاموس يكتنز لحظات تضيء خفايا الصراع والتحارب.
واحة الغروب
أعطى بهاء طاهر في “واحة الغروب” عملا روائيا نوعيا، بالمعنى الجمالي والقيمي في آن واحد. فاعتمادا على مجاز الرحلة، التي ترصد الازمة الروحية لانسان مهزوم، طرح جملة من القضايا الانسانية الواسعة.
تغريدة البجعة
يشتق مكاوي سعيد في هذه الرواية الشكل الروائي من واقع اجتماعي متحوّل متبدّل، ويعيّن الشكل الجديد مدخلاً الى قراءة الواقع وتحولاته، في عمل روائي جميل يرثي زمناً غنائياً مضى، ويصوغ المستقبل المحتمل بأسئلة بلا إجابات.
أرض اليمبوس
وحّد الياس فركوح في هذه الرواية بنية السيرة الذاتية لإنسان محدد الهوية والانتماء، وسيرة الإنسان المغترب بشكل عام، متحدثا عن سطوة الزمن وهشاشة الانسان وقوته، بلغة مشرقة نضرة، مدرجاً في العمل مجموعة من الأصوات المتنوعة.
أنتعل الغبار وأمشي
نجحت مي منسى في هذه الرواية في تمجيد الذاكرة المثقلة بمآسي الحروب والفجيعة والفقدان في عالم اليوم. والعمل مكتوب بأسلوب متدفق ونثر نوعي اضافة الى نفحة شعرية تلائم الوجع الكوني الذي تعالجه.
وسينال مؤلف كلٍّ من الروايات الستّ المذكورة أعلاه جائزةً قيمتها عشرة آلاف دولار، بينما ينال صاحب الرواية الفائزة خمسين ألف دولار.
وكانت اجتمعت لجنة التحكيم في لندن مساء الاثنين 28 وصباح الثلثاء 29 كانون الثاني/ يناير 2008، وتوصّلت الى اختيار الأسماء الستة بعد جلسات مشاورات ومناقشات مطوّلة بين الأعضاء. تولّى إعلان الأسماء الفائزة في لندن رئيس لجنة التحكيم لهذه الدورة، الكاتب والصحافي العراقي صموئيل شمعون، في إطار مؤتمر انعقد في مقرّ أكاديمية الـ”بافتا” في بيكاديلي، في حضور أمناء سرّ الجائزة وممثلين لـ”مؤسسة الامارات وجائزة “بوكر” البريطانية وسفارة الإمارات في بريطانيا، الى جانب جمع من الإعلاميين والناشرين والكتّاب. بينما تولى إعلان الأسماء الفائزة في أبو ظبي (إثر إتصال مع رئيس لجنة التحكيم في لندن)، أحد أمناء سرّ الجائزة المستشار الثقافي البريطاني بيتر كلارك، في حضور كادرات “مؤسسة الامارات”، وهي المؤسسة الراعية للجائزة، وحشد من الاعلاميين العرب.
أما أعضاء لجنة التحكيم الذين اختارهم مجلس أمناء السرّ لهذه السنة، والذين تولّوا طوال الأشهر الماضية قراءة الأعمال المرشّحة، وصوّتوا للقائمة النهائية، فهم وفق الترتيب الأبجدي لأسمائهم:
– محمد برّادة، كاتب وناقد مغربي.
– محمد بنيس، شاعر وناقد مغربي.
– فيصل دراج، كاتب وناقد سوري.
– بول ستاركي، كاتب ومستشرق بريطاني.
– صموئيل شمعون، كاتب وصحافي عراقي.
– غالية قباني، كاتبة وصحافية سورية.
وتحدّث رئيس مجلس إدارة “مؤسسة جائزة بوكر” جوناثان تايلور في بداية المؤتمر الصحافي الذي انعقد في لندن عن خلفية الجائزة وكيفية تأسيسها، كما أطلع الحاضرين على مجموعة من الاتفاقات التي تم عقدها مع ناشرين ومؤسسات ثقافية بغية دعم ترجمة الرواية الفائزة ونشرها في أوروبا. وقال: “أحد أهداف هذه الجائزة هو ضمان الاعتراف بالأدب العربي ذي النوعية العالية، ومكافأته والتشجيع على اكتشافه. ولأجل تحقيق ذلك ينبغي تقويم الكتب المرشّحة باستقلالية ونزاهة. ومن أهداف الجائزة أيضاً ضمان ترجمة الرواية الفائزة ونشرها في لغات أخرى“.
ثم تحدثت ميثاء الحبسي من “مؤسسة الإمارات” عن الدعم الذي منحته “مؤسسة الإمارات” لهذه الجائزة، وقالت: “لقد انطلق أخيراً هذا المشروع الرائع الهادف الى تعزيز انتشار الثقافة العربية من خلال الأدب العربي المعاصر. وإننا نتطلع الى يوم العاشر من آذار/ مارس في أبو ظبي، حيث سنعلن خلال الحفل الذي ستقيمه “مؤسسة الإمارات” إسم الفائز النهائي، ونسعى الى نشر كلماته في أكبر قدر ممكن من اللغات“.
إيماناً منها “بأهمية الأدب العربي وجودة مستواه، وبالدور الذي يمكن أن يؤديه هذا الأدب إنسانياً وإجتماعياً وثقافياً على السواء“.
أما المديرة الإدارية للجائزة جمانة حداد فقد أملت أن يشكّل هذا المشروع الجدّي نافذة تفتح أمام الأدب العربي المستحقّ أفق الترجمة والانتشار في الغرب، لأن “الأدب كان وسيظل الأداة الأفعل والأنبل لأي حوار حقيقي بين الحضارات، ولتبديد أي سوء فهم بين ثقافة وأخرى”. وأعلنت ختاماً عن انطلاق موقع الجائزة على شبكة الانترنت، وهو www.arabicfiction.org.
وتحدّث رئيس لجنة التحكيم صموئيل شمعون عن حرارة المداولات التي تمّت بروح أخوية واحترام متبادل، وقال: “غايتنا الجماعية هي أن يكون انطلاق الجائزة وفياً لما تهدف إليه من احتفاء بالروائيين في العالم العربي، من خلال أعمالهم التي يساهمون بها في التعبير المتعدد عن مجتمعهم“.
يذكر أن الجائزة – التي تأسست في نيسان/ ابريل 2007 بالشراكة مع جائزة “بوكر” الأدبية الأنغلوفونية وبدعم من “مؤسسة الإمارات” – تلقّت مئات الروايات في دورتها الأولى من مختلف أنحاء العالم العربي، وتوزّعت جنسيات الروائيين المشتركين على البلدان الثمانية عشر الآتية: مصر، سوريا، لبنان، الأردن، السعودية، العراق، فلسطين، الامارات، المغرب، ليبيا، تونس، السودان، الجزائر، اريتريا، موريتانيا، اليمن، عُمان والبحرين. وقد سجل كل من مصر وسوريا ولبنان وتونس والسعودية النسبة الأعلى من الترشيحات، وجاءت مشاركة الروائيات العربيات بنسبة 22 في المئة مقابل 78 في المئة للروائيين، ورُفِضت عشر روايات لأنها لا تلبّي شروط الترشيح. وتم تحديد العاشر من آذار/ مارس موعداً لحفل الختام الذي سيتوِّج الروائي الفائز في أبو ظبي.
نُبذ عن أعضاء لجنة التحكيم لسنة 2008
■ رئيس اللجنة:
– صموئيل شمعون، شاعر وصحافي عراقي، ولد في الحبانية عام 1956. عام 1998 أسس مع زوجته مارغريت أوبانك مجلة “بانيبال” الفصلية التي تعنى بترجمة الادب العربي الى الانكليزية، كما أنشأ عام 2004 موقع كيكا الثقافي. عام 2005 اصدر روايته الاولى “عراقي في باريس” التي لاقت نجاحا كبيرا وترجمت الى لغات عديدة. يقيم حالياً في لندن، بريطانيا.
■ الأعضاء (بالترتيب الأبجدي):
– محمد برادة، كاتب وناقد مغربي، وُلد في الرباط عام 1938، حائز شهادة دكتوراه في النقد وسوسيولوجيا الأدب من فرنسا. يكتب القصة والرواية والنقد الأدبي ويترجم من اللغة الفرنسية. له مؤلفات كثيرة، ابرزها “أسئلة النقد” و”فضاءات روائية”، كما له ترجمات وأبحاث ومقالات عديدة في الجرائد والمجلات العربية. يقيم حالياً في بروكسيل، بلجيكا.
– محمد بنيس، شاعر وناقد مغربي، ولد في فاس عام 1948. نشر حوالى ثلاثين كتاباً، منها إثنا عشر ديوانا شعريا ودراسات، إلى جانب ترجمته أعمالاً متنوّعة من الفرنسية. أسس عام 1984 “دار توبقال للنشر”. يعمل منذ 1980 أستاذا للشعر العربي الحديث في كلية الآداب في الرباط. يقيم حالياً في مدينة المحمدية، المغرب.
– فيصل دراج، كاتب وناقد فلسطيني، ولد في الجاعونة عام 1943، حائز شهادة دكتوراه في الفلسفة من فرنسا. أصدر مؤلفات نقدية عديدة أبرزها “نظرية الرواية والرواية العربية” و”الرواية وتأويل التاريخ” و”الحداثة المتقهقرة”. يشرف على إصدار سلسلة بعنوان “مرايا الفكر المعاصر” عن “دار كنعان” في دمشق· يقيم حالياً في عمّان، الأردن.
– بول ستاركي، كاتب ومستعرب بريطاني، وُلد في لندن عام 1947. درس اللغة العربية واللغة الفارسية في جامعة أكسفورد، حيث كتب رسالة الدكتوراه حول أدب توفيق الحكيم. ترجم العديد من الروايات العربية إلى الإنكليزية. يشغل الآن منصب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة درام، وهو كذلك معاون مدير مركز العالم العربي للدراسات المتقدمة.
– غالية قباني، كاتبة وصحافية سورية. نشأت في الكويت حيث حازت إجازة في الحقوق عام 1979. عملت في صحيفة “الوطن” الكويتية، قبل أن تنتقل الى بريطانيا عام 1994. التحقت بدورات مختلفة في الأدب والإعلام في لندن. تكتب أبحاثاً ومقالات في عدد من الصحف العربية. لها مجموعتان قصصيتان ورواية. تقيم حالياً في لندن، بريطانيا.