لوكليزيو: «نوبل» ألغت ديوني …وأكتب بحثاً عن نفسي
بيروت – مايا الحاج
اضطر الكاتب جان ماري غوستاف لوكليزيو الذي يزور لبنان بدعوة من معرض الكتاب الفرنسي، الى الغاء كل المواعيد الصحافية التي كان مقرراً عقدها، لظروف صحية، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً يلتقي فيه أهل الإعلام. وكان لي موعد ضمن تلك المواعيد التي ألغيت. لكنني أبيت أن أستسلم للظرف الطارئ وأصررت أن أحقق حلمي في لقاء هذا الكاتب الكبير الذي فاز العام الفائت بجائزة نوبل، ذهبت الى الموعد كما كان مقرراً علني ألتقيه وأطرح عليه بعضاً من أسئلتي الكثيرة حول أدبه وعالمه الروائي وشخصياته. إلا أن أملي تبدد بعدما علمت أنه غادر الفندق باكراً.
لكن رغبتي في اجراء اللقاء ولدت لديّ اصراراً غريباً لإعادة المحاولة، فعاودت الاتصال به وتمكنت من الحديث مع زوجته التي وافقت على أن أقابله كقارئة لأعماله ومعجبة بأدبه وليس كصحافية. وبعد أن وصلت الى الفندق ورأيته أمامي بقامته الشاهقة وابتسامته الوقورة صارحته برغبتي في اجراء حديث مقتضب معه، وكان أن وافق فأجريت هذا الحوار الخاص والخاطف مع صاحب «صحراء» و «الافريقي» و «الأربعون» و «أونيتشا» و «لازمة الجوع»… استطعت فعلاً أن أخترق عزلته، وأن أحاوره ولو في وقت قصير، هو الذي يؤثر الابتعاد عن الإعلام وعدم اجراء الحوارات الصحافية. وقالت لي زوجته إن هذا الحوار الذي تفرّدت به «الحياة» هو الوحيد الذي سيقيمه مع الصحافة اللبنانية، بعد أن اختصر المواعيد كلها في مؤتمر صحافي واحد.
مضى عام على فوزك بجائزة نوبل للآداب…ما الذي تغير في شخصية الكاتب الفرنسي الكبير لو كليزيو على الصعيدين الأدبي والإنساني بعد فوزك بأهم جائزة أدبية في العالم؟
ـ لم يتغير أي شيء يذكر على المستوى الشخصي أو الأدبي، لأنّ تغير المرء سلوكاً وطباعاً ومزاجاً ليس بالأمر السهل أو المتعلق بحصوله على جائزة ما، مهما بلغت أهميتها…لكنني لا أنكر أبداً التغيير الكبير الذي طرأ على وضعي المادي بعد فوزي بالجائزة، فهي بدّلت ظروفي الاقتصادية وقلبتها رأساً على عـقب. فقبل «نوبل» كنت كاتباً مديوناً والآن لم أعد كذلك فالجائزة أراحتني من ديوني، بل أصبح لديّ ضمانة مادية قادرة على خلق مساحة أكبر من الحرية والاطمئنان الداخلي في حياتي. إنها جائزة أدبية لا أكثر ولا أقل. لذا فإنـها لـن تـؤثر فـي أسـلوبـي الكـتـابي أو في نظرتي إلي أدبي، انها منحتني فقط قدْراً من التشجيع.
لا يختلف اثنان على أنّ جائزة «نوبل» هي حلم كل كاتب في العالم…هل كانت تمثل هذه الجائزة المرموقة حلماً أو هدفاً من أهدافك؟
ـ في الواقع لم أتوقّع فوزي بهذه الجائزة ولم أكن أفكّر بها ملياً، ولكن بالتأكيد فرحت كثيراً باختيار أكاديمية «نوبل» لي كفائز عن هذه الجائزة المرموقة لعام 2008. ولا أخفي عليك أنّ هذه الـجـائـزة أعـطـتنـي شـيئاً مـن الدعم الـمعنـوي الذي يحـتاجه كـل أديـب، وأنـا بالـفـعل فـخـور بهـا.
هل سمحت لك هذه الجائزة بأن تدخل ضمن دائرة الكتّاب الخالدين؟
– بعد فوزي بالجائزة وصلتني رسالة من شخص لن أذكر اسمه بارك لي الفوز، وكتب: «أخيراً أصبحت أحداً». فأحببت أن أجيبه بأنني طالما كنـت هـذا الأحد، فالجائزة لم تصنعني وإنما حـصدتها نتـيـجة أعـمـالي وكـتـابـاتـي الـسابقة التي طـالما جعـلتـني شخـصية لـها مكـانـتها. فـفـي الـثالثة والعشـرين مـن عـمـري فزت بـجائـزة أدبيـة مـهمـّة كرّسـت اسـمي مـنـذ بـداية مشـواري.
لمن أهديت جائزة «نوبل» التي حصلت عليها العام الماضي الى فرنسا أم جزيرة موريس؟
ـ فوزي بالجائزة يعني فوز فرنسا طبعاً، فأنا ولدت في نيس وتربيت في مدن فرنسا المختلفة، وعشت فيها ودرست في جامعاتها، ولكني لم أغفل عن إهداء الجائزة أيضاً إلى جزيرة موريس التي أعتبرها شريكة فرنسا في الفوز. فأنا عشت أعواماً لا تُنسى من طفولتي هناك، فضلاً عن أنّها وطن أمي وجدّي. ومع أنني لا أعرف «جزيرة موريس» أكثر من السيّاح الذين يزورونها للتمتّع ببحرها وهوائها وطقسها وطبيعتها الخلّابة، إلّا أنني أعتبرها وطني الصغير والأحب إلى قلبي. ولا تفوتني الفرصة البتة في أن أشكر «جزيرة موريس» التي أشبهّها أيضاً بلبنان من ناحية تقديرها الغّة الفرنسية وحرصها على الحفاظ على الثقافة الفرنسية ولغتها على رغم كل الظروف التي تهدد استمراريتها.
فازت أخيراً الكاتبة الرومانية ـ الألمانية ميرتا مولر بجائزة نوبل للآداب لعام 2009 هل قرأت ميرتا مولر؟ وهل توقعت فوزها على رغم قوة المنافسين لها؟
ـ للأسف لم يسبق لي أن تعرّفت الى كتابات ميرتا موللر، لكنّي بالتأكيد سأبدأ بمطالعة أعمالها والتـعرّف إليها من طريق أعمالها الأدبية المتنوعة.
عام 1971 ذكرت في أحد حواراتك الصحافية: «لا أعرف حقيقة كيف يمكن شرح ذلك إلا أنني أعتبر نفسي هندياً»… هل ما زلت مقتنعاً بهذا الاعتراف؟
ـ أذكر أنني قلت ذلك لأنني أعجبت بتعدد الشعوب والإثنيات والأديان الموجودة في تلك البلاد، وفي هذا التنوّع المذهل انعكاس لشخصيتي التي أجد فيهاً تنوعاً كبيراً.
أنت تحمل الجنسيتين الفرنسية والموريسية وتعيش اليوم في الولايات المتحدة الأميركية…هل أوجد تعدد الجنسيات لديك شعوراً بـ «فوضى الانتماء» على رغم الـثراء الثـقافي والمـعرفي واللـغوي الذي أضافه حتماً إلى شخصيتك؟
ـ لا شك في أنّ الانتماء إلى أمكنة متعددة ومختلفة يخلق لدى المرء شعوراً بالتشتت والتمزق والضياع عندما يعجز عن تحديد وطنه الأصلي. ولم تكن هذه المسألة سهلة عليّ، فعائلتي عاشت في جزيرة موريـس وأنـا عشـت الفـترة الـكـبرى في حـياتي في فرنسا حتى تعلّمت، ومن ثم سافرت إلى الكثير من الأماكن إلى أن استقريت في الولايات المتحدة حيث أعيش اليوم، وعلى رغم خطورة الشعور بأنني منفي في أوطانٍ لا تُمثّل وطني الحقيقي، إلاّ أنني عرفت كيف أتخّذ من كلّ البلدان التي زرتها وعشت فيها بلداً لي، من دون أن أخفي حبـّي إلى «مـوريـس» التـي تعـكـس الـجـانـب العاطفي في شخصيتي بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معاني حميمة كالحب والشوق والحنين.
يقول بلزاك: «قمت برحلات رائعة، على متن كلمة»…على متن أي كلمة يسافر لو كليزيو؟
– أحب كثيراً كلمة «السفر»، فهي تحمل في ذاتها الكثير من الدلالات الضمنية التي تعنيني على المستوى الشخصي مثل الانفتاح على الآخر والتعرف على حضارات جديدة والتأمّل في ثقافات وأيديولوجيات مختلفة. لذا أعتقد أنني أحقّق أروع رحلاتي على متن كلمة «السفر».
«الكاتب المسافر»… إلى أي مدى ينطبق عليك هذا المصطلح الأدبي؟ وهل تعتقد أنّ هذا النوع الأدبي ما زال موجوداً أم أنه يعـيش أزمة حقيقية في الوقت الراهن؟
ـ لا أعتبر نفسي كذلك، لأنني لا أسافر إلى هنا أو هناك بصفتي كاتباً يقصد أماكن معينة تُعزّز إلهامه، وإنما أسافر كإنسان يريد أن يعيش في أكثر من بلد ويتعرف إلى أكبر عدد من الشعوب يعيش بينها ليقترب إلى واقعها وثقافاتها وأمزجتها.
متى ينتهي سفرك الطويل: في الكتابة أم في العودة؟
– أعتقد أنّ «السفر» في حياتي كان بمثابة القضاء والقدر، فمنذ أن كنت طفلاً في السابعة سافرت وأمي من فرنسا إلى أفريقيا بحثاً عن والدي الذي كان يعمل طبيباً جرّاحاً في نيجيريا. ومن ثمّ توالت الرحلات في حياتي إلى أن زرت الصحراء المغربية وتعرّفت إلى زوجتي التي تنتمي إلى عائلة تعيش في قلب الصحراء والتي اتخّذت من البحر حياة لها. سافرت عبر باخرة تعود الى منظمة الصليب الأحمر إلى فرنسا حيث أكملت دراستها الجامعية. فكلانا مهاجر وينتمي في شكل أو آخر إلى عائلة مهاجرة. وبعد ارتباطنا أكملنا سفرنا معاً وكأنّ «السفر» أمر حتمياً في حياتنا.
كيف يمكن كاتباً عاش في أوروبا وأفريقيا وأميركا والمكسيك والصحراء العربية أن يصف «الآخر»؟ هل يمكن أن تكون «الأنا» هي الآخر بالنسبة إليك؟
ـ هذا صحيح للغاية، فالأنا لدي هي الآخر لأنها تحتوي في داخلها على الكثير من العوالم والثقافات واللغات، كما أنها تختصر تجارب مختلفة ومتنوعة ومتناقضة أحياناً .
ألا يفقدك هذا التماهي في العالم متعة التجذّر في الموطن الأصلي؟
ـ على رغم قسوة الشعور بعدم الانتماء الى مكان واحد، إلّا أنني أجد محظوظاً من ليس متجذراً في مكان محدد. فهو بذلك يكون قادراً على الخروج إلى الفضاء اللامحدود والاستفادة من التنوّع الموجود أين ما كان. وهذا بالتأكيد يُعطيه غنًى يدوم على مدار حياته.
زوجتك مغربية وسبق لك أن زرت لبنان وأكثر من بلد عربي أكثر من مرّة…هل لك أن تخـبرنا كـيف وجـدت الـمرأة العربية؟
ـ المرأة العربية كغيرها من النساء تواجه معركة شرسة لإثبات وجودها في عالم ذكوري على رغم كل الادعاءات التي تحاول تصوير عكس ذلك. ففي أكثر البلدان المتقدمة أيضاً ما زالت المرأة تتحضّر لخوض مواجهات ضارية من أجل تكريس هويتها كإنسانة قادرة على أن تكون في المراكز المتقدمة والقيادية بالصورة التي تريدها هي وليس كما يريدها الآخرون.
ما هـي الأسلحة التي يجب أن تحملها الـمـرأة في مـواجهة هـذا الـعـالم الـذكـوري؟
– أولاً عليها بالعلم والمعرفة والثقافة، وأن تكون واثقة من نفسها وممّا تريد فعله.
أنت موجود في لبنان بمناسبة صالون الكتاب الفرنـكوفـوني… كيف تنظر إلى مفهوم «الفرنكوفونـية» الـيوم في زمنٍ أصـبـحت فيه الغلبة واضحة للأنغلوفونية؟
– لا شك في أن اللغة الفرنسية مازالت محافظة على أهميتها ومركزها على رغم الانتشار الساحق للإنكليزية، والدليل أنها لا تزال معتمدة كلغة أساسية في الكثير من البلدان، كما أنّ المهتمين بها كلغة وأدب وثقافة هم كُثُر. إنما في الواقع كنت أفضّل لو أنّنا نستبدل مصطلح Francophonie (الفرنكوفونية) بـ L.interculture (تداخل الثقافات)، لأنني لا أرى أنّ المهم هو التحدّث في لغة أخرى وإنما التداخل الفعلي بين اللغات والثقافات من أجل تعميم كلّ ثقافات العالم ونشرها. وهذا سيكون بلا شك غنًى للثقافة الإنسانية في شكل عام.
بعد الجوائز الكبيرة التي حصدتها والشهرة العالمية التي نلتها، هل ما زال هناك حلم يراودك؟
– نعم ، فأنا أحلم دوماً بالكتابة.
هل تحضّر لرواية جديدة تكون الأولى بعد نوبل؟
– نعم، وكنت في صدد كتابتها أثناء فوزي بالجائزة. ولن أتحدّث عنها الآن.
بعد 40 عاماً من الكتابة الأدبية… لماذا يكتب لو كليزيو اليوم؟ ولمن؟
– عندما سئل الكاتب الصيني باكين هذا السؤال، أجاب الآتي: «لأنّ الحياة قصيرة جداً». وأنا أحببت هذه الإجابة كثيراً وتأثّرت بها.
لكنك ذكرت مرّة أنك تكتب لأنّك تبحث عن نفسك، ومتى وجدتها ستكفّ عن الكتابة…
– صحيح، ففي كلّ كلمة أكتبها أكون في حالة بحث جديّة عن نفسي وعن حقيقة من أكون، وعندما أجد نفسي وأعرف من أنا لن أرى فائدة من الاستمرار في الكتابة.
بلى، الكتابة هي الحجر الأساس في حياتي والنقطة الأهم فيها… ففي الكتابة أجد موطني الحقيقي الذي لم أنعم به، لذا أقول إنّ الكتابة هي عالمي. وطالما شكلّت قراءاتي الأدبية جذوري الراسخة.
ما هي أكثر القراءات تاثيراً في أدبك وذائقتك؟
– إنها القراءات التي أثّرت في نظرتي العامّة في الحياة مثل «دون كيشوت» الذي عالج من طريق السخرية أكثر أمور الحياة تعقيداً، ووجدت في هذه الرواية منذ صغري «مكاني» في المعنى المجازي وليس الجغرافي. وكذلك أحببت كتاب «النبي» لجبران خليل جبران الذي أضفى على شخصيتي أفكاراً تنويرية جديدة من خلال كلماته الخالدة مثل «أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة»… مع العلم أنني لم أعرف أنّ جبران لبناني إلّا أخيراً، لأنني لا أنظر إلى الكاتب من خلال جنسه أو جنسيته بل من خلال أعماله وأفكاره وأسلوبه الإبداعي.
متى تكتب؟ أين وكيف؟ وهل من طقوس معينة تتبعها؟
– في الواقع أسمع الكثير من الكتّاب والشعراء الذين يتحدثون عن طقوس الكتابة وضرورة شعورهم بالوحدة والعزلة أو عن الحالات المتوترة التي يعيشونها أثناء الكتابة، إلّا أنني لم يسبق أن اختبرت أي شيء ممّا سمعته وأسمعه. كل ما في الأمر أنني أكون سعيداً ومطمئناً أثناء الكتابة، ولا أحزن إلّا عندما أنتهي من الكتابة.
استوحيت معظم رواياتك من حياتك الشخصية إلا أنك لم تكتب حتى الآن سيرتك الذاتية، لماذا؟
– أنا لا أستوحي رواياتي من حياتي الشخصية فحسب بل من حيوات الآخرين أيضاً، ومن ثم أقوم بإعادة رسـمها على قـماشة الخيال حتى أقدم عملاً أدبياً من خيالي من دون أن أبتعد عن الواقع.
لكنك في «الإفريقي» سردت قصة والدك وفي «لازمة الجوع» استحضرت جدّتك من خلال شخصية والدة البطلة؟
– لم أتقصّد الحديث عن جدّتي في «لازمة الجوع»… أما والدي فوجدت ان حياته الغريبة والمليئة بالأحداث المهمة تستحق فعلاً أن تُستثمر أدبياً أكثر من قصتي الشخصية، لذلك كتبت قصته في رواية «الإفريقي».
«لازمة الجوع» هي الرواية التي تحدثت عنها أكاديمية نوبل لدى فوزك بالجائزة… ما سرّ هـذا الـعنوان؟ وهـل مـا زال الـفقر والجوع والـحرمـان مـن المواضيع الجوهرية التي تطرحها في كتاباتك؟
– كلمة Ritournelle أو «لازمة» ليست من محض خيالي وانما أخذتها من قصيدة جميلة لرامبو بعد أن أدركت جمالها ودلالاتها الكثيرة. أما الجوع فأنا لا أقصد فيه هنا الجوع في معنى الحاجة الى الأكل فـحسب، وانما عنيت الجوع الذي نعانيه كلنا في هذا العالم الغريب، بدءاً من الجوع المادي وانتهاء بالجوع الى المعرفة والثقافة.
تعيش اليوم في الولايات المتحدة الأميركية، فما هي الرسالة التي توجهها الى الرئيس الأميركي أوباما؟
– سبق أن وجهت اليه رسالة، وسأعاود توجيهها، قائلاً له ان العالم وضع ثقته فيه. ولكي يكون بالفعل سفيراً للسلام في العالم عليه أن يجد حلولاً للمشكلات الإنسانية الملحة، فمن أين يأتي السلام وما زال في العالم منفيون؟ أين السلام والفلسطينيون والإسرائيليون يتقاتلون؟ كيف نتكلم عن السلام وما زالت المجازر تُرتكب بحق الإنسانية؟ ربما سيتجاهل الرئيس أوباما رسالتي، لكنني بصفتي كاتباً وحائزاً على «نوبل» لا بد لي من أن أصرخ، وعسى تصل صرختي ويسمعها العالم.
الحياة