حوارٌ شاملٌ مع هيرتا مولر، الفائزةِ بجائزةِ نوبل للآداب لهذا العام
• لم أختر موضوعي، بل سيرةُ حياتي هي التي اختارته لي.
هناك قدرٌ من النزاع نحتاجُ إليه جميعا
•كلُ الثقافاتِ يجبُ أن تتعايش، لا أحد يَجبُ أَنْ يُخفي ثقافتَه.
•30 كيلومتراً فقط كانت كافيةً لأُدركَ أن ما يقبله المرء كحقيقةٍ مُطلقةٍ في قريته، لا قيمةَ لهُ في المدينة.
•شخوصي الأدبية تعكس ما الذي يَحدُث للبشر، عندما يعيشون في مجتمع أَو نظام مستبد.
ترجمة عطية صالح الأوجلي: كان على ألمانيا أن تنتظرَ عشر سنواتٍ كاملة لتنال جائزةَ نوبل للآداب مرة أخرى، فالمرة الأخيرة التي نالت فيها ألمانيا هذه الجائزة كانت في عام 1999 عندما مُنحت إلى الكاتب والروائي الكبير “غونتر غراس” صاحب رواية (الطبل والصفيح) الشهيرة، والذي عُرف بمواقفه الإنسانية، وبدفاعه عن قيم المساواة والتسامح والسلام، وأشتُهر بإبداعاته السردية، والمسرحية والشعرية، أما في هذا العام فقد تم مَنحُ الجائزة إلى الكاتبة الألمانية – الرومانية الأصل “هيرتا مولر”.. وقد قالت لجنة حُكام جائزة نوبل للآداب في حيثيات تقديم الجائزة: إن كتابات مولر قد عكست حياةَ المحرومين بتركيزِ لغة الشعر، وصدقِ ووضوحِ لغة النثر.
ولدت مولر بقرية “نتزكيدورف” بمقاطعة “بانات” بغرب رومانيا في 17 أغسطس 1953 لوالدين من أقلية تتحدث الألمانية، وقد عانت هذه الأقلية من اضطهادِ السُلطات الرومانية لها بعد انتهاءِ الحربِ العالمية الثانية، فأُممت مُمتلكاتُ أفرادها، واعتُقل البعضُ منهم، بينما تم ترحيلُ البعضِ الأخر إلى معسكراتِ العملِ الإجباري بالاتحاد السوفياتي، وقد شكلت هذه العلاقاتِ المتوترة بين الأقليةِ الألمانية ومُحيطها الأكبر جانباً من كتابات مولر. تركت مولر قريتها لدِراسة الأدبين الألماني والروماني في جامعة ” تيميشوارا”، ثم عَملت بعد تخرجها كمترجمةٍ في أحد مصانعِ الماكيناتِ الثقيلة، قبل أن يتمَ طردُها من العمل لرفضها التجسسَ لصالح الشرطة السرية.
صدرت لها أولُ مجموعةٍ قصصيةٍ عام 1982 بعنوان «السهول» وهي أقرب إلى السيرة الذاتية، تَصفُ فيها تبعات نشأتها كطفلةٍ لعائلةٍ ألمانيةٍ في رومانيا.
وَجهت مولر في كتابها انتقاداً لاذعاً للأقليةِ الألمانية التي تنتمي إليها، ووصفت القسوة التي تُعامل بها القرية من يَستقل في تفكيره،كما وَصفت الألمان برومانيا بالانعزاليين، وغيرِ المُتحضرين، وأنهم يعانون من انتشارِ العُنف وإدمانِ الخمر، و بأنهم لم يتخلصوا بعد من الأفكار العنصرية والفاشية، كما تطرقت في الكتاب للمجتمع الروماني وقسوته واضطهاده للأقليات، وقد أغضبَ كتابُها الأقليةَ الألمانية التي رأت فيه محاولة لتشويه صورتها المثالية، كما أغضبَ السلطات الرومانية التي قامت بحذف كل ما يدين المجتمع الروماني من الكتاب قبل السماحِ بنشره، هذا وقد تعرضت مولر بسبب كتاباتِها،ومواقفها السياسية إلى اضطهادِ الشرطةِ السريةِ لها،مما أدى في نهاية المطاف إلى هروبها إلى المانيا قبل سقوطِ حائطِ برلين بعامين، حيث عملت كأستاذةٍ زائرةٍ بجامعاتِ ألمانيا،و من ثم بانجلترا، وبالولايات المتحدة، تعيش هيرتا مولر حاليا ببرلين، وهي عضو في أكاديمية اللغة الألمانية.
فيما يلي ترجمة (خاصة بايلاف) للقاء أجرتهُ معها “ميرسي إورجوليسكو” من المحطة الإذاعية (آر إف إي رومانيا)، تتحدث مولر في هذا اللقاء عن الدلالات الثقافية والنفسية للعيش في ظل النظام الشمولي الذي أقامه الرئيس نيكولاي تشاوشيسكو، وعن تجاربها مع الشرطة السرية، وكيف شكل ذلك خلفيةً لعملها، ورغم أن هذا اللقاءَ قد جرى منذُ عدة سنوات، إلا أنه الأكمل والأكثر تفصيلا لحياة الكاتبة وأرائها.
الكتابة بالألمانية
ميرسي: في رواياتك شيء مُشترك، فأحداثُها تقع في رومانيا، هذا التناقض أَو المفارقة لاحظتها الصحافة الألمانية، هَلْ لَديكِ تفسيراً لهذا التمزقِ بين عالمين؟
هيرتا مولر :…. لا، الأمر يبدو طبيعيا جدا لي، فقد ولدت في رومانيا، كَبرت هناك، وعِشتُ هناك حتى الثانية والثلاثين من عمري، حين تَركتُها وأنا في حالة ذهنية مُعقّدة، كَتبت كتابي الأول “سهول” في رومانيا، والذي يدور حول وجهةِ نظرِ طفلٍ ألماني بمنطقة “انات” [منطقة في غربِ رومانيا]، في ذلك الكتاب وفي كُتبي الأخرى، كان الموضوع المركزي هو الدكتاتورية، لسببٍ بسيط،، هو أنني لم أعَرف أو أَرى شيئا غيرَ ذلك، واستمرت كتاباتي حول ذاتِ الموضوع، هذا النوع مِنْ الأدب يوجدُ في كافةِ أنحاء العالم، أدبٌ يعتمدُ السيرةَ الذاتية، حيث تتقاطعُ فيه أحداث مُتطرّفة مع حياة المُؤلفين،على سبيل المثال في الخمسينات، الجولاج2 كَانت موجودة في أوربا الشرقية في بَعْض صورها، وقبل ذلك عاصرنا النزعة الوطنية الاشتراكية، عصر هتلر، و دمار اليهود، مواضيع وَصفها العديد مِنْ المُؤلفين بالتوازي مع سيرهم الذاتية الخاصة…. أَعتقد أن هذا النوعَ مِنْ الأدب موجودٌ في كل مكان، مِنْ كوبا إلى الصين.
ميرسي: إذن البعد الجغرافي ليس الأَهم بالنسبة للقارئِ؟
مولر: لا… لا أعتقد أن البعد الجغرافي مهم، وصف المكان ضروري ( بالنسبة للنص) – وأنا لم أَعْرف مكاناً سوى الذي نشأتُ فيه، فشخوصي الأدبية تعكسُ ما الذي يحدثُ للبشر عندما يعيشون في مجتمعٍ أَو نظامٍ مُستبد، أَعتقد أنني لم أختر الموضوع، بل سيرة حياتي هي التي اختارته لي، لا أملك حريةَ الاختيار، لا أَستطيعُ القَول: ‘ أُريدُ أَنْ أَكْتُبَ عن هذا أو ذاك الشيء’..حتماً سَأَكْتبُ عن ما يهُمني، وعن الأشياء التي لَنْ تَتْركَني أنعم بالسلام.
ميرسي: لقد ولدت في أوائل الخمسينات بِحدود “بانات” في جنوب غرب رومانيا…. أليس كذلك ؟
مولر: نعم، في سنة 1953، السَنَة التي ماتَ فيها ستالين… أو بالأحرى عندما مات جسده، لأن أفكارَه عاشَت أطولَ من ذلك قليلاً، أليس كذلك؟
ميرسي: هَلْ لا زالت حية اليوم….؟
مولر: حَسناً، نعم، أعتقد أنها ما زالت حية، في عقول العديد مِنْ الناسِ، أَو على الأقل بقايا تلك الأفكار، ربما لَيست نظريتَه الكاملةَ في الشكل الذي كانت عليه في الماضي، لكن أجزاءَ منها… الكثير مِنْ أحجار تلك الفسيفساءِ لا زالت حولنا….أَنا مُتأَكدة.
ميرسي: نَشرتِ مؤخراً، على ما أعتقد، في “ديرشبيغل ” مقالةً حول (سلوبودان ميلوسوفيتش)3 و(صربيا).
مولر: لم تكن مقالاً، وإنما تحقيقاً صحافياً سُئلت فيه مع كتاب آخرين عن الحرب في كوسوفو، تَكلّمتُ حول ذلك من قبل، حول الحروب السابقة في البوسنة أَو كرواتيا، وكنتُ من مؤيدي التدخلَ العسكري الغربي هناك، لإيماني بأنَّ ميلوسوفيتش لن يَتراجع، ما لم يُجبَر على ذلك بواسطةِ قوَّةٍ خارجية، أَنا غاضبةٌ مِن أنّ هذا الشخصِ تمكنَ من إشعال حرب ثالثة – أَو ُربَما رابعة إذا حسبنا سلوفينيا – هذا الرجل يتركُ مقابرَ جديدةً خلفه حيثما ذهب، لقد دفع بلاده في اتجاه مغاير لبقيّةِ دول أوربا الشرقية، أعتقد أنه وصل إلى نقطة اللاعودة، فقد خسر ثلاثة حروب، ويريد ربح الرابعة في كوسوفو، ومن المُحتمل أن يكون الجبل الأسود على قائمته أيضاً، وسيفعلها ما لم يجد من يُوقفه عند حده، أَعتقد أن هذا الشخصِ ( مولوسيفتش) ستاليني النزعة.
فسيفساء عرقية
ميرسي: خلال سؤالِي هذا أريدُ إعادتك إلى منطقةِ “بانات”، حيث ولدتِ، وهي مكانٌ مُتنوّع جداً من حيث الانتماء العرقي، فهناك جاليات ألمانية، صربية، رومانية، و مجرية، لقد كَانَ فسيفساءَ خاليةً مِنْ النزاعِ العرقيِ، هذا إذا ما تذكرت بشكل صحيح.
مولر: أعتقد أنه كان ثمة نزاعٌ في “بانات”، لكنه في المستوى “الطبيعي”، إن صح القول، فهناك قدرٌ من النزاع بين كُلّ أنواع الناسِ في كُلّ المجتمعات، كلنا في أعماقنا نَحتاجُ النزاعَ،….مَع جيرانِنا، مَع زُملائِنا، مَع أزواجِنا،… وهو ما أعتقد أنه طبيعي جدا، أعتقد أن الأقلّياتِ الوطنية التي ذكرتها لَمْ تنعم بالعيش المشترك مع الرومانيين، هم فقط عاشوا معاً في نفس الفضاء،هذا يُعيدني إلى نظرية “تعددية الثقافات”، التي كَانَت رائجةً جداً في ألمانيا قَبْلَ عقدٍ من الزمان، ورُبَّمَا لا زالت… فهي تدعو إلى انصهارِ الثقافاتِ في ثقافةٍ واحدة…وهو أمرٌ لا يمكن تحقيقه.
ميرسي: وأنت أتيت إلى ألمانيا مِنْ رومانيا في عهد تشاوشيسكو، حيث كانت كلمة السر هي “التجانس.”
مولر: بالضبط، أعرفٌ تبعاتِ ذلك، لذا كانت فكرتي أن الأمرَ الطبيعيِ هو أن تعيشَ كلُ جاليةٍ بسلام إلى جوارِ الجالياتِ الأُخرى، لا توجدُ وسيلةٌ لصهر جميع الثقافاتِ القديمة في ثقافةٍ جديدة واحدة….. ببساطة لا يمكن تحقيق ذلك في تيميشوارا. [المدينة الرئيسية في بانات] يمكن للمرء أن يسمعَ في الشارعِ كُلّ أنواعِ اللغات : الهنغارية،الألمانية،الرومانية، الصربية، الغجرية – بتنوعاتها المختلفة، لا أحد يَجِب أَنْ يُخفي ثقافتَه. عندما أتَكلّم الرومانية في القطار، على سبيل المثال، سيعرف الجميع.. أنّني من أصل ألماني أَو هنغاري، بسبب لَكنتي.
ميرسي: عندما كُنْتِ طفلةً، كيف كان حالُ الجاليةَ الألمانيةَ في ضوءِ حملاتِ الإبعاد، و التطهير،… و ما صاحبهما؟
مولر: ولدت في عام 1952. أَتذكّرُ أنّ جَدِّي كان من ذوي الأملاك،و كان أيضاً يُتاجرُ في الحبوب،كَان غنياً جداً، لكنه لم يُولد ثرياً… فهو يتذكر قلقَ أبويهِ حول أطفالهم.. “ماذا نَعمل إذا ما رُزقنا بالمزيدِ من الأطفال؟..كيف نُغّذيهم؟.. “.. جدي لم يُولد غنياً،و إنما عملَ بكدٍ ونجاح. لقد وُلِدَ فلاحاً.. وعاش فلاحاً،أجدادي لم يُغيّروا أُسلوبَهم، لم يتمتعوا بإجازاتٍ أو بالسفر، إذا توفرَ لديهم المال.. كانوا يشترون المزيدَ من الأراضي.
معسكرات العمل
ميرسي: الفلاحون لا يُسافرونَ في إجازة في أغلب الأحيان، أليس كذلك؟
مولر: بالضبط. جدتي تَعْملُ مِنْ الفجر حتى الغسقِ… أحياناً كانت تعجزُ حتى عن النهوض… لو توفر لهم بعض المال كانوا يشترون بعض الأراضي.. كانوا يفعلون ما يجبُ عليهم فعله… ولكن، بعد عام 1945، كُلّ شيء اختفى، اُنتزعت منهم الأرض،وتحولت إلى مزارع جماعية.. وأُبعدتْ أمّي إلى الإتحاد السّوفيتي، قضت خمس سَنَواتٍ من عمرها في معسكرات العمل، كانت تدفعُ ثمن “العقوبات الجماعية” تكفيراً عن أعمالِ هتلر، أطلقوا على المعتقل أسم ” معسكرات إعادة البناء”، لم يتمكن جَدّي من استيعاب تلك التغييرات، هو الآن رجلٌ فقير، لا يَستطيع الذهابَ إلى الحلاق ثلاث مرات أسبوعيا مثلما كان يفعلُ في الماضي، وبالنسبة إليه، دعني أُذكرك، ليس هذا بالأمر الهين، تلك كَانتْ حياتَه الاجتماعية، كَانَ يَذهبُ للحلاق لمُقَابَلَةِ نظائره (تقصد نُظرائهِ) في الجالية، أُجبر على التخلي عن طقوسٍ اعتادها، ما حدث بالنسبة له كان مُهيناً اجتماعياً، جَدّي وذاك الجيلِ الكاملِ من الأجداد، أصبحوا منبُوذين بالنسبة للنظامِ الجديد، هم لم يَقبلوا الاشتراكية أبداً، في عام 1950 عادتْ أُمّي من الإتحاد السوفياتي، بعد قضاءِ خمسِِ سَنَواتٍ في معسكراتِ العمل، شاهدت خلالها الموتَ والمجاعة……
ميرسي: هَلْ تَعْرفين إلى إي منطقةٍ تم إرسالُها ؟
مولر: أعتقد منطقةَ “يكاترينبيرغ”. كانت في موقع للبناء، بالقرب من مناجم الفحم،كان الموقع مثل معسكرات الجيش يخضع للسيطرة التامة، عاشوا في ضيق وجوع.. جوع دائم…. أغلبُ السجناءِ ماتوا من الجوع.
ميرسي: كَمْ كان عمر أمك آنذاك؟
مولر: كَان عمرها سبعة عشر عاما عندما أَخذوها، في البداية جربت الاختباء، لكن في القرية حيث يعرف الناس بعضهم بشكل جيد لم يكن ذلك مُمكنا…. فقد هدّدوا جَدي بأنّ (أعتقد إذا أو إن أنسب) لَمْ يُقْنعا أمي بتسليم نفسها، فسيأخذُونَهما بدلا منها، عَلِمت أُمّي بذلك، وقررت تسليمَ نفسِها.
ميرسي: إذن بين 17 و 22 من عمرها كانت في المعسكر ؟
مولر: نعم. أحداث تلك السنوات اخترقت طفولتي، ولَيست طفولتي لوحدي، فقد حدثت أشياءَ مُماثلة للعديدِ مِنْ العائلات في قريتنا، ولكامل الجالية الألمانية في رومانيا، عندما تكون طفلا فأنت لا تفكر بمفردات سياسية…لا تملك المقدرة، لا تملك الكلمات لتعي ما يجري حولك،لكن هناك طُرق للتسجيل غير الكلمات، فسُلوكنا أكثر تعقيداً، إنه يَتجاوز الكلمات، لذا فقد امتصصت الكثير من الأحداث،و عشت التوترَ الذي كان حولي، شَعرتُ بأنّ شيئاً ما ـ بالرغم من أنّني لَمْ أَعْرفهُ تحديداً – كان شنيعاً وعدائيا.
بين المدينة والقرية…
ميرسي: أين ذَهبت للدراسة الجامعية؟
مولر: في تيميشوارا.
ميرسي: هل شكلت الحياة في المدينةَ صدمةً كبيرةً لك؟
مولر: نعم، كَانَت عالماً مُختلفاً، ربما لأنني عندما جِئتُ إلى المدينة لم أكن أتحدث الرومانية بطلاقة، فقد تَعلّمتُ الرومانية في المدرسة،وأنا في السابعة في مدرسةٍ ألمانية،حيث كانت اللغةُ الرومانيةُ تُدرس لنا كلغةٍ ثانية، أَو كموضوعٍ ثانوي، مثل الجغرافيا، أَو العلوم، كَنا ندرس الرومانية ثلاث مرات في الأسبوع : القواعد، الآداب، التهجي، و ما شابه ذلك…، لكن في قريتَي كنا نتخاطبُ بالألمانية، لذا لم تُتح لي فرصةُ استعمال الرومانية بشكلٍ يومي.. كنا نستعملها فقط في المدرسة، وليس خارجها.
عندما كنتُ في الخامسة عشر، انتقلت إلى تيميشوارا، كنتُ لا أجيدُ اللغةَ حقاً، لَكنِّني تََعلّمتُ بسرعة…في المدينةِ، كان لا بُدَّ أنْ أَنتقل إلى اللغة الأخرى، من ناحية أخرى، كما قُلتُ سابقا، كُلّ أقليةٍ وطنية، بما فيها الألمان، عاشت نوعاً مِنْ “التمحور العرقي” وهو أمرٌ طبيعي، في القرية كان كل ألماني يعرف وبالتحديد كل أخطاء وسلبيات الجماعات العرقية الأُخرى: مثل الرومانيين، الهنغاريين، الصربيين والغجر. لكن الأمر اختلف في المدينة، فالمدينة خَلقت لي صداقاتٍ مع أصدقاء من الرومانيين، وحينها أدركتُ أنّ ما تعلمته حول الآخرين في قريتي لم يكن دقيقا على الإطلاق.
ميرسي: لم يتماش مع أحكام القرية… و أساطيرها…
مولر: تماماً. وبطريقة ما أدركت أنّ كل تعليمِي السابقِ الانعزالي، لَمْ يَعُد صالحاً بي، لم يَعُد يتماشى مع حياتي الجديدة، اكتشفتُ أن مسافة 30 كيلومتراً فقط كانت كافيةً ليدركَ المرءُ أن ما يقبلهُ كحقيقةٍ مُطلقة في قريته، لا قيمة له في المدينة، لذا كان لا بُدَّ لي من أنْ أَبْدأَ بتَعليمِ نفسي وفي اتجاهٍ جديدٍ جداً.
ميرسي: لكن ألَيس هناك “جزيرة” ألمانية في تيميشوارا ً؟
مولر: نعم، لَكنَّها ليست ريفية، أعتقد أن سكان المدينةِ في جميع أنحاء العالم، مُختلفون عن الناسِ في القرية، في تيميشوارا كَانَ لْدي أصدقاء مِنْ مجموعةٍ أدبيةٍ تُدعى ” أكشنس جروبي بانات “، كانت تجتمعُ في الجامعة، قابلتُهم بِالصُّدفَة، يَقرؤون الكُتب، ويشاركون في النشاطات الأدبية، أشكر الله، إنني في تلك اللحظات لم أعد أهتمُ بالفروق بين الألماني الروماني أَو الهنغاري، أعتقد أن كُلّ أعضاءَ المجموعةِ كَانوا كذلك، اهتممنا فقط بالآراء، و لَيس الجنسيات. كنا مجموعةً تُمثل وجهات نظر، وقِيماً أخلاقيةً وسياسية، ذلك ما كُنْت أَبْحثُ عنه، كَرهتُ الانتهازيين، جارتي المُمثلة، كَانَت في كُلّ سَنَةٍ تَقْرأُ القصائدَ تكريماً للرفيقِ تشاوشيسكو، كَانتْ مثلي من أصلٍ ألماني، لكن ذلك لم يُخفف من احتقاري لها، لم تعد الخلفيةَ العرقيةَ تهمني، ما همني هو الموقف الفكري.
مجموعة الكُتّاب…
ميرسي: لكن “أكشنس جروبي بانات ” تكونت بشكل خاص مِنْ الكُتّاب الألمانِ.
مولر: نعم، لكن ذلك سهل التفسير، كانت المجموعة تَتعامل مع الأدب الألماني، ولغة ذلك الأدبِ كَانَت الألمانية، بالمناسبة، أنا لم أكُنْ عضواً بالمجموعةِ، لم أكن قد مارست الكتابة عندما تشكلت المجموعة، لَكنِّي كُنْت صديقةً للعديد مِنْ أعضائها لاحقاً، عندما نَشرتْ المجموعةَُ بيانها العام، الذي قالت فيه إن الأدب لا يجِبُ أَنْ يخضعَ إلى السياسة، وأنّه يَجِبُ أَنْ يَكُونَ “نقديا ” يستند على التجاربِ والآراء الشخصية،و لَيس على الإيديولوجية – عندها اهتمت الشرطةُ السريةُ بأمرنا،وقدّمتْ تقييمها الخاصَ بنا.
ميرسي: أَيّ..؟
مولر: أنّنا كُنّا أعداء، أعداء الدولة.
بَدأتْ مشاكلنا آنذاك، وليام توتوك أُرسل إلى السجنِ وطُرد من الدراسة، ريتشارد واجنير كذلك. كان هناك عددُ مِنْ الناسِ الذين قضوا بِضع أيامٍ في الحجز…. طَردوني مِنْ الشركة حيث عَملتُ بعد التَخَرُّج، بدأت عملياتُ تفتيشِ البيوتِ والمضايقة…وهكذا…… رَأونا كمجموعة. كُلّ واحدٍ مِنَّا حُمّل مسؤوليةَ أعمالِِ الآخرين، لأنهم هم رَأونا هكذا.
عودة إلى سؤالك… أُريدُ القُولَ إننا وفي العديد مِنْ الأوقات، متى خطّطُنا لنشاطٍ ما، كنا نتصل بالكُتّابِ الرومانيينِ، على سبيل المثال، عندما نَجْمع التواقيعَ لعريضةٍ ما، لم يكن العديد مِنْ الرومانيين مستعدّون للتَوْقيع، وأحياناً كانوا يسَحبون تواقيعَهم، وهذا أمرٌ سـيءٌ لمنظم العريضة. فالأفضلُ أَنْ يَكُونَ لديك تواقيع قليلة من أن يكون لديك الكثير منها وتُجبر على الحذف، الأمر الذي يُضعفُ موقعَكَ، العبرة لَيستْ دائماً في الأعداد، كما تَعْرف، وإنما في ثبات الموقف. تكرر حدوثُ ذلك عددا من المرات، هناك تفسير، الكاتب الروماني يَقُول: “أنتم ألمان، وإذا َحْدث أيّ مكروه سَيَنتهي بكم المطاف في ألمانيا الغربية،……لكن ماذا عنا نحن؟ ”
ذلك كَانَ صحيحا إلى حد ما، ولكنه لم يكن دوما عُذرا جيدا، بول غوما، الكاتب الروماني المُعارض، لم يكن ألمانيا، انتهى به المطاف في الغرب، بعد أن عجز الشيوعيين على إسكاته. لَكنَّ كان هناك آخرون لَمْ يُسافروا للخارج، والبعض مِنْهم من مات في السجنِ.
ميرسي: كانت هناك مجموعتان أدبيتان ألمانيتان في رومانيا، مجموعتك في تيميشوارا، وواحدة أُخرى في كلوج. هم كَانوا أقل تسييسا منكم، أليس كذلك؟
مولر: نعم، كَانوا كذلك، و هذا هو مصدرُ الاختلاف، ووقتها كان هذا يعني الكثير، كنا في “تيميشوارا” نرى أن ما يفعلونَه في “كلوج” ليس كافياً، شَعرنَا بأهميةِ أن يكون لنا رأياً سياسياً، وهم لَمْ يروا ذلك، كَانوا حذرين جداً في استخدام مُفرداتهم خوفاً من تفسيراتِ الشرطةِ السرية، لَكن حالنا كان يختلفُ عنهم، نحن في تيميشوارا كُنّا عاطلون عن العمل، طُردنا من وظائفِنا. طَردوني مِنْ “تينوميتال،” الشركة التي تصنع الأدواتِ و المكائنَ. عَملتُ كمترجمةٍ لكُتيباتٍ حول الجراراتِ والأسلاك، كانوا يَستوردونَ الجراراتِ من ألمانيا الشّرقية أَو النمسا، وأحياناً من ألمانيا الغربية، وكان علي أن أُترجمَ كتيباتِ الاستخدام، كانت عمليةًً مُرهقة. كَانَ لدي قاموسٌ ضخم، يُعطيني حوالي 20 مُرادفا لنفسِ الكلمة، لَكنِّي كُنْتُ أستعينٌ بعُمّالِ المصنعَ، الذين يجيدون الألمانية والرومانية، وأهمُ من ذلك، أن لهم دراية بالآلات، أمضيتُ ثلاث سَنَواتٍ في المصنع، السنتان : الأولى في قسمِ الترجمةِ، ثمّ سنةً أُخرى في قسمٍ مٌختلفٍ جداً، قسم بي آر، إذا شئتَ أن تعرف.
الشرطة السرية
ميرسي: الذي “صُمّمَ” من مِن قِبل الشرطةِ السريةِ.
مولر: نعم، أدركتُ ذلك لاحقاً، جاءَ أُناسٌ من “سيكيوريتات ” و أخبروَني بأنه عند قدومِ الضيوف مِنْ ألمانيا على سبيل المثال، يجب أن أكتب للشرطة السرية عن “انطباعاتي..!.” عنهم، كما أرادوني أَنْ أَكْتبَ عن كل ما يقولُه زملائَي الرومانيون للضيوفِ الألمان. لَمْ يُمانعوا في خروجي مع الضيوف الأجانب.— ولكني حرصت على إخبارهم بأنني لستُ بمومس،
كما أخبرتهم أنني لا أجيدُ مراقبةَ الناس،وأن انطباعـاتي عادةً مـا تكون سيئـة، ولكن رجل
” لسيكيورتات” لم يهتم، طلبَ منى أن أكتبَ عن استعدادي للتعاون معهم،ولكنني رفضتُ التعاونَ معهُ بشكلٍ قطعي.
ميرسي: ثم…؟
مولر: صفعَ البابَ بقوةٍ،وقالَ ” سأوقعكِ في المشاكل”…” سأرميكِ في الماء”، وهذا يعني باللهجة العامية الرومانية الغرق في المتاعب، وهكذا لم أعد أنعمُ بالسلام لعِدّة أسابيع،وفي تمام السابعةِ والنصف من كل صباح،كنت اُستدعى إلى مكتب رئيسي لمناقشةِ المسألةِ معه،ومع مُمثل الحزب،وسكرتير الشباب الشيوعي، كل مرة كانوا يَحثونني على الاستقالة،والبَحْث عن عملِ آخر، لَكنني أخبرتُهم أنني قد أحببتُ العملَ في المصنع كثيراً،و لا أُفكّرُ بالبَحْثِ عن مكانٍِ آخر، أخبرتُهم أنْ يَطْردونني إن أرادوا حقا التَخَلُّص مني، وطَلبت منهم تحديد السبب في رسالة الطرد، ذهبتُ للحديثِ مع نقابة العمال،ولكن رئيسَها رفضَ حتى الإستماعَ لي.
ما حَدث آنذاك كَانَ كوميديا سوداء، يُمْكِنُني أَنْ أضحك مِنْها الآن، لكن في ذلك الوقت، أشرفتُ على الانهيار العصبي، عَرضوا علي العمل كعاملٍ عادي لَكنِّي رَفضت، ثمّ طَردوني، تُركتُ دون مصدرٍ للدخل، طُرد زوجي آنذاك ريتشارد واجنر من عمله في صحيفته، وفوق كل ذلك، كنت أُستدعى بشكل يومي للتحقيق معي في السيكيوريتات، وهناك لَمْ يُتّهموني بالأشياءِ التي قمت بها، مثل حادثتي المصنع أَو نشاطِي الأدبيِ، أخبروني أنني كُنْتُ مومس، بأنّني أنام مقابل المال مع الطلاب العرب، لم يسَبَق لي أن قابلتُ طالبا عربيا، لَكنَّهم حذّروني بأنّهم يُمْكِنُ أَنْ يبدؤوا محاكمتي، وبكامل الشهود، قالوا أيضاً أنّني كُنْتُ أُتاجرُ في السوقِ السوداء…. قالوا إنّني كُنْتُ أَبِيعُ الأشياءَ على شارع بوبا سابكا في تيميشوارا، حيث كان السجن َرُبَّمَا كَانوا يُحاولونَ إخْباري أين سأَنتهي.
ميرسي: لقد سردتِ في إحدى كتبِك، “أنا لا أُريد اجتماع اليوم” حول تجارب من هذا النوع.
مولر: نعم، الكتاب حول شخصٍ ما اُستدعيَ للاستجواب، لكنه لا يَصِلُ إلى هناك أبداً.
ألمانيا الشرقية.. والغربية..
ميرسي: ما تأثيرُ مثل هذه الكُتُب والتجارب في ألمانيا الغربية التي لم تمر بالتجربة الشيوعيةً؟
مولر: حَسناً، أعتقد أن الناسَ فضوليون بطرقٍ مُختلفة، البعض يَهتم برومانيا، آخرون يهتمون بالدكتاتورية ذاتها، أو في تركيبةِ وآلياتِ الدكتاتورية، في الفرد الذي حطمه النظام الاستبدادي، فعلى سبيل المثال، في ألمانيا الشّرقية السابقة، كان الاهتمامُ مختلفاً بعض الشيء، هم مُطّلعون أكثر، وهم مُعتادون عَلى سلوكٍ اجتماعي أقرب إلى أوربا الشرقية مِنْه إلى غرب ألمانيا، هناك أُناس في شرق ألمانيا لا يدعونني للتحدث عن كُتبِي،لأنهم لا يُودون الحديثَ بشكلٍ نقدي عن التجربة الشيوعية، تلك ميزّةٌ قويةٌ في شرق ألمانيا، حيث عنْدهم حزب ما بعد الشيوعية، الذي لَه الكثير مِنْ المؤيدين، بما فيهم أناسٌ ذوي تأثيرٍ ثقافي.
لكن هناك منهم من دعاني، إجمالاً أَقُولُ إن الألمان الشرقيين لديهم ردُ فعلٍ مُختلف نحو أدبي، في غرب ألمانيا أكثر الناسِ لديهم اهتمامات نظرية أو وثائقية بأدبي، بينما الشرقيون يُواجهون في قصصي ماضيهم وحياتهم الخاصة، بَعْض الناسِ لا يرتاح لذلك في الكثير مِنْ الأوقاتِ، بعد قراءة مقاطع مِنْ كتبِي في شرق ألمانيا، أَسْمعُ مِنْ يقول: “لكن الأشياءَ في رومانيا كَانتْ أسوأ بكثير بالطبع عنْ هنا.” أُخبرُهم : “ذلك يَعتمدُ على كَيف تَنْظرُ إلى الأشياءِ.”…..فضابط الشرطة السرية لألمانيا الشرقيةَ (ستاسي) يُخيفني بنفس القدر الذي يُخيفني به مثيله في رومانيا. أُخبرُهم أيضاً بأنّ الاختلاف بين الشيوعية الرومانية والألمانية لَيس كبيراً كما يعتقدون، غني عن القول أن بَعْضاً من الجمهور لا يُعجبه قولي.
ميرسي: الكُتّاب الشباب في مجموعةِ تيميشوارا كُانوا معادين للشيوعية، لكنهم كانوا يساريين، أليس كذلك؟ و ما الذي تبقى من ذلك التوجه الآن؟
مولر: نعم، كُنّا يساريون،وهذا ما أغضبهم بدرجة أكبر، لو كانت لدينا تطلعات يمينية لسهل عليهم نعتنا بالفاشيين، لكن وجهةَ نظرنا كَانتْ أن الاشتراكية التي تطبق في رومانيا لم تكن يسارية على الإطلاق، كَانت شيئاً مُختلفاً كلياً، تَعاطفنَا مع ربيعِ براغ، ومع الإصلاحات التشيكوسلوفاكية في أواخر الستّينات،يَجِبُ أنْ لا تَنْسي بأنّنا كنا شباباً ألمانياً،قاتل بعض أبائه إلى جوار هتلر، كان أبي مَع قوات الصاعقة الألمانية، لذا نحن انجَـذَبْنا وبشكل تلقائي نحو وجهاتِ نظر يسارية،من النوعِ الذي روّج له الاشتراكيون الديمقراطيون في ألمانيا الغربية، نحن أيضاً عانينا من عُقدة الذنب، ومن مسألة المسؤولية الفردية عن الحرب، مثل هذه الأسئلة كَانتْ مهمةً جدا وشخصيةً بالنسبة لي، لأنها وَقفت بيني وبين وأبي، الذي لم يتحدث مطلقا عن تجربته مع الصاعقة الألمانية، لكني كنت أعلم أنّ رومانيا أيضاً، دخلت الحرب إلى جوار هتلر وكان لديها فاشيتها الخاصة بها، و كَانَ أمرا مُزعِجَا لي أن توجه رومانيا في الخمسينات والستّينات أصابع الاتهام إلي أقلّياتِها بتهمة مساعَدَة هتلر، في حين كانت الدولة الرومانية بأسرها قد تحالفت معه.. الرواية الرسمية كانت : هناك فاشيين ألمان، فاشيين هنغاريين في الجانب السيئ، وهناك محررين رومانيين بجانب الجيش الأحمر في الجانب الجيد، لقد تم خلطُ الحقائق عمداً.
عَودة إلى معتقداتِنا اليسارية آنذاك، أُريدُ أَنْ أَقُولَ بأنّنا كنا على خلاف مع بَعْض اليساريين في الغرب، نحن لم نُؤمن بثورةِ الصين الثقافية، نحن لَمْ نَخْرجْ إلى الشوارع لنهتف “هو تشي منه.”4، لأننا عايشنا مثل هذه التجارب في وطننا وفي حياتنا، هذه الشعارات لم تخدعنا.
أَعترف بأننا آمنا بالإصلاح،و باشتراكيةٍ بوجه إنساني، الآن عندما أَنْظرُ للوراء،أَقُولُ: ” يا إلهي كم كنت مُخطئة..!!”. أعرف الآن أن لا أحد يُمكنه إصلاح النظم الشمولية، وأنها يجب أنْ تُزال، بإمكانك رؤية ذلك في كوبا أَو في الصين، أَو في صربيا، دون الحاجة لذكر كوريا الشمالية، مثل هذه الأنظمة لا يُمْكن إصلاحُها، و إذا نجحت في إصلاحها وصارت دولا ديمقراطية، فهي لن تعد كما كانت، أما إذا اقتصر الأمرُ على تغييرات ثانوية،أو تعديلات هنا وهناك فلا جدوى.
ميرسي: العديدُ مِنْ الكُتّابِ الألمانِِ الرومانيين مِنْ جيلك صاروا اليوم مشهورين بألمانيا.
مولر: نعم، نسبياً هناك عدداً كبيراً منّا…. هناك اعتراف في ألمانيا بأن جزءً من الأدب الألماني المعاصر يأتي من رومانيا و من شرق أوروبا لا أكثر، ولا أقل، كُتُبنا ليست أسوأ ولا أفضل من كتب الذين امضوا كل حياتهم في ألمانيا، نحن هم نحن، و هذا ما يجب أن يَكُون.
الهوامش :
1.نيكولاي تشاوشيسكو: رئيس رومانيا من عام 1974 حتى عام 1989 عندما أطيح به وتم إعدامه و زوجه بعد محاكمة سريعة، تميز نظام حكمه بالحكم المطلق،وبعبادة الشخصية رغم نجاحه في إقامة علاقات متوازنة بين الكتلتين الشرقية والغربية آنذاك.
2.الجولاج :نظامٌ لمعسكرات يُجبر الناس فيها على العمل، أُقيمت بالاتحاد السوفياتي، وبعض الدول الاشتراكية لمعاقبة المنشقين..
3.سلوبودان ميلوسوفيتش: (20 اغسطس 1941 – 10 مارس 2006) كان رئيسَ صربيا ويوغوسلافيا في الفترة ما بين 1989 و 1997،تميزت سنوات حُكمه بالتعصب القومي المتطرف،والحروب والتصفية العرقية، ومثل منذ عام 2001 أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي، مات بسجنه بهولندا.
4.هو تشي منه: (1890-1969) مؤسس الدولة الفيتنامية الحديثة،و قائد الكفاح الوطني في فيتنام ضد فرنسا ثم أمريكا.