ديوان شعر يفتح معركة التطبيع مع اسرائيل

“جغرافية بديلة” للشاعرة المصرية إيمان مرسال المقيمة في كندا يثير جدلا بين المثقفين المصريين بعد ترجمته إلى العبرية..مثقفون يدافعون عنها وناشرون يرفضون التعامل مع أي كاتب ينشر في اسرائيل
أثار ديوان “جغرافية بديلة”  للشاعرة المصرية إيمان مرسال المقيمة في كندا ضجة كبيرة في الوسط الثقافي المصري بعد ترجمته إلى اللغة العبرية من قبل دار النشر الاسرائيلية “الكيبوتس الموحد”.
وقالت مرسال كما ذكر مقال نشر في القاهرة في صحيفة “المصري اليوم” أن الشاعرة مرسال قالت إن المترجم “ساسون” سوميخ أرسل لها أنه قام بترجمة الديوان الى العبرية و”لم أعترض على نشر الديوان بالعبرية فانا مقتنعة بان من حق كل لغة ان تختار ما تشاء وتقدمه لقرائها”.
وأدى هذا الكلام المنسوب إلى مرسال إلى اعتراضات عديدة في الوسط الثقافي المصري, حيث سمح للبعض بالتكهن أن مرسال وقعت عقدا مع المترجم الاسرئيلي ودار النشر الاسرائيلية وهذا مانفاه أحد المقربين من الشاعرة وهو الصحفي في “أخبار الأدب” محمد شعير الذي قال  أنه “بناء على اتصالات متبادلة بينه وبين ايمان فإنها لم توقع اطلاقا على أي عقد مع جهة اسرائيلية على ترجمة كتابها لكنها لم تعترض على ترجمته ونشره باللغة العبرية”.
ودافع بعض المثقفين عن الشاعرة, ومنهم الصحفي سيد محمود الذي قال إن  “ايمان مرسال شاعرة متميزة بين أبناء جيلها من الشعراء خاضت معاركها الأدبية وكانت من أبرز المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وشكلت اللجان في دعم المقاومة الفلسطينية خلال دراستها في جامعة المنصورة قبل سنوات طويلة ولم تتخل عن مواقفها”.
وعب٦amp;#39;ر عدد من المثقفين المصريين عن رفضهم القاطع ان يكون هناك أي علاقة بين المثقف المصري والمترجم الاسرائيلي, وهذا ماعبر عنه الروائي المصري محمد البساطي قائلا : أرفض أن ” يكون هناك اي علاقة مع الناشر الاسرائيلي او التوقيع على عقد بين الكاتب العربي والمترجم والناشر الاسرائيلي .. لأن هذا يشكل تطبيعا مباشرا مع العدو الاسرائيلي الذي يغتصب بلدا عربيا فنعطيه صك براءة ثقافيا من المجازر التي يتم ارتكابها ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني”.
وانتقل صدى المعركة إلى الناشرين الذين رفض قسم كبير منهم التعامل مع اي كاتب يوقع عقدا مع ناشر اسرائيلي , حيث قال الناشر “محمود مدبولى” مدير مكتبة مدبولى: “لا أقبل أن أتعامل مع أى دار نشر إسرائيلية، و من ناحيتى لن أتعامل مع أى أديب يقدم على هذه الخطوة أيضا، فلا أتصور أن أتعاون مع الصهاينة تحت أى ظرف.
وعبر صاحب دار ميريت”محمد هاشم” عن سخطه قائلا “حتى لو هموت” ..لا أتصور أن أتعاقد مع الإسرائيليين، ومعظم الأدباء المتعاقدين مع “ميريت” لا يقبلون التطبيع أيضا، وأشار إلى احترامه قرار”مرسال” و قال”إيمان صديقتى جدا ومش هخسرها عشان كده”.
والشاعرة إيمان مرسال مصرية تقوم بتدريس الأدب العربي في احدى جامعاته , وصدر لها العديد, هي من مواليد نوفمبر عام 1966 .
حصلت على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة أخيراً.
وصدر لها: “اتصافات” (1990)، و”ممر معتم يصلح لتعلم الرقص” (1995)، و”المشي أطول وقت ممكن” (1997)، و”جغرافيا بديلة” (2006). وصدرت هذه الدواوين بالإنكليزية عن “دار شيب مادو” في نيويورك العام الفائت.