زين الشاميصفحات سورية

ما لا تعرفه «دير شبيغل» عن قصف موقع الكبر

null
زين الشامي
منذ أيام قليلة كشفت «ديرشبيغل» الالمانية، ما أسمته تفاصيل العملية الاسرائيلية قبل عامين والتي ادت الى تفجير موقع عسكري في الصحراء السورية قرب مدينة دير الزور، وقد اوردت المجلة تفاصيل مثيرة عن العملية الاسرائيلية والاعداد لها. صحيح ان نقطة ضعف التقرير تأتي من كونه يستند على رواية اسرائيلية مئة في المئة، إلا انه يبقى جديراً بالاهتمام والمتابعة بسبب السرية التي أحاطت تلك العملية من قبل الجانبين السوري والاسرائيلي.
في هذا الصدد، أشارت المجلة الى ان اسرائيل كانت على علم بالتعاون بين سورية وكوريا الشمالية في مجال انتاج قنبلة ذرية منذ عام 2001، حيث قامت بعد ذلك بجمع المعلومات من قبل الاجهزة الامنية المختلفة وبالذات وحدة 8200 للاستخبارات،
واستطاع جهاز المخابرات الاسرائيلي اكتشاف الموقع النووي السوري من خلال تتبع احدى المكالمات الهاتفية بين احد المسؤولين الكبار في الحكومة السورية مع خبراء من كوريا الشمالية، حيث سمح تتبع جهاز التلفون الخاص لهذا المسؤول بكشف الموقع النووي السوري.
لكن هل هذه هي الرواية الكاملة؟، وهل كان الموقع السوري موقعا نوويا أو في طريقه ليكون كذلك؟ ثمة رأي مختلف لدى سفارة احدى الدول المهمة والمؤثرة في العاصمة السورية.
فمنذ فترة ليست بعيدة، تسنى لي اللقاء مع احد الديبلوماسيين الغربيين الذين يعملون في دمشق، ومن دون شك، فإن فضولي كصحافي، غالبا ما يدفعني للاجتماع مع مثل هؤلاء الديبلوماسيين نظرا لما يملكونه من معلومات عن سورية، لا يمكننا نحن الإعلاميين من الحصول عليها بسهولة نظرا للتعتيم الكبير المفروض على الصحافيين،
ونظرا لأن المعلومة المهمة غير متوافرة أصلا عند مسؤولي وزارة الاعلام ولا عند الوزراء السوريين جميعهم، بالطبع ما عدا أصحاب القرار ومن هم في قيادة بعض المؤسسات الأمنية، وهؤلاء لا يمكن الوصول اليهم ولا الحصول منهم على شيء. خلال ذلك اللقاء، سألت ذلك الديبلوماسي عن القصف الاسرائيلي لموقع الكبر، حيث اعلنت وقتها السلطات السورية انه مجرد موقع عسكري عادي، فيما ذكرت وسائل اعلام غربية واسرائيلية انه موقع نووي كان يتم تجهيزه بالتعاون مع خبراء من كوريا الشمالية، وهو الأمر الذي يبعث على الشك والتساؤل.
اجابة ذلك الديبلوماسي، كانت في غاية الأهمية لسببين، أولهما ان الدولة التي يعمل في سفارتها في دمشق تحتفظ بعلاقات طيبة جدا مع سورية وتحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات تعاون مع اسرائيل في مجالات مختلفة يأتي في مقدمها التعاون العسكري والأمني. أما السبب الثاني، فيكمن في قوة فريق تلك السفارة في دمشق بخلاف بقية السفارات الغربية.
يومها، قال الديبلوماسي ان «تحليله الخاص» للعملية هو التالي: قبل القصف الاسرائيلي لم يكن لدينا معلومات موسعة عن حقيقة ذلك الموقع، لكن العملية العسكرية جعلتنا نهتم أكثر لنخلص الى مجموعة من الحقائق». ويضيف: «ما توصلنا اليه ان الموقع لم يكن موقعا عسكريا عاديا كما تقول سورية، لكنه لم يكن موقعا نوويا او في طريقه ليصبح موقعا نوويا كما تزعم اسرائيل». قلت لذلك الديبلوماسي ان وسائل الاعلام والتحليلات التي نشرت عن الموضوع جعلتنا نحن الصحافيين نقع في متاهة ونفق عميق، ولا أعتقد انك تريد أن تدخلني في نفق آخر، لم أفهم كلامك، هل هو لغز جديد» فأجاب: «لا ليس لغزا، هذه هي الحقيقة، الموقع كان يعدّ ويجهز ليكون بمثابة مستودع لمواد نووية إيرانية لشحنها لاحقا، وقد تم انشاؤه بتعاون كوري شمالي وإيراني وسوري. وكانت الغاية منه الاحتفاظ بالمواد النووية من يورانيوم وغيره في حال تعرضت ايران لهجمات عسكرية وقصف بالطائرات لمفاعلها النووي».
سألت الديبلوماسي عن معرفة إسرائيل بهذا الموقع، رغم انه من طبيعة سرية ولا تعرف به الا مستويات قيادية عليا من تلك البلدان الثلاثة؟ فأجاب: «كانت لدى الاسرائيليين بعض المعلومات عن وجود ذلك الموقع من خلال صور الأقمار الاصطناعية، لكنهم لم يعرفوا الغاية منه ثم ازدادت شكوكهم بعد رصدهم لتحركات مريبة حول الموقع».
واضاف: «تمكن الاسرائيليون من خلال وحدة استخبارية خاصة من دخول الاراضي السورية من خلال معبر التنف على الحدود السورية – العراقية، بعد ان تم شراء مسؤول كبير في الجمارك السورية من خلال رشوة كبيرة، وقد ذهبت تلك الوحدة الاستخبارية، وهم اسرائيليون من أصول يهودية عراقية الى المنطقة التي يقع فيها الموقع ورصدت بعض التفاصيل والتحركات، بعد ذلك بأيام تم قصف الموقع».
ذلك الديبلوماسي كشف ايضا، معلومات في غاية الاهمية عن تفاصيل اغتيال بعض الشخصيات في سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى