صفحات سورية

حتى تربح سورية مشوارها

null
داود الشريان
شهد الأسبوع الماضي هرولة إسرائيلية تجاه سورية، وقال نتانياهو أنه مستعد لمعاودة المفاوضات معها في أي زمان، وأي مكان، ومن دون شروط مسبقة. وقيل انه طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نقل رسالة الى الرئيس بشار الأسد تتضمن قبوله استئناف المفاوضات. ومارست إسرائيل «الضغط» على دمشق من خلال التشكيك في جدية الرئيس السوري، «نظراً الى تصريحاته المتناقضة عن السلام والمقاومة»، كما قال الوزير الإسرائيلي يوسي بيلد.
هذه الهرولة تثير الاستغراب. فهي بالتأكيد ليست لتحسين صورة إسرائيل من خلال لوم السوريين والتشكيك بجديتهم. هل تسعى إسرائيل الى استبدال الفلسطينيين التابعين لسورية بالفلسطينيين التابعين لمصر في المرحلة المقبلة؟ هل هو تلويح لدمشق بتعويضها عن مرحلة تغيبها عن مسرح السلام، ووساطاته؟ وما هو الدافع وراءها في هذا التوقيت؟ وما علاقة التوقيت بأزمة الرئاسة الفلسطينية، وتعثر الوساطة التي تتولاها مصر بين السلطة الفلسطينية و «حماس»؟ وما علاقة الحماسة الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع سورية بمشكلة إيران مع الغرب والمنطقة؟ هل نحن أمام بداية دور سوري جديد من خلال كسر عزلة دمشق، وتغيير المناخ السياسي الذي وضعت فيه خلال المرحلة الماضية، واستعادة موقعها من الفلسطينيين وقضيتهم؟
التصريحات الفرنسية والإسرائيلية تشير بوضوح الى تلويح بدور سوري جديد، وان دمشق ستكون اكثر حضوراً على الساحة الإقليمية في المرحلة المقبلة، أما قضية المفاوضات فتبدو، حتى الآن، مجرد بوابة عبور لدور دمشق المنتظر. لكن هذا الدور لن يحقق لسورية الأهداف التي تريد من دون تغير جذري في علاقتها بمحيطها العربي، خصوصاً لبنان ومصر والسلطة الفلسطينية. إذ أن الدور الإقليمي لسورية تاريخياً استند الى قوة تأثيرها في القرارين العربي والفلسطيني، وتسويق دور جديد لها من دون تحسين مكانتها العربية، لن يكون مفيداً للسوريين والعرب.
لا شك في ان الأسابيع الماضية شهدت تغيراً في سياسة سورية العربية، وموقف دمشق من الاعتداء «الحوثي» على الحدود السعودية يذكّر بسورية حافظ الأسد، لكن المطلوب من دمشق ان تجعل خطواتها تجاه العرب أسرع من تحركها نحو الأوروبيين والأميركيين، وأضعف الإيمان ان تساوي بين الخطوتين لتربح مشوارها الجديد.
الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى