زين الشاميصفحات سورية

لماذا اغتيل الضابط السوري محمد سليمان؟

null
زين الشامي
يتابع المسؤول الديبلوماسي الذي يعمل في إحدى السفارات الغربية في العاصمة السورية، والذي تحتفظ بلاده بعلاقات طيبة مع دمشق ومع إسرائيل في الوقت نفسه، «تحليله» للكثير من الأحداث الأمنية التي شهدتها سورية خلال العامين الماضيين، وبعد أن روى ما خلصت إليه سفارة بلاده من معلومات حول قصف إسرائيل لموقع «الكبر» القريب من دير الزور وما هي حقيقة ذلك الموقع، ينتقل هذا الديبلوماسي لعرض وجهة نظره في أسباب اغتيال العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس من العام الماضي.
يقول هذا الديبلوماسي: «حسب ما توصلنا إليه لا نعتقد أنه يوجد أي علاقة بين عملية الاغتيال وما قيل من تحليلات عن صراع القوى والصراع على السلطة بين سليمان والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية السوري آصف شوكت، على الرغم من أن العميد سليمان لم تكن علاقته جيدة بآصف شوكت، بسبب علاقة سليمان مع ضابط كبير كان يرسل بريد شعبة المخابرات وتقارير مراقبة تحركات اللواء شوكت مباشرة إلى العميد سليمان».
ويضيف: «عملية الاغتيال التي حدثت متزامنة مع زيارة كان يقوم بها الرئيس بشار الأسد إلى طهران، لم تكن لها علاقة كذلك بمقتل القيادي في «حزب الله» عماد مغنية في دمشق قبل نحو ستة أشهر، ولم تكن لها علاقة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري رغم أن العميد سليمان يملك جميع خيوط الملفات الأمنية بالنظر لعمق الصلة مع الأسد، ورغم أنه عمل على ملفات كبرى، من بينها العلاقة العسكرية وشؤون التسليح بين سورية وكوريا الشمالية، وقيامه بزيارات عدة إلى بيونغ يانغ وطهران وموسكو وغيرها، إضافة إلى صلته بموقع «الكبر» الذي كان في طور البناء في دير الزور والذي قصفته الطائرات الإسرائيلية».
ويتابع الديبلوماسي: «كان سليمان رجلاً يحمل كل الأسرار العسكرية المتعلقة بالجيش السوري وكان ضابط الاتصال ومبعوث الأسد الخاص للكثير من الدول الصديقة التي ترتبط معها سورية بعلاقات تسليح، ومن بينها روسيا».
ويضيف: «بطريقة أو بأخرى علمت الاستخبارات الروسية أن العميد سليمان كان على علاقة خاصة مع إحدى السفارات الغربية في دمشق، وكان يزودها بالكثير من المعلومات السرية، مقابل مصالح خاصة وشخصية، وربما كان يتلقى مبالغ طائلة».
ويستطرد هذا الديبلوماسي: «في ذلك الوقت كان ملف صفقة تسليح روسية إلى سورية بين يدي العميد سليمان، وكانت تلك الصفقة تتعلق بصواريخ متطورة جداً، الروس من خلال جهاز استخباراتهم القوي في سورية علموا أن العميد سليمان على علاقة بتلك السفارة الغربية وأنه بصدد تسليمهم ملف تلك الصفقة، وهو الأمر الذي أثارهم وأزعجهم».
سألت هذا الديبلوماسي فيما إذا كانت السلطات السورية على علم بعلاقة العميد سليمان بتلك السفارة الغربية، أو إذا كان الروس قد وضعوا القيادة السورية بما لديهم من معلومات؟ يقول الديبلوماسي: «لا، لا نعتقد بذلك، الاستخبارات الروسية تصرفت بطريقتها، وما قيل عن سيناريو دخول عناصر خارجية إلى سورية نفذت العملية، هو سيناريو معقول جداً».
جدير بالذكر أن الأنباء تضاربت بشأن سيناريو الاغتيال، بعض التقارير قالت ان سيارة دخلت إلى «الشاليه» الذي يملكه سليمان على الساحل السوري قرب مجمع شاطئ «الرمال الذهبية في طرطوس حيث ترجل منها عدد من المسلحين الذين كانوا مزودين برشاشات أوتوماتيكية متطورة، ومجهزة بكواتم للصوت ثم بادروا إلى احتجاز زوجة سليمان وأولاده وسائقه واثنين من مرافقيه في غرفة خاصة، ثم أطلقوا النار على سليمان في أنحاء متعددة من جسده ورأسه حتى فارق الحياة. فيما رواية أخرى قالت إن سليمان اغتيل برصاص قناص على متن يخت من البحر خلال قضائه إجازة في منزله بمنتجع سياحي بطرطوس، وأنه تعرض لثلاث طلقات نارية في الرأس والرقبة والصدر ما ان نزل إلى المياه، فيما فر المركب الذي اطلقت منه الرصاصات إلى المياه الدولية.
هذا الديبلوماسي تحدث عن اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية في دمشق قبل اغتيال العميد محمد سليمان بنحو ستة أشهر.
كاتب سوري
الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى