صفحات الحوار

كولالة نوري … كثيرون هم الرجال ولكنهم ليسوا سوى ضجيج

null
*فقدتُ مُذكراتي كلها. ولكن لم أفقد ذاكرتي
*أحب الذي يأتي أكثر مما أذهب إلى ما كان
*الرقص تعبير ، والشعر أيضا!!!
حوار/ نصر جميل شعت
هذا الحوار خفيف وعميق وحيوي . نجريه ، بشكل نوعي وخاطف ، مع الشاعرة العراقية كولالة نوري . واحدة من الأصوات الشعرية التي حققت حضورا لافتا  في المشهد العراقي وحظيت باهتمام النقاد العراقيين . مقيمة ، حاليًّا ، خارج العراق ، وتدرس الشعر الأمريكي الحديث .  هي من مواليد في مدينة كركوك . عضو الاتحاد العام للأباء العراقيين . عضو نقابة المترجمين الدوليين والعراقيين . عضو منظمة الصحفيين الأحرار . عضو رابطة حقوق الإنسان في العراق . ولها أربع ثلاث مجاميع شعرية مطبوع : ” لحظة ينام الدولفين” إسبانيا مدريد- دار ألواح 1999-  طبعة ثانية في دمشق عام 2000 ،   “لن يخصك هذا الضجيج” عام2001 بغداد ، ” تقاويم الوحشة ” بيروت- لبنان المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2005 ، مجموعة رابعة تحت الطبع” لمن سنهدي الورود” 2007 . ولها عديد من المختارات المترجمة للغات مختلفة .  وشاركت ومثلت العراق في مهرجانات شعرية أوربية وعربية . وعملت في مجال الإعلام المكتوب والمرئي.  ولكنا آثارنا أن يكون السؤال الأول بصيغة ” من هي  ؟ ”  ،  وكما آثرنا خبطها أو رميها بأسئلة تستوضح العلاقات بين المرآة والشعر والأنوثة والندم مقالب وخسارات الوطن الحياة ، الموت ، القصيدة  . فكل سؤال عبارة عن رمية شعر ورمية نرد . أسئلة علاقات وجوهر واعتباط .
*  من هي كولالة نوري ؟ ماذا عن صورتها في المرآة ؟
أنا فقدتُ مُذكراتي كلها . ولكن لم أفقد ذاكرتي – وعاء أتراحي وأفراحي القليلة . برغم ذلك ، كولالة هي التي تريد أن تعيش وتكتب . هي تنتمي  للحياة . هي تسعى لشغل فراغها ، بأسباب الحياة ، ولكنها غير قادرة على تجاوز موت العراق في مكانه ، وفي نشرات الأخبار . هل بوسعنا تعطيل الموت الذي صار ضرورة ، وعادة مملة .  سترى أن أنوثتي في المرآة  متخففة من وطأة النرجسية . إنني مثقلة بذاكرة المكان .. أنا عطشى من كثرة البكاء .
* ماذا عن المرآة والندم ؟
هناك ندم كثير ،، لا يمكننا نحن العراقيين أن نذكر العراق دون الندم  ؟ الندم ،  أتمنى لو أعدت الساعة إلى اختياراتي وأنا طفلة حتى الآن . لم أكن سوى أنا لم يكن هناك خيار أو طريقة لتجاوز أشياء سوى ما اخترته عبر مراحل عشتها . الصورة واضحة لي من جميع النواحي ، ولكنني لا استطيع أن أعالج الآن خربشات الموهوبين بالغباء الاجتماعي والسياسي والإنساني . ولا ادري متى يأتي الوقت حتى تمّحي هذه الموهبة الكبيرة من الزوايا الرئيسية للحياة العراقية .
* ماذا عن الماكياج ، وكولالة الشاعرة ؟
الماكياج فنّ وجه .  والمسألة أخرى  تماما عندما يكون قناعًا . كلنا نحب أن نرى وجوهنا في المرآة أحلى لم لا !!! طالما أنني انظر إليه كفن ، فهو لا يتعارض مع شعريتي أبدًا .
* بإيجاز ، تحدثي عن غبائك ؟
الغباء طمأنينة وأنا لم أعش الطمأنينة إلى هذا العمر للأسف !!!
* ما هو أعظم مقلب في حياتك ؟
حين تزوجت مرة على الورق!!!
* لماذا طارت العصافير ؟
لأن الرصاص أثناء زواجي الورقي طيّر الحمامات والعصافير من حديقتي!
* كم أصبع في يديك  ؟
عشرة ، ومن حسن الطبيعة كلهم يعملون ، أعدّ عليهم سنواتي ؟ وسنوات طفلتي الوحيدة ” البعيدة عني !
* هل تحملين ساعة في يدك ؟
نعم . عندي قلق دولي حول الزمن! أحدهم الزمن عنده  ليل  والأخر عنده نهار ، أنا في زمني ، وهم في أزمان أخرى . يعني الساعة من ضروريات توقيت مخي .
* ما الوقت . وما علاقته بالماء ؟
الوقت أكرهه ! دائما البساط يُسحب بسبب الوقت ؛ لكل شئ حين . والوقت الضائع مقلق ، بل مدمر . كان لدي معه صولات وجولات خرجت خاسرة ؛  ولكنني ما زلت احتفظ بقلب للقادم .
* كم ساعة تنامين ؟ و ما أفضل أيام الأسبوع لديك ؟
صار عندي اقتناع ، فترة ، أنني سأموت قريبا أو هكذا ظننت لأسباب لا أعرفها ربما لرغبة خفية في داخلي بأن أرى أشياء وحياة أخرى  فأضربت عن النوم ، وكنت أنعس وأقع للنوم . ولكنني أقول لا ليس لدي وقت للنوم . فوقتي ضيق ، وعلي أن أرى أكبر كم من الأشياء هنا وهناك . أما أيام الأسبوع المفضلة الآن الأحد والسبت ، لأنني أنام كملكة أو أميرة…. في العراق أيام الجُمَع في كلا الحالتين  أحس بالحرية.
* الموت . اسم أم صفة ؟
الموت حرامي فهو صفة . حرامي لا يختار سوى الوقت الذي عليك فيه إلا تموت . وحين تعرض في العلن مثلا بأنك مستعد للسرقة فلا يأتي الحرامي ,أليس كذلك؟
* ما ذنب السيارات المفخخة ؟ ما ذنب الحديد ؟
ما ذنب السماء والنهر ، ما ذنب الأنبياء ؟ أعتقد هناك مجموعة من الجهات كل يترجم ويبرر على هواه . هناك في العالم من يحول الحديد إلى تطور حضاري وهناك من يترجمه بالتفجير والتفخيخ والتفتت الإنساني .
* الشعر ، ما الشعر ؟
الشعر ! فعلا ربما اعتبرته أكثر من مرة اتزاني .
* ما علاقة الشعر والرقص لديك ؟
الشعر وجودي الشعر عائلتي واعرف بان عائلتي ستزعل ولكنهم يفهمونني الآن . طبعا ، هناك علاقة الرقص تدغدغ فيه روحك لان تبتسم  لاإراديا حين ترقص وحين  تكتب أيضا تحول حزنا إلى روعة .. كيف؟سأقول لك كيف:  حين تكتب شيئا جميلا إبداعيا وهو نتاج حزن لكنهم يقولون هذه القصيدة أو الكتابة روعة . إذن حولت الحزن إلى روعة . والرقص أيضا جانب حسي . والشعر أيضا . الرقص تعبير ، والشعر أيضا . الرقص أنت بدون زخارف . والشعر الحقيقي أيضا .
من مرة اتزاني .
* هل تحتاجين لفترات طويلة لكتابة القصائد الطويلة ؟
لا ، القصيدة الطويلة والقصيرة .  لا تعني سوى الكتابة الأولى ثم التنقيح . لديّ بعض القصائد الطويلة مقارنة بأخرى قصيرة جدا ؛ لكنني لم أتوقف في الطويلة لفترة ثم أكمل في فترة أخرى . لكن ، يبدو أن الدهشات الكثيرة التي أعيشها تضيف إليّ نَفَسا ليس طويلا جدا . لأنها متتالية وسريعة .. دهشات كثيرة .
* ما الفرق بين التنقيح التلقيح ؟
طبعًا التنقيح شيء والتلقيح شيء . قصدت بالتنقيح ربما تنقيح طِباعي أو لغوي . أما التلقيح فهو إضافة ، ربما صورة ، وربما تغيير فكرة هنا أو هناك أو شرح أكثر أو تقصير تكثيف الجملة . حين لا أشعر بأن قصيدتي نضجت أو اكتملت بما أريد قوله ، أعترف بفشل في كتابتي ولا حاجة للترقيع هنا . أما بعيدًا عن القصائد ، التنقيح هو الإبقاء على النصّ كأصل عليه مع بعض الترتيب والتهذيب . بينما التلقيح خلق جينات جديدة لك في الحياة.
* من حفر البحر ؟
من غيرنا نحن الشعراء !!!
* ما سر نماء الشعر في الصحراء ؟
ليغطوا الكثير مما لا يحبذون أن يعرفه الآخرون !
* الشك ؟ حجم الشك في حياتك ؟
الشك موجود لدي في كل شئ بدءا من هدف القصيدة . ثم شك الوجود كان قائمًا معي لفترة طويلة . لذا حين أقول دون شك ، يعني أقصد أنني لا أشك في هذا الشئ بالتحديد وأعنيه .
* عندما تجلسين وحدك أين تذهبين ؟
أذهب إلى اللا أحد اذهب إلى ما لم يأتي عن جد . أحب الذي يأتي أكثر مما اذهب الى ما  كان .
* تحبين الميتافيزيقا ؟
لم أفهم الواقع جيدًا بعد وحين أفهم الواقع سأفكر بذلك (بالميتافيزيقيا!!!)
* كيف هي العلاقة بالله ؟
علاقة محبة عمومًا ، مع بعض الاعتراضات . أعتقد هو يفهمني أكثر من الكثيرين هنا !!!
* هل مازال سعدي يوسف شاعرا كبيرًا في كبر وتنوع الخارطة الشعرية العراقية ؟
لا استطيع ان احكم بدقة هل هو شاعر كبير ام لا… تعرف لماذا ؟ لان هو كان ممنوع جدا في العراق  إلى سنة 2003: و2003 صار عدنا  كثير من الظروف المتوترة  في العراق او لي انا شخصيا بسبب الحصار الهائل من قبل النظام السابق على المثقف المعارض حينها أحببت ما قرأته له حين حصلت على نتاجاته القديمة من بعض الاصدقاء في الداخل . ولكن هناك من يوازيه ايضا ولكنه راي شخصي جدا مثلا احب سركون بولص اكثر . صحيح قرأت له أشياء من خلال اصدقاء لكن كنت أتابع أكثر شيء جيلي والجيل الذي سبقني بحكم أننا كنا نوافذ لبعضنا البعض .
* من أقرب الشاعرات العربيات إلى ذائقتك ؟ الآن ؟
إيمان مرسال ، داليا رياض ، هدى أبلان وسوسن العريقي وأيضا نبيلة الزبير . إيمان وداليا تمساني في الصميم جدّا .الأسماء التي ذكرتها لك ذكرتها بدون أي مجاملة.. بعض قصائدهن أتمنى أن أكون كاتبة لها.
* وطالب عبد العزيز ؟
طالب  أحب قصائد ه طبعا دون شك . طالب شفيف في الكتابة جدا رغم قسوة المواضيع التي يختارها .
* أين تقع فلسطين ؟
فلسطين كانت تقع في  فم أبي بعشق وحسرة حين كنت صغيرة . والآن نحن نقع من أفواه معظم الفلسطينين !!!
* هل تؤمنين بالحب ؟
طبعا طبعا .. أؤمن جدا ، بل إن الحبّ هو الذي يبقيني حية الآن .
* أي حب ؟ الجسد أم الروح ؟
وبدون أن ألف وأدور وأقول الحب بجميع انواعه و(المحبة العظمى للجميع والعالم وما االى ذلك..الخ)) . لان العالم الجديد اصبح فيه  تحقيق فكرة محبة الجميع مستحيلة . فما يجعلك سعيدا انك حين تجد احدهم وحين تراه تحس انك ترى نفسك واعتقد بان هذا لا يحصل مع العالم  ويا دوب تجد او لا تجد ذلك الإنسان .
* لماذا يصرخ الوليد ؟
يصرخ الوليد لأنه فعل غير جديد- عادي .
* كم رجل عبر حياتك . وماذا أضاف إليك الرجل الذي أقام ؟
كثيرون هم الرجال ولكنهم ليسوا سوى ضجيج. ربما أضفت إليهم ولا أتذكر إضافاتهم . لم ينسوني أبدا ولكنني نسيت معظمهم .
* ماذا تقولين لـ ” جلال طالباني ” ؟
أهذا كل شئ؟ لكنني احترم بعض القرارات التي طبقها فعلا في ما تخص المرأة في السليمانية  مقارنة بمدن أخرى  .
أجرى الحوار نصر جميل شعث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى