كفاكم ضحك على الشباب
محمد سرميني
من ينظر في المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية أو في المشاريع المختلفة تجدهم يتغنون بالشباب وأهميتهم، وأنهم هم بناة الوطن وحماة المستقبل، وأن الشباب هم الركيزة الأهم والأكبر في مجتمعنا.., حديث نسمعه في محافلنا ومنتدياتنا ومؤتمراتنا.. وشعارات تُرفع لتبعث فينا الرضا أننا أمم شابة فتية.
الشماعة يعلقون عليها هموم الشباب واهتماماتهم ., مجرد كلمات تُضاف إلى مذاكراتهم أو وجوه تُضاف إلى صورهم.. ليخبروا الأمم أننا مجتمعات شابة وأن شبابنا هم عوامل البناء والطاقات المدخرة لبناء حضارتنا.
مساكين نحن معشر الشباب، فحكوماتنا تعلن دعمها الكامل ومؤازتها الشديدة لنا في حين أنه لا تعليم كفء يشملنا, ولا وظائف تساهم في بناء أوطاننا تُتاح لنا., ولا يحق لنا أن نشارك في اتخاذ القرار أو ربما لايحق لنا أن نفكر في ذلك أيضا.. ثم يُقال أن الفراغ يعشش في عقول الشباب طبعاً.. وتصبح الدائرة علينا نحن الشباب، يُطلب منا ما ليس متاح لنا, ويُحجر علينا التصرف في همومنا..
أما المؤسسات غير الرسمية أو المنظمات أو المؤسسات الفكرية أو الأحزاب السياسية أو هؤلاء مجتمعين، فكل التأكيد أنهم أكثر من يُنّظرون في هذا المجال الخصب ليعقدوا المؤتمرات أويُقيموا المحاضرات والندوات ويشكّلوا اللجان الشبابية التي تؤكد تلك المفاهيم التي ذكرناها عن الشباب ودورهم المنشود,. عندما نسمع هذه الكلمات من قادة الرأي والمفكرين والمخضرمين في مجالات السياسية والإقتصاد وغيرها من المجالات ما عساها إلا أن تلمع عينك ويملأ الفخر فؤداك.. فهنا الشعور بالأهمية وارتفاع القيمة بالنسبة لنا نحن الشباب.. وما أن ينفضّ الجمع حتى ترى أن هذا الكلام كله تبدّد.. وأن تلك المشاعر يدأت تتطاير تطاير الكحول الذي ما يلبث أن يثبت ثم يتطاير في الهواء.
نعم تلك الحقيقة التي لابد أن نصارح بها أنفسنا.. أذكر أنني كنت قد حضرت مؤتمرأ يعنى بالشباب على مستوى عالمنا الإسلامي، وعندما تلقيت الدعوة شعرت أن قيمتنا نحن الشباب تكبر، وأن حاجات المجتمع لنا ماسة، لكن ما أن وصلت إلا قاعة المؤتمر حتى تبدّدت تلك المشاعر عندما رأيت الوجوه التي شاخت من هموم الزمن والرؤوس التي اشتاحها البياض علامة من علامات مرور الزمن على أعمارهم.. أي شباب هؤلاء الذين تجاوزوا الخمسين من أعمارهم أو ربما الستين.. لا أقول كلماتي هذه انتقاص من شأنهم أو من أهميتهم ولكنني أظن أنه لابد للشباب أن يأخذوا فرصتهم في تدبير أمورهم..
كفانا وصاية من قبل الكبار وكأننا أطفال صغار.. أين المشاركة الحقيقة الشباب في مؤسساتنا الحكومية أو الأهلية؟ أين دور الشباب في اتخاذ القرار؟ لماذا نحن دائماً وقود للجميع يسعروا بنا الأحداث؟ نضحي ليعيشوا، ونغرس ليحصدوا، نسهر لتقر أعينهم.
نحن الشباب أحوج ما نكون لأن يُسمع صوتنا وأن تٌقدر مصائرنا.. وأن نكون محل اتخاذ القرار.. آن الآوان أن نأخذ دورنا الحقيقي في كل المواقع.. نعم نريد أن نكون مؤثرين نريد أن نحقق أحلامنا.. نريد أن ننتزع حقوقنا التي سلبناه من غير أن نعرف.
لست من دعاة الثورة على حال الأمم، ولست مسعر حرب ضد الكبار، إنما ما أقوله ناتج عن ضيقي من هذه الضحكة الكبيرة التي تدعى”المشاركة الشبابية” في جميع البرامج الأنشطة والمنتديات.. فليكن لنا وقفة مع أنفسنا لنستجمع قوانا ونجد أنفسنا ونحقق ذواتنا.. فلنعلم أنه لا يكون التغيير والإنجاز والإبداع والتمييز، إن لم نكن نحن معشر الشباب في مقدّمة الركب وأصحاب الكلمة المؤثرة في مصير الشعوب.