في ظلّ الظلام
في هذه البلاد أنتَ لستَ بحاجةٍ إلى أن تفتح نافذتكَ كلَّ صباحٍ ليدخلَ النورَ إليها، بل أنت فقط بحاجة لأن تفتحها كي تطرد الظلام
—
الانتماء للوطن يكون واضحاً فقط حينما ترى مايحصل فيه، وتتظاهر بعدم فهمك لما يحدث وأنت تلتزم الصمت، فالانتماء غالباً يحتاج إلى أن تكون غبياً بشكلٍ تام
—
والانتماء أيضا لهذا الوطن وإظهار مدى حبّك له، تختبره فقط حينما ستنزل مثلي إلى الشارع، وتمرّ بفرن الخبز، والبقالية، وبائع الخضار.. غير المتبرّج، ولا تنسَ الزبال، والمتشرّد والمتسول والعاطل عن العمل وفقراء الجيبة والروح.
وللحقيقةِ فأنا كنت قد سئمتُ أولئك المثقفين الذين يجوبون الأزقة كي يُتخموا الكتب والصحف والمجلات بنظرياتهم حول أولويتهم في الاعتراف بمدى انتمائهم وأنهم الأكثر حبّا.. ووفاءً.. وإخلاصاً للوطن.
وهم بما يتخموننا من مثالياتهم حول الوطن والانتماء والإخلاص والكرامة والحرية والقضيّة، لا يدركون أنهم يوجهونها نحو أمثالهم المســــتَثقِفين فقط، لذلك لا أستغرب حينما تعتلي وجوههم تعابير المفاجأة والدهشة والصدمة بإرسال “أبو عماد” جاريَ البقّال كمّا من الشتائم على حظّه عندما يسمع باسم الماغوط أو سعادة ظنّاً منه بأنه بقال جديد “يضارب” على بضائعه في الحيّ المجاور له!
—
بالعودة إلى التاريخ الخيانة – هنا أتكلم عن خيانة الوطن – لا تأتي من العدم، فهي دائماً لا تّظهر إلا ممن هم مؤتمنين عليها… تماماً كما النور النبيل يخلقُ ظلاً من جدارٍ لا عمل لهُ كي لا يتأذى من يحتاج الاحتماء به، لكن هذا الظلّ لاحقاً ومع مرور الوقت سرعان ما سيتحول إلى ظلمة !
—
– أولئك المتباهرين في كل رقعة يلعبون بها بوطنيتهم المترفة وانتمائهم لهذا الوطن، هم نفسهم .. عندما يقابلون شخصاً يعترف علناً بأنه لا ينتمي إلى وطنه لسبب وحيد وهو أنه لا يملك وطناً للانتماء فيسخرون منه، هم فقط.. لا وجه آخر للخيانة .. لكنهم لا يعلمون
http://blog.syrtofolio.com/?p=674