صفحات ثقافية

باحث أردني يتقصى ثقافة الترفيه في دمشق العثمانية

null
ثقافة الفرح تبتدع مناسبات لا حصر لها.. والخيال العجائبي يسكن ليل الحكايا والحرملك!
محمد منصور
تبقى دمشق بكل جوانبها مدينة ملهمة للباحثين والمؤرخين، فتاريخها حافل بالحيوية والخصوصية، ونسيجها الاجتماعي الغني والمتنوع، ظل على مر عقود طويلة زاخراً بالكثير من الظواهر والتقاليد البالغة الثراء… ليس في السياسة والاقتصاد والعمران ونمط البناء فحسب، بل حتى في ثقافة التسلية والترفيه… وحول هذا الموضوع، أصدر الباحث والأكاديمي الأردني د. مهند مبيضين، الذي عشق دمشق وأصدر العديد من الدراسات الهامة عنها، كتاباً بعنوان: ‘ثقافة الترفيه والمدينة العربية في الأزمنة الحديثة: دمشق العثمانية’ الذي نشرته الدار العربية للعلوم في بيروت ‘ناشرون’ هذا العام، ليكون من أحدث الكتب التي صدرت عن دمشق وتاريخها في تلك السلسلة الطويلة التي لا تنقطع من المؤلفات التي تستلهم تاريخ المدينة.
حيوية المجتمع الدمشقي!
الانطباع الأول الذي يخرج به القارئ لهذا الكتاب، أنه يسعى لتقديم تصور جديد عن دمشق في العهد العثماني… إذ لطالما وصفت المدنية بأنها كانت منغلقة ومكبلة بالقيود الاجتماعية الصارمة وتفتقر للكثير من مظاهر الانفتاح التي كان يمكن أن نجدها في مدينة ذات موقع ومميزات استثنائية كدمشق، بينما يأتي هذا الكتاب ليقدم تصوراً آخر عن القرون الأربعة التي عاشتها المدينة تحت الحكم العثماني، وليؤكد أن حيوية المجتمع الدمشقي كانت قادرة على الدوام على ابتكار أساليب ونظم متجددة للتسلية والترفيه، طبعت الطابع الثقافي والاجتماعي للمدينة.. حيث يوضح الدكتور مهند المبيضين في مقدمة الكتاب، أنه: ‘من بين الحواضر الدهرية تبرز دمشق العثمانية ‘1516- 1918′ بحيوتها وتنوعها واتصالها مع غيرها من الحواضر والمراكز الثقافية، إذ تكشف جملة من المصادر التاريخية الدمشقية في العصر العثماني، عن اهتمام واضح بمختلف أشكال الفنون، وتمدنا المصادر المحلية بمعلومات عن التقاليد الدمشقية ووسائل التسلية والفنون الشعبية التي مورست فيها، وتقدم المصادر الفقهية والمذكرات اليومية والتراجم والسجلات والمناظرات الدمشقية، إشارات عن حيوية المجتمع الدمشقي، وتنوع الفنون الشائعة التي تميز مجتمع المدينة العربية في العصر العثماني في صورة مختلفة عن الصورة التي وسمت بها’.
جدل التحليل والتحريم!
قسم د. مبيضين كتابه إلى سبعة فصول، خصص أولها للجدل الديني والاجتماعي حول الموسيقي والرقص وأهل الغناء، وهو جدل لا يختص بالمجتمع الدمشقي وحده، بل يستحضر الكثير من الفتاوى والسجالات الفقهية حول هذا الموضوع منذ العصر الأموي، وهو العصر الذي اتخذت فيه دمشق دورها العربي والإسلامي، كعاصمة للدولة العربية التي بلغت اتساعها الأقصى في الفتوحات، ودخلت فيها قوميات جديدة بتقاليد وثقافات مختلفة… وهكذا فمن الطبيعي أن تستمر الأسئلة عن حكم الموسيقى والغناء في العصر العثماني، ‘مما يظهر حركية المجتمع العربي في دمشق وغيرها من الحواضر العربية’ كما يقول المؤلف… وتعبر الأجوبة الصادرة عن الفقهاء عن ارتفاع صوت التحريم في مقابل الميل نحو الإباحة، ومنها السؤال الذي وجه إلى مفتي دمشق الشيخ اسماعيل الحائك في القرن السابع عشر، عن حكم الموسيقى والآلات إذا ‘كانت لا تخرج الإنسان عن طاعة الله ولا تقوده إلى فعل معصية’… وألف إسماعيل بن عبد الباقي اليازجي الدمشقي في الفترة نفسها ‘رسالة الإمتاع في تحريم الملاهي والسماع’ ولا يبدو الشيخ عبد الغني النابلسي متشدداً في حكمه على الدف والشبابة والسماع، فقد أجازها ولم يحرمها، لكونها تقرب الإنسان من الله وحبه، إذ يرى أنها لا تكون ‘إلا حباً في الله وهي سبب لاجتلاب السرور’
وفي الإطار نفسه، شغل حكم الرقص الفقهاء رجال الصوفية، وشكل حيزاً في الجدل الفقهي الدائر بين الإباحة أو عدمها، ومع أن الجدل الفقهي هنا انحصر في رقص الصوفية بالدرجة الأولى، إلا أن الرقص كما يرى المؤلف- كان شائعاً في مجالس العامة والخاصة وفي الأفراح… وهو برأي محمد كرد علي ‘فرع من فروع الموسيقى’… أما التمثيل فلم تعرفه دمشق بوصفه فناً محلياً، إلا على يد الشيخ أحمد أبو خليل القباني، الذي أنشأ داراً للتمثيل عام 1885… ورغم أن التيارات المتشددة في المجتمع الدمشقي دفعت بأبي خليل إلى الهجرة بفنه إلى مصر… إلا أن مؤلف الكتاب د. مهند مبيضين، يبدو متسامحاً مع المجتمع الدمشقي، منحازاً لرؤية مظاهر انفتاحه، ودرء تهمة الانغلاق عنه… إذ ينتهي إلى القول:
‘إن دمشق الشام برغم الثقافة الدينية الهائلة التي كانت تطغى على طبيعة مجتمعها إلا أنها كانت قابلة للتغيير، وبرغم الجدل الفقهي الكبير الذي كان يتصاعد عند كل حادثة أو نازلة، ويبدو جلياً أن استمرار تراث أبي خليل القباني، ما هو إلا تأكيد على أن فضاء الفن والموسيقى في دمشق كان رحباً، بما يسمح بتجاوز السائد، حتى لو كان الاقتباس من الثقافات الأخرى’.
بذخ يعكس المكانة الاجتماعية!
ويمضي المؤلف في الفصل التالي من الكتاب ‘الفنون والتسلية في عادات أهل دمشق’ إلى بحث أثر الفنون في عادات أهل دمشق من حيث مظاهر الفرح والفن والأعراس والعراضات… ولعل أهم ما يلاحظه في هذا السياق أن الأفراح تأخذ أهميتها في دمشق، باعتبارها: ‘ناتجة من بناء اجتماعي، تشارك في صياغته جملة محددات، تُكّون في شكلها النهائي مدخلاً من مداخل الهوية الدمشقية’ ويضيف: ‘عبر مئات السنين أوجد الدمشقيون تقاليد خاصة بمناسباتهم واحتفالاتهم، ومنها العراضات والرقص بالسيوف واحتفالات الختان وتزيين المدينة والموالد وغيرها، والتي تعبر عن ميراث ثقافي وحضاري متراكم’
وقد نالت مناسبات الدمشقيين اهتمام مؤرخي الأحداث واليوميات الذين يقدمونها في شكل من أشكال التثاقف، والجدلية الواصلة أو المميزة لبنى المجتمع الفوقية والتحتية… ويلاحظ د. مبيضين، أن أفراح الفقراء غابت عن المصادر التاريخية ربما لبساطتها أو نتيجة لاختيار المؤرخين لما يرون أو يسمعون من أخبار، وهي بلا شك ممارسة منحازة للغنى، لذا فقد انساق المؤرخون وراء إظهار حفلات الأعيان التي بحسب المصادر التاريخية تميزت بتكلفتها الباهظة، ونظر المؤرخون إليها على أنها مناسبة لإطلاق الرغبات والشهوات… الأمر الذي يصل إلى حد مخالفة الشرع وارتكاب المعاصي. وثمة أخبار عن أفراح الأعيان ورجال الدولة، يظهر أن النظرة إليها كانت من زاوية مدى مساهمة الأفراح في عكس أهمية صاحب المناسبة ومنزلته ومكانته في المجتمع.
وفي مقابل أخبار المؤرخين التي ترد عن بعض الأفراح الدمشقية، والتي لا تخلو رواية أخبارها من طابع التحسر والندب على ما فيها من بذخ وتجاوز للشرع أو التندر والابتهاج… يلاحظ المؤلف أنه ثمة نظرة أكثر نقداً وهي التي أخذت على الدمشقيين إسرافهم وتبذيرهم، ولجوء بعضهم إلى تجويع وإفقار أسرهم من أجل مجاراة الأغنياء في أفراحهم… كما تبدو تلك النظرة نقداً لاذعاً لبعض الأعراس الدمشقية.
ومناسبات ختان الذكور أو ‘الطهور’ من المناسبات الهامة التي كان يوليها الدمشقيون اهتماماً في سجل أفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية… ولعل أطرف ما يورده الكتاب من شواهد، ما ذكره مؤرخ الصالحية ابن طولون في القرن السادس عشر الميلادي، في كتابه ‘مفاكهة الخلان في حوادث الزمان’، عن الاحتفال بختان أحد أبناء الزعران ‘جمع أزعر وهي كلمة يطلقها الدمشقيون على الأشرار وأصحاب المشاكل’ ويدعى ‘أحمد بن قبعية’ حيث يقول:
‘وفي يوم الاثنين تاسع عشرة… كانت زفة ختان الولد ‘محمد’ ابن الأزعر ‘أحمد بن قبعية’ الحائك في الكتّان. وكانت هائلة، عزم فيها والده الشباب من حارات دمشق وضواحيها كالشاغور والقبيبات وكفرسوسيا، والمزة والقابون وبرزة وحرستا، اجتمعوا بالصالحية عند الجامع المظفر بالعدد الكاملة، والأقمشة المفتخرة، وأعارتهم الحكام عدة خيول ملبّسة… وقيل سبعة خيول… وجاءت الحراستة ‘أهل حرستا’ معهم بنقرهم ملبسين، وعمل بعض الحيّاك له نولا محمولا على دابتين يُنسج فيه… ونزلوا من الصالحية على درب الشلبية، وداروا دورة دمشق على باب الجابية ثم الشاغور، ثم الشيخ رسلان، ثم السبعة، ثم مسجد القصب، ثم حارة المزابل، فوقع بينهم وبين أهلها بسبب أن من في الزفة قيسية، وأهل هذه الحارة يمينة، وبينهما من العداوة ما لا يخفى، فجرح بعض الناس… ولولا لطف الله حصل بوقوف نائب الغيبة ثمة، لحصل شر عظيم… فحال بينهما، ثم عادوا إلى الصالحية فوق الجسر، ومعهم الطبول والزمور والمغاني والمخايلة وغير ذلك’.
مناسبات تتزين فيها المدينة!
وعن ثقافة الاحتفال… المتمثلة بالمناسبات التي تزين بها المدينة، يفرد د. مهند المبيضين حيزاً من الكتاب، إذ لا حصر للمناسبات التي تتزين بها دمشق… وأكثر ما تكون الزينة في عيدي رمضان ‘الفطر’ والأضحى، إضافة إلى التزيين ليلة المولد النبوي إذ تعم الزينة المكونة من الأعمدة الخشبية وأغصان الأزهار في حارات دمشق، كما يُدّلى السجاد المجلوب من المنازل وتعلق عليه الآيات القرآنية، وتسير العراضات إلى الجامع الأموي، بمشاركة الوالي وكبار العلماء ونقيب الأشراف… كما ينادى بتزيين المدينة يوم عاشوراء، ناهيك عن موعد الحج الذي كان أحد مظاهر الابتهاج والفرح في دمشق… إذ يجري الاحتفال بيوم الزيت، الذي كان يرسل كل سنة إلى الحرمين الشريفين من مكة والمدينة من قرية كفرسوسة التي أضحت اليوم حياً من أحياء دمشق… وكان يجلب الزيت في أوعية خاصة من جلد الماعز أو نحوه ثم يوضع في صناديق خشب محمولة على ظهور الأبل المزركشة والمزينة بالأجراس والخرز… فيما يعتبر خروج محمل الحج المحمول على ظهر جمل المزين بأنواع الزينة والمغطى بالقماش المقصب، تقليداً احتفاليا عريقاً من تقاليد الحج الشامي، تخرج المدينة كلها لوداعه في موسم يشكل عنصر بهجة وترفيه واشتياق بالنسبة لكثير من الصغار والكبار.
ويرى مؤلف الكتاب أن المناسبات التي كانت تتزين بها المدينة: ‘وإن عكست جانباً ثقافياً وملمحاً من ملامح التسلية والفرح وثقافة الاحتفال، إلا أنها كثيرا ما ترتبط بأجواء ومناسبات دينية في مجتمع يتميز بحضور كثيف للدين في حياة فئاته المختلفة’.
اللهو الحرام وعشق الغلمان!
وإلى جانب التنزه والسيران وارتياد الحدائق والبحث في المقاهي ودخولها الذي ترافق مع جدل فقهي حول مشروعيتها، مع محاولة تفسير النظرة الأخلاقية للمقاهي وفنونها وثقافاتها ووجوه التسلية فيها… وإلى جانب الحديث أيضاً عن الحمامات كفضاء للترفيه سواء بالنسبة للعالم الذكوري أو لما يحفل به من خصوصية نسائية، فإن المؤلف لا يغفل في حديثه عن ثقافة الترفيه في دمشق العثمانية، تتبع أخبار وحالات اللهو الحرام متمثلا في بنات الهوى وعشق الغلمان.
وقد وقف المؤرخون أمام انتشار ظاهرة الجواري وبنات الهوى كثيراً ويبدو أنها كانت من القضايا التي استهجنها الناس في العصر العثماني، ويشير المؤرخ ابن طولون إلى أكثر من خبر عما كن يسمين ‘بنات الخطأ’ اللواتي كانت لهن بيوتاً خاصة على ما يبدو… فيقول في كتابه ‘مفاكهة الخلان في أحداث الزمان’ ما يفيد بأنه في عام 1480 للميلاد ‘خربت بيوت بنات الخطأ بين جامع التوبة وجامع الجديد، بعد أن اشتريت القيسارية من ابن الصقر التاجر بمبلغ ثلاثين أشرفية، ثم انتقلت بنات الخطأ إلى جوار المدرسة اليونسية بالشرف الأعلى’
ويصف ابن طولون أيضاً في نص مثير الطريقة التي كانت تعاقب فيها النساء اللواتي كن يضبطن وهن يمارسن البغاء فيقول:
‘وفي يوم الاثنين سابع جمادى الآخرة، كبس على أحد طلبة العلم، وجماعة من بنات الخطأ، في بيت بالقنوات وهن سكارى، فأطلق على مائة دينار، وجُرّحت النساء بعد أن ُسودت وجوههن ووضع على رؤوسهن كروش الغنم، وأركبن الحمير بالمقلوب’
وعن ظاهرة ‘حب الغلمان’ التي تتصل باللهو الحرام، يتتبع المؤلف ما ذكر من أخبار وإشارات عابرة، ليشير أن ‘المحبين هم من طبقة العلماء والشيوخ، أما المحبوبين فلا نملك ما يشير إلى هواياتهم’ ويعترف المؤلف أن ذلك السلوك لم يرق إلى مستوى العادة بين الشيوخ كلهم… إلا أن تلك الممارسة لا تنفصل عن شرائح المجتمع الأخرى التي من المتوقع أن ذلك السلوك قد انتشر بينها، بيد أن المصادر تلحظ رجال العلم والشيوخ أكثر من غيرهم، وذلك يعود للمنهج التاريخي الذي يسلك طريق الاختيار ويهتم بأحوال صفوة الناس أكثر من العامة.
الليل الدمشقي: الفضاء الأرحب!
ومن أجمل فصول الكتاب ما خصصه المؤلف للحديث عن الليل الدمشقي… من ليل الغانيات والعشاق وما يحفل به من أسرار… إلى الليل الذي يسهر فيه الأعيان وخصوصا في ليل الشتاء الطويل… إلى ليل الحرملك، حيث تلعب النساء البرجيس والورق ويتبارين في قول الأمثال.
ويرى د. مهند مبيضين في هذا السياق أن: ‘الليل الدمشقي مليء بالسرد والحكايات التي تحكى في جو أعطى للخيال الشعبي القدرة على أن يشطح شطحات عجيبة… ولعل أبرز ما يمثل حصيلة الليالي الدمشقية، أنها أبدعت ما يسمى مفهوم السير الشعبية التي تتم روايتها بشكل مسل في ظلام الليل وخفائه وأسراره’.
ويبدو الليل الدمشقي رحباً بشكل يتسع لوجود مجموعة من المضحكين والمسلين والحكواتيين الذين كانوا يذهبون إلى بيوت الأكابر ويقضون سهراتهم مجتمعين في مجالس تحكي السيرة أو تقدم الطرائف وتؤدي الألحان.
ويلحق المؤلف بحثه الهام والشيق هذا، بملحقين هامين… الأول عن ‘الأعلام المؤثرين في ثقافة الترفيه’ من شخصيات المنشدين والعازفين والمغنين والحكواتيين وأصحاب المهن أو الحرف المتصلة بفنون الترفيه ولوازمه… أما الملحق الثاني فيخصصه لـ’التوزيع الحضري لأماكن الترفيه في دمشق’ من مواقع وبساتين التنزه، إلى المقاهي التي كان يسميها بعض المتشددين ‘خمّارة’ لدى بداية انتشارها!
إن كتاب ‘ثقافة الترفيه والمدنية العربية في الأزمنة الحديثة: دمشق العثمانية’ للباحث الأكاديمي الأردني مهند المبيضين، الذي عشق الشام وأحب تاريخها، يمثل جهدا متميزاً في رؤيته وطريقة تبويبه، وفي معالجته لمختلف جوانب وتجليات هذا الموضوع… ومن الواضح أن عين هذا الباحث الأردني، كانت تنظر إلى مجتمع دمشق بمحبة حقيقية وباحترام لمرجعياته الدينية وخصوصيته الاجتماعية، دون رغبة جدية في الاختلاف، أو في إصدار أحكام قيمة مباشرة… لكن هذا الحب، الممزوج بعشق تاريخ المدينة، لم يمنع الباحث من أن يتحدث في المقابل عن المثالب والعيوب التي كانت تكتنف ثقافة الترفيه في دمشق كما رأينا… بل ذهب إلى تلك المثالب والعيوب بجرأة وتحدث عنها بشفافية، فكان صادقاً في عشقه لدمشق، مثلما كان صادقاً في التزامه بموضوعية كتابة التاريخ… أما أهم مزايا الكتاب برأينا، فهي أن مؤلفه كان يسعى دائماً لاستكمال صورة النشاط الاجتماعي، عبر الاهتمام برصد نشاط الطبقات الدنيا وأحوال العامة… وليس الاهتمام بأخبار الأعيان وحسب!
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى