صفحات العالم

4 نصوص لفهم ما يجري

سعد محيو
أربعة نصوص قد تؤكد الفرضية بأن عملية تفتيت الأمة العربية إلى طوائف ومذاهب، هي انعكاس لكل من أهداف امبراطورية العولمة (التفكيك والتركيب) من جهة، كما للخطط الاستراتيجية الغربية  “الإسرائيلية”، من جهة أخرى .
النص الأول:
(المخطط الاستراتيجي البارز في البنتاغون توماس بارنيت، الذي سبقت الإشارة إليه في هذه الزاوية): “إذا ما فشلت دولة أو منطقة ما في الانضمام إلى العولمة، أو رفضت الكثير من تدفقاتها الثقافية، فإنها ستجد في نهاية المطاف القوات الأمريكية على أراضيها . إذ إن لدى الولايات المتحدة مسؤولية استخدام قوتها الهائلة لجعل العولمة عالمية حقاً، وإلا فإن أجزاء من البشرية ستدان بصفتها خارج النظام وستعرّف بأنها عدو . وحالما تحدد الولايات المتحدة أعداءها، فإنها ستشن الحرب عليهم، مطلقة الدمار والقتل، أو الإخضاع عبر تفجير مجتمعاتهم من الداخل لضرب جهاز المناعة والممانعة فيها” .
النص الثاني:
(مارتن كرامر، الباحث في “مؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”):
“في معظم الامبراطوريات الدينامية الإسلامية، عقد لواء الحكم للأقليات . والآن، رسالة الدقرطة (من ديمقراطية) هي أن حكم الأقلية بات من مخلفات الماضي، وهذا سيعني بالنسبة للشرق أوسطيين تغيّر موازين القوى بين مختلف المجموعات الطائفية والاثنية، وإطاحة هرميات اجتماعية أقيمت قبل ألف عام عبر الصراعات الداخلية، كما أن هذا سيعني نسف مقومات الدول الراهنة في المنطقة، وسيكون بالتالي على الولايات المتحدة الاعتراف باستقلالية المجموعات الاجتماعية والدينية والطائفية” .
النص الثالث:
(موشي ماعوز، من مؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” أيضاً):
“الأقليات الدينية والإثنية أثرّت بشكل عميق على التطورات في الشرق الأوسط طيلة القرنين الماضيين . وما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو تشجيع ودعم تشكّل تحالفات طائفية بين هذه الفئات استناداً إلى أنظمة فيدرالية، أي تقسيم الدول العربية والإسلامية الراهنة إلى دويلات طائفية وإثنية” .
النص الرابع:
(الباحث الأمريكي روبرت ساتلفوف):
منطقة الشرق الأوسط الكبير في حاجة إلى تطبيق نظرية “اللااستقرار البنّاء” أو “الفوضى الخلاقة” . وإذا ما عنى ذلك تفجير البنى الاجتماعية العربية الراهنة عبر الحروب الأهلية الطائفية والمذهبية، فليكن” .
هذه النصوص الأربعة تشكّل خريطة طريق متكاملة لمحاولة فهم خلفية التطورات وطبيعة الانفجارات الراهنة في الشرق الأوسط العربي والإسلامي . نقول فهم التطورات، لا كشفها، لأننا نعتقد أن ما يجري ليس في واقعه واحدة من تلك المؤامرات المتلاحقة التي تعرّض إليها العرب منذ سايكس  بيكو، ولا هي مجرد تقاطع صُدَف يمسك بعضها بخناق بعض، بل هي حصيلة تخطيط علمي على أعلى المستويات هدفه حسم مصير هذه المنطقة الاستراتيجية، في إطار النظام العالمي الجديد الذي تقوده امبراطورية العولمة .
أما التساؤل عن سبب ممارسة التفكيك في المنطقة العربية لإدماجها في العولمة، فيما تم تطبيق عملية التركيب في أوروبا والصين والهند وجنوب شرق آسيا وغيرها، فلهذا سببان: الأول، وجود “إسرائيل” بما تملكه عبر اليهود الدوليين من نفوذ كبير في كابينة قيادة العولمة، والثاني، استمرار الاعتراضات العربية ذات العمق الإسلامي على الهيمنة الثقافية والسياسية الشاملة لامبراطورية العولمة .
هل يعني كل ذلك أن مصير الشرق الأوسط العربي  الإسلامي التفكيكي الطائفي والإثني بات محتوماً ومختوماً بالشمع الأحمر؟
ليس بالضرورة . ليس تماماً .
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى