صفحات الناس

ألمدونات …. والحظر هو القاعدة في سورية

null


لينا الجودي – الحياة

تعرفت الى المدونات في عام 2004 ، وأعتقد أن منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ظلم التدوين والمدونون. فبمجرد القول «مدوّن عربي» تخطر في بال الناس المواضيع السياسية وانتقاد الحكومة أو مواضيع الجنس، ونتيجة هذه النظرة القاصرة أصبحت الرقابة تكره المدونات وتحاربها بكل أنواعها،
وأنا ألوم الإعلام الذي ركز على هذه النقطة وأغفل أن المدونات عالم رحب يتسع لمواضيع لا حصر لها، قد تبدأ بالطبخ ولا تنتهي عنده». بهذه الكلمات يلخص المدون السوري عمرو فحام ( 27 عاماً) رأيه بفكرة التدوين على شبكة الانترنت.

وكانت تجربة عمرو مع التدوين بدأت منذ أربع سنوات بإنشاء مدونته الخاصة التي تعنى بشؤون الرحلات والكشافة والتخييم وهي syrianhiking.blogspot.com. وعنها يقول عمرو: «جعلتها باللغة الانكليزية لأكون على تواصل مع أناس كثر، واخترت موضوع الرحلات والتخييم لأظهر صورة مختلفة عن بلدي، كنت أدون ما يحدث معي ومع أصدقائي أثناء الرحلات من مواقف لا تنسى وقصص مضحكة، وحرصت على وضع صور لأماكن ومناظر طبيعية رائعة لم يكن يصدق زوار المدونة أنها في سورية، ومعظم التعليقات على المدونة كانت تأتي من المغتربين السوريين، وبعضهم شكرني لنشري صوراً لمكان يحمل ذكرى عزيزة، أما التعليق الأكثر تكرارا ً فكان: جعلتني أندم لأنني لا أعرف بلدي جيداً».

بيد أن عمرو انقطع عن التدوين بعد عامين من «إدمانه». ويقول: «توقفت عن التدوين لأنني مللته». يصمت الشاب قليلاً ثم يتابع: «وبصراحة لأنني خفت من مساءلة الرقابة، بعد أن منعت المدونات ولاحقت بعض المدونين، على رغم أن مدونتي كانت عن الرحلات فقط، لكن ذلك أفضل تلافياً للمشاكل».

ثمة تجارب كثيرة للمدونين السوريين لم تعرف بعد بقدر ما عرف أن التدوين شيء غير محبذ في سورية عندما يقترب من المواضيع «الحساسة». ويعتبر موقع syplanet.com الأكثر شهرة لأنه يستضيف عدداً كبيراً من المدونات، وتأخذ نسبة كبيرة منها طابع الخواطر واليوميات مثل المدونة «فتوشة» التي تعرف عن نفسها بأنها «أنثى من مطر» وتدون يومياتها بأسلوب أدبي بسيط. ويطرح البعض آراء نحو التغيير والإصلاح مثل «أفكار لتحسين الواقع الاقتصادي السوري» ينشرها طارق أبو عسلي.

وفي كثير من الأحيان يبدأ الشباب الخطوة الأولى إلى عالم التدوين من باب المذكرات واليوميات، غير أن مدوناتهم سرعان ما تنسحب نحو مواضيع أخرى وفق اهتماماتهم وتجاربهم الشخصية، كما حدث مع سارة وهي شابة في الثلاثين من عمرها دخلت عالم المدونات منذ أربع سنوات عندما كانت طالبة تدرس في جامعة في ماليزيا. وتقول سارة: «في البداية كنت أدون يومياتي وخواطري، وأتصفح مدونات تخص سورية عموماًً والشام تحديداً، بعد فترة حدث تغيير في حياتي حين التزمت دينياً بشكل صحيح، عندها انعكس ذلك على كتاباتي في مدونتي. وأؤكد دائماً أن لا علاقة لي بالسياسة وإنني أكتب عن تجربتي فقط».

في المقابل هناك بعض المدونين ممن عرفوا بآرائهم الجريئة التي لا تقف عند حدود تجاربهم الشخصية. وتقول إحداهن رافضة كشف هويتها: «أدون لمناهضة الظلم من أي نوع كان».

وتصف تلك الشابة نفسها بأنها مدمنة على المدونات اليسارية والجندرية، وترى أن التدوين في العالم العربي «خجول ، لا بل نادر وغير نوعي، على رغم أن هناك الكثير من المدونات العربية، لكن قلة تكتب عن المشكلات الحقيقية».

ويشاركها الرأي عمرو الذي عاد إلى التدوين منذ شهرين بإنشائه مدونة جديدة على موقع غير محظور هذه المرة، واختار أن يدون بالعربية مواضيع تعنى بشؤون التنمية والبيئة. ويقول عمرو: «مقارنة بعدد المثقفين السوريين يمكن الوصول إلى نتيجة أن التدوين لا يشكل ظاهرة بعد».

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى