شوية حكي عن قصة الفقراء و المجازر
مازن كم الماز
* لم تنتصر أمريكا أو ما يسمي نفسه العالم الحر و لا الستالينية في المجزرة العالمية الثانية بفضل أفكارهما , الذي انتصر هو الدبابات و الطائرات و التكتيكات الأشد فتكا من تلك التي امتلكها الخصوم . الخصم الذي يحقق الانتصار بقتل الملايين و إبادة ربع مليون ياباني بغمضة عين أو بناء سجون جديدة من سيبيريا إلى غوانتانامو يجب تحرير العالم منه لا تسميته ظلما بعالم حر أو كممثل للبروليتاريا . الأفكار لا تخوض الحروب و الحروب ليست شرطا فكريا , إنها نتيجة للصراعات الاجتماعية و الطبقية الإقليمية و على المستوى العالمي , من يحارب هم الجنرالات الذين ينسبون لأنفسهم الحق في إصدار الأوامر بقتل الآلاف و الملايين دون رحمة بمن فيهم أبناء جلدتهم .
* هكذا أيضا كان انتصار المسلمون أو غيرهم في فترات زمنية سابقة بمحض القوة فقط , و المسلمون و سواهم من المتدينين أكثر اتساقا مع أنفسهم عندما يعتبرون هذا الانتصار وليد الصدفة التي ينسبوها للسماء منها نتيجة الخطاب الفكري للحضارة أو القوة الغازية أو الفاتحة أو الظافرة , العكس هو الصحيح , فالانتصار العسكري يجعل الخطاب الفكري أو العقيدي للمنتصر يبدو و كأنه الحقيقة المطلقة………
* الأسلحة أو الدبابات أو الصواريخ أو الطائرات أو التكتيكات العسكرية الفتاكة ليست قضية فكرية و لا سياسية و لا علمية ( حتى لو أنها استخدمت العلم كوسيلة في سبيل غايتها ) و لا حضارية فالمفهوم السائد عن الحضارة هو الذي يوهم بوجود علاقة حقيقية بين الموت و القتل الجماعيين و القدرة الأكثر كفاءة على ممارستهما و بين الحضارة , المؤكد هو أن هذه القضية تتعلق فقط بقضية السيطرة على السلطة و الثروة فقط لا غير
* القتل في سبيل المال أو الذهب حتى لو جرى بوسائل “متحضرة” أو فائقة الدقة كصواريخ كروز و غيرها أكثر خسة و قذارة و ابتذالا و همجية و وحشية من القتل في سبيل الجنة , أو أية كذبة أو خدعة أخرى أو في سبيل تحرير رمز فوق بشري كالمسجد الأقصى حتى لو جرى ذلك بوسائل أكثر مباشرة و دموية في الظاهر , و القتل بأوامر من أنظمة عفنة مقززة في مستوى نهبها و قمعها و تهميشها لشعوبها أكثر قذارة و خسة و غباءا و ابتذالا و همجية و وحشية من القتل بأوامر من معتوهين يزعمون أنهم أنبياء أو مصلحين , و لعل القتل في سبيل جنة مزعومة في السماء هو أكثر أفعال المقهورين غباءا و ابتذالا , و لعل تلك الجنة المزعومة الموعودة التي لا يمكن الاقتراب منها إلا بإذن من ممثلي إله مزعوم يشترط الالتزام الأعمى بوضعية تقبل قمع و تهميش الإنسان خاصة الإنسان المؤمن المأمور بقتل الآخر كذروة لتفانيه و إلغائه لذاته , هذه الجنة المزعومة هي العقبة الأكبر أمام إقامة جنة على هذه الأرض , تضم خاصة المقهورين و المهمشين , و هي حتى اليوم الضمانة الأولى لجنة أو فردوس قتلة الشعوب و ناهبيها على هذه الأرض………
خاص – صفحات سورية –