صفحات ثقافيةمحمد ديبو

أدباء بقلوب فارغة وأديبات يمتلئن حبا.. حال سوريا

null
محمد ديبو
في عيد الحب : شاعرة تبحث عن من مروا (من هنا) وروائية لن تهديه دبدوبا أحمر، وروائي يعتبر عيد الحب (كذبة)، وشاعر سيهدي وردة لأمه ريثما تاتي الحبيبة.. أدباء ليسوا بعشاق وأديبات يعشقن أو ينتظرن.
الشاعرة انتصار سليمان لاتنتظر وردة من أحد، وحين تتذكر تتذكر اثنان حملوا لها الورود ذات يوم ، الصحفي خليل صويلح اعتبر عيد الحب يوما من الايام المصطنعة التي لاتعنيه في شئ.. الشاعر عمر الشيخ سيهدي وردة لأمه ريثما تكون الحبيبة .. لينا هويان الحسن كشفت انها بطريقها الى وردة للحبيب ولن تهديه دبدوبا أحمر.. ماالذي يقوله كتاب وشعراء عن عيد الحب.. أقوالهم كما هي في التقرير التالي .
الشاعرة انتصار سليمان اعترفت لشوكوماكو أنها تعاني فراغا عاطفيا وأن عيد الحب يعبرها منذ ثلاث سنوات دون “وردة حمراء”, وأنه لا يوجد “آخر” لتهديه وردة الفالنتاين أو قبلة في هذا العيد ( عندكن مازوت؟ أدفى ، ملفوف بيمشي الحال)
وباحت لنا : لا آخر الآن في حياتي, ولكنني أتلاعب على هذا الغياب بأن أهدي ماتيسر لابنتي وأصدقائي.
وعما يعنيه الفالنتاين لها قالت الشاعرة :”عيد الحب أو بغض النظر عن الراهب فالنتاين الذي زوج العذارى يجب استحضاره بشكل أكثر كثافة لانه العيد الذي تحتفي به لنفسك واكتمالك فكونك لا تحب فأنت بالتاكيد كائن ناقص وبلا آخر يتم اكتمالك ( محسوبك ناقص ولكن أخلاقه عالية).
وكشفت الشاعرة أنها في عيد الحب تستحضر العشاق من أقبية الذاكرة ( شو قولتك بالأسطوح؟), باحثة “عمن مروا وتركوا لنا أثارهم على جدراننا فتبدأ رحلة الحزن وذلك لعجزي عن استحضار تلك اللحظات الجميلة”.
ولدى سؤالنا عن عددهم قالت الشاعرة هم اثنان (ييييه غيرك عندو فوج اطفاء), أستحضرهم وأتذكر اللحظات الجميلة معهم, ولكن الأن تغيرت المشاعر عن تلك اللحظة التي كنا نهيم فيها ببعضنا.
وتابعت تقول :”اذن بالنسبة لي هو يوم كئيب لأنه لم يطرق بابي عابر قلب, ويقول لي ” كل عام وانت الحب في عيد الحب”.
وتقول انتصار سليمان في عيد الحب : لست بمكان يخولني ان أرسل رسالة للأدباء فلكل واحد منهم ألامه وأحزانه وأوجاعه التي يكابدها في استنطاق هذه اللحظة وبما أنني أدرك انهم كائنات بائسة دائما سأقول لهم : ليتنا نعيش القصيدة أكثر من الامها. لأنكم تستحقون قليل من الفرح ودائما كنت أسترق عنوانا فاضحا لعرائنا من الكبير محمد الماغوط : وهو “الفرح ليس مهنتي”
والآن أتمنى أن أجعله وتجعلوه المهنة الوحيدة في حياتنا ( فيها تأمينات اجتماعية) .
وعما اذا كان غياب الحبيب يعني فيما يعني دخول طيفه الغائب إلى القصيدة, قالت الشاعرة: نعم يحتل وأكثر ما كتبت هو الحنين واستحضار الحبيب عبر القصيدة.
وأخيرا قالت الشاعرة أنها كتبت العام الماضي:
فالنتاين
لم لا تأتي إلى بيوتنا الباردة
حاملا معك ليترا من المازوت
وبعدها صار الاصدقاء يقولون هل تريدين وردة حمراء أم ليتر مازوت؟
وكنت أجيب ضاحكة : أكيد ليتر مازوت لأن الوردة لا يمكن أن يجلبها لي إلا من استوطن القلب وهو غائب!!!
خليل صويلح :
وأما صاحب رواية “وراق الحب” الروائي خليل صويلح قال في اتصال هاتفي معه :
بالنسبة لي هذا العيد مثله مثل أي يوم آخر, وأنا لا أميل لهذه الطقوس المصطنعة,(دخيلك شو اللي مو مصطنع) , وأرى أنها من تصنيع الشركات التي تريد أن تبيع, من شركات الخليوي إلى الشركات التي تصن�’ع هدايا عيد الحب, (بزمن فالنتاين كانت المراسلات بالحمام الزاجل وماكان في ام تي ان)  وأرى في الفكرة تسليع لعيد الحب, لأن الحب موجود كل الوقت ولا يحتاج ليوم مخصص.
وعندما نسأل خليل عن أن فكرة وجود العيد لا تلغي وجوده في كل العام, فمثلا نحن نحب الأم في كل الوقت , ولكن لايعني هذا عدم وجود يوم يتوج هذا الحب.
أجاب صاحب “وراق الحب” قائلا : أنا ضد مناسبة اليوم الواحد, وحتى النظرة إلى الأم كانت في السابق ألطف من هذه المناسبة.
وعن الحب في نصه قال خليل : نحن نحاول في الكتابة أن ننقذ مايمكن انقاذه في مجتمع الكراهية.. الحب في نصي روحاني وحسي في آن واحد وكل ماعدا ذلك هو نفاق بلاغي, ومقولة الحب العذري مقولة لا أومن بها, والشعراء العذريون كانوا مضطرين للعذرية وهو اضطرار قبلي.
وختم صويلح قائلا : استيقظت اليوم ووجدت صديقة تزورنا في منزلنا وجلبت زنبق وضعته على الطاولة.. لهذا أنا سعيد.
الشاعر عمر الشيخ :
أيضا قال الشاعر والصحفي عمر الشيخ أن لا حبيبة في عيد الحب ليقدم لها وردة, وسيستعيض عن وردة الحبيبة بوردة يهديها لأمه في السماء.
ولدى سؤالنا لماذا أغلب الأدباء ليس لديهم حبيبة قال : الارجح أن المبدع ذاته يحب التبدل والتغير باستمرار, لأن حبيبة واحدة لا تكفي أو أنها لا تملك جميع المواصفات ( حسب مقاييس الايزو ولا وزارة الصناعة السوري؟) وقد يجد المرء جزء عند حبيبته و يجد أجزاء أخرى عند صديقات آخريات أو حتى أصدقاء.
ويقول الشاعر عمر الشيخ أن عيد الحب هو تعبير اخترعه الناس للشعور بوجود الحب كدلالة منطقية تبرر اجتماع العشق مع بعضهم لكسر خناق المجتمع بشكل أو بآخر! هكذا أظن.. لا أدري.. لأني أشعر أن الحب هو تراكم أفعال وإحداثيات تجري بين الناس وليس بين شخصين فقط وبكلمة واحدة وحسب..إنما حب الذات والطبيعة والجمال والابتسامة في كل مكان وتقبل الآخرين والتمتع بالحياة طولاًُ وعرضاً هو معادلة الحب الدينميكية الحقيقية التي نعيشها كل يوم.. إنما حصر الحب بتوقيت واحد ويوم واحد للإحتفاء به.. فذلك إجحاف بحق الحب وهروب علني من الحب المستمر..لأن الحب عطاء.. والحب فرح.. والحب حياة حقيقية تتطلب قول الروح كما هي بلا رتوش أو تجميل (ولا نفخ شفاف؟ وانتفاخ لغة؟)..
ويتابع الشاعر قائلا ان الحب لا يتطلب جدي�’ة.. بل هو مزاح ومرح معا وأنت مع من ستمزح وتمرح مع أناس ترتاح لوجودهم وتسرك رؤيتهم هكذا…. والذكريات المضحكة المرتبطة بالأمكنة والأصدقاء والمحيط هي شِعر معاش أكثر منه مدون، نحن نعيش الحب عندما ننتظر قدوم بريد الكتروني يحمل رسالة من أحد ما في آخر العالم .. أحد غريب.. هذا حب.. ونعيش الحب عندما تبتسم لنا عابرات الطريق.. ونعيش الحب عندما نضحك تماماً بكل جوارحنا..
الحب مستمر وموجود وهو الذي أوجدنا للعمل والبحث عن القلوب الشهية للتقرب منها والرقص مع الأجساد النحيلة التي تتمتع بها صبايا هذه المدينة الرائعة (دمشق) .. إذا الحب تراكم نظرات وإنطباعات وإبن اللحظة بقوة عظيمة.. نحن أسرى الحب في الطريق وفي العمل و في السهرات وأثناء النوم وعندما نكتب .. هذا كله حب .. حب الحياة يعني حب كل ما فيها من مرارات و متع وجمال ( بنسألوا عن المرأة بروح للمخدة)…
لينا هويان الحسن :
كشفت الروائية لينا هويان الحسن لشوكوماكو أنها تعيش قصة حب, وأنها ستهدي ورة حمراء لحبيبها الذي رفضت الكشف عن اسمه.
ولكن لينا قالت أنها ستهدي وردة في هذا هذا اليوم لأنه أصبح يوم عالمي, ولكنها استدركت قائلة :” يوجد في تراثنا الكثير من الأشياء الهامة عن عيد الحب, كنت أتمنى لو أن هناك عيد “مجنون ليلي”, فأنا لايعنيني فالنتاين بقدر مايعني المجنون قيس الذي شكل في ذاكرتنا رمزا للعاشق الذي يبذل نفسه في سبيل من يحب.
وتابعت لينا قائلة : الحب ليس مجرد يوم واحد, بل هو في كل يوم , وهو أكبر من أن نحتفل به في يوم واحد, ولكن أصبحنا مضظرين للاحتفال بهذا اليوم أو اهداء وردة بهذا اليوم, لأني أخشى أن لايتفهم الشريك عدم اهداءه وردة في عيد الحب, وأن يعتبرها “فذلكة”
ولدى سؤالنا عما تتمنى أن يهديها حبيبها في عيد الحب قالت : أتمنى أن يهديني قطعة ذهب لأنها أهم من الوردة الحمرا أو الكتاب, فأنا أصدرت فرمانا إلى كل أصدقائي بأن لا يهيدني أحد أي كتاب وأن لايعاملني في موضوع الهدايا كمثقفة, لأنني أحب الهدايا الجميلة, وأفضل أن يهديني حبيبي شيء يشعرني بأنوثتي, كأن يهديني قطعة ذهب أو معطف فرو أو شال كشمير, وإذا أهداني شيء رومانسي كوردة أو شمعة فسأقبل على مضض, وقد أعيد النظر فيه كحبيب!!
ولكن انا أكيد مارح اهديه “دبدوب أحمر” (بين ديبو والدبوب تشابه حروف) وسأكتفي بوردة, لأنني ضد المساواة في هذه الأمور
ولدى سؤالنا ماذا ستقول لينا للأدباء في عيد الحب : أتمنى من الادباء أن يحبوا بعضهم ( اطمئني على الادباء مصفحين ضد الحب). وأقول : أتمنى أن نتضامن مع بعضنا وأن نحب أنفسنا حتى نتمكن من حب الآخرين, لأن من لايحب نفسه لايستطيع حب الأخرين.
وأخيرا أطالبهم أن يكونوا محترمين.
ملاحظة : التعليقات بين قوسين من المحرر
شوكوماكو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى