أندريه برينك: الرقابة جعلتنا نشعر بالتضامن الأخوي بين المبدعين
اللغــة والجنــس همــا التجربتــان الأساســيتان فــي الحيــاة
اسكندر حبش
أندريه برينك، واحد من أبرز كتاب جنوب افريقيا وهو يشكل مع ندين غورديمير وكوتزي (اللذين حازا نوبل للآداب) طليعة جيل كتب في ظل التمييز العنصري، ليرفع لواء الحرية للسود، ما سبب لهم يومها التعرض للكثير من المتاعب من قبل السلطات الحاكمة في تلك الأثناء.
مؤخرا أصدر برينك مذكراته بعنوان «تشعباتي» التي يعود ليستعرض فيها ذلك الزمن الذي حمل الكثير من الرعب ولكن أيضا الكثير من الذكريات الجميلة، ولعل أبرزها طريق النضال الذي قاد إلى سقوط نظام التمييز العنصري. لكن هل انتهت المتاعب؟ تبدو جنوب افريقيا اليوم كأنها غارقة في كآباتها المختلفة لعل الفساد هو السمة العامة فيها، فبعد أن شعر الجميع بالتحول الايجابي حين تبوأ نيلسون مانديلا الحكم، جاءت الفترة التي اعقبت حكم القائد التاريخي للسود، لتغرق تلك البلاد في مشكلات جديدة لتدخلها في أتون من المتاعب لا أحد يعرف كيف ستنتهي، لدرجة أن ندين غورديمير صرحت منذ سنوات بأن هناك تمييزا عنصريا جديدا يعود إلى البلاد، لكن من يقوم به اليوم هم السود ضد البيض.
في أي حال، لا يخفي برينك مشاغله في حواره هذا الذي أجرته معه مجلة الاكسبرس الفرنسية عقب صدور الترجمة الفرنسية لمذكراته. هنا ترجمة لمقتطفات طويلة منه، إذ يتيح لنا الاطلالة مجددا على بلد شكل لفترة طويلة الحدث الأبرز على الساحة العالمية.
بعد صدور كتاب «الحب والنسيان»، العام 2006، وهو نوع من سيرة ذاتية روائية وعاشقة، ها هي مذكراتك تصدر اليوم بعنوان «تشعباتي». هل هو كتاب مختلف حقا أم أنه وجهة نظر مختلفة عنك؟
} كتاب «الحب والنسيان» كان بالأحرى كتابا روائيا. رويت فيه قصصا وأوضاعا كنت تمنيت لو عشتها. من هنا، جاءت الكتابة لتكون هذه الطريقة في عيشها. وكما في كل رواياتي، ثمة جزء مني كما هناك جزء آخر خيالي. لكن هذه المرة، مع كتاب «تشعباتي»، كان عليّ أن أبقى مخلصا لذكرياتي إلى أقصى درجة ممكنة. يمكن لنا أن نصف هذا الكتاب السردي بأنه فرض في الذاكرة. لكن بخلاف ذلك، ومنذ سنوات عدة، دفعني ناشري إلى كتابته. صرفت عليه 3 سنوات. وإن كنت سعيدا بالانتهاء من هذا الأمر، فأنا حقا سعيد الآن بعودتي إلى التخييل. وهذا ما أقوم به الآن، في هذه اللحظة، بسعادة كبيرة. في الواقع، إن هذا الكتاب، «تشعباتي»، كان من أصعب الكتب التي كتبتها إذ ان أجمل اللحظات وأكثرها سعادة كانت تملك جانبا معتما.
منذ الطفولة، نشعر بأن حياتك في جنوب افريقيا، كانت موسومة بالعنف، عنف عائلتك، وعنف الدين، وعنف العنصرية، بشكل يومي؟
} كان العنف هو نفسه، حتى ولو كنت أرى ـ في شبابي ـ أن طفولتي كانت بمثابة حقبة ذهبية، سعيدة. في ما بعد، جعلتني الكتابة أعي هذا العنف الاستعراضي و.. المسموع. كنت أشعر بنفسي محميا بحب الآخرين كما لم أكن أعي أهوال هذه البلاد. هذا الوعي بدل نظرتي إلى الماضي.
تقول في إحدى لحظات الكتاب ان هذا الوعي الشهير للغة، فرض نفسه عليك في اليوم الذي بدأت تتعلم فيه الإنكليزية. هل ظهرت الرغبة في الكتابة في تلك اللحظة؟
} هذا الوعي للغتي، ومن ثم وعي اللغات الأخرى، أحالا الكتابة أمرا لا مفر منه. لقد شكل ذلك الأمر، ولا يزال، سعادة خاصة في فهم الآخرين، في الاتصال معهم.
نخطئ لو اعتقدنا أن واقعا ما، مثل التمييز العنصري، دفعني إلى الكتابة. بدأ كل شيء مع اللغة، اللغة التي بدونها لما وجدنا أن كلمة مثل «التمييز العنصري» موجودة. عبر لغة كل واحد منا، كنت أرغب في سماع ونقل «عبارة الناس العاديين». أولئك الذين ألتقيهم والذين كانوا يروون حكايات رائعة، فكاهية، غنية. تسجيل ذلك، كان يسمح لي بأن أغطس في قلب الغموض والسحر، أن أجد نفسي في قلب العالم وأن أتخاطب مع الآخرين.
اللغة
أي لغات تتحدث؟
} الافريقانية (لغة جنوب إفريقيا) بالطبع، الانكليزية، الفرنسية، الهولندية، الألمانية، القليل من الإيطالية، الاسبانية والبرتغالية. إنها وسيلة لأقول عن نفسي انه في كل مرة أذهب فيها إلى بلد ما، يجب عليّ، قبل ذلك، أن أهيئ نفسي للقاء فضاء جديد وشعب ومجتمع. كل لغة تملك شيئا لا يعبر عن نفسه خارجها. وهنا تكمن عملية البحث عن هذه الخاصية، عن هذه النواة الغريبة والساحرة التي تختبئ في قلبها، من هنا رغبتي في الاقتراب منها. لا أستطيع أن أمنع نفسي من الاستمرار، من الترحال، من سبر الأغوار أكثر فأكثر.
لكن لغتك الأم تبقى الافريقانية؟
} بالتأكيد.
هل ما زلت تحبها؟
} أجل أحبها بشغف. ولن أتوقف أبدا عن الاستفادة منها كي أكتب، على الرغم من أنه على مر السنوات بدأت الكتابة باللغتين، الافريقانية والانكليزية، وذلك لأسباب عملية. بعد أن تعرضت للرقابة، شعرت بأني «لاشخص». فكانت الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق البدء بالكتابة بالانكليزية. لكني لم أتوقف يوما عن الكتابة بالافريقانية. أضف إلى ذلك، أنه، في تلك الحقبة، كان يُنظر إلى اللغة الافريقانية، على أنها لغة التمييز العنصري. باستخدامي الافريقانية بمثابة لغة مقاومة، كنت أرغب في أن أظهر أن هذه اللغة كانت أكبر من لغة تلك المجموعة الصغيرة التي استعملتها لتنتج سلطة سياسية.
هل تعتقد أنك حصلت على ما كنت تبحث عنه: أي أن لا تكون الافريقانية هي لغة المستعمرين فقط بل هي لغة جمهورية جنوب افريقيا؟
} بالتأكيد، لأنها، في البداية، كانت لغة فبركها العبيد السود الذين جاءوا من كل مكان، والذين كانوا يحملون ذكريات عوالم عدة كانت موجودة عن بعد مثلما كانت تغذي الأحلام والخيال. إذاً، هي حقا لغة شعب جنوب افريقيا.
ألم تكن لغة تشكلت من بصمات متعددة: الهولندية، الانكليزية…؟
} كما هي الحال في كل مكان. نجد فيها الفرنسية والألمانية والمالية، وفي ما بعد، دخل اليها عدد من اللغات المحلية للسود الذين جاءوا من الشمال. وهذه المتعة في هذه الخلاسية الرائعة هي التي تحيلها ثمينة بنظري. إنها رمز تعددية العوالم الموجودة فيها، في داخل هذه اللغة التي تدعى الافريقانية.
ما هي كلمتك المفضلة في هذه اللغة؟
} ثمة كلمة بارزة. «ياني» (Janee) وتعني «أجل ـ لا».
وبالفرنسية؟
} العطوفات
وبالانكليزية؟
} شيء مثل.. «سحقا».
في طفولتك، كنت شرها لكل ما يتعلق بفهم هذه اللغات، هل كنت أيضا قارئا متلهفا؟
} في طفولتي، لم أكن أرغب فقط في افتراس الحكايات بل أيضا العودة إلى الجمل التي سبق لي ان قرأتها كي أفهم عمل الكاتب، كي أعرف الطريقة التي ينقل بها معرفته. ثمة حشرية كبيرة كانت تدفعني إلى قلب اللغة كي أفهم علبة أدوات الكاتب التي كانت علبة سحر.
تقارن سحر الكلمات بسحر الجنس؟
هو اتصال مركز وع الآخر: اللغة والجنس هما التجربتان الأساسيتان في الحياة.
لكنك تبدو أكثر تكتما حول الجنس في كتابك هذا أكثر مما كنت عليه في كتابك السابق. هل ثمة خفر ما؟
} بما أن الكتاب السابق كان مخترعا، من هنا كل شيء ممكن. في هذا الكتاب، كان عليّ أن أبقى مخلصا للواقع لكن أيضا احترام الذين واللواتي شاركوا في هذا المسار. بيد أنني قلت في هذا الكتاب كل ما كنت أرغب في قوله.
العنصرية
مع مرور الزمن والتقدم في الكتابة، تبدو مندهشا لأنك لم تر ما كان يحدث تحت نظرك في مرحلتي الطفولة والمراهقة: أي هذا التوتر الدائم بين البيض والسود؟
}مع العادة، بدون شك، ينتهي الأمر بهذا التوتر الدائم بأن يصبح أمرا عاديا. من هنا، أحب أن أذكّر، كمثل، بهذه القصة التي حدثت مؤخرا في جنوب افريقيا «الجديدة»، وهي قصة صداقة بطلها ابن صديق لي في منطقة «الكاب». دخل هذا الصبي الأبيض، وهو في الخامسة من عمره، إلى صف الحضانة، وجمعته صداقة مع صبي صغير أسود. كانا لا يفترقان، وذات يوم، شاهد الصبي الأبيض والد صديقه الذي جاء لاصطحابه بعد الخروج من المدرسة. صبيحة اليوم التالي، أسرع إلى صديقه ليقول له، وهو متعجب: «لكنك لم تخبرني بأن أباك شخص أسود!». إن كان نظامنا التربوي لا يزال نظاما مشتهى، إلا أن هذه الحكاية لا بد من أن تشكل دليلا على أن جنوب افريقيا تسير على الدرب السليم. ثمة الكثير من الأشياء لا تسير كما يجب، لكن ثمة امكانية في النظام التربوي، إذ للمرة الأولى، نجد أن مختلف الأعراق تلتقي في المدرسة، في العمل. إنها بداية حياة جديدة، بداية جيل جديد. كانت الأمور مختلفة جدا حين كنا نذهب إلى المدرسة. لم يكن البيض والسود موجودين في الفضاء عينه أبدا. وإذا ما حدث، خلال العطل، أن أمضى السود والبيض اليوم معا، إلا أنه في المساء، كان البيض يذهبون إلى مساكنهم التي يملكونها بينما يذهب السود إلى أكواخهم. وما من أحد كان يتساءل عن هذا التقسيم…
هل حقا أن إقامتك الأولى في باريس جعلتك تعي ما كان يحصل في بلادك، على آلاف الكيلومترات؟
} في مارس 1960، كنت في باريس، في حديقة اللوكسمبورغ تحديدا، حين سمعت بأخبار الفظائع في جنوب افريقيا: مذبحة شاربوفيل حيث قُتل 69 شخصا أسود وجرح الكثير غيرهم بعد أن فتح رجال الشرطة النار على موكب من المتظاهرين المسالمين. بدأت أعي تدريجا أنه داخل هذا المستنقع بأسره يجب علي بشكل قاطع أن أعيد تحديد موقفي.
مدن
جئت إلى باريس مرتين، في العام 1959 و1968، وكانتا في لحظتين استثنائيتين. هل كان ذلك بمحض الصدفة؟
}بمحض الصدفة، إذ لا يستطيع المرء أن يختار مثل هاتين المناسبتين. بالفعل كانتا لحظتين تاريخيتين. وبالنسبة إليّ، كان أمرا لا يصدق أن أجد نفسي في قلب هاتين التجربيتين. بداية في العام 1958، قبل فترة قليلة من مذبحة شاربوفيل، وفي المرة الثانية لحظة الثورة الطلابية في الشوارع. حادثة وسمت بعمق جيلي بأسره. وقد أعطتني هذه التجربة، على الأقل لفترة ما، رؤية لإمكانية ما: طريقة أخرى للعيش، عالما مختلفا. وإن كان ذلك قد فشل في النهاية، الا أننا كنا نحيا هذا الممكن، هذا الزمن المختلف بشكل جذري.
نشعر بأنك تحب باريس، وأنك تعود إليها كل عام تقريبا، بإخلاص. تقول في مطلع أحد الفصول: كما لو أنني عرفت باريس قبل أن أذهب إليها. إلا أنك تقوم بإعلان حب حقيقي لمنطقة الكاب، المكان الذي تعيش فيه الآن. هل ما زلت تعود إليها دائما؟
}لقد وسم عدم الاستقرار شبابي بأسره. كان والدي قاضيا وكنا مضطرين للانتقال كل اربع أو خمس سنوات. لم يكن لدينا الوقت إذاً كي نتجذر في مكان ما. كنا نقضي العطلة الصيفية في الكاب حيث كانت تقيم عائلتا أبي وأمي. كانت الكاب نقطة استدلالنا، نقطة استقرارنا.
هل تفضل الكاب على جوهانسبورغ؟
}بفعل الاستثمار الصناعي، أصبحت جوهانسبورغ مدينة كبيرة منذ فترة باكرة، أي مدينة مليئة بالضجيج. يسيطر عليها «البيزنس»، حتى إن كانت هناك مسارح رائعة في جوهانسبورغ ومراكز ثقافية مهمة وكتاب إلا أنني لا أستطيع البقاء فيها أكثر من 3 أو 4 أيام. من ثم يلزمني العودة إلى الهدوء ـ النسبي ـ الموجود في الكاب.
ما الذي تحبه في الكاب؟
}أعتقد أن أول شيء هو الجبل. من ثم القرى الصغيرة التائهة وسط الجفاف، ومن ثم الأودية والجبال الخضراء التي تظهر فجأة. حين تتسلق الجبل فأنت ترى البعيد، البعيد. إنه مكان ذو تنوع كبير لا أتعب منه أبدا. ووفق المصطلح البودليري (من بودلير، الشاعر الفرنسي) دائما نجد الجديد فيها. من الهاوية إلى الجبل، يسحرني هذا المكان.
منذ روايتك الأولى «عند أحلك أوقات الليل»، وجدت نفسك تتواجه مع الرقابة التي منعت كتابك. كيف كانت حياتك يومها؟
}الأسوأ من ذلك، أن الأمر لم يقتصر فقط على منع الكتاب. إذ ما إن تعرضت الرواية للرقابة حتى فتحت أعين رجال الأمن. وبدءا من تلك اللحظة، بدأت الأنظار تتحول صوبنا. تعرض منزلنا للتفتيش، زيارات عند الفجر، تهديدات بالموت. هذه التجربة هي التي أحالت الحياة قاسية. لكن في الوقت عينه، يجب القول إنه بسبب هذه الرقابة عرفت هذه العلاقات الأخوية الرائعة من قبل الكتاب الآخرين، بالأحرى من قبل الفنانين كلهم: الرسامين، النحاتين، الراقصين، الموسيقيين… تعرضنا كلنا لتهديد العدو نفسه. وهذا ما أعطى معنى لهذا التضامن: لقد ساعدنا ذلك على الهرب، قليلا، من عزلتنا، من هذه الوحدة التي تغلف المبدع عادة. في العمق، كل ذلك يشكل إحدى أجمل ذكرياتي التي ستبقى محفورة طيلة حياتي. كنا نعمل معا، نقيم مشاريع تفوق قدراتنا لأن المشروع الأمثل كان أكبر منا بكثير.
بالإضافة إلى هذه الأخوّة، ألم يكن هناك إمكان أن تترجم، أن تنشر أعمالك في بلدان أخرى وأن تعرف الآخرين الى عملك؟
}شكل ذلك جانبا إيجابيا للرقابة سمح لنا بأن نبدع هذا التضامن في المقاومة. في البداية، كانت تجربة أدبية بشكل أساسي إلا أنها سرعان ما أصبحت احتجاجا سياسيا. منحتنا أيضا الفرصة بأن نترجم إلى لغات أخرى، أن تنشر أعمالنا في بلدان أخرى. بالنسبة إليّ، حاز كتابي هذا نجاحا عالميا، في انكلترا في البداية، ومن ثم في فرنسا وألمانيا وإنكلترا والبلدان الاسكندنافية وحتى في اليونان وروسيا. كان أمرا مدهشا.
÷ من يستمع إليك يظن أن هذه الرقابة وتفتيش المنزل والخطر الذي داهمك وداهم عائلتك، تبدو كأنها ذكرى إيجابية؟
}بالنسبة إليّ، أنا الكاتب الأبيض، أصبح ذلك ذكرى إيجابية تقريبا. بيد أن ثمة مناطق حالكة كان موجودة. وبخاصة حين نكون كتابا سودا. بالنسبة إلى الكاتب الأسود، لم يكن الأمر مجرد رقابة فقط بل ثمة خطر جسدي، خطر في «الاختفاء»، في الانتحار. إلا أن التضامن والعمل المشترك واليقين الذي كنا نؤمن به في مشروعنا، كانت تستحق معنى هذه المحاولات. لهذا بدا الأمر محمولا.
تبدو قاتما على مر كتابك وقلقا من تطور بلادك. هل هو حذر أو تشاؤم أم ماذا؟
}خلال حقبة مانديلا، كان كل شيء يسير على خير ما يرام، وربما جيدا جدا. من ثم جاءت تجربة تابو مبيكي، الذي بدا كجيسكار ديستان جنوب افريقيا. حاليا، لا أحد يعرف بالضبط أين نحن. إلا أنها حقبة غريبة إذ قبل الانتخابات في بداية العام 2009، كنت أحذر بشكل كامل من جاكوب زوما، الرئيس الحالي. منذ ان اعتلى سدة الرئاسة، بدأ بإرسال اشارات تفيد بأنه مستعد للاستماع إلى كل الذين يرغبون في إخباره أي شيء. ثمة فضول في معرفة ماذا يحدث في البلد. يعيش تابو مبيكي في شبه عزلة رائعة. كان مثقفا بالمعنى الأسوأ للكلمة. ومع ذلك، في بدايته، كان شخصا ملحوظا، وكنا أصدقاء. بخلاف ذلك، لا أعرف جاكوب زوما، لم ألتق به أبدا، وليس عندي أدنى فكرة عنه. أعتقد أنه من المناسب الاستفادة من إمكان الالتقاء به، كي أتعرف الى أفكاره.
هل تعتقد أن مستقبل جنوب افريقيا غير مستقر؟ هل يحدوك الأمل؟
}تبدو الكلمة قوية جدا. الحالة اليوم أفضل مما كانت عليه في الحقبة الماضية التي اجتزناها. أعتقد أن ذلك كله يتأتى من التناقض بين الأمل الذي شعرنا به بعد مجيء مانديلا إلى السلطة وخيبة الأمل الرهيبة التي أعقبت رحيله.
والفساد؟
}إنه مذهل. عشنا مع الفساد في جنوب افريقيا لفترة طويلة، منذ زمن التمييز العنصري. إلا أنه اليوم منتشر في جميع الأرجاء، وبخاصة في الأماكن التي لم نكن نتوقع فيها ذلك. في الأوساط الثقافية، الدينية. في كل مكان.
ملحق السفير الثقافي