خواطر مواطنة مصرية استقبلت البرادعي في المطار: الوصايا العشر لمشروع التغيير
هويدا طه
كنت ضمن آلاف من المصريين – وليس مئات كما يروج الإعلام الحكومي الرسمي وغير الرسمي- توجهوا إلى المطار لاستقبال الدكتور محمد البرادعي لحظة عودته إلى مصر، بدا الأمر وكأننا نعيش لحظة فاصلة بين عهدين.. لم يكن المستقبلون من جيل واحد بل من كل الأجيال.. من أطفال صغار إلى كهول وعجائز لكن الغالبية كانت شبابا مفعما بالحيوية والأمل، ولم يكونوا كلهم من شريحة واحدة أو طبقة واحدة في المجتمع المصري.. بل تراوحوا من فلاح مصري بجلبابه الفضفاض ولكنه فلاح فصيح. وربة منزل تقول إنها لا تعرف شيئا عن السياسة لكنها تأمل في مستقبل أفضل لأولادها.. وهي بذلك لخصت دون قصد المعنى الحقيقي للسياسة. .. إلى أساتذة جامعيين وأدباء وشخـــصيات عامــــة إعلامية وفنية وغيرها، ولم يكونوا كلهم من تيار سياســــي أو فكري واحد بل امتدوا من الاشتراكي إلى الإسلامي إلى اللــــيبرالي إلى من لا لون له سياسيا.. هذه الصورة المكثــــفة للمصريين وصفها الدكتور البرادعي فيما بعد في لقاء تليــــفزيوني بصدق واضــــح ومحســـوس قائلا: ‘عدت فوجدت أمامي مصر مصغرة’، لكن قبل طرح السؤال (ثم ماذا بعد وصول واستقبال البرادعي؟) لــعله ينبغي أن نستشف شيئا ما من تلك اللحظة الفاصلة.. هذا الشيء هو (الرجاء) الذي يملأ نفوس المصريين.. (الرغبة في التغيير).. تغيير كل شيء تعيشه مصر منذ عقود.. وأوصلها إلى ذلك الدرك الذي نحسه جميعا سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.. باختصار نحتاج نحن المصريين إلى.. تغيير النظام. فهو المسؤول عما تعيشه مصر من تردٍ على كل المستويات.. المسألة إذن ليست (هل) نريد التغيير؟ فقد حسمت الإجابة في ملامح كل مصري فاض به الكيل ممن استقبلوا البرادعي أو من الملايين القابعة في ظلام الحيرة في أرجاء مصر.. إنما السؤال حقا هو (كيف) يحدث التغيير؟
زلزال البرادعي
عن دراية أو عن غباء (يعترف) رجال النظام الذي يستولي على مصر منذ عقود بأن الجمود وصل إلى منتهاه ولابد من التغيير. فهم حينما يحاولون التسويق للسيد جمال مبارك يتحدثون عما سموه (الفكر الجديد ).. وكأنه اعتراف ضمني بأن الموجود هو شيء قديم لا يناسب العصر. ثم يستخدمون حجة (أرادوا لها أن تعشعش) في نفوس وعقول المواطنين هي أنه لا بديل على الساحة السياسية المصرية سوى جمال مبارك.. وكادوا ينجحون في لجم الجميع بفكرة أن السيد جمال هو (بديل وحيد) لرئيس طالت وتوالت عقود انفراده بالسلطة.. حتى أصبح التغيير مسألة لا يختلف عليها الحكم والمعارضة على السواء. الاختلاف فقط أنهم كانوا (مطمئنين) إلى (استسلام المصريين) لتلك الفكرة الخبيثة.. ثم فوجئوا بما زلزل اطمئنانهم وأحيا في نفس الوقت أملا وليدا عند مواطن رهينة.. كاد يستسلم لفكرة أنه جزء من متاع الرئيس إرثا حلالا لنجله. .. وربما كانت هتافات الشباب في ساحة المطار تعبر حقا عن هذا الأمل الوليد عندما كانت حناجرهم تتحدى الفكرة الخبيثة بهتاف (مصر فيها ألف بديل.. والبرادعي أهوه الدليل).
إعلام الحكومة وإعلام الحكومة.
في بداية اليوم.. لم يتدخل الأمن إلا قليلا لمنع وصول المواطنين إلى المطار.. بل تعامل بترقب مع الحدث ليقيس – بطريقته – مدى (الخطورة)، لكنه وفي نهاية اليوم وخاصة بعد تأخر طائرة البرادعي وتوافد المزيد من المواطنين كان قد شعر على ما يبدو بتلك (الخطورة) فبدأ ممارسة بعض التشنج حتى أنه منع أخت الدكتور البرادعي من حمل علم مصر. ولأن الحدث بالفعل كبير كانت وسائل الإعلام المصرية والدولية متواجدة بكثافة.. حتى أن المصورين بتكالبهم لحظة ظهور الدكتور الواصل من بعيد أعاقوه عن الوصول إلى مستقبليه لتحيتهم وهم المنتظرون منذ الصباح.. لكن على ما يبدو (وحسب خبرتنا نحن المصريين مع نظامنا بحكم طول العشرة الجبرية. ) بدأ النظام على الفور خطة تهدف إلى (التقليل من شأن) الحدث والدكتور معا. لم يهتم إعلام الحكومة (الرسمي) بالحدث على الإطلاق.. بينما أغلب إعلام الحكومة (غير الرسمي) الذي يسمى في مصر (الإعلام المستقل) كثف من اهتمامه بالحدث.. بتكالب الفضائيات على إجراء اللقاءات مع الدكتور الواصل من بعيد.. لكن هذا الإعلام (المستقل) في معظمه مارس (سقوطا إعلاميا) جعل أشهر البرامج التليفزيونية تجري الحديث مع الدكتور وكأنها (مباحث). العاشرة مساء برنامج واسع المشاهدة وأحبه كغيري من المصريين وأدرك كم يتمتع هذا البرنامج بفريق إعداد متميز. لكن مقدمته والتي طالما رأيتها ككثيرين غيري مذيعة حبابة واعية مجتهدة.. تعاملت مع الدكتور بتلك الطريقة (المباحثية) التي تتعمد الاستخفاف بأفكاره بشكل أثار ضيق الكثيرين. صحيح أننا نعرف وندرك كم من التوازنات التي يجب على برنامج جيد أن يتحسب لها كي يستمر في دولة بوليسية كدولتنا .. وصحيح أننا كمواطنين قد نغفر كثيرا من المداهنات للنظام وأجهزته الأمنية التي يمارسها البرنامج كي يستمر.. إلا أن المذيعة في هذا اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات كانت (مسكونة بهاجس) إجراء اللقاء بطريقة تتقي غضب النظام أساسا.. ولم تنجح هذه المرة في (التوازن) بين اتقاء غضب النظام البوليسي وإشباع حاجة المواطن لمعرفة المزيد عن الدكتور الواصل من بعيد. لكن الدكتور كان راقيا هادئا مترفعا عن الصغائر رغم تعدد الأفخاخ المباحثية التي نصبتها له مذيعة هي في الحقيقة .. تتمتع بشعبية ربما تحتاج جهدا ووقتا كبيرين للحفاظ عليها .. بعد اهتزازها في امتحان اللقاء مع البرادعي.
المرحلة التالية
كان المستقبلون للبرادعي في المطار ينتظرون وصوله في الثالثة عصرا.. لكن الطائرة تأخرت ساعتين إضافيتين لأسباب فنية.. وكنا بالطبع في المطار من حوالي العاشرة صباحا.. تعب الناس وبدأ الإجهاد والجوع والعطش.. لكن أحدا لم يفكر أبدا بالرحيل .. بل راح عدد المستقبلين يتزايد.. كان شعورا مشتركا نتعرف عليه في عيون بعضنا البعض بأن أملا ما يكاد يصبح حقيقة بعد دقائق أو سويعات.. ولو بشكل مجازي.. كنت استمع إلى الهتافات المعبرة التي كانت تنطلق من حناجر الشباب.. النشيد الوطني وأغنيات مشهورة في حب الوطن وشعارات من مثل (باسم الجموع.. يابرادعي.. مفيش رجوع.. يا برادعي) وكانت الوجوه – الشباب خاصة – تضج بملامح تكاد تشي بأنهم كانوا فيما يشبه صحراء التيه ثم رأوا فجأة طائرا في الأفق. .. وكنت في مقال سابق أتمنى لو هتفنا للبرادعي مثلما هتفنا لحسن شحاتة. وقمت على سبيل الفكاهة بتأليف واحد ولما رأيت الشباب بهذا الحماس والتدفق.. اقتربت من أحدهم وقلت له ضاحكة (يا برادعي يا برادعي.. مصر قالت شوف مواجعي). ردده الفتى وردده الناس.. بعدها بدقائق و بعد سماع خبر هبوط الطائرة بدأت الجموع تندفع نحو مدخل الصالة وكانت متجمعة على الرصيف المقابل لها وحوله.. ثم بدأت الأحداث والأخبار تتوافد.. الدكتور يفشل بسبب الزحام في الخروج إلى الناس.. الدكتور رفض عرض مندوب الخارجية الخروج من صالة كبار الزوار.. منسقوا حملة دعم البرادعي يحاولون شق طريق للبرادعي دون جدوى.. اصطف الشباب بعد وصول معلومات بأنه اضطر للخروج من صالة كبار الزوار وقرر الالتفاف والعودة للناس الذين ينتظرون منذ الصباح.. وعندما وصلت السيارة اندفع الناس نحوها فلم يظهر ولو شبر منها وكنت أقف بعيدا.. ولوهلة خفت.. خفت أن يتوقف الأمر عند (التلذذ بالحلم ذاته) دون أن تتوفر لنا إرادة ببذل الجهد لتحقيقه. وتداعت الأفكار.. هل سيصمد الرجل؟ هل سيستجيب لحمل هذا العبء الذي نلقيه على كتفيه؟ هل يمكنه التصدي لنظام احتكر السلطة والثروة لعقود وقد يرتكب الفظائع ضد البرادعي والشعب معا كي يحتفظ بها؟ هل سنخذل البرادعي ونكتفي بمشاهدته وهو يواجه وحده .. القضية؟. وبينما تتدفق التساؤلات في ذهني تمكنت سيارة البرادعي من الخروج.. وبدأ الناس بدورهم في الخروج من المطار فرادا وجماعات.. والجميع على ما أظن كان ينتظر لقاء البرادعي يوم الأحد في العاشرة مساء.. نريد في أعماقنا قياس قدرته ومدى صلابته في المواجهة القادمة.. نريد أن نطمئن..وكنا أثناء ذلك اليوم الجميل نحمل لافتات عليها صورة البرادعي وعبارة نعم البرادعي رئيسا لمصر.. وعندما خرجنا من المطار كنت وضعتها على تابلوه السيارة فكانت ظاهرة من زجاجها الأمامي.. وعند وصولي إلى البيت رآها البواب فقال بعفوية: ‘شيليها يا مدام وإلا حتاخدي مخالفات طول ما انت ماشية’. فقررت التحاور معه وسألته: ‘ إيه رأيك في البرادعي’ قال بدون تفكير: ‘طالما مش منهم يبقى كويس بس حيقدر عليهم إزاي يابنتي دوول ناس فاجرة.. خليها على الله’.
لقاء البرادعي
استعد كثيرون لسماع البرادعي في العاشرة مساء.. كنا نتحادث في التليفونات ونرتب مواعيدنا كي نتفرغ لسماعه.. وفي بداية الحلقة تساءلت المذيعة منى الشاذلي (وهي على كل حال حبابة رغم تضخم الأنا عندها في الأشهر الأخيرة. ) عن رجال الأمن حول بيت البرادعي.. ثم بعد ثوان قالت إن تعليقا من وزارة الداخلية جاء على الفور يقول بأن الأمن هناك .. فقط.. لأن بعض الوزراء يسكنون في المنطقة وليس لسبب آخر. حين سمعت (التوضيح الأمني) ضحكت وشعرت بالتشفي. .. يا حرام قد كده يشعرون أنهم في مأزق .. (وكأني بوزير الداخلية يقول: لا والله مش عشان حاجة لا سمح الله.. لا عشان نراقبه ولا عشان نعرف مين راح عنده ومين مراحش ولا عشان نعرف حكاية المصيبة دي اللي جاية من فيينا تنكد علينا.) لكن الدكتور كان أكثر ذكاء وهو يعلق ضاحكا بأنه طالما هناك وزراء جيران (فإذن همه أهم مني). إنما ربما كان الدكتور أرقى من التحسب للأفخاخ المباحثية التي نصبتها له المذيعة وهي مسكونة بهاجس إرضاء النظام.. وربما لم تفهم الفرق بين (استقصاء رؤيته للمستقبل) والسؤال عن تفاصيل مثل (ما رأيك في الدعم هل يكون نقدي أم عيني؟) فتلك أمور يسأل عنها الخبراء الذين ينفذون (رؤية) وليس صاحب الرؤية العامة نفسه.. كان هذا واحدا من أغبى الأسئلة المباحثية التي سئلت للبرادعي وكانت كثيرة من مثل (فيه إيه في دماغك عندك خطة معينة؟). وبدا رجال النظام في وضع لا يحسدون عليه.. بل في الحقيقة في وضع يستحق منا الاستمرار في الشماتة فيهم. . وذلك عندما تحدث هاتفيا أحدهم وهو عضو لجنة السياسات (اللجنة دي بتاعة جمال.) وهو الدكتور جهاد عوده.. إذ أنهم في وضع لا يمكنهم فيه أن يكونوا (شرسين متغطرسين) كعادتهم عند الحديث عن الشعب المصري.. الرهينة في أيديهم، بدا أقرب أن يكون (مسكينا) وهو يتساءل بمسكنة متوجها للبرادعي بقول يتلخص في عبارة (ناوي على إيه)؟. لكن الأهم في هذا اللقاء هو رسائل البرادعي التي وصلت رغم التحقيق المباحثي معه على الهواء مباشرة. قال (لو عايز أعمل مؤتمر جماهيري حاعمل) ، (بدون مشاركة المصريين لن ننجح)، (لن يمنعني أحد) إلى آخر الرسائل المطمئنة التي تطمئن أننا نحن المصريين وضعنا ثقتنا في رجل يتقدم الصفوف وهو يتحلى بأهم صفة نحتاجها في المواجهة القادمة.. لا يخافّ.
المواجهة القادمة
الهدف الرئيسي للمصريين حاليا هو التخلص من النظام الحالي واستبداله بنظام يصون كرامتهم وحقوقهم.. الآن وبعد أن خطى المصريون الخطوة الأولى في سبيل تحقيق هذا الهدف وهي (تكلييف) من يتقدم الصفوف.. يبدأ النقاش حول كيف ستدار المواجهة.. صحيح أنه ليس كل المصريين يجمعون على البرادعي.. إلا أن الأمر يبدو سائرا في طريق تحقيق هذا الإجماع على ما نأمل.. وفي هذا السياق هناك عدة مراحل أو اقتراحات:
أولا: نحتاج إلى مساعدة البرادعي في تعريف الغالبية العظمى من المصريين به وبمشروعه.. نحتاج إلى التنسيق معه ليزور أنحاء مصر ويقترب من الناس.. وفي هذا نحتاج إلى توسيع اللجنة الشعبية لدعم البرادعي وبذل الجهود لتقويتها..
ثانيا: نحتاج إلى إعادة طرح فكرة تأسيس فضائية شعبية تجمع لها الأموال اللازمة باكتتاب شعبي.. لتكون بعيدة عن أنف المباحث ورجال الأعمال.. فضائية نطرح لها اسما مبدئيا (فضائية تنوير) يتواصل البرادعي من خلالها مع الناس ويكون همها الأول (مشروع التغيير)
ثالثا: نحتاج إلى إعادة طرح فكرة (الآباء المؤسسين) على الدكتور البرادعي.. أي البدء بانتخاب نخبة من فقهاء القانون والدستور (المستقلين حقا وليس إشاعة) كي يوكلهم المصريون لبدء الصياغة القانونية والدستورية لمشروعنا العظيم.. مشروع التغيير
رابعا: نحتاج البدء بحملة جمع التوكيلات للبرادعي.. ولأنني حينما توجهت إلى الشهر العقاري منذ أشهر لعمل هذا التوكيل رفض الموظفون قائلين إن هناك تعميما رسميا من وزارة العدل يمنع توكيل البرادعي .. ولأن أحد رجال لجنة السياسات قال بغطرسة إن تلك التوكيلات التي يحاول المصريون المشاكسون عملها (تصلح بالكاد لبيع سيارة) نحتاج من البرادعي ونخبته من رجال القانون لصياغة طريقة مناسبة نجمع بها هذه التوكيلات.. فنحن أمام لحظة تاريخية لابد أن نشارك فيها..
خامسا: نحتاج إلى وسيلة للضغط على شراذم المعارضة المصرية الفاشلة كي لا تشتت جهود هذا المشروع بتكالبها على فتات الحكومة. .. ربما نحتاج إلى الدعوة إلى مؤتمر عام لإقناع الجميع بالتوافق على البرادعي كرئيس انتقالي يقود (الآباء المؤسسين) لمصر أخرى.. مصر جديدة..
سادسا: نحتاج فعلا إلى تأسيس لجنــة خاصة لدعم الضحايا ممن سينهشهم النظام في صراعه القادم أو الذي بدأ فعلا للحفاظ على غنيمته.. فلن يستسلم بسهولة.. ونحلم أن يمضي مشروعنا لتغيير وجه مصر إلى الصورة التي تستحقها..
سابعا: نحتاج أيضا إلى مناقشــــة جمــــيع الاقتراحات ومن ضمنها مسألة (ضمان الخروج الآمن من السلطة) كإغراء باسم (المصارحة والمصالحة) كما سماها الدكتور البرادعي في لقائه التليفزيوني يجنب مصر استفحال قسوة المواجهة القادمة..
ثامنا: نحتاج من البرادعي نفسه أن يطمأننا بأنه لن يقبل (صغائر العروض) التي يستعد النظام لعرضها عليه في مقابل انسحابه من تلك المواجهة.. فقد تحدثت عدة مصادر أنه قد يعرض عليه رئاسة الوزارة أو ما شابه ذلك.. رغم أننا نثق مما سمعناه من رؤية البرادعي أنه يعي جيدا حجم المشروع الذي يقبل عليه وأنه مترفع عن تلك الصغائر.. إنما نحتاج تأكيدا.. فوقوف المصريين إلى جانبه مبني على أساس مشروع التغيير الجذري..
تاسعا: نحتاج نحن المصريين إلى استعادة الثقة في أنفسنا كشعب وعدم الاستسلام لفكرة العجز.. وتلك مهمة المثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين الجادين.. دورهم ألآن واجب.. عليهم أن يتحلوا بالشجاعة واستغلال كل فرصة متاحة لسحب أعراض هذا المرض الخبيث الذي زرعه المستبدون فينا.. نحن لسنا عجزة.. نحن قادرون على فعلها.. والآن نبدأ..
عاشرا.. من باب إراحة الضمير يحتاج المصريون إلى التوجه بأي وسيلة ممكنة إلى الرئيس مبارك برسالة فحواها أنك يا سيادة الرئيس حاولت على مدى ثلاثين عاما.. أصبت مرة وأخطأت مرات.. ولا يعيبكم هذا فقد أخطأ أعظم عظماء البشرية في كل الأمم.. وأننا نريدها سلمية .. لا نريد العنف ولا نريد الضرر لكم.. نتوجه إليكم بإعادة النظر في مسألة التسامي على النوازع الشخصية والنظر إلى مصر.. هذه رسالة من باب إراحة الضمير.. لكن ما رأيته في المطار وما أراه من عزم الشباب أننا نحن المصريين وبطرق سلمية متحضرة.. ماضون ماضون.. في مشروع التغيير.
‘ كاتبة مصرية
القدس العربي