هل خذل الله فريق الساجدين المصري في غزوته للأنكليز؟
خضير طاهر
بعد ان أعد فريق الساجدين المصري ما أستطاع من القوة ورباط الخيل ليرهب به أعداء الله… وتجهز بآلة الحرب وتوجه لغزو بلاد الأفرنجة لمحاربة الفريق اللأنكليزي، وبعد ان ضج الناس في البيوت والشوارع والمنتديات بالدعاء له بالنصر المؤزر والفتح المبين وسحق الأفرنجة في عقر دارهم وأعلاء راية الحق… بعد كل هذا تعرض فريق الساجدين المصري الى هزيمة كبيرة ومذلة وخسر 3 -1 على يد فريق الأفرنجة ( الكافر ) فهل خذل الله فريق الساجدين، وأين وعد الله للمؤمنين بنصرهم على القوم ( الكافرين )؟
لم يسيء للدين ويشوه صورته أكثر من المتدينين أنفسهم في جميع الأديان وليس في الاسلام وحده.. بسبب أقحام الدين في كل شيء، وتحميله أكثر من وظائفه وأختصاصه، وتوظيفه في قضايا وممارسات لايريدها الله منه… لقد تمت الأساءة الى الأديان كنشاط روحي يعبر عن الإيمان بالله ويدعوا الى السلام والمحبة واحترام حقوق الانسان والعدل المساواة… فطوال التاريخ كان المتدينون هم أكبر عدو لدينهم واكثر خطرا عليه من حتى من الملحدين الذين كان أكثرهم أختار الألحاد بسبب سلوك المتدينين ورجال الدين، لاحظ كيف شوه صورة الاسلام ابن لادن والظواهر والخميني والخامنئي وحسن نصر الله وآلاف غيرهم من رجال الدين في ايران والعراق ولبنان ومصر وافغانستان وباكستان والصومال والسودان ودول الخليج العربي وغيرها!
وواضح ان ظاهرة أسلمة كرة القدم وأستغلالها لتمرير رسائل وشعارات دينية سياسية عدوانية ضد المجتمعات الأخرى المغايرة في الدين.. تقف خلف هذه الظاهرة جهات لديها امكانيات مالية ضخمة هي نفسها من يقف خلف اغراء الفنانات بالمال من اجل إرتداء الحجاب وأستثمار شهرة اسم الفنانة للترويج ونشر الفكر المتطرف الذي يستهدف ضرب أنسانية المرأة وحقها في الحرية والمساواة، وهي نفس الجهات التي تمول سرا سفك الدماء والقتل وتمد جراثيم الإرهاب بالدعم المالي والأعلامي.
لقد صرح مدرب الفريق المصري لوسائل الأعلام ان أهم معيار لديه في أختيار اللاعبين للمنتخب المصري هو معيار الإيمان، وهذا كلام في منتهى الغرابة وليس له علاقة بكرة القدم، ولكن هل هو تصريح عفوي، وهل سجود اللاعبين المصريين هو اندفاع فردي تلقائي بسبب الجهل والتعصب..أم ان العملية منظمة فكريا؟.. نترك الحكم للزمن يشكف لنا حقيقة الأمر.
الغريب ان كافة عناصر فريق الساجدين يتمنون ليل نهار الحصول على عقد عمل في بلاد الأفرنجة ( الكفار ) الذين يوجهون لهم الرسائل الدينية العدوانية من خلال السجود في ارض الملعب بعد تسجيل الأهداف، ومعروف فحوى رسالتهم التي تقول: بما أني مسلم مؤمن فأني الوحيد من بين البشر إيمان هو الصحيح ولهذا فأن الله لي وحدي يحبني وينصرني وهزمكم، والرسالة واضحة تعتبر جميع البشر من اصحاب الديانات الأخرى الذين لايسجدون هم من ( الكفار ) الذين غضب الله عليهم وسيدخلهم الجحيم!
وبعد هذه الهزيمة المذلة والساحقة لفريق الساجدين.. هل سيخرج علينا البعض لتبرير الهزيمة ومأزق اقحام الدين في أمور ليس له علاقة بها ويقول: (( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم… )) وان هذه الخسارة فيها مصلحة للأسلام والمسلمين وان الغاية العظمى قد تحققت بسجود اللاعبين في الملعب الانكليزي امام ملايين الناس؟
ايلاف