هل يقبل الأكراد بتعيين عراقي عربي رئيساً لإقليم كردستان؟
خضير طاهر
يتحدث الأكراد بأستمرار عن العدالة والمساواة ومبدأ المواطنة للجميع، ويتهمون العراقيين العرب بالعنصرية والشوفينية عندما يتحدث المواطن العراقي العربي الذي يشكل نسبة 80 % من عدد سكان العراق عن حقه في قيادة بلده واحتلال المناصب العليا فيها، ورغم قبول العراقيين العرب بوجود رئيس كردي للعراق أضافة الى نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ووكلاء الوزارات والسفراء والمدراء العامين، ورئيس أركان الجيش وعدد من الضباط الأكراد في الجيش العراقي وغيرهم ممن أحتلوا أعلى المناصب الحكومية في الدولة العراقية، زائدا البرلمان… رغم كل هذه التنازلات من العراقيين العرب لكنهم لم يسلموا من تهمة الشوفينية !
والسؤال : بما ان الأكراد ضد الشوفينية ويؤمنون بدولة المواطنة والمساواة ولايفرقون بين الكردي والعربي حسب مايدعون في تصريحاتهم… فهل يقبلون منح العراقي العربي أحد هذه المناصب في أقليم كردستان :
– هل يقبل الأكراد بتعيين عراقي عربي رئيسا لأقليم كردستان؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين عراقي عربي رئيسا لوزراء أقليم كردستان؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين بعض الوزراء العراقيين العرب في حكومة أقليم كردستان؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين محافظ عراقي عربي لأربيل أو السليمانية أو دهوك؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين مدير شرطة عراقي عربي في أقليم كردستان؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين مدير بلدية عراقي عربي في أقليم كردستان؟
– هل يقبل الأكراد بتعيين موظف بسيط كأن يكون شرطي أو عامل بلدية في أقليم كردستان؟
للقاريء العربي الذي لايعرف شيئا عن مأساة العراق الداخلية.. أقول إن جميع هذه المناصب والوظائف ممنوعة على المواطن العراقي العربي، بل أزيد عليها لايسمح لكل عراقي عربي دخول المدن الكردية التي بموجب الدستور مازالت تابعة للدولة العراقية حيث يتم وضع شروط والطلب منه الحصول على كفالة شخص كردي حتى يسمحوا له بدخول كردستان، واذا سمحوا له بالدخول يمنع عليه حق شراء العقارات والتملك والعمل… بينما كل يوم يدخل المدن العراقية مئات الأكراد في منتهى الحرية يعملون ويشترون العقارات ويمارسوا حياتهم دون قيد او شرط!
تصوروا مشاعر المواطن العراقي العربي حينما يرى ان رئيس الجمهورية كردي وعدد من الوزراء الأكراد واعضاء البرلمان يتواجدون ببغداد، وان الأكراد يستلمون من ميزانية الدولة العراقية حصة مالية تصل الى 17 % كل عام، ومع هذا يمنع عليه دخول أقليم كردستان، ويمنع من العمل وشراء العقارات، بينما الأطباء الأكراد في مدينة كركوك (حسب مايصل من اخبار) يرفضون الحديث مع المرضى العرب بلغتهم ومعالجتهم رغم انهم درسوا في الجامعات العراقية ويجيدون اللغة العربية!
لاأدري متى يدرك الاكراد حالة التذمر والرفض الشديد التي أنتشرت بين صفوف العراقيين العرب الذين كانوا يتعاطفون معهم في زمن نظام صدام، ولكنهم سحبوا تعاطفهم بعد ان لمسوا السلوك الكردي القاسي. ولاأعرف هل يدرك الأكراد ان الشراكة في الوطن بين العرب والاكراد قد ماتت، والواقع يقول أصبحنا فعلياً شعبين منفصلين لاتربطنا أية رابطة، ولابد ان يتم انفصال أقليم كردستان بمدنه الثلاث : اربيل والسليمانية ودهوك وتنتهي هذه الشراكة. ولكن السؤال: هل سيتم الانفصال بصورة سلمية أم بأشتعال نار حرب جديدة بين العراق والأكراد وعندها سيكون الشعب العراقي لأول مرة يقف بقوة خلف جيشه الباسل في ا لدفاع عن وطنه؟
ايلاف