سكود على ظهور الحمير
نبيل الملحم
لانفهم بالعلوم العسكرية، ولكننا نفهم جيدا طرق السفر والانتقال من دمشق الى بيروت والعكس، ومما نعرف أن حقيبة السيارة الناقلة تتسع لحقيبة يدوية تحمل بعضا من معجون الاسنان.
الاسرائيليون ارتأوا غير ذلك، وكذلك الادارة الامريكية التي أبلغت دمشق تحفظاتها من تهريب صواريخ سكود الى حزب الله اللبناني، والادارة الامريكية كما الكونغرس مقتنعان بالتهمة.
مانعرفه ومن محللين عسكريين، أن مجموعة صواريخ سكود بحاجة الى مجموعة كبيرة من الشاحنات، وهذه لن تمر من الحدود السورية اللبنانية، وليس بوسع أحد نقلها على ظهور الحمير ، ومانعرفه تاليا أن الحدود السورية اللبنانية محروسة ألف مرة:
مرة من القوات السورية، وثانية من حلفاء سوريا بلبنان، وثالثة من خصوم سوريا بلبنان، ورابعة من الأقمار الصناعية الامريكية وسادسة من الاقمار الصناعية الاسرائيلية التي تلتقط مصاصة المتة لعاشقين يقرقرانها تحت أرزة يتيمة.
مانعرفه كذلك أن صاروخ سكود يصل في مداه الى 300 كم، وأن صواريخ حزب الله تصل الى 110 كم، وأن الحزب ليس بحاجة لأن تتجاوز صواريخه تل أبيب، وديمونة وطبريا، وبذلك فصواريخه تكفيه وليس بحاجة الى صواريخ سكود.
مانضيفه الى (معرفتنا)، ان صواريخ سكود ليست عملية بالنسبة الى حزب الله، فاخراجها نحو منصاتها، وتعبئتها بالوقود، وسلسلة العمليات التي تصاحب اطلاقها، تجعلها تحت نيران سلاح الجو الاسرائيلي، فيما صواريخه المعمول به، تخرج من خرم الابرة وتصيب رأس الفيل.
وبعد كل مانعرفه، نتساءل: ماذا وراء الحملة الاسرائيلية – الامريكية في هذه اللحظة، تحت مظلة :
-تهريب سوريا صواريخ سكود الى حزب الله؟
في الأمر رائحة ما.
رائحة حرب بحاجة الى غطاء اعلامي.
رائحة استحقاقات دولية متصلة بالأسلحة النووية في هذه الكرة وخروج أطراف دولية عن الصمت مطالبة اسرائيل بتفكيك ترسانتها النووي.
رائحة حرب على ايران.
غطاء كثيف من الاعلام، يتجاوز كل الغطاءات الجوية لكل الحروب الممكنة والمؤجلة.
الكونغرس ليس أهبلا، ولكن اللحظة الأمريكية مبالغة في الغباء
شوكوماكو – 2010-15-04