خطاب رجل مهزوم
محمد زكريا السقال
أنا لست معنيا لمن يصل هذا الخطاب
كما أن كلماتي لا تكترث كثيرا بناقديها أو معجبيها
هذا آخر ما أفكر به
جل ما أفكر به أن تقتلع هذه الأمة من جذورها
فتستريح وتريح كما يقول المثل في قرانا التي لا يدخلها النور
وقد لا يدخلها
لا اعرف لماذا ولكنني لا أفرح ولا احزن لهذا
أنا حاقد كثيرا
أخرج بالليل وأتضرع لله أن يبيد هذه الأمة
من أول حرف بهذه اللغة المتبجحة
إلى آخر مئذنة أموية أو عباسية
وسأترك الأندلس لأنها احترمت نفسها وانسلت من جلودنا المتقيحة
وراحت ترتل أشعارها وراء الغجر وعازفي الفلامنكو
وتركت كل ما نسب من دلال ولادة ونفاق ابن زيدون المدعي
أنا هنا أركن ظهري للفراغ الذي ورثته من التاريخ المزور لدرجة الشبع
لهذا أنا خاوي والجوع يجعلني نهم لدرجة الفاجعة
وجلوسي على أية مائدة هو خروج على كل الآداب المتعارف عليها
لأن بنو جلدتي مزورون وتافهون لدرجة القيئ
هولاء المقرفون الذي يدعون كل شيئ بما فيه الكرامة
وكنت المح الكرامة باكية ومطعونة وهي تغتصب على موائد شعرهم
حزينة هذه الكرامة وهي تفتض بكارتها يوميا على موائد شيوخنا
ومثقفينا وضاربي الرمل والمندل
أيها القوم… أيها السادة !! كما تحبون أن تدعوا …ابتعدوا عن طريقي
أرجموني إذا شئتم لأني لن أوفر رجمكم وشتمكم بأقذع الألفاظ
لست آسف على شيئ… أسفي أنني محسوب عليكم
وهذه تهمة مضطر للمبارزة دونها مثل أي فارس يطعن بشرفه
وها أنا منهك ومثخن بالجراح
ولم يعد بجسمي مكان أركن أنه قادر على احتمال هذا القدر من الطعنات
لهذا أنا في آخر الدائرة ولا خيار سوى الإلتحام بخصمي وهو أكثر قدرة ووفرة من الصحة والعافية ليتركني جثة هامدة ولست آسف
آسف أنني أموت باسمكم وتحت نير تشدقاتكم
كما لي من رجاء أن تسكتوا هذا الطنين
ريثما تنتهي مراسم دفني
وهناك اذا كان من رجولة لأحدكم ان يخط سطرا
على شاهدتي البائسة
هذا رجل في زمن افتقدنا به الرجال أتى ورحل في الزمن الصعب
لا أريد بسملاتكم وتعاويذكم
أريد اعترافا صادقا ومن القلب
على الهزيمة التي أصابتنا
من ينفذ هذه الوصية
أبي الذي قضى وهو يعض على نواجذه
أم أمي وهي ترندح مواويلها على الفرسان الذي كانوا مع ابنها
وحيث طال غيابهم شهقت وماتت
أم الرجال الذين ابحث عنهم ولم أجدهم
برلين / 12 / 4 / 2010
خاص – صفحات سورية –